الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


-محجبة بين جناحي باريس- قصة فتاة -علمانية- محجبة

شاهر أحمد نصر

2022 / 10 / 1
الادب والفن


"الغزير الحكمة، الذي عرف جميع الأمور: (جلجامش)
الذي رأى الأسرار، وفتح الخفايا،
وحمل معارف ما قبل الطوفان،
سلك طرقاً بعيدة وتعب،
فدوّن في لوح حجري عن كل تعبه".(1)
لمّا عاد جلجامش من رحلته حفر قصته على الصخر، ليخلد سيرته، فالعمل يخلد الإنسان... وقع ذلك حوالي 2550 ق.م، وفي آذار عام 2017م - أي بعد أكثر من أربعة آلاف سنة أصابت قذيفة حرب عبثية العمارة التي تسكنها الأديبة "ماجدة حمود" فقتلت ترددها في كتابة روايتها السيرية، وأرشدتها إلى الكتابة عصافير حارتها، التي عادت إلى متابعة زقزقتها، لتتحدى الموت بالغناء، ولتتحداه الكاتبة بالحرف الدال على وعيها وثقافتها، لتنقذ روحها من الانهيار، ومن حرب مجنونة لا ناقة لها فيها، ولا جمل.
الكاتبة شامية خمسينية العمر، نشأت في بيئة متفتحة، على الرغم من جهلها وفقرها، كانت أمها تردد: "كلّ واحد على دينو الله يعينو"، أما جدها فكان يجمعهم ويقول: "المسلم الله خلقه، والمسيحي الله خلقه، واليهودي الله خلقه، والحمار الله خلقه!". (2)
تتحفنا الكاتبة في هذه الرواية بلوحات فنية جميلة، غنية ومفيدة، سنحاورها في مضمونها، إذ نتفق، ونختلف معها في عدد من محاورها، لنستظل في فيء جمالها الصادق والجذّاب...
- محبّة الأم، والصراع بين الموقفين الواقعي والعاطفي
"أحسست أنني في حاجة إلى توثيق لحظة أنانية، عشتها في باريس خلافاً لقناعاتي، وما زالت تثقل ضميري. قلت في نفسي: أبوح بها، لعلّ الكتابة تطهرني، إذ كانت في بدايتها رحلة حزينة، فقد توفيت أمي بعد يومين من وصولي إلى باريس. فعشت تمزقاً داخلياً بين أن أكون واقعية، وأتابع فرصة لا تأتي في العمر إلا مرة واحدة، وبين أن أكون عاطفية، فأعود إلى بلدي، لأستطيع، وقد لا أستطيع، أن ألقي نظرة وداع على أمي!"(3)
لقد ذكرني صراع الكاتبة الداخلي هذا، ورجحان موقفها الواقعي على عاطفتها برواية "كوزو أبيشوغوروا": "بقايا يوم"، إذ يرى ستيفن (رئيس الخدم في قصر دارلنغتون والشخصية الرئيسة في هذه الرواية) أنّه "يجب أن لا ندع عواطفنا تتدخل في قراراتنا".(4) وفي خضم العمل وأوجِه - إذ يدير ستيفن عمله في أثناء انعقاد مؤتمر مهم في قصر دارلنغتون يحضره رئيس الوزراء، ولوردات وسفراء دول يقررون فيه مصير شعوب بأكملها - يتلقى خبراً عن حالة والده الصحية السيئة، وأنّه سقط على الأرض في الدور العلوي، فيهرع إليه، وينقله إلى غرفته: "مددت والدي على سريره، كنت مضطرباً لا أعرف كيف أتصرف، من غير اللائق والإنساني أن أدع والدي بهذه الحالة، على الرغم من انشغالي بالمؤتمر، كنت أقف على الباب تائهاً أبحث عن أي مساعدة، ظهرت الآنسة كينتون فجأة إلى جواري، خاطبتني بمودة بالغة قائلة: "سيّد ستيفن، لدي الوقت الكافي للمساعدة، سأبقى إلى جانبه، يمكنك الالتفات إلى عملك". وهكذا بقي ستيفن مشتتاً بين عمله ومتابعة صحة والده... وأخيراً حلّت لحظة الحقيقة حين قابلته الآنسة كينتون أمام باب القاعة، وبادرته قائلة: "سيّد ستيفن أنا آسفة جداً، لقد توفي والدك منذ حوالي أربع دقائق". "تجمدت في مكاني لا أعرف ماذا حلّ بي، رفعت الآنسة كينتون عينيها الدامعتين نحوي، قالت مواسية: "آسفة، سيّد ستيفن... هل ستصعد لوداعه؟"
"إنني مشغول جداً الآن آنسة كينتون، ربما بعد قليل".
"إذاً هل تأذن لي بأن أغلق عينيه؟"
"سأكون شاكراً لو فعلت.".... "أعتقد أنني إذا قمت بواجبي على أكمل وجه، لا أكون قد خذلته."(5)
تبين هذه المقارنة بين موقفين إنسانيين في روايتين كتبتا في مرحلتين تاريخيتين متباعدتين، وتجري أحداثهما في بلدان مختلفة، أنّ الهواجس الإنسانية لدى العقلاء من بني البشر متشابهة في مختلف العصور والبلدان، والنّاس عموماً، بمن فيهم المرأة الشرقية، التي تمثلها الكاتبة "ماجدة حمود"، في حالتنا الراهنة، لا تقلّ إلماماً ودراية عن الرجل الغربي حين تحكّم عقلها في اتخاذ القرارات المصيرية في حياتها.
- غيرة الكاتبة الاجتماعية والوطنية، وولعها بالجمال:
"محجبة بين جناحي باريس" سيرة إنسان مغرمة في حبّ أهلها، ووطنها... لقد شغفها حبّ "دمشق القديمة أجمل بقعة في الكون، منبع الأناقة والنظافة"، وألهمها أن تنسج بين الجمال والحالة الاجتماعية علاقة وثيقة... إذ يحتلّ الجمال مكانة مميزة في عالم الأديبة "ماجدة حمود" وروايتها؛ إنّها مولعة بالجمال، ويحزنها تحوّل مدينتها إلى جبهة قتال، فالتهَمَ "الرعب والقلق إحساسي بالجمال. إننا حينما فقدنا إحساسنا بالجمال، استسلمنا لحصار القبح والكراهية؛ وبذلك دمرنا معاني الحياة"... وتشغل الاديبة رؤية شوارع باريس "تتأنق فيها محلات بيع الورود... أما في بلدي فإننا نعيش بعيداً عن الجمال، إننا نقتله عن سابق إصرار وترصد"...ص58 وحين تزور صديقها (نهر السين)، تتذكر نهر (بردى)، وتلتهب مشاعر الحنين الصادقة في محبّة وطنها ومسقط رأسها... وتُحذر من أننا نعيش حالة حرمان من الجمال! متسائلة إن كنا "نسير نحو الهاوية، حين نحوّل الجمال إلى تجارة، ونسمح للقبح بالهيمنة على أرواحنا؟" وفي الطريق من باريس إلى الريف تشاهد أشجاراً لا تمتلكها سوريا بأكملها! ولاحظت أنّهم يعتنون بالخضرة وبالإنسان! فأحبّتِ الطبيعة هناك بمقدار ما أحبّتِ البشر. واكتشفتْ أنّه في بلادها "تُهمل المدينة والريف معاً؛ ليتيه أبناؤها في صحراء التخلف!" وهالها "إننا نتوحش على الطبيعة والإنسان! نحرم الفقير من التمتع بجمالها! أما الغني فغالباً ما ينسى أمثال هذه المتع، فقد ألهاه المال وغلبت عليه الشهوات".(6)... ويدفعها تصويرها لهذه المعضلة إلى التفكير فيمن يُنقذنا؟ وفي رأيها "لن يستطيع أحد آخر سوى أنفسنا، أن يمدّ لنا يد العون"!
ومن اللافت للانتباه أنّ الكاتبة تتحدث هنا بلغة المبني للمجهول (تُهمل المدينة والريف معاً)، أو تستخدم ضمير المتكلم بلغة الجمع "نحن" بعمومية لا منطقية... وهنا يتبادر إلى الذهن سؤال: من أولاء "نحن" الذين نتوحش على الطبيعة؟ فالكاتبة نفسها والقراء جزء من "نحن" فهلّا أفادتنا كيف وأين، هي، أو أغلب القراء، توحشوا على الطبيعة؟ أم ثمة بعض التجني على الذات، كما القارئ، في حكم التعميم هذا؟!... ربّما استدعت الدقة من الكاتبة التنويه إلى أنّ بنية الفساد هي التي تتوحش على الطبيعة وعلى الإنسان، وليس "نحن" العمومية... علماً أنّ الكاتبة على حقّ تماماً في طرح هواجسها المفعمة بمحبّة شعبها ووطنها، والغيرة عليهما متمنية أن يظلّ وطنها أجمل وأنظف بقاع الكون... وهي على حقّ في تحفيزنا "نحن" للبحث عن مبادرات فردية وجماعية لمعالجة هذه المعضلات... لدينا طبيعة بكر، وبحر جميل، وروح شعب نبيل، ويبقى السؤال ما العمل للمحافظة على جمالها والاستفادة منها.. لتوسيع دائرة الجمال بدلاً من الندب، وجلد الذات؟...
وفي المجال الاجتماعي تقارن الكاتبة بين الإنسان في الشرق والغرب؛ لافتة الانتباه إلى أنّ الإنسان في الشرق محكوم عليه "أن يناضل في كل لحظة في حياته، إذ يُهدده الجوع والاستبداد والجهل... في حين لاحظت أنّ إنسان الغرب يناضل من أجل رفاهية أكبر!" فقال (مسيو بونور) لها: "انظري كم نتعب، لنحصل على تلك الرفاهية، أنتم اعتدتم الكسل!" وهنا حاولت الكاتبة رسم نفسية الغني في وطنها، الذي "لا يشبع، ولا يقنع؛ لذلك يعيش حياته مؤرقاً، يريد أن يفوز برفاهية أكثر وأكثر! لكنّه على نقيضكم يعيش حياة آلية بعيدة عن الثقافة وتأمل الجمال! تبدو لي طبقة رجال الأعمال لدينا نهمة للمال، تجد متعتها فيه، فتعيش حياتها تغذي معدتها وما تحتها، لا روحها! لهذا لن تكون مؤهلة للنهوض بمجتمعها، بل هي أحد أسباب تخلفه".(7)
- في الإيمان والعلمانية، والمرأة والحجاب
ثمّة أمر آخر شجع الأديبة "ماجدة حمود" على كتابة هذه الرواية؛ ألا وهو وصف حياة فتاة مؤمنة محجبة في بيت عائلة فرنسية... وكيف تعيش ابنة ثقافة "العيب والحرام" في باريس مع رجل في بيت واحد، وكلمات أمها تتردد في ذهنها "الرجل الذئب لا أمان له، إياك والخلوة معه"؟ لكنها كانت تردف قولها "إذا الرجل ديب فالمرأة سبع". وتناقش الكاتبة مسألة الحجاب في أكثر من موضع من الرواية، ولا سيّما، حينما ينصحها الدكتور كامل بخلع الحجاب: "اضطرم قلبي غضباً إنّه يتدخل في خصوصيتي. إنني مع الحجاب أحسّ بحرية أكبر".(8)
وفي هذا المجال أود التنويه إلى أنّ حادثة نزع الحجاب بالقوة التي تعرضت لها الدمشقيات في ثمانينيات القرن العشرين، تركت أثراً سلبياً في أعماق المجتمع، وفي لاشعور الدمشقيات، مما دفع كثيرات من غير المتحجبات إلى ارتداء الحجاب، بسبب ردة فعل على طريقة وفرض خلعه، فضلاً عن أنّه أصبح جزءاً من شخصيتهن، وتعبيراً عن إثبات ذاتهن، ولن يخلعنه حتى تعالج ذيول تلك الحادثة، ويشعرن بالاطمئنان بأن أحداً لن يجبرهن على نزغه... وفي هذا السياق أرى أنّه من المفيد قراءة الآية الكريمة: "وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنّ"، على أنّها دعوة إلى التمسك بمكارم الأخلاق، وليست دعوة للحجاب بالقسر، ولا للابتزاز، فلقد جاء في مختلف التفاسير - وأذكر منها تفسير "الجلالين" - "وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبهنَّ" أَيْ يَسْتُرْنَ الرُّؤوس وَالْأَعْنَاق وَالصُّدُور بِالْمَقَانِعِ "وَلَا يُبْدِينَ زِينَتهنَّ" الْخَفِيَّة وَهِيَ مَا عَدَا الْوَجْه..." أي إنّ التفاسير تثبت بوضوح أنّه، لا حرج للمرأة منذ عهود الإسلام الأولى أن تبدي وَجْههَا وَكَفَّيْهَا وَالْخَاتَم، هذا فضلاً عن أنّ الآيات القرآنية نزلت في ظروف تاريخية معينة، وثمّة اختلاف في تفسيرها، والغاية الأساسية منها حماية المسلمات المؤمنات من الأذية، وصون الأخلاق النبيلة والشريفة، ومن المعروف أنّ الإسلام دين يسر، لا دين عسر... وطبّق الخلفاء الراشدون وأمراء المؤمنين أحكام الشريعة بما ينسجم والعصر والظروف التي مرّت بالمسلمين. فقد أوقف الخليفة العادل عمر بن الخطاب، في عام الرمادة، تطبيق الحد الوارد في (سورة المائدة. الآية(38): (والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما جزاء بما كسبا، نكالاً من الله، والله عزيز حكيم)... والكاتبة على حق حينما تدعو إلى الحرية الفردية في ارتداء، أو عدم ارتداء الحجاب، إنّما هذا لا يبرر ارتداءه كتعبير عن ردة الفعل على أي فعل قسري بسبب فرض السفور بالإكراه، فالحياة لا تتطور على طريقة ردة الفعل، بل بمقدار ما ننشر فيها من تقدم، وحضارة، وجمال، وحرية...
والكاتبة تتحدث عن أهمية الإيمان في الحياة! وتعدّه "خير معين لنا، كي نصبر على شقائها! وأنّ حياتنا من دونه تزداد بؤساً وبشاعة!" وهي تذكر مقولة دوستيفسكي: "إذا لم يكن الله موجوداً فكلّ شيء مباح". وترى أنّ "الإيمان الحقيقي بالله، في رأيه، هو أن نتقبل الشقاء على الرغم من إدراكنا بأننا لا نستحقه".(9)
الكاتبة هنا تطلق أحكاماً عمومية تحتاج إلى مناقشة، وتحتمل الاختلاف: فكثيرون من غير المؤمنين يصبرون على الشقاء ويدفعونه بالعمل، وهم يقدمون أهمية العمل والعلاقات الاجتماعية، على أي مفهوم آخر، وكثير من غير المؤمنين لا يبيحون كلّ شيء، كما يرى دوستيفسكي، على الرغم من أنهم غير مؤمنين، وينبغي أن تكون تجربة الكاتبة في باريس أخبرتها بذلك، بل ثمة روادع أخرى لدي كثير من غير المؤمنين تجعلهم أرفع شأناً من بعض المؤمنين، ويتقبلون الشقاء بفعل تجربتهم الحياتية التي تنبئهم، وتعودهم على حتمية وقوعه... وها هي ذي المدام الفرنسية (بونور) صاحبة الدار التي أحبتها، وتقدر أخلاقها عالياً، تقول لها: "لست في حاجة إلى الدين كي أفعل الخير".(10)
قد يتساءل البعض لماذا اخترت عنواناً لهذا المقال: "قصة فتاة "علمانية" محجبة"، وهل يمكن أن تكون الفتاة المؤمنة والمحجبة علمانية؟ أجيب بكل بساطة: نعم، إذ أنّ العلمانية تعني الدنيوية (من الدنيا) أي تنظيم حياة الإنسان اليومية على أسس دنيوية، فهي لا تتعارض مع خصوصيات الإنسان وحريته الشخصية ومنها الإيمان والحجاب، والكاتبة "ماجدة حمود"، في سلوكها اليومي، وفكرها التنويري، ليست بعيدة عن العلمانية، فضلاً عن أنّ الإسلام يهتم بأمور الإنسان الدنيوية أيضاً؛ وتبقى حكمة النبي العربي محمد: "أنتم أعلم بأمور دنياكم" خير مثال على ذلك، ولقد أقام العرب المسلمون دولة، وأسسوا حضارة يعترف المؤرخون بدورها الإنساني بفضل اعتمادهم المبادئ والأسس الدنيوية في حياتهم اليومية لإشادة تلك الحضارة...
- أفكار حارة، وصور جميلة، وخبرة غنية
في الرواية أفكار وصور لافتة تغني عالم القارئ وتلهمه؛ منها على سبيل المثال لا الحصر:
- تطري الكاتبة باستمرار أخلاق أصحاب الدار الفرنسيين (مسيو، ومدام بونور) وحكمتهم، وتظهر محاسنهم، على سبيل المثال، كيف يستأذنها صاحب البيت لشرب كأس نبيذ، وتستخلص العبر المفيدة من سلوكهما، وتدونها لعلها تترك أثراً في القارئ: "ذهبت اليوم مع (مسيو بونور) إلى السوق، اشترينا خضاراً وفاكهة، ثم اشترى باقة ورد لزوجته. سألته: ما المناسبة؟ فأجاب أنه اعتاد تقديم الورود لها بين فترة وأخرى. قلت في نفسي: كم امرأة عربية تتلقى مثل هذه الهدية بعد زواجها بثلاثين عاماً! أليست هذه إحدى تجليات المودة والرحمة التي حدثنا عنها القرآن الكريم!"(11)
- "أدركت أنّ لقائي بالآخر يجعلني أواجه نفسي، ويدفعني إلى تطويرها. أنا لم أرتكب ذنباً بمجالسة إنسان يشرب نبيذاَ. أرضيت ضميري الديني حين رددت القاعدة الفقهية "الضرورات تبيح المحظورات"؛ عندئذ أدركت أنّ ديني دينُ يسرٍ لا عسر." (12)
- "ألا نسير في طريق العنصرية، حين نغلق أبواب ذواتنا على معتقدات هي في الأصل حمالة أوجه؟"(13)
- ترى الكاتبة في الحوار عن القرآن، والجدال في المرأة التي تعرض نفسها للرسول، والموقف من هذه الآية بأنّه يشبه "حديث الطرشان"، وهي تذكرنا هنا بقول يُنسب لأينشتاين مفاده أنّ "تفجير نواة الذرة أسهل من تغيير قناعة مسبقة"...
- في الرواية لوحات لافتة وغنية منها الحوار الشيق مع الروائي أنيس في موضوع المرأة، كأنّه يعيش قول بلزاك: "كلّ امرأة تعيش معها، هي رواية لم تكتب". والمقارنة بين حياة المرأة الفرنسة والعربية بعد الستين (بعد التقاعد) حيث تستمر الأولى في إغناء حياتها، بينما الثانية تمضيها في القال والقيل.
- الكاتبة صادقة في وفاؤها لوطنها، وأهلها وأمها، التي ترافقها في كل خطوة تخطوها، ولا سيّما، حينما تشعر بالاختناق من الوحدة، فتتذكر حكمها: "البيت بسكانه لا بحيطانه"، و"حين يزعجها أمر تشق طريق".
رواية "محجبة بين جناحي باريس" للأديبة ماجدة حمود، رواية سيرية غنية بالصور والأفكار العميقة والمفيدة... أسلوبها ومنهجها أسلوب واقعي جذّاب، تجمع في طياتها بين المتعة والفائدة والحكمة، وتمتاز بتنوع الأسئلة التي تثيرها.
الرواية صادرة عن دار الحوار عام 2019، وتقع في ثلاثمئة صفحة من القطع المتوسط.
الصفصافة - طرطوس 3/9/2022
الهوامش
(1) ملحمة جلجامش اللوح الأول، العمود الأول 4-8
(2) ماجدة حمود - محجبة بين جناحي باريس – رواية سيرية - الطبعة الأولى:2019 © دار الحوار للنشر والتوزيع ص143
(3) المصدر نفسه. ص8
(4) "كوزو أبيشوغوروا" - "بقايا يوم" – ترجمة: هند بهلول – دار السوسن - دمشق2007 ص 153
(5) المصدر نفسه. ص102...ص116
(6) ماجدة حمود - محجبة بين جناحي باريس – رواية سيرية - الطبعة الأولى:2019 © دار الحوار للنشر والتوزيع ص235
(7) المصدر نفسه. ص133ص134
(8) المصدر نفسه. ص53
(9) المصدر نفسه. ص107
(10) المصدر نفسه. ص131
(11) (12) (13) المصدر نفسه. ص58 ص57 ص56








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الكاتبة تخدع نفسها
مصطفى صلاح ( 2022 / 10 / 3 - 22:11 )
لا يمكن الجمع بين الحجاب و العلمانية هذه ازدواجية و انفصام و مخاولة مكتوب لها بالفشل للمصالحة بين الاسلام و الكفار ، الاسلام هو في حرب مفتوحة مع الكفار و يمنع تقليدهم و الموالاة لهم و الاسلام يسعى الى اقامة دولة قائمة على الشريعة الاسلامية و القوانين فيها مستمدة من القرآن ، العلمانية و الديموقراطية بدعوتنا غربيتان ، لا يمكن الجمع بين الاسلام و العلمانية يجب اختيار احدهما ، في الاسلام الجهاد لنشر دين الله هو اعلى درجات الالتزام في الدين و الجهاد بالنفس هو اعلى منزلة من كل انواع الجهاد و هذا يعني قتال الكفار و الاسلام لا يقبل بالمثلية و زواج المثليين و هي احدى اهم اركان العلمانية في الاسلام الكفار يجب ان يدفعوا الجزية للمسلمين و هم صاغرين بينما العلمانية تساوي بين المسلم و لكافر و لهم نفس الحقوق ، الرجل يحق له الزواج باربهجع نساء و العلمانية تمنع تعدد الزوجات و عشرات النقاط اخرى لا يسع المجال هنا لذكرها كلها تؤكد وجود شرخ عميق بين الاسلام و العلمانية

اخر الافلام

.. الناقد طارق الشناوي : تكريم خيري بشارة بمهرجان مالمو -مستحق-


.. المغربية نسرين الراضي:مهرجان مالمو إضافة للسينما العربية وفخ




.. بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ


.. كيف أصبحت المأكولات الأرمنيّة جزءًا من ثقافة المطبخ اللبناني




.. بعد فيديو البصق.. شمس الكويتية ممنوعة من الغناء في العراق