الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا سينهار نظام الملالي في إيران؟

حميد زناز

2022 / 10 / 1
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


نزلت الايرانيات والإيرانيون مرة أخرى إلى الشوارع بالآلاف بعد مقتل الشابة مهسا أميني، البالغة من العمر 22 عاماً على يد شرطة الإرشاد او دورية الاخلاق أو بالأحرى اللأخلاق. وكالعادة كانت ردة فعل الملالي عنيفة راح ضحيتها العشرات من البريئات والأبرياء إذ لا ثقافة سياسية لدى السلطة الدينية سوى قمع المعارضين المطالبين بدولة حديثة بعيدا عن أحكامها القروسطية. يطالب أغلب الإيرانيون وخاصة الايرانيات بالدولة الحديثة التي لا تقتل فيها شابة في مققتبل العمر بسبب خصلة شعر هاربة من تحت حجابها المفروض بالقوة في إطار ما يعرف بقواعد الزيّ الإسلامي، التي تفرضها السُلطات الكهنوتية في إيران.

في الوقت الذي تخلع فيه الايرانيات الحجاب المفروض وتحرقه في الساحات العامة احتجاجا على الظلم المسلط عليهن في بلاد الملالي، نجد بعض النساء في الغرب مدفوعات من قبل جماعة الاخوان المسلمين يطالبن بحق ارتدائه في المدارس والمؤسسات الحكومية وبعضهن يتقاضين راتبا لارتدائه واستعراضه في الشوارع بغية تعويد الغربيين على رؤيته ثم قبوله.

قبل هذا، كان قد خرج الإيرانيون في مظاهرات عارمة مطالبين حكومتهم الكف عن تمويل الارهاب والبدء في تحسين ظروف حياتهم. ولكن في الوقت الذي يصرخ فيه المتظاهرون غاضبين: "اوقفوا حروبكم في الخارج"، "فكروا فينا"، لا يزال الملالي يتشدقون بشعارات فارغة " الموت لأمريكا " والموت لإسرائيل " متناسين أن الشعب الايراني قد أدرك أن اقتصاد بلده على حافة الانهيار جراء العقوبات المتتالية وانسحاب الشركات الاوروبية مضحية بالأسواق الايرانية كيلا تخسر الارباح الكبيرة التي قد تجني من الاستثمار في الولايات المتحدة الامريكية وغيرها. لقد ملّ الايرانيون من تصرفات الملالي الغوغائية وعنترياتهم الفارغة وسيصلون حتما ، اليوم أو غدا، إلى عتبة فارقة تقصم ظهر النظام القروسطي.

تعيش إيران نفس الوضع الذي كان سائدا قبل ثورة 1979 التي قام بها الشعب بقيادة اليسار واختطفها الخميني بمباركة من بعض الغرب لقطع الطريق على القوى التقدمية بقيادة حزب تودة الشيوعي. ومثل اليوم كان يشعر الايراني أنه فقير يعيش في بلد غني وهو نفس الدافع الذي يجعل الايرانيون يتظاهرون رغم القمع الشديد، فليس لهم ما يخسرون فهم يعرضون أنفسهم لخطر الموت إعداما حينما يهتفون في كل مناسبة بموت مرشد الثورة خامينيي.

انطلقت ثورة 1979 بنزول التجار إلى الشارع للاحتجاج على الاوضاع الاقتصادية السيئة وتم على إثرها الاطاحة بالشاه. وهي نفس ظروف اليوم إذ في سنة 1979 كانت ثورة من أجل "الخبز والرفاه والحرية" ولكن تمر 43 سنة ولا خبز أكثر ولا رفاه ولا حرية في البلد بل ازدادت الامور سوءا. ولئن كان نقد الحكومة في زمن الشاه يعتبر جريمة، فاليوم يعتبر إثم وخطيئة ومعصية .

لقد استبشر الايرانيون خيرا حينما رفعت العقوبات على بلدهم سنة 2015 وامتلأت خزائن الحكومة الأصولية بملايير الدولارات ولكن في الوقت الذي كانوا ينتظرون فيه تحسن حالتهم المعيشية جراء هذا التدفق المالي الكبير وإصلاح البنية التحية المهترئة في بلدهم، راح الملالي يبذرون أموال الايرانيين في تمويل الارهاب الدولي واحتلال سوريا ودعم بشار الأسد وعصابات حزب الله والحوثي.

يمر الاقتصاد الايراني اليوم بمرحلة يرثى لها: ازدياد نسبة الفقر إذ يعيش الآن ما بين 30 و50٪ من الإيرانيين تحت خط الفقر ، نسبة البطالة بين الشبان 25%. وبغض النظر عن كل العوامل الخارجية الكابحة، فمهما كانت نية الاصلاحي حسنة، فلا يستطيع أحد ضمان تنمية اقتصادية حقيقية في إيران نظرا للخطوط الكثيرة الحمراء التي وضعتها الدولة "الثورية". وقد فشل نظام الملالي فشلا ذريعا غي ادماج اقتصاد الجمهورية الاسلامية في الاقتصاد العالمي لعدم قدرة الملالي على احترام القواعد المالية الدولية وعلى الخصوص مسألة تمويل الحركات الارهابية.

لم تعد حيلة تحطيم اسرائيل تنطلي على الايرانيين منذ زمن طويل، وقد أدركوا مبكرا أن حمى التسلح والتلويح بالحرب وخلق النزاعات الطائفية في بلدان الجوار وفي الخارج عموما لا تزيد سوى من تدهور الحالة المعيشية داخل إيران. و رغم ادعاءات الحكومة و إعلامها، فالإيرانيون يعيشون الازمة من الداخل ويلاحظون تدهور قيمة عملتهم الوطنية إلى مستوى خطير جدا أمام الدولار الامريكي . ويبقى عدد البطالين مرتفعا جدا، والتجار لا يحصلون على العملة الاجنبية التي يحتاجون. وبسبب عدم التسيير العقلاني للجفاف المستمر منذ 50 سنة، أصبحت المياه نادرة سواء للشرب أو للري ولم يعد في استطاعة الفلاحين الانتاج بوفرة لتغطية احتياجات المستهلكين. وعلاوة على عزلته الداخلية، فهذا النظام مبرمج إيديولوجيا ليعادي أهم القوى في العالم: الولايات المتحدة الامريكية، السامية، العرب، والغرب كله. ولم يبق للجمهورية الاسلامية من الاصدقاء سوى التابعين والمرتزقة كحزب الله في لبنان ونظام بشار الاسد والحوثيين وبعض الجماعات العراقية.

ولكن إلى متى يستمر هذا النظام الغريب عن العصر في الاستهتار بمقدرات الشعب الايراني والعبث بمستقبله؟ كيف سيتعامل هذا الشعب المنكوب أمام هذا الانسداد المتعدد ؟ هل سينتفض انتفاضة نهائية ضد العصبة الحاكمة؟

مع تنصيب ابراهيم رئيسي القريب جدا من الحاكم الفعلي غير المنتخب علي خامنئي رئيسا في انتخابات رئاسية مفبركة، كان نظام الملالي يظن بأنه أحكم قبضته الفولاذية نهائيا على مقاليد الحكم في إيران. ولكن مع ظهور ووعي هذا الجيل الجديد المنفتح على العالم والذي ليس له ما يخسر سوى أغلاله، تشير كل الدلائل إلى إمكانية حدوث تمرد قطاعات واسعة من الشعب في أية لحظة قد تعصف بالنظام، فالميدان جاهز والانزعاج عميق ولا ينقص سوى تحالف المحرومين والطبقة المثقفة لتنطلق حركة شاملة كما حدث سنة 1979 قد تحرر هذه المرة الشعب الايراني نهائيا من تحت نير الاستعمار الاصولي وأضحوكة ولاية الفقيه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لأنهم يعيشون في الماضي لن يفهموا
بارباروسا آكيم ( 2022 / 10 / 1 - 22:07 )
هو ملى طهران لا يريد أن يفهم بأنه هناك جيل جديد في لا يشبه ذاك الجيل الذي كان في ٧-;-٩-;-

لايفهم بأنه المرأة الإيرانية تريد حقوقها و الشاب الإيراني يريد حقوقه
لا يفهم بأنه الشعب الإيراني اوربي الهوى و لكنه أجبر على لبس ثقافة ليست له

الملى كان يتصور مثلاً بأنه حينما يأتي ب إلهام چرخنده ليصورها و هي تردد نشيده ( سلام فرمانده ) سيخدع هذا الجيل الشاب و سيحل المشكلة
و لكنه تحول هو و نشيده و چرخنده الى مهزلة على وسائل التواصل الإجتماعي

https://youtube.com/shorts/VmYfkBep7bw?feature=share

https://youtube.com/shorts/bK_zy-BpkP0?feature=share

https://youtube.com/shorts/25I3YgwqUlk?feature=share

https://youtube.com/shorts/QSFgo6JtIzU?feature=share


هناك جيل جديد صاعد يريد أن يعيش بحرية بعيدا عن آديولوجية هؤلاء المعاتيه


2 - احلام اليقظة
جورج حداد ( 2022 / 10 / 3 - 07:28 )
يا سيد حميد
عبثا تحلم بسقوط الثورة الاسلامية في ايران
لقد جرب تظام صدام حسين القضاء عليها وهي في بداية الطريق وكان مدعوما منن قبل جميع انظمة النفط العربية والمعسكر الغربي واللبيروقراطية السوفياتية الخائنة للشيوعية - وكمما تذكر استمرت االحرب 8 سنوات ولكن اللثورة الاسلامية صمدت
وفي زمننا االراهن بدأ الهجوم المعاكس من قبل -المحور الشرقي- الروسي ــ الصيني ــ الايراني ضد المعسكر الامبرياللي الغرببي ومن ضمنه انصار المثلية الجنسية كحضرتك ــ ووقد تمت هزيمة اسرائيل في غدوانها ععلى لبنان في 2006 وهزيمة الداعشية في سوريا والعراق ــ ووالان تحولت اوكرانيا االى دولة ميتة يعيش بقية شعبها على المساعدات الغربية ولكن الى متى ــ وبدأت اوروبا الغربية تدخل في مرحلة الازمة زالجوع ــ وبدأت السعودية ودول الخليج تترتعد امام الالاستعدادات اليمنية لمهاجمتهها في عقر دارها
وكل من يحلم بأن المحور اللشرقي الجديد سينهزم انمما يحلم احلام يقظة وعاجلا لا آجلا ستتحول هذه الاحلام الى كوابيس جهنمية وبئس المصير


3 - تعليق رقم ٢-;-
بارباروسا آكيم ( 2022 / 10 / 3 - 11:33 )
و الله يا صاحب تعليق رقم ٢-;-
انت بالذات اتمنى أن أراك عند المرحوم صادق خلخالي
على رأي المرحوم سعيد صالح : نفسي اشوفك على كتافو
حينها فقط ستفهم مامعنى
جمهورى إسلامى
اذهب يارجل و اسأل جماعة توده
اعضاء المكتب السياسي لحد هذه اللحظة لا يعرفون مصيرهم و لا يوجد جثة و لا شهادة وفاة

اخر الافلام

.. المشهديّة | المقاومة الإسلامية في لبنان تضرب قوات الاحتلال ف


.. حكاية -المسجد الأم- الذي بناه مسلمون ومسيحيون عرب




.. مأزق العقل العربي الراهن


.. #shorts - 80- Al-baqarah




.. #shorts -72- Al-baqarah