الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأمم المتحدة .. دعوات الإصلاح 2/7

سليم يونس الزريعي

2022 / 10 / 8
دراسات وابحاث قانونية


التغيرات التي طرأت على العالم
نتج عن انتهاء الحرب الباردة تغييرا هائلا في الخريطة السياسية الدولية، ترتب عليها بروز أدوار جديدة على الأمم المتحدة أن تضطلع بها، وتختلف هذه الأدوار نوعيا عن الأدوار والمهام التي أنيطت بالأمم المتحدة بعد الحرب العالمية الثانية ونظام الثنائية القطبية والحرب الباردة.
وإذا كان صحيحا أن الدول الخمس دائمة العضوية، كانت تمثل تحالف الدول المنتصرة في الحرب العالمية الثانية، وإن تفاوت دور كل منها، ومع ذلك فإن استمرار مبررات مكافأتها بامتياز حق الاعتراض(الفيتو)، تنتمي إلى الماضي،بعد أن تغير ميزان القوى وتطور المجتمع الدولي في اتجاهين، الأول يخص الدول الدائمة العضوية، التي فقدت جزئيا أو كليا بعضا من مكانتها المؤثرة التي كانت تحتلها من قبل، والاتجاه الثاني يخص التكتلات الدولية التي صار لها تأثير كبير على توجيه العلاقات الدولية، الأمر الذي يجعل من الضروري إعادة النظر في استئثار الدول الخمس بحق الاعتراض(الفيتو)(۱).
فانهيار المعسكر الاشتراكي أعطى الفرصة لأمريكا لكي تفرض سيطرتها المطلقة على العالم، وقد عبر عن ذلك الرئيس الأمريكي بوش الأب بعد حربه على العراق يوم 6 آذار مارس1991، بقوله إن النظام العالمي الذي أردنا أن نكرسه عام 1945، وعملت من أجله أمريكا ومبادئها واتجاهاتها في الأمم المتحدة وما استطاعت تحقيقه حتى انتهت الحرب الباردة، الآن أصبحت قادرة على تكريس هذا النظام بعد أن انتصرت انتصارا عالميا، وأن مبادئها هي التي انتصرت واتجاهها في العالم هو الذي انتصر، وإنها تريد
أن تحل مشاكل العالم من خلال أعمال هذه المؤسسة الدولية "الأمم المتحدة " بصيغة
جديدة(1).
فانهيار النظام العالمي الذي حكم توازن القوى في الحياة السياسية الدولية، قد خلق فوضى شديدة وأغرى الولايات المتحدة وحليفاتها بإمكانية إحياء النظام الاستعماري القديم مع إلباسه حلة زور جديدة، يتيح لها رفع شعار النظام العالمي الجديد عليه(2).
ومع أنه رسم أمريكا كقوة دولية مهمة، إلا أن تلك القوة تعاني من مشكلات عديدة داخلية وخارجية، وبالمقابل فإن هناك صعودا لقوى دولية أخرى، كألمانيا واليابان إلى مصاف الدول الكبرى بعد أكثر من سبعة عقود على هزيمتهما في الحرب العالمية الثانية،على صعيد القوة الاقتصادية والتقدم العلمي، إضافة إلى أنهما ركنان أساسيان من أركان نادي السبعة الكبار.
ومن هنا يأتي حديث البعض من أنه سيكون هناك نظام متعدد الأقطاب في المدى المنظور،غير أن ميثاق الأمم المتحدة وتجاربها على مدى الحرب العالمية الثانية، كانت نتاجا للثنائية للقطبية والحرب الباردة ولذلك فإن آليات عملها وتنظيمها غير مصممة أصلا لاحتواء الوضعية الدولية الجديدة والتعبير عنها، الأمر الذي يخلق خللا بنيويا يستدعي إجراء تعديلات تستوعب الحقائق الجديدة وتتمشى معها(3). ففي رأي البعض من دول العالم ومنها تلك الدول، أنه من غير المتصور أن لا تترجم القوة الاقتصادية الهائلة لليابان وألمانيا إلى مكانة سياسية في مجلس الأمن في ظل استمرار التمسك بهذا
الامتياز من قبل الدول دائمة العضوية، ومن ثم فإن البعض يسعى ليس إلى تحقيق
العدل والمساواة بين الدول وفق نصوص الميثاق، بقدر ما تسعى تلك الدول إلى اللحاق بالدول الكبرى لتأكيد حالة التميز في عدم المساواة بين مجموع أعضاء الأمم المتحدة، والنخبة المختارة للعضوية الدائمة في مجلس الأمن.
فسلطة حق الاعتراض(الفيتو) هو ما تسعى إليه الدول الطامحة لتنضم إلى نادي الكبار الذي أصبحت بعض دوله مقارنة بدول أخرى ناهضة، ذلك أن كبر دور بعض الدول الدائمة، مرتبط بالأساس بتمتعها بمكنة حق الامتياز ليس إلا.
---------------------

(1) د. العادلي، مصدر سبق ذكره، صفحة 34
(1) د. مصطفى وحيد، مصدر سبق ذكره، صفحة 66-35.
(2) مجموعة من الخبراء، مصدر سبق ذكره، صفحة 10.
(3) شومان، مصدر سبق ذكره، صفحة 112.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سكان غزة على حافة المجاعة خصوصاً في منطقتي الشمال والوسط


.. هيئة عائلات الأسرى المحتجزين: نتنياهو يمنع التوصل إلى اتفاق




.. مقابر جماعية في غزة تكشف عن فظائع.. ومراقبون: ممارسات ترقى ل


.. بريطانيا: طالبي اللجوء ا?لى سيرحلون إلى رواندا مهما حدث




.. أهالي الأسرى لدى حماس يتظاهرون في القدس من أجل سرعة إطلاق سر