الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من دروس الحرب في أوكرانيا

خليل قانصوه
طبيب متقاعد

(Khalil Kansou)

2022 / 10 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


ليس من باب ادعاء أهلية لشرح و تحليل تطورات الحرب الدائرة في أوكرانيا بين روسيا من جهة و المعسكر الغربي من جهة ثانية ، ولكن المقصود بعنوان هذه المقالة "دروس أوكرانيا " هو في الحقيقة مقاربة تلك الحرب بمنظار شرق أوسطي ، او تبسيطا للأمور مقاربتها بمنظار لبناني ، كون لبنان ساحة من ساحات الرصد و التجارب الأميركية في شرق المتوسط . انطلاقا من أن الدورس التي يمكن استخلاصها هي نفسها التي تبطنها في الواقع الحروب الأميركية في لبنان و العراق و سورية و البلدان المجاورة لهم في شبه جزيرة العرب و الخليج ااعربي ـ الفارسي و إيران و تركيا ، تحت مسمى " الشرق الأوسط الجديد " تعبيرا عن رغبة الولايات المتحدة في وضع خريطة جغرافية و سياسية للمنطقة . بكلام أكثر وضوحا ، إن ما تشهده أوكرانيا ، غربي روسيا لا يختلف جوهريا عما يجري على حدودها الجنوبية ، هنا تنبع في تقديري أهمية الربط بين الجبهتين .

من المعروف أن الولايات المتحدة و الدول الأوروبية نجحوا في سنة 2014 في تدبير " ثورة ملونة " ضد السلطة في أوكرانيا ، اطلقوا عليها "ثورة الميدان " أوصلوا بواسطتها إلى الحكم ، جماعة من عملائهم الذين أشهروا عداءهم للروس ، في بلاد يشكل هؤلاء غالبية سكان مناطقها الشرقية . و سرعان ما ترجم هذا الأمر على أرض الواقع بحرب أعلنتها السلطة المركزية ، بدعم من المعسكر الغربي ضد سكان أوكرانيا الروس أو الناطقين بالروسية الذين كانوا يتلقون الدعم من روسيا .
استمرت هذه الحرب حتى شهر فبراير شباط من العام الجاري ، قبل أن تظهر طبيعتها و الغاية المتوخاة من ورائها ، بما هي حرب ضد الدولة الروسيا نفسها من أجل إضعافها و تجزئتها و الإستيلاء على مواردها الطبيعية ، المنجمية و النفط و الغاز ، التي تحتاج إليها غالبية الدول الأوروبية في السيرورة العلمية و الصناعية الرائدة المتواصلة في معاهدها و مختبراتها . مجمل القول أن غاية العملاء في السلطة الأوكرانية هي إخضاع و إذلال الأوكرانيين ذوي الميول الروسية بينما غاية الولايات المتحدة هي إخضاع و إذلال الاتحاد الاوروبي ، و الدول الأساسية فيه بةجه خاص ، و روسيا للمجمع العسكري الصناعي الأميركي للحؤول دون التعاون فيما بينهما و استباقا لزعزعة القطبية الأحادية التي تدعي أحقية استحقاقها استنادا إلى أنها " اقذت " أوروبا من ألمانية النازية من ناحية و إلى انتصارها على الإتحاد السوفياتي و تفكيكه من ناحية ثانية .
نكتفي بهذه التوطئة للننتقا من بعد إلى " الدروس و العبر " :
ـ اللافت للنظر في المسألة الأوكرانية هو انشقاق المجتمع الوطني إلى فريقين عدوين لدودين متحاربين ، يعتمد كل منهما على دعم طرف أو أطراف خارجية هي أيضا متنازعة فيما بينها ، فتبحث عن بلدان تتوافر فيها الظروف الملائمة لمصالحها أو لجر خصومها لحروب تستنزفها ، توقيا للتصادم المباشر معهم . فالإنشقاق الداخلي إلى فصيلين عدوين هو العامل الأساس لقضّ الكيان الوطني قضا ، فيستحيل إعماره من جديد ، بأيد هدمته . على الأرجح في هذا السياق أن الدول التي تهدمت ، نتيجة الإنشقاق الداخلي و الإحتراب بين المنشقين بمشاركة أطراف خارجية ، لن تقوم لها قائمة . و في مختلف الأحوال أنها لن تعود كما كانت ، إذا عادت . و أغلب الظن أيضا أن نقطة الإنطلاق للهزيمة أو الإنهيار الذي يلحق بالمجتمع أو الدولة هي الفرقة و العنصرية ضد الجار و الشريك فيها .
ـ العبرة الثانية التي يمكننا أن نتوقف عندها لنتفكر في الأوضاع السائدة في البلدان التي ضربها زلزال " الربيع العربي " أو تلك التي تنتظره ، أن الطرف الخارجي الذي يدعم فريق داخلي في حربه على فريق داخلي آخر ، انما يقوم بذلك من أجل أضعاف الطرف الخارجي الذي يقف وراء هذا الأخير هذا من جهة أما من جهة ثانية فإن غاية من يُسعّر الحرب الأهلية هي غالبا ، إلغاء أحد أطراف النزاع و استيلاب إرادة الطرف الثاني ، ناهيك من أن النفوذ و المصلحة هما في دائما في نظر الجهة الخارجية ، أعلى و أغلى من الحليف الداخلي و من الوكيل و العميل .
خلاصة القول و قصاراه أن كل مجتمع وطني أو قومي قابل في هذا الزمان ، للإنشقاق أو للإشتعال لاسباب عقائدية أو سياسية أو دينية ، هو بالقطع مجتمع متخلف آيل حتما للزوال ,








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. استقطاب طلابي في الجامعات الأمريكية بين مؤيد لغزة ومناهض لمع


.. العملية البرية الإسرائيلية في رفح قد تستغرق 6 أسابيع ومسؤولو




.. حزب الله اللبناني استهداف مبنى يتواجد فيه جنود إسرائيليون في


.. مجلس الجامعة العربية يبحث الانتهاكات الإسرائيلية في غزة والض




.. أوكرانيا.. انفراجة في الدعم الغربي | #الظهيرة