الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أزمات التغيير المحتملة

المهدي المغربي

2022 / 10 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


مقدمة

من و ما يمكن أن يهدد النظام الملكي الحاكم؟
سؤال يكبر و يتشعب و يتعقد لما نطرح فحواه على الرقعة السياسية المغربية و القوى التي من المحتمل أنها قد تشكل زاوية من الزوايا الأساسية فى هذه العملية المصيرية المتعلقة بآمال جماهير مسحوقة معذبة و مستعبدة.
و من جهة اخرى مهمة الحسم مع نظام مستبد متشبع بكل دوافع الحقد و الغطرسة ضد الشعب المكلوم و المضيوم و المغلوب على امره في أغلب الحالات
هذه مجموعة من الاحتمالات حقولها قد تلعب دورا ما في قلب الأوضاع رأسا على عقب

1
اولا المؤسسة الملكية

التفجير المحتمل قد يكون من داخل المؤسسة الملكية عندما تتعارض و تتنافس المصالح الاقتصادية المهيمنة في ما بينها للاستحواذ على المزيد من الثروة و مراكز النفوذ تحت مظلة الرأسمالية الفرنسية او الصهيونية او الغربية عموما
و هذا التصدع قد يحدث خلخلة سياسية و تناحر و تقاتل الشيء الذي يفقد هبة النظام الحاكم و يضعفه الذي هو بدوره دائما عكس ذلك يتظاهر بالتماسك و التعالي و الوحدة بين أطرافه المتنفذة و قد تكون هذه الموجة العنيفة فرصة دهبية للشارع ان يخرج و ينتفض و يثور في أفق العصيان المدني و فرض ارادة الشعب
و المهم و الاساسي من كل هذا هو ان تكون القيادة جاهزة للموقف الثوري

2
ثانيا المؤسسة العسكرية

انقلاب المؤسسة العسكرية لما لاحقها من تهميش و إبعاد عن القرار السياسي و جعلها حبيسة الثكنات و ارسال رموزها و جنرالاتها إلى الصحراء لينشغلوا بالتقاتل على أرض الصحراء الغربية -- هذه القضية التي لا حل لها في ظل سلطة الأنظمة المتكالبة --و كذلك جعل اهتمامات هؤلاء الضباط الانشغال بمداخيل الريع و التجارة و الربح و الاغتناء الفاحش.
حيث هذا المشهد هو صورة قد لا ترضاها بعض رموز المؤسسة العسكرية و قد تكون لها كذلك نية الانتقام للجنرالات التي تم إعدامها في محاولة انقلاب سبعين و اثنين و سبعين على إثر المحاولة الانقلابية الفاشلة ضد الملك الحسن.
كذلك إقحام شبكة الموساد الإسرائيلية من طرف سلطة القصر المخزنية في الحراسة الخاصة للملك و حاشيته المقربة المحسوبة على دار المخزن و في هذا القرار ضرب لهبة الجيش و التقليل من دوره و أهميته في حماية المصالح بالاضافة إلى احالة ضباط و جنرالات على التقاعد و إعفائهم من مهامهم و الاستغناء عنهم علما ان لهم القدرة و الخبرة العسكرية على
تدبير الأزمات.

3
ثالثا القوة الجماهيرية و العمالية

احتمال قوة قوى اليسار المتحالفة و الدفع بالقوة العمالية الموحدة على إعلان الإضراب العام و الرفع من سقف المطالب من الحزبية الخبزية الضيقة إلى المطالب السياسية الجوهرية لأجل قلب النظام و تازيم سلطة القصر و سحب البساط من تحت أقدام القوى الليبرالية النفعية الموالية للنظام الملكي و المناوءة لمصالح الشعب
و هذا الاحتمال يستوجب ممارسة ثورية تلبية للشعارات الثورية و ليس مسايرة الدكاكين السياسية في اجترارها و حرباءيتها و اللعب على خلط الأوراق و تضبيب الرؤية.
الحسم مع الخط الإصلاحي الضيق الافق هو مهمة الحركة الثورية الصاعدة.

4
رابعا المد الاسلاموي

احتمال المد الاسلاموي الكاسح المسلح المدعوم من عدة جهات دولية و اقليمية لاجل استبدال سلطة القصر و الملك بسلطة الشيخ او الملا عبر المواجهة المسلحة بصيغة حرب مليشيات و عصابات مدربة الشيء الذي يربك الجهاز الأمني القمعي و يدخل المجتمع برمته في موجة انفلات امني قد يكون احتمال إفراز وضع آخر للازمة أكثر من هذه التي تعيشها الناس
الا ان هذا الاحتمال قد لا يستطيع الوصول الى الهدف و ذلك من جراء منطلق الممارسة السياسية التي تتغدى عندهم بالنزعة الدكتاتورية و الاقصائية التي هي اساس و عصاب التفكير عند هذا النوع من الصفوة بالاضافة الى ان التركيبة السياسية الاسلاموية المغربية متفاوتتة القناعات في ما يخص الموقف من مصير النظام الملكي و المواجهة معه و هناك منهم من مد يده للقصر لمواجهة و قمع اليساريين و الشيوعيين و الشعب اظن لن ينسى ابدا هذا التواطئ و العمالة المخزية

5
خامسا التدخل الأجنبي

أما الاحتمال الخامس فهو غريب نوعا ما
ان تتدخل قوة أجنبية كي تزعزع الوضع كما تدعي بعض الأوساط فهذه خطة تنفي على الشعب قدرته في تقرير مصيره بنفسه خصوصا اذا وفر الشروط الكفيلة بضمان إنجاح القفزة النوعية في مسار التغيير الذي لا يمكن انكار حجم التضحيات التي بذلتها الجماهير و قواها الحية بالرغم من ضعفها و غلبها عبر مراحل متفاوتة من تاريخ الصراع الطبقي المغربي الدائر .
صحيح أن الجهات التي قد تدعم انتفاضة الجماهير إعلاميا متوفرة و في هذه المسألة تضامن اعلامي مقبول
اما ان تتدخل قوة عسكرية اجنبية أكانت عربية ام اروبية ام أمريكية فهذا المنطق مرفوض و قس على ذلك الدول التي حاولت إدخال الديموقراطية على ظهر الدبابات إلى اوطانها و ما آلت إليه الأمور من احتلال و تدمر و حروب اهلية لم تستطع لحد الان ان تخرج من ازمتها بالرغم من كل المحاولات اليائسة
لذلك القوة الحقيقية في التغيير و الثورة هي بيد الشعب و ليس سواه مهما تعقدت الأمور و طال امد الإنتظار طالما هناك روح نضالية و اصرار و جهد و مكابدة و عزيمة تدفع في اتجاه استكمال الوعي الثوري مسار انضاجه و جعله امرا واقعا بدل التذبذب و الخوف و سيادة خرافة القدر
إذن طالما ان هناك طراع طبقي تدور رحاه اكيد ستنفجر الازمة التي تعيد الأمور إلى نصابها لصالح الشعب و تنظيمه الثوري بالعدل و الكرامة و الديموقراطية و هذه استراتيجية لا مفر منها








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شولتز: المساعدات الأميركية لا تعفي الدول الأوروبية من الاستم


.. رغم التهديدات.. حراك طلابي متصاعد في جامعات أمريكية رفضا للح




.. لدفاعه عن إسرائيل.. ناشطة مؤيدة لفلسطين توبّخ عمدة نيويورك ع


.. فايز الدويري: كتيبة بيت حانون مازالت قادرة على القتال شمال ق




.. التصعيد الإقليمي.. شبح حرب يوليو 2006 | #التاسعة