الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عزيزي الحي ، لا أريد أنّ أتحول لميتة أرجوك ...

إكرام فكري

2022 / 10 / 6
ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة


عزيزي الحي ، لا أريد أنّ أتحول لميتة أرجوك ... أنا اكرام التي كانت تُضيء كل أنوار البيت وهي طفلة وحيدة بُمفردها لأنها كانت تخاف وتكره الظلام..! لا اريد أن اكون مظلمة في هذا العالم المظلم ....
أريد ألا أتوحش أو أخسر نفسي هذه مهمة ثقيلة وصعبة حقًا. ألا يتحول المرء لمظلم لمتوحش لميت ...
ليلا ، أفرد جسدي على السرير وأدرك أني لا أجيد تنفيذ الأمر كما ينبغي، أعني عدم التحول لميتة لأن عدم التحول ذاك يقتضي مواجهة الحياة منذ البداية بقلب مفتوح للجمال. فكيف يكون عليك تذوق ذلك و انت وسط أناس يذبلون، أمامك، يومًا بعد يوم، تحت وطأة عذاب لا يستطيعون فهم سببه....
لا أريد أن أضيع عمري أو أفكاري أو مشاعري برفقة أشخاص فيهم الكثير مِن الموت والقليل مِن الحياة، وقليل مِن الحياء، لا يستحون مِن بثّ الكآبة والظلام والكدر كمهمة يوميّة مُقدسة ...
أشخاص لا أستطيع أبدا أن أكون معهم كما أنا ارتدي الاقنعة و أخدع نفسي و من حولي و أقول و افعل ما يردون هم فقط ، حتى أشعر بالانتماء الوهمي في مجتمع لا يقبلني إلا " مزيفة " ...
أنا الآن بشخصيتين ، واحدة (مزيفة) أبدو فيها مؤمنة ومطيعة بلا صوت وبلا اعتراضات، وأخرى (حقيقية) أعيشها سراً ...
جملهم التافهة أصواتهم المستفزة تتناهى إلى سمعي كلّ يوم أصوات أشبه بالنعيق تستطيع العبث بدواخلي ... تجعلني خائفة .... المشكلة أنني لا أستطيع تفسير سبب سيطرة هذا الشعور عليَّ ....
أشعر بأنني خائفة و وحيدة، وحيدة للغاية، وحيدة ويكأن لا بشر غيري على الأرض. إحساس قاسي بالوحدة والبردة و الظلام و الخوف ينخر كياني. أنا وكل ما يقبع بداخلي من أحلام وخيالات وترجمات و اقتباسات وأشكال وألوان نهيم في فضاء بمفردنا للأبد ....
متى أعيش يا الله ؟؟ ألا يكفي أنني بالفعل أدفع ثمن اهتماماتي الغريبة وحدة وعزلة..! أحتّى عندما أتجنب الرد على كل هذا النعيق يُساء فهمي؟ ماذا أفعل إن كان الصمت لا يُزيدني إلا كلامًا. وأن برّرت ! ألن يُزيدني التبرير إلا غموضًا؟
أنا أعي يا رب أنهم لن يفهموا معنى "أنهم يحطمون قلبي"، وحتّى لو شرحت لهم ....
لأنهم لم يكونوا ممن يتقبلون الحوار لأنهم مقتنعين بطريقة حياتهم و تربيتهم الصالحة
بمزدوجة ( تعنيف , تأكيد ذات ) كامنة في نفوسهم مهما بلغوا من العمر عتيا ...
الحياة بالنسبة لهم إما ضارب أو مضروب ....متدينين بالمعنى الطقوسي ولكن متعصبين بالمعنى الحياتي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كتاب حكايتي شرح يطول


.. الدكتورة علوم عودة




.. الدكتورة المختصة بالأحياء الفرع الأول في كلية العلوم سلام نص


.. من داخل السجن.. نرجس محمدي تدعو للاحتجاج ضد الحرب على المرأة




.. تقرير: إيران تستعمل التعذيب والاغتصاب ضد المتظاهرين المعتقلي