الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في الذكرى ال 74 لتأسيس إتحاد الكرة العراقي كُرَتُنا ... ماضٍ عَريق وحاضر بلا بَريق

محمد حسين مخيلف
صحفي وكاتب ومؤلف

(Mohammed Hussain Mkhelif)

2022 / 10 / 9
عالم الرياضة


مرت علينا قبل أيام الذكرى الرابعة والسبعين لتأسيس اتحاد الكرة العراقية , ففي الثامن من تشرين الأول أكتوبر من العام 1948 وبعد اجتماع حضره ممثلوا أربعة عشرة نادياً أسفرت الانتخابات عن تسمية السيد عبيد الله المضايفي كأول رئيس للاتحاد وضم في عضويته السادة سعدي جاسم أميناً للسر ومحمد سعيد واصف وضياء حبيب عضوي ألاتحاد ومصطفى القلمجي أميناً للصندوق , كما تم تشكيل ثلاثة فروع في كل من الموصل وكركوك والبصرة وهي أولى المدن العراقية التي مارست كرة القدم حيث كانت الموصل بوابة العراق على أوروبا فيما كانت البصرة ميناء العراق الوحيد الذي شهد تعلم المواطنين العراقيين كرة القدم من البحارة الإنكليز بينما عُرفت كركوك مدينة الذهب الاسود ، بأنها تزخر بالموظفين الإنكليز في شركة النفط آنذلك , وقد أنضم الاتحاد العراقي لكرة القدم الى الاتحاد الدولي لكرة القدم عام 1950 فيما أنضم للأتحاد الآسيوي لكرة القدم عام 1971.
وبين ما مضى من عقود عديدة على تأسيس الاتحاد العراقي وواقع الكرة العراقية حديثاً طويلا يحتاج الى مجلدات لإحصائه , لكننا سنكتفي بالمقارنة بين الماضي والحاضر حول ماضي الكرة العراقية وواقعها ومستقبلها , وكانت لنا جولة مع عددا من رجالات الصحافة والاعلام الرياضي العراقي وخرجنا بالمحصلة التالية :

البداية كانت مع الصحفي الرياضي هشام السلمان قائلاً : جاءت ذكرى تأسيس اتحاد الكرة دون بريق هي الاخرى بإستثناء منشورات على الفيس بوك هنا او هناك ولم يعرف اتحاد الكرة عيد ميلاده صادف يوم السبت ولم تأت اشارة منه حول المناسبة ، وكان يمكن للاتحاد ان يعلن بان انطلاق الدوري لهذا الموسم جاء متزامنا مع ذكرى تأسيسه , النقطة الثانية لازال الناس يتغنون بماضي الاتحاد ويسلطون الاضواء والكلام على ماضي زاهر ومفعم بالنتائج والالقاب ولعل اهمها الوصول الى كأس العالم 1986 في المكسيك والفوز بكأس اسيا 2007 , للأسف اليوم لا وصول الى المونديال ولا الحصول على كأس اسيا فقط نحن نسمع الكثير من التصريحات ولكن لانلمس منها شيئا , نتمنى على الاتحاد ان يُعالج ما حصل واختفاء بريق الكرة العراقية وهو قادر على ذلك اذا استعان بالتخطيط الصحيح وابتعد عن التسرع بالقرارات وعدم الثبات او الاستقرار على مدرب يقود المنتخب الوطني العراقي , ومتى ما تم تنفيذ ما يخدم الكرة العراقية بالعمل الجاد والرصين نرى عودة بريق لكرة العراق وان كان في بداية العودة بطء في تحقيق النتائج ولكن ستعود ان شاء الله .


الصحفي الرياضي إكرام زين العابدين قال : يجزم بعض المؤرخين ومنهم العلامة العراقي ميخائيل عواد بان العراقيين هم اول من لعب كرة القدم في التاريخ من خلال لوحة اثرية وجدت في عام 1977 بمدينة نفر قرب عفك بالديوانية ، ويرجع تاريخها الى 1900 سنة ق.م . , ويعد الاتحاد العراقي من اعرق الاتحادات الرياضية في المنطقة ، وترأسه في عام 1948 عبيد الله المضايفي كأول رئيس للاتحاد وكان في حينها ضابطاً بالحرس الملكي ، بطولات كرة القدم بدأت في العراق قبل تاسيس الاتحاد العراقي بسنوات في البصرة وكان ذلك في ثلاثينيات القرن الماضي ، من خلال الجنود الانكليز والبواخر البحرية التي كانت ترسو في مينا البصرة , كما انتشرت ممارسة كرة القدم في كركوك ، من خلال المهندسين والموظفين الانكليز الذين اسسوا شركة النفط الوطنية آنذلك , وكان اول منتخب وطني تشكل في عام 1956 ولعب مباراة دولية خارج العراق في تركيا , مع كل التاريخ الزاخر فان كرة القدم العراقية لم تحقق ما كان يصبوا اليه مؤسسيها الاوائل ، فالعراق وصل الى كاس العالم بالمكسيك في عام 1986 وكان يستحق التواجد باكثر من نسخة قبل وبعد المكسيك ، واخرها نسخة قطر 2022 الا ان التخبطات الادارية اسمهت في قتل حلم التواجد مع نخبة فرق العالم , وفاز العراق لمرة واحدة بكاس اسيا عام 2007 ، ولكن عنجهية القائمون على كرة القدم حرمتنا من الفوز باكثر من مرة في زمن التطور الكروي وجعلتنا نحلم بالفوز بالبطولة لانها لم تكن بالصعوبة الحالية , وحققنا ايضا المركز الرابع في اولمبياد اثينا 2004 ، وكنا لو خططنا بالشكل الصحيح نحصد على اقل تقدير ميدالية برونزية في مشاركتنا الخمسة الماضية في الاولمبياد , هناك بعض الانجازات لم اتطرق اليها لان اغلبها لم يكن حقيقي بالرغم من الفرحة والسعادة التي غمرتنا بعد تحقيقها ، لكننا اكتشفنا الغش والخداع الكبير الذي كان يمرر علينا من قبل القائمون على الكرة العراقية وبموافقة الجهات الحكومية ، واليوم نحن ندفع ثمن تلك الافعال غير الاخلاقية بالرياضة من تراجع بالمستوى الفني ، واستمرار الكذب والنفاق في الوسط الكروي بمختلف اشكاله.


الصحفي الرياضي رائد محمد قال : اتحاد الكرة لم يكن مهم في العراق فقط بل في خارطة الكرة العربية والاسيوية والعالمية , العراق في نهاية السبعينات احتل منصب في المكتب التنفيذي قي الفيفا بتواجد المرحوم مؤيد البدري وكذلك كان مؤثر جدا في الاتحاد الآسيوي عندما ابعد الكيان الصهيوني من الانضمام إلى القارة كرويا , اليوم نحن مجرد هامش في الاتحاد الآسيوي وربما تاثيرنا غير واضح في اتحاد غرب اسيا الفقير اداريا وفنيا .


الصحفي الرياضي مسلم الركابي قال : تاريخ طويل يمتد لعشرات السنين وفيه ارث كبير من الانجازات التي حملتها نجوم كتبت اسماءها بأحرف من نور في مسيرة الكرة العراقية هذا التاريخ وذلك الارث الجميل للاسف لم تستطيع الادارات المتعاقبة على اتحاد كرة القدم ان تحافظ على ذلك البريق من خلال التخبطات الادارية المتلاحقة والتي جعلت من ذلك التاريخ والارث مجرد بريق يلمع في الذاكرة ، سوء الادارة وتسلق الطارئين وتغلغل الاجندات البعيدة عن المسار الرياضي الصحيح هي من جعلت منظومة كرة القدم تسير بطريق مسدود مما ساهم بطمس تاريخ الكرة العراقية فبدلاً من ان تسعى ادارات الاتحاد العراقي المتعاقبة الى المحافظة على هذا التاريخ نراها للاسف ساعية بوعي او بدون وعي الى تجاهل التاريخ الكروي العراقي بكل انجازاته ونجومه , لذلك اليوم تعيش كرتنا العراقية على اطلال ماض وسط حاضر مجهول الهوية .

الاعلامي الرياضي خضير حمودي ختم الحديث بالقول : اليوم ونحن نستذكر تاريخ اتحادنا الكروي نستذكر عراقة كرتنا التي كانت إحدى مظاهر حضارة العراق الحديث ونحن بهذه المناسبة نستذكر أيضا هيمنة الكرة العراقية على معظم البطولات العربية والأسيوية عندما كان اتحادنا يضاهي بعمله المنظم اتحادات الدول المتقدمة نتيجة لضمه نخبة من خبراء الكرة وهؤلاء الخبراء الذين وصلوا إلى مراكزهم الاتحادية بمعايير غاية في الصعوبة والرقي , لكنه ونتيجة للظرف العام الذي يمر به البلد حقبة بعد حقبة منذ تسعينيات القرن الماضي أصبح الوصول إلى المناصب الاتحادية أمرا اسهل بكثير عن ما كان عليه سابقا وأصبحت ضوابط العمل الاتحادي تبتعد شيئا فشيئا عن المهنية والخبرة وصولا إلى تأثيرات بعيدة عن المألوف في عالم الرياضة , ونتيجة لذلك ارتبك العمل الاتحادي الأمر الذي أثر سلبا على مجمل مسيرة كرتنا حتى تراجعنا عن المستوى الاول قاريا وعربيا , وها نحن نقف بالمركز السابع آسيويا وعربيا بشكل مؤسف بعد أن كان منتخبنا يفرض هيبته على منافسيه الاسيويين والعرب , نحن في هذه المناسبة بأشد الحاجة لمراجعة كل ما يتعلق بالعمل الاتحادي مما يساعد في تصحيح مسار كرتنا وانتشالها من واقعها الذي تعصف به العديد من السلبيات .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. في 70 ثانية رياضة.. فريق ليفربول الإنكليزي يودع ربع نهائي ال


.. حالة غش في ماراثون بكين تلتقطها الكاميرات




.. تحدي الأبطال | حماس لا ينتهي مع بكي ووليد في Fall Guys و Hel


.. دوري أبطال أوروبا.. أربعة متأهلين من بينهم ريال مدريد وباريس




.. نجم ريال مدريد يحتفل بعد الإطاحة بالسيتى مرددا: الله أكبر