الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


النقابة والعمل النقابي في عصر عولمة الفقر.....35

محمد الحنفي

2022 / 10 / 7
الحركة العمالية والنقابية


العلاقة بين النقابة والأحزاب السياسية:.....4

إن ما تعودنا عليه في مغرب الاستقلال، هو أن كل حزب لا مبدئي لا مبادئي، يعمل على أن تكون له نقابة حزبية، تعمل في إطار الحزب، تقريرا، وتنفيذا، يعتبر كل المنتمين إليها، حزبيين، ويعتبر كل الحزبيين، أعضاء في النقابة، سواء كانوا عمالا، أو أجراء، أو كادحين، أو لا ينتمون، لا إلى العمال، ولا إلى باقي الأجراء، ولا إلى سائر الكادحين.

والحزب الذي لا يستصيع أن ينشئ نقابته، يحرص على أن تكون نقابة معينة، تابعة له، يملي عليها ما تقرره، وتعمل على تنفيذه، في صفوف العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، مما لا يستفيد منه إلا الحزب، الذي يملي على النقابة ما تفعل.

وإذا كان قيام حزب معين، بتكوين نقابة حزبية، وإذا كان حزب آخر، جعل نقابة معينة تابعة له، وإذا كان هناك حزب بدون نقابة حزبية، أو نقابة تابعة له، يصير حزبا موضوعيا. وإذا كانت هناك نقابة غير تابعة، أو غير حزبية، وغير مبدئية مبادئية، فإنها تلجأ إلى تكوين حزب تتحكم فيه، وتوجهه، لاتخاذ القرارات، التي تخدمها، باعتبارها نقابة تحمل عقلية بورجوازية صغرى، لتصير النقابة المحسوبة مبدئية مبادئية، التي تتمثل فيها النقابة، التي عملت على تأسيس حزبها، لتنعكس القضية من معاناة العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، من النقابة الحزبية، أو التابعة، أو البيروقراطية، إلى المعاناة من الحزب النقابي، لآن النقابة، التي أشرفت على تكوين حزب معين، فإنها تعمل على اعتبار كل عضو لا يعرف بحزبية معينة، ولا يشتهر بها، هو عضو في الحزب النقابي، أو الوجه الآخر للتحريف النقابي، الذي ينفر منه العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، مما جعل النقابة المبدئية المبادئية، منعدمة في وجه العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين.

وحتى نتخلص من النقابة التي تتحكم في حزب معين، توجهه إلى اتخاذ القرارات، التي تخدم مصلحة القيادة النقابية، فإن على العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين:

1) رفض الالتحاق بأي نقابة لا مبدئية لا مبادئية، حتى ولو أدى الأمر إلى قيام العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، بتأسيس نقابة مبدئية مبادئية، لا هي بيروقراطية، أو حزبية، أو تابعة لحزب معين، أو تعمل على إيجاد حزب تتحكم في توجيهه، إلى اتخاذ القرارات، التي تراها مناسبة لخدمة مصالح القيادة النقابية: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، مما يسرع بتحقيق التطلعات البورجوازية الصغرى، لتصير القيادات النقابية، مصنفة إلى جانب الإقطاع، أو البورجوازية، أو التحالف البورجوازي الإقطاعي المتخلف، لتتمكن بذلك من التحول الطبقي، الذي تسعى إليه.

والغاية من قيام العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، بتأسيس نقابة جديدة، مبدئية مبادئية، هو التعبير بالفعل الميداني، عن رفض كل أشكال التحريف النقابي: البيروقراطية، أو حزبية النقابة، أو تبعيتها، أو قيام نقابة معينة، بتكوين حزب تتحكم فيه، حتى لا يبقى العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، بدون نقابة مبدئية مبادئىة؛ لأن الحزب النقابي، لم ينتم إليه إلا اللقطاء، الذين لا يمتلكون الشجاعة إلى الانتماء إلى حزب سياسي متحرر، من أي وصاية، يحرص على أن يكون ديمقراطيا، ويناضل من أجل الديمقراطية، لا يسعى إلى إيجاد نقابة حزبية، كما أنه لا يسعى إلى أن يجعل نقابة معينة تابعة له، أو أن تعمل نقابة معينة على إيجاد حزب تتبعه.

2) التمسك بالمبدئية المبادئية، التي تنبذ كل أشكال التحريف، التي لا تجعل أي نقابة تقوم بدورها، في إعداد العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، للانخراط الواسع في النضالات المطلبية للنقابة: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، من أجل التحسين المستمر، لأوضاع العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، وللتخفيف من حدة الاستغلال الهمجي، ليس إلا، مما لا يرجع الفضل فيه إلا للنقابة المبدئية المبادئية: الديمقراطية، التقدمية، الجماهيرية، المستقلة، الوحدوية، التي ترفض كل أشكال التحريف، التي تسيء إلى النقابة، والعمل النقابي، ولا تشرفهما.

3) التأكيد على أن تكون النقابة المبدئية المبادئية: ديمقراطية، في هيئاتها المختلفة؛ لأن الديمقراطية في النقابة، وفي العمل النقابي، يمكن تصنيفها إلى:

ـ ديمقراطية داخلية، تنظم العلاقات بين الأعضاء، في النقابة، وبين أجهزتها المختلفة، وفيما بين الأجهزة، حتى يعرف كل عضو، ما هي المهام التي يمارسها، وما هي المهام التي ليست من اختصاصه، تجنبا للاختلاف، حول الاختصاصات، وسعيا إلى تجنيب النقابة، الصراعات حول المهام، والاشتغال على ما هو خاص، بكل مستوى من المستويات، التي تختلف في الاختصاصات الجهوية، التي ليست هي الاختصاصات الإقليمية، وليست هي الاختصاصات الفرعية؛ لأن الديمقراطية الداخلية، هي التي تحدد المهام، التي توكل إلى كل مستوى، من مستويات المسؤولية.

ديمقراطية عامة، بمضامينها: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، والتي تناضل جميع التنظيمات الديمقراطية، بما فيها النقابة، وجميع الشرفاء، من أجل تحقيقها، على جميع المستويات، وبمختلف المضامين، الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، حتى يساعد ذلك على تمتع جميع أفراد المجتمع، بحقوقهم الإنسانية: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، وبحقوق الشغل، إن كانوا يمارسون عملا إنتاجيا، أو خدماتيا، أو كادحيا؛ لأن الغاية من تحقيق الديمقراطية، هي تحقيق العدالة الاجتماعية النسبية: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، من أجل التخفيف من حدة الاستغلال الهمجي: المادي، والمعنوي.

والنقابة الديمقراطية، هي التي تحرص على احترام الديمقراطية، المنظمة للعلاقة، فيما بين الأعضاء، وفيما بين الأجهزة، والمناضلة من أجل تحقيق الديمقراطية، بمضامينها: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، حتى يشعر كل فرد في المجتمع، بأنه ينتمي إلى المجتمع، وفي هذا الوطن، الذي لا مفر له، من أن يصير ديمقراطيا، على جميع المستويات الديمقراطية.

4) الحرص على أن تكون العلاقة بين النقابة، وبين العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، علاقة ديمقراطية، كشكل من أشكال التفاعل مع العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين؛ لأنه بدون التفاعل مع الديمقراطية، لا يمكن أن تجعل النقابة مختلف القطاعات: الاقتصادية، والاجتماعية، والقافية، والسياسية، تنتظم في النقابة، والنضال بواسطتها، من أجل تحقيق المطالب القطاعية، والمركزية، التي لا يمكن تحقيقها: إلا بالنضال من أجل الديمقراطية، بمضمونها: الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي.

5) الحرص على أن يتمتع جميع العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، بحقوقهم الإنسانية: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، والمدنية، وبحقوق الشغل، التي تضمنها قوانين الشغل، المعمول بها، حتى يخلصوا في العمل الإنتاجي، والخدماتي، وحتى يشعروا بارتفاع شأنهم: ماديا، ومعنويا، ومن أجل أن يطمئنوا على مستقبلهم، ومستقبل أبنائهم، وبناتهم، وأحفادهم، وحفيداتهم؛ لأن الحياة التي لا تحترم فيها حقوق الإنسان، وحقوق الشغل، لا يمكن أن تعتبر حياة.

6) اعتبار التمتع بمختلف الحقوق الإنسانية، والشغلية، وسيلة لتحرير الإنسان من الظلم، والقهر، واحترام إنسانيته، وتحقيق العدالة الاجتماعية، التي لا وجود لإنسانية الإنسان فيها، وخاصة إذا كان هذا الإنسان: عاملا، أو أجيرا، أو كادحا، والذي يجب الحرص على احترام إنسانيته، مهما كان، وكيفما كان، ما دام عاملا، أو أجيرا، أو كادحا.

وهكذا: نجد أن رفض التحاق العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، بالنقابة اللا مبدئية اللا مبادئية، والتمسك بالنقابة المبدئية المبادئية، عندما تقبل قطاعات العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، على الانتظام في النقابة المبدئية المبادئية، والتأكيد، على أن تكون النقابة المبدئية المبادئية، ديمقراطية، لضمان تمكين العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، من التقرير، والتنفيذ، بأنفسهم، حتى يزدادوا ارتباطا بالنقابة، وبالعمل النقابي، الذين يدرك كل عامل، وكل أجير، وكل كادح، مغزاهما الديمقراطي، الذي لا يوجد، ولا يمكن أن يوجد، في نقابة، لا ديمقراطية أبدا، والحرص على أن تكون علاقة المسؤولين النقابيين، بالعمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، علاقة ديمقراطية، كشكل من أشكال التفاعل بينهما، والحرص على أن يتمتع جميع العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، بحقوقهم الإنسانية، والشغلية، والعمل على اعتبار التمتع بمختلف الحقوق الإنسانية، والشغلية، وسيلة لتحرير الإنسان، من الظلم، والقهر، واحترام إنسانيته، لنكون، بذلك، قد عملنا على مقاربة الجواب على السؤال:

ما العمل من أجل التخلص من النقابة التي تتحكم في حزب معين؟

لنمر إلى مقاربة الجواب على السؤال:

كيف نجعل من النقابة المبدئية، المبادئية، نقابة لا تعرف التبديل، والتغيير أبدا، مهما كانت الشروط التي يعيشها العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين؟

إن المحافظة على النقابة المبدئية المبادئية، يقتضي منا، توعية العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، بأهمية المبدئية المبادئية في النقابة، والعمل النقابي، خاصة، إذا كانت النقابة ثابتة على مبدئيتها، مبادئيتها، لا تتبدل، ولا تتغير، من أجل الإخلاص إلى العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، حتى يتأتى لها تربية الأجيال الصاعدة، من العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، على المبدئية المبادئية، ليصيروا، بعد ذلك، مرتبطين بكل ما هو مبدئي مبادئي: اقتصاديا، واجتماعيا، وثقافيا، وسياسيا، وقد يصيرون واعين، بما هو مبدئي مبادئي، وقد ينخرطون في أي تنظيم مبدئي مبادئي، بما في ذلك الأحزاب الديمقراطية، والتقدمية، واليسارية، والعمالية، من أجل النضال، في أفق تحقيق الأهداف المختلفة، التي تأسست مختلف التنظيمات المبدئية المبادئية، من أجل تحقيقها، سواء كانت أهدافا اقتصادية، أو اجتماعية، أو ثقافية، أو سياسية، حتى يتأتى بناء مجتمع تسود فيه المبدئية المبادئية، وتتحقق فيه الأهداف المرحلية، مما يؤدي بالمجتمع، إلى التغيير، من السيئ، إلى الأحسن.

ولذلك، كان الحرص على المبدئية المبادئية، في حد ذاتهن شروعا في تغيير الواقع الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي، من أجل إعادة بناء المجتمع، وانطلاقا من إعادة النظر في القيم السائدة، والعمل على تغييرها، بقيم بديلة، تعمل على الفعل في الواقع، من أجل جعله يستجيب لإرادة العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، الذين يعملون على إنتاج واقع بديل، لا وجود فيه للأمراض المختلفة، التي أنهكت كيان مختلف الأجيال، ولا زالت تنهك كيان الأجيال المقبلة، مهما كانت، وكيفما كانت، إذا لم يتم وضع حد لمختلف الأمراض الشائعة في المجتمع.

وحتى تستمر النقابة في مبدئيتها مبادئيتها، علينا أن نعمل على:

1) الاهتمام بالنقابة المبدئية المبادئية، ودعمها، واعتبارها رائدة، في المحافظة على مبدئيتها مبادئيتها، وسعيا إلى تحرير الإنسان، وديمقراطيته، وتحقيق العدالة الاجتماعية، بمضمون التوزيع العادل للثروة المادية، والمعنوية، في أفق تحقيق الاشتراكية، وتوعية العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، أينما كانوا، وكيفما كانوا، للانضمام، في إطار النقابة المبدئية المبادئية، التي تستميت في الدفاع عن مصالح العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، مهما كانت الشروط عسيرة، وكيفما كانت الأوضاع الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية متردية، خاصة، وأن استفادة المستغلين، تكون مضاعفة، بدون حدود، في ظل حرمان العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، من تحسين أوضاعهم المادية، والمعنوية، ومن التمتع بحقوقهم الإنسانية، والشغلية.

3) الاهتمام بدعم النقابة المبدئية المبادئية: ماديا، ومعنويا، وجماهيريا، حتى تحقق أهدافها، من وراء قيادتها للنضالات المطلبية: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، لصالح العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، ولأن الاهتمام بدعم، وتقوية النقابة المبدئية المبادئية، هو في نفس الوقت، دعم للعمل النقابي المبدئي المبادئي، النظيف، الهادف إلى دعم، وتقوية العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، الذين بدونهم لا تقوم للمجتمع قائمة، على جميع المستويات: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، ولا يكون هناك، لا إنتاج مادي، ولا معنوي، ولا يحصل هناك أي تطور اقتصادي، واجتماعي، وثقافي، وسياسي، وبدل الاهتمام بهم، وتحصينهم، يقع الاهتمام بمصاصي دمائهم: المستغلين لإنتاجهم المادي، والمعنوي: الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي، باعتبارهم إقطاعيين، أو بورجوازيين، أو ينتمون إلى التحالف البورجوازي الإقطاعي المتخلف، يمكن اعتمادهم، كما تريد، ويساهمون في تكريس الاقتصاد الوطني، وفي إحداث تنمية اقتصادية، واجتماعية، وثقافية، وسياسية.

3) الحرص على تنمية المشاريع الاقتصادية، التي تقف وراء نمو العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، لتستمر النقابة المبدئية المبادئية في النمو، ليستمر العمل النقابي النظيف، وليستمر دور النقابة، والعمل النقابي، في إعادة تربية العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، على المبدئية المبادئية: الديمقراطية، التقدمية، الجماهيرية، المستقلة، الوحدوية، ليصبح العمل النقابي، مدخلا إلى بناء مجتمع متقدم، ومتطور، ونظيف، وخال من كل أشكال الفساد: الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي، الذي يعتبر الفساد الانتخابي، جزءا لا يتجزأ منه، والذي لم يواجه من قبل المسؤولين، ومن قبل الأحزاب السياسية، التي تستلذ ممارسته في واضحة النهار، وأمام أنظار السلطات المسؤولة، القائمة على جميع مستوياتها، والتي لا تحرك ساكنا، تجاه ممارسي الفساد الانتخابي. وهو ما يجعل الحرص على صرف الأموال، في المشاريع التنموية: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، ذا أهمية خاصة، بالنسبة للنقابة، وبالنسبة للعمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، وبالنسبة للمجتمع، الذي تزدهر أحواله، مما يؤدي، بالضرورة، إلى التخلص من كل مظاهر الفساد: الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي، والتي تحل محلها المظاهر المشرفة للمجتمع، في كل المجالات، وفي جميع القطاعات.

4) العمل على تحرير العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، من عبودية الرأسمال، وعبودية رب العمل، وعبودية حب الثروة المادية، والمعنوية؛ لأن من تصيبه عدوى هذه العبودية، يجد نفسه، ذات يوم، يعرض نفسه للبيع، كما يحصل في الانتخابات، خاصة، وأن حب المال، يحعل العامل، والأجير، والكادح، مستعبدا من قبل المشغلين، الذين يهضمون حقوقه الإنسانية، والشغلية، التي تصير جزءا لا يتجزأ من رأس المال، الذي يستغل به العامل، والأجير، والكادح، الذين يجعلون من أنفسهم عبيدا للرأسمال: الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي، الأمر الذي يقتضي من المثقفين العضويين، والثوريين، العمل على تحرير الإنسان، منذ ولادته، إلى أن يصير عاملا، أو أجيرا، أو كادحا، إلى درجة أنه، لا يرضى لنفسه الذل، والهوان، من أي كان، حتى يتقدم كل العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، في الاتجاه الذي يجعلهم، لا يرضون للمجتمع، أن ينال من الذل، ولو قيد أنملة، ومن أجل أن يصير المجتمع، منتجا للمبدئية المبادئية، في فكره، وفي ممارسته، حتى يتربى عليها أبناؤه، وبناته، وكل أفراده، الذين لا يرضى أي منهم، بالذل والهوان.

5) اعتبار التنظيم المبدئي المبادئي، في النقابة المركزية، والقطاعية، شرطا لجعل العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، ينفتحون على أنفسهم، ليتكون عندهم الوعي بالذات أولا، ولجعلهم يعون بأهمية انتمائهم إلى طبقة معينة ثانيا. وهذه الطبقة، هي طبقة العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، وأن هذا الانتماء، يترتب عنه: انبثاق الوعي الطبقي، الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي. الأمر الذي يقود إلى أن يصير النضال طبقيا، بين طبقة العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، وبين الطبقة البورجوازية، أو طبقة التحالف البورجوازي الإقطاعي المتخلف، ليتحول الصراع، من صراع نقابي، إلى صراع طبقي، لتتغير وسيلة المواجهة بين الطبقة العاملة، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، وبين الطبقة البورجوازية، أو التحالف البورجوازي الإقطاعي المتخلف، من مجرد نقابة، أقصى ما يمكن أن تسعى إليه، هو تحسين الأوضاع المادية، والمعنوية للعمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، إلى حزب طبقي. وهذا الحزب، هو حزب العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، الذي لا يرضى بغير التحرير، والديمقراطية، والاشتراكية، كما نظر لها الشهيد عمر بنجلون، في المؤتمر الاستثنائي، المنعقد سنة 1975.

وهكذا، نجد أنه في استمرارية النقابة على مبدئيتها مبادئيتها، لا بد من الاهتمام بالنقابة المبدئية المبادئية، والاهتمام بدعمها: ماديا، ومعنويا، والحرص على تنمية المشاريع الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، والعمل على تحرير العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، من عبودية الرأسمال، واعتبار التنظيم النقابي المبدئي المبادئي، وسيلة لامتلاك الوعي بالذات، وامتلاك الوعي الطبقي، الذي يمتلكه العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، من أجل أن ينخرط العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، في خوض الصراع الطبقي.

وبذلك، نكون قد قاربنا الجواب على السؤال:

كيف نجعل النقابة المبدئية المبادئية، لا تعرف التضليل، ولا التغيير، أبدا، مهما كانت الشروط، التي يعيشها العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين؟

لنصل إلى إلى العمل على مقاربة الجواب على السؤال:

كيف نجعل الحزب، يبتعد عن النقابة، ويحرص، في نفس الوقت، على سلامتها من التوظيف الحزبي، مهما كان الحزب الذي يمارس ذلك؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صدامات بين طلبة والشرطة الإيطالية احتجاجا على اتفاقيات تعاون


.. التوحد مش وصمة عاملوا ولادنا بشكل طبيعى وتفهموا حالتهم .. رس




.. الشرطة الأميركية تحتجز عددا من الموظفين بشركة -غوغل- بعد تظا


.. اعتصام موظفين بشركة -غوغل- احتجاجا على دعمها لإسرائيل




.. مظاهرات للأطباء في كينيا بعد إضراب دخل أسبوعه الخامس