الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أزمة الطاقة في أوروبا.. منحت النرويج لقب البطولة وصنفتها في خانة الأشرار سواء بسواء (الجزء الأول)

أحمد رباص
كاتب

(Ahmed Rabass)

2022 / 10 / 13
الصناعة والزراعة


مع ندرة الغاز الطبيعي وتعرض خطوط الأنابيب المنطلقة من روسيا للاتفجار، أصبحت أوروبا أكثر حاجة إلى النرويج، وفي نفس الوقت عبرت عن استيائها العارم منها . فبعد أكثر من سبعة أشهر من الحرب في أوكرانيا، أمست الدولة الاسكندنافية مهمة بشكل متزايد لأمن الطاقة في أوروبا. النرويج، وليس روسيا، هي الآن المورد الرئيسي للغاز الطبيعي في الاتحاد الأوروبي. لم تؤد الانفجارات التي ألحقت أضرارا جسيمة بخطوط أنابيب نورد ستريم في روسيا إلى أزمة إمدادات لأن الاتحاد الأوروبي خفض اعتمادها على الغاز الروسي وكان يحتفل بخط أنابيب جديد من النرويج إلى بولندا في نفس الأسبوع.
الواقع الذي لا يحتاج إلى دليل هو أن الدول الأوربية تعتمد حاليا على الوقود النرويجي حتى تتمكن من اجتياز أشهر الشتاء القارصة وتملأ خزاناتها لسنوات قادمة.
ولكن حتى وإن ضاعفت أوسلو من صادراتها إلى أوروبا، فإن البلد الذي يمنح جائزة نوبل للسلام يواجه انتقادات لاذعة من القارة، بما فيها اتهامات بأن عائدات النفط والغاز غير المتوقعة تترجم رغبته في التربح من الحرب.
ليس ثمة شك في أن تداعيات الحرب تجعل النرويج أكثر ثراءً. فهذه الدولة لاعب رئيسي في صناعة النفط والغاز. لهذا تتوقع أوسلو أن تجلب حوالي 109 مليار دولار من قطاع البترول هذا العام - 82 مليار دولار أكثر من عام 2021. سيذهب الكثير من ذلك إلى صندوق الثروة السيادية للبلاد، وهو عبارة عن بيضة عش وطنية تبلغ قيمتها أكثر من 1 تريليون دولار.
يصف المنتقدون مداخيل أوسلو من الطاقة بأنها فاحشة. في هذا السياق، حث رئيس الوزراء البولندي النرويج على تقاسم أرباحها "الزائدة والهائلة" مع أوكرانيا، متهماً إياها بـ "استغلال" الصراع بشكل غير مباشر.
الشركات الأمريكية تعرضت هي الأخرى لانتقادات بسبب تحقيقها أرباحا ضخمة من مبيعات الغاز الطبيعي الموجهة إلى أوروبا. لكن الانخراط العميق للحكومة النرويجية في صناعة النفط والغاز - وواقعة تواجدها في الجوار - يجعل وضع النرويج أكثر خطورة.
لكن المسؤولين النرويجيين نفوا مزاعم التربح. لقد وصفوا الأسعار المرتفعة على أنها نتيجة حتمية لندرة المواد الطاقية في السوق، وأشاروا إلى دعم دولتهم للاتحاد الأوروبي، لعقوباته، لمساعدته العسكرية لأوكرانيا، ولجهوده للحصول على ما تكون الدول الأوروبية في أمس الحاجة إليه؛ ألا وهو الغاز.
في قلب النقاش هناك أسئلة حول ما يعنيه أن تكون "جيدًا" في مجال الطاقة - في خضم الحرب والتضخم وأزمة المناخ. كانت تلك القضايا في المقدمة والمركز الأسبوع الماضي، حيث انضم رئيس الوزراء النرويجي، جوناس جار ستور، إلى الزعماء الأوروبيين في قمة غير رسمية في براغ، حيث كان التركيز على حرب روسيا في أوكرانيا والاستجابة الأوروبية.
وقالت بروكسل وأوسلو يوم الخميس سادس أكتوبر الحالي إنهما اتفقتا على "تطوير أدوات مشتركة" لتحقيق الاستقرار في أسواق الطاقة و"خفض الأسعار المرتفعة بشكل مفرط وبطريقة مجدية"، لكنهما لم يصرحا على ما قد ينطوي عليه ذلك.
منذ أشهر، دعت مجموعة صغيرة من المشرعين النرويجيين إلى وضع الأرباح النفطية التي تتجاوز ما كان متوقعا خلال سنة 2022 في "صندوق تضامني"، بحجة أنه من غير العدل - وغير الحكيم - الاستفراد بها بينما الأوكرانيون يعانون، والاقتصادات الأوروبية تترنح على شفا الركود، والعالم النامي يشكو من ارتفاع أسعار السلع الأساسية.
وقالت لان ماري نغوين بيرغ، عضو البرلمان عن حزب الخضر النرويجي: "ليس ذنبنا أن بوتين يشن هذه الحرب الطاقية على أوروبا". ثم استطردت: "لكن يمكننا أن نقرر ما نريد أن نفعله بما نكسبه من ذلك." بناء عليعده، وافق الاتحاد الاوروبي بشكل منفصل على ضريبة غير متوقعة على بعض منتجي الطاقة و"مساهمة تضامنية" من شركات الوقود الأحفوري، من المنتظر استخدام ريوعها للتخفيف من تأثير ارتفاع أسعار الكهرباء على المستهلكين داخل الاتحاد الأوروبي. يأمل البعض أن تقرر النرويج، التي ليست دولة عضوا في الاتحاد الأوروبي، الانضمام إلى الكتلة أو العمل معها بشأن تدابير أخرى، مثل وضع حد أقصى لسعر الغاز.
أبدت الحكومة النرويجية القليل من الحماس على كلا الجبهتين. فإذا سئل المسؤولون عن الأسعار المرتفعة سيقولون إنها مسألة تخص الصناعة؛ وإذا سئل أرباب الصناعة، سيقولون إن الأمر يدخل في مهام المسؤولين - رغم أن الدولة تمتلك جزء كبيرا من القطاع.
(يتبع)








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماذا نعرف عن انفجارات أصفهان حتى الآن؟


.. دوي انفجارات في إيران والإعلام الأمريكي يتحدث عن ضربة إسرائي




.. الهند: نحو مليار ناخب وأكثر من مليون مركز اقتراع.. انتخابات


.. غموض يكتنف طبيعة الرد الإسرائيلي على إيران




.. شرطة نيويورك تقتحم حرم جامعة كولومبيا وتعتقل طلابا محتجين عل