الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مقومات بناء الدولة

سيامند حسين إبراهيم

2022 / 10 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


ماهي مقومات بناء الدولة ؟
١
الموقع الاستراتيجي:

لطالما كان هذا السؤال مطروحاً عبر التاريخ وذلك لتفادي السؤال الثاني وهو لماذا تنهار الدول ورغم تعدد الإجابات ولكن يبقى هناك محور أساسي للموضوع .
الموقع الاستراتيجي الموقع الاستراتيجي هو مصطلح جغرافي يستخدم لتعريف والتعبير عن الموقع أو المكان الذي يحتل أهمية ومكانة سياسية، أو عسكرية، أو اقتصادية، أو جميعها معاً على المستوى المحلي، أو الإقليمي، أو العالمي.
يُلاحظ أي باحث تاريخي بأن أي امبراطورية أو دولة قديمة كانت تقع عاصمتها في مفترق طرق على خطوط التجارة العالمية أنذاك أو تقع في سهل خصيب وفير الزراعة أو على شاطئ بحري حيث يوجد فيها ميناء نشيط من حيث الحركة البحرية. إذاً فبداية إنشاء أي دولة هو التفكير باقتصاد وموقع تلك الدولة وكيفية إعاشة سكانها وحمايتهم وعلى هذا الأساس اختلفت البيئة المعيشية في كل إمبراطورية على حدى والأمر اللافت للنظر بأن أكثر الدول عمراً في التاريخ هي الدول التي كانت في مواقع جغرافية مميزة مع وجود قوة عسكرية فعالة لحمايتها مع وجود اقتصاد داخلي مكتفِ ذاتياً.
الحضارات المتقدمة وإلى اليوم اعتمدت على التواصل مع حضارات آخرى وهذا لأنها استفادت من علوم وخبرات بعضها البعض وكان أفضل موقع لهكذا تواصل لهذا نجد حضارات حوض المتوسط من أكثر الحضارات تقدماً لتواصلها فيما بينها مع ملاحظة كبيرة وهي بأن تلك الحضارات والعواصم الساحلية كانت عرضة دائماً للهجمات والمخاطر والاحتلالات لسهولة احتلالها فالوصول إليها من البحر يختصر الطرق البرية أمام الجيوش الغازية ولهذا فإن كثيراً من الدول ذوات العواصم الساحلية او العواصم الحدودية نقلت عواصمها إلى عمقها في الداخل كمومباي في الهند ونقلت الى نيودلهي وكييف السلافية الى موسكوفا واسطنبول إلى أنقرة وغيرها الكثير من الدول.
الموقع الاستراتيجي لا يختصر في البحر والسواحل فكثير من الدول تتحكم بطرق التجارة البرية والبحرية الطبيعية كالبوسفور وجبل طارق وهرمز او المصطنعة كالسويس وبنما بل حتى أن دولاً كتركيا تستغل موقعها الاستراتيجي في فرض شروطها الغير قانونية على الدول الأخرى كنوع من الإبتزاز السياسي.
طريق الحرير والتوابل الذي كان يأتي من الصين والهند كان سبباً اساسياً في عمارة ونشوء مئات المدن عبر التاريخ والتي أنُشت للاستفادة من القوافل التجارية وحمايتها.
الكثير من الشعوب بَنت مُدناً وقلاعً قوية على مرتفعات الجبال المشرفة على الوديان وطرق البر الاستراتيجية.
في يومنا الحاضر ونتيجة لمطامع الدول العظمى في احتلال الدول الصغيرة ونهب ثرواتها فإن الدول الكبيرة المشرفة على البحار تقوم بفرض قوانينها الخاصة على الدول المحصورة والتي لا تشرف على البحار كاقتطاع جزء من صادراتها كما تفعل تركيا بخط النفط العراقي الواصل لميناء جيهان وكما تفعل ايران مع الدول المجاورة لها كتركمانستان وكازاخستان.
إذا فإن أهم مقومات نجاح وقوة الدول تبدأ من مكانها الجغرافي الاستراتيجي على المضائق والبحار والطرق البرية الواصلة بين القارات والدول.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غزة- إسرائيل: هل بات اجتياح رفح قريباً؟ • فرانس 24 / FRANCE


.. عاصفة رملية شديدة تحول سماء مدينة ليبية إلى اللون الأصفر




.. -يجب عليكم أن تخجلوا من أنفسكم- #حماس تنشر فيديو لرهينة ينتق


.. أنصار الله: نفذنا 3 عمليات إحداها ضد مدمرة أمريكية




.. ??حديث إسرائيلي عن قرب تنفيذ عملية في رفح