الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مسودات الالم لياسين شامل رواية ليست فيها رواية

رياض قاسم حسن العلي

2022 / 10 / 7
الادب والفن


كل عمل أدبيّ يقرّر كاتبه ان ينشره سواء في مطبوع ورقيّ او على شكل الكترونيّ، سيكون من حقّ القارئ ان يبدي رأيه فيه. لذلك على الكاتب ان يستمع جيداً لهذا القارئ؛ فربما يجد في رأيه اشياء تفيده في الاعمال القادمة.
هذه المقدمة ضروريّة لأن ما ادوّنه دائماً هو رأيي كقارئ ولا يتعدّاه. فأنا لست بناقد يُخضع العمل الادبي لشروط النقد المنهجية. بل أقول رأيي الانطباعيّ. وثمّة قراء غيري لديهم مايفوق قدرتي المتواضعة على طرح فهمهم للنصّ المقروء. وكلّ يكتب بحسب ذائقته. ودائما ما اقف مع هذه الذائقة. وأعدّها مقياسا لجودة اي عمل ادبيّ.
وحينما قرأت رواية الاستاذ ياسين شامل ( مسودات الالم) شعرت بوجود خلل ما فيها. فالاستهلال الذي كتبه شامل لم يكن بالجودة المطلوبة؛ فالترهل والتكرار بديا واضحين واعتقد انّه يمكن اختصار ذلك الاستهلال الطويل باربعة صفحات على الأكثر. كما فعل الكثير من الكتاب حين يكتبون رواية بهذا الأسلوب. وهو أن يعثر شخصاً ما على رواية مخطوطة ويقرّر ان ينشرها. وهي طريقة صارت تقليدية ولم تعد تثير الاهتمام.
ولما استمررت في قراءتها وجدت انّ المشكلة مازالت هي نفسها؛ حيث الترهل والتشتّت وضياع خطوط السرد إن وجدت ،ويمكن معرفة حقيقة هذه الرواية من خلال ماورد في صفحة 209 : " كلما تصفحت المسودات ، شعر بأن حلقة أخيرة مفقودة في تلك السلسلة المعقدة يجب ربطها في مكانها الصحيح" واعتقد انّ كلّ الرواية بحاجة الى هذه الحلقة المفقودة التي تحدث عنها الكاتب ،وكنت اودّ ان اكتب عنها تحليل لكني عجزت عن ذلك.
ويمكن عدّ هذه الرواية اضعف عمل كتبه الاستاذ ياسين شامل ولا اعرف ما الغاية من كتابة رواية بهذا الضعف الواضح وهل يعقل انّ من كتب ( ملف بروك) قد كتب ( مسودات الالم) ولماذا يغامر الكاتب باسمه وتاريخه الأدبيّ؟ بكتابة رواية هي ابعد ما تكون عن الرواية بل هي مجرد فوضى وحديث مكرّر، خالية من أيّ حدث أوحركة أوتشويق ، لذا من الإنصاف ان اقول عنها بأنها رواية تخلو من رواية .
فالكاتب ربما اراد من روايته هذه ان ينغمس في الحالة النفسية لشخصيات. لكنّه لم يوفق حيث انشغل بالمونولج الداخليّ لشخص يعاني من اوهام ورؤية شبح. ويبدو انّ الكاتب نسي هذا الشبح فيما بعد. فلم يتطرّق إليه. وكان يمكن توظيفه في النص، فاختفت الحبكة وتلاشت الحكاية.

قسّم الكاتب روايته إلى اثني عشر فصلاً من ضمنها المقدمة الاستهلالية والخاتمة التي تعود الى الاستهلال والرواية بكل اقسامها - باستثناء القسمين الاول والاخير - يرويها مصدق الذي لجأ الى بيت صديقه القديم في مدينة الموصل بعد دخول المتطرفين اليها، حيث كتب ما يسميه الكاتب مسودات وهو يتحدّث عن شخصيات كانت له صله بها في المدينة. وقد اضافت نادين زوجة الدكتور محسن الذي وجد هذه المسودات بعض الاحداث الى هذه المودات. ولكن كلّ ذلك لم يحدث ما يجعل قارئ تلك الرواية - بالرغم من فكرتها الجيدة - أن يشعر بالتشويق او المتعة لذلك واقولها بصراحة اني شعرت بالانزعاج وانا أقرأها. وكنت اجبر نفسي احيانا على إكمالها لأنّي اريد أن اعرف ماذا يريد أن يقول الكاتب! لكن في النهاية وجدت اني امام عمل لا يرقى الى الاعمال الكبيرة. ولا حتّى المتوسطة مع الاسف الشديد. مع العلم أنّي اكنّ كلّ الاحترام والتقدير لشخص الاستاذ ياسين شامل .
والحديث هنا عن اصدارات اتحاد الادباء؛ هل تخضع الى مراجعة؟ وهل توجد لجنة استشاريّة على عاتقها مسؤولية الموافقة على الاصدارات ام ان الامر يخضع الى المجاملات؟ بصراحة لا اعرف!

وربما تكون هذه الرواية وغيرها من الاصدارات نموذج واضح للخلل الذي تعاني منه الرواية في العراق! والذي أثّر حتما على تقبّل القرّاء لقراءة هذه الروايات. والغريب ان نجد اصدارات لكتّاب شباب هي افضل بكثير مما يكتبه روائيين يفترض ان يكونوا على دراية كاملة وخبرة في كتابة الرواية .

فهذه الرواية كتبت كي تنسى ،هكذا بكل بساطة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شراكة أميركية جزائرية في اللغة الانكليزية


.. نهال عنبر ترد على شائعة اعتزالها الفن: سأظل فى التمثيل لآخر




.. أول ظهور للفنان أحمد عبد العزيز مع شاب ذوى الهمم صاحب واقعة


.. منهم رانيا يوسف وناهد السباعي.. أفلام من قلب غزة تُبــ ــكي




.. اومرحبا يعيد إحياء الموروث الموسيقي الصحراوي بحلة معاصرة