الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مذبحة فض إعتصام إكتوبر 1993

حسن مدبولى

2022 / 10 / 8
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


بعد استقالة الرئيس السوفيتى الأسبق السيد ميخائيل جورباتشوف نهاية عام1991 والذى كان قد تسبب فى تفكيك أواصر الجمهورية السوفيتية بفضل سياساته الموالسة والمنافقة والمنبطحة أمام الغرب ، تم تعيين رئيسا جديدا للجمهورية وهو السيد بوريس يلتسين وذلك بغطاء غربى وكنسى واسع، وبمساعدة من بعض القادة بأجهزة الدولة السوفيتية وعلى رأسهم السيد فلاديمير بوتين رئيس المخابرات السوفيتية أنذاك ،
وقد فوجئ أعضاء البرلمان السوفيتى بقيام رئيس الجمهورية الجديد وأجهزة مخابراته بإستكمال تفكيك مقومات الدولة السوفيتية بطريقة أسوأ مما كان الأمر عليه أيام الرئيس جورباتشوف، فبدأ بعض الشرفاء هناك -ومنهم السيد رسلان حسباللاتوف رئيس البرلمان - ينتبهون للدور المشبوه الذى ينفذه رئيس الجمهورية الجديد يلتسين ورئيس وزرائه( بوتين،)ودعوا إلى عقد جلسات لإيقاف ما يتم من إجراءات ممنهجة لتدمير الدولة السوفيتية تحت مسميات خادعة، و قد تضامنت معهم نسبة كبيرة من الشباب الروسى وبدأوا فى التظاهر السلمى ضد قرارات يلتسين وتابعه بوتين ، فقام رئيس الجمهورية الجديد بتجميد سلطات البرلمان وحل مجلس السوفيت الأعلى عام 1993دون أن يكون لديه أى سند قانونى أو دستورى سوى مساندة الولايات المتحدة وأوروبا والكنيسة الروسية ؟
( كما يفعل قيس سعيد فى تونس وبنفس الإدعاءات )
لكن ردا على تلك القرارات الرئاسية الروسية التعسفية إعتصمت غالبية أعضاء البرلمان الروسى بمبنى البرلمان واصدروا بيانات تؤكد على عدم شرعية قرارات يلتسين ورئيس وزرائه بوتين وطالبوا بإلغائها ،
فقام يلتسين وبوتين باصدار قرار جمهوري بحصار مقر البرلمان تمهيدا لإقتحامه وفض الإعتصام بالقوة ؟
وعلى أثر ذلك الحصار قام مئات الآلاف من الشبان السلميين بالوصول الى مقر البرلمان لحمايته بأجسادهم دفاعا عن مستقبلهم ومستقبل بلادهم ،وإنضم إليهم ايضا نائب رئيس الجمهورية ألكسندر روتسكوى ،وتم الإعلان عن عزل الرئيس بوريس يلتسين من كافة سلطاته التنفيذية كرئيس للدولة وكذلك عزل مساعديه ومنهم بوتين ، لم تعترف الولايات المتحدة وذيولها فى أوروبا بقرارات البرلمان الروسى الشرعى ، ورفضوا عزل يلتسين وتابعه بوتين، بل وأعلنوا مساعدتهم ومساندتهم الكاملة للرئيس وقواته فى أى إجراءات ستتخذ لإقرار الأمن فى البلاد؟ فأعطوه بذلك تصريحا لإستخدام القوة ضد المعتصمين السلميين أمام البرلمان ، ولم يكذب الرئيس الروسي خبرا ، وفى يوم الجمعة 3 أكتوبر 1993 قامت قوات من الشرطة والأمن والجيش من الموالين ليلتسين وبوتين والمدعومين من( طبقة رجال الأعمال الجدد )وكذلك من الكنيسة الروسية والولايات المتحدة وأوروبا، بقصف المتظاهرين والمعتصمين خارج وداخل مبنى البرلمان السوفيتى بالطائرات والدبابات والمدفعية والصواريخ بدون رحمة أو شفقة ،وقد أدى ذلك العمل الجبان إلى مقتل وإصابة عشرات الآلاف من النواب و الشباب المتضامنين معهم واعتقال حسباللاتوف وروتسكوى والآلاف من المتضامنين ، وكذلك إحراق مبنى البرلمان بالكامل ، وسط مباركة وتهليل أمريكا وأوروبا والإعلام الغربى ، وبعدها نجح مخطط تفكيك الاتحاد السوفيتى وتمزق إلى دويلات متعددة ، منها أوكرانيا ، بينما وللمفارقة كانت الشيشان هى الجمهورية الوحيدة التى تم سحق شعبها وقتل الالاف من أبنائه وتم منعها من الاستقلال ؟
وبعد ست سنوات وفى عام 1999 قام بوريس يلتسين الذى كان خمورجيا لا يكاد يفيق من السكر والشراب ، بالتنازل عن الحكم إلى رئيس وزرائه ورجل المخابرات الأسبق فلاديمير بوتين الذى كان ذراعه الأيمن فى تمكين المخططات الغربية التى استهدفت تفكيك الدولة السوفيتية ؟
لكن فى عام 2022 تذكر الغرب وعلى رأسه الولايات المتحدة أن بوتن ديكتاتور وله مطامع إمبراطورية، وتذكر بوتن أن الغرب هو الشيطان الأعظم ؟؟؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة إيمرسون بأ


.. شبكات | بالفيديو.. هروب بن غفير من المتظاهرين الإسرائيليين ب




.. Triangle of Love - To Your Left: Palestine | مثلث الحب: حكام


.. لطخوا وجوههم بالأحمر.. وقفة احتجاجية لعائلات الرهائن الإسرائ




.. الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا