الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


-ومضة ضوء - كنتاج لسياسات العسكر الاضمحلال الأسوأ والأخطر في تاريخ مصر...

محمد سعد خير الله
محمد سعد خيرالله عضو رابطة القلم السويدية

(Mohaemd Saad Khiralla)

2022 / 10 / 14
مواضيع وابحاث سياسية


في نهاية عهد الدولة المصرية القديمة وتحديداً الأسرة السادسة أثناء فترة حكم الملك "بيبي الثاني " كان لمصر موعداً مأساويا مع الاضمحلال، بؤس عام وخراب حل بالبلاد على كافة المستويات ،وهناك بردية للحكيم المصري القديم "إيبور " محفوظة حاليا في متحف ليدن في هولندا يصف فيها ويتحدث عن المرحلة بلغة أديبة شديدة التفرد والروعة طبقا لآراء أهل الاختصاص ، توالت بعد ذلك الاضمحلالات العديدة أثناء الاحتالالات المختلفة التي مرت علينا أو بينها، أذكر منها على سبيل المثال لا الحصر "الشدة المستنصرية في عهد الخليفة الفاطمي المستنصر بالله" وبرغم بشاعة ما حدث و
وفداحة الخسائر الأ أنه سرعان ما كانت تنهض مصر ، بدليل فترة ما قبل 52 والحقبة الليبرالية المصرية ومنجزها الهائل في كل المجالات تلك المرحلة وصلت إلى حد "التوهج الكامل " بعد خروج دستور ١٩٢٣ إلى النور،تم تنظيم انتخابات ديمقراطية اسقطت رئيس الوزراء" يحيى إبراهيم باشا" الذي سلم السلطة بقمة الرقي والتحضر كحال دول الديمقراطيات الراسخة الآن،حدث ذلك منذ قرابة
100عام مضت وتحديدا في يناير 1924.

العامل الرئيسي في النهوض والتعافي وجود الأصول والمؤسسات والمقومات والثراوت والدعائم والركائز القائمة عليها الدولة كما هي.

وبنظرة سريعة للمرحلة الراهنة ونحن في القرن الواحد والعشرين واستعراض لبعض تدنياتها للتذكير بما أتحدث عنه وأظن بأنني لست في حاجة لتذكير فالواقع ماثل خير دليل ،يكتوي الجميع بناره كل
في مجاله ،الدين الداخلي 241 مليار دولار،الدين الخارجي يقترب من 160مليار دولار،
، جودة التعليم نتذيل المؤشرات على مستوى العالم ووصل الحال قبل عدة أيام من كتابة المقال إلى حد مصرع طالبة في إحدى مدارس كرداسة انهار عليها سور هي وزميلاتها تكلفة إصلاحه وصيانته لا تزيد عن ألف جنية مصرياً وأخرى سقطت من أحد الطوابق في مدرسة من المدارس "لقت حتفها على الفور بسبب انخفاض السور ،تكلفة تعليته بضعة جنيهات!!
مؤشرات العدالة بالمثل نقبع في القاع ، الرعاية الصحية نبحث عن ما بعد القاع، السفه النظامي كأننا نعيش فصل على إحدى خشبات مسرح الإ معقول بدرجة تتضاءل أمامها كل الكلمات في قواميس اللغة للتعبير عنه ندشن "الأعلى والاطول والأكبر والاسرع والاضخم " ومدخول الفرد أقل بكثير من
دول بها صراعات واقتتال أهلي في بعض أجزاءها.

لقد طال الفقر بالأرقام الواقعية وليس "التجميلية " أكثر من 85 % من الشعب المصري، بالتأكيد الإ الفئات المنعمة المرغدة المقربة من النظام الحاكم وكوتته،عسكرة المناصب والمؤسسات تمضي كما النار في الهشيم ويتبقى أن يتم عسكرة الأكسجين في هواء مصر ،فلقد وصلنا إلى حد يتم فيه عسكرة شركات إنتاج الدراما والأفلام ومؤسسات الرأي، "الوصف كمسمى وليس كواقع "،الاقتصاد الذي من المفروض أن يكون حق أصيل للمجتمع احتكرت المؤسسة العسكرية نسبة تقترب من 83% منه في دولة تعدادها 104 مليون مواطن، وأرجو قراءة دراسات "يزيد صايغ " في هذا الشأن وهو أفضل من يتحدث عن اقتصاديات الجيوش في منطقة الشرق الأوسط، فماذا سيعمل الناس إذن إن كان الوضع كذلك ؟ وماذا ينتظرهم غدا في قلب هذا الأفول؟؟،الديمقراطية والحريات والحق في حرية الرأي والتعبير، هنا السجون والمعتقلات والقتل خارج القانون والإخفاء القسري و الحجب والمنع والتكميم كلهم يتحدثون عني وأتمنى لو كان لدى المقدرة على استنطاقهم لكي يبوحوا لنا بدراميات من المظالم
لا نعلم عنها شيء وفوق قدرتنا جميعاً على التخيل والتصور مهما بلغ بنا الشطط ، وهنا يحضرني جزء من مقولة للعظيم "سبينوزا، ليست الغاية القصوى للدولة أن تهيمن على الناس ولا أن تكبح جماحهم بالرهبة "، المكانة والوزن الدولي لنا ،يسمع كل من بالخارج والداخل ما يسد الأنفس و
يسمم الأبدان ،ما أسرده جزء من المشهد الكامل وكما يقال "غيض من فيض "ففي سيناء والصحراء الغربية "على هامش العملية سيرلي " جرائم كاملة ممنهجة ضد الإنسانية اقترفها النظام العسكري المجرم بكامل الاستمتاع وهي جرائم "لن تسقط بالتقادم " فالنتائج والتوابع والمآلات ،معروفة ولو
بعد حين !!


وإن كان كل ما سبق ذكره من الممكن جدا أن يكون عارض في تاريخ الدول والشعوب، فهناك ما ليس أبدا بعارض، وهو صلب وخلاصة المقال واجابة على السؤال القادم.


لماذا الاضمحلال الحالي هو الأسوأ والأخطر في تاريخ مصر؟؟







لأن الكارثي والمأساوي بل و الحالك السواد أن الأصول تباع والمقومات ترهن والثروات والدعائم تبدد و يتم التفريط فيها عن عمد ومع سبق الإصرار فوتيرة التدمير فائقة السرعة و أكبر من قدرة الجميع على الحصر والمتابعة والقائمة طويلة مريرة بطعم الحنظل ،منها " مياه النيل ،غاز،جزر، شركات، مؤسسات، هيئات، كيانات اقتصادية ،ثروات ،أراضي، ولا يوجد أستثناء والحبل ممتد وعلى
الجرار والكل على المشاع ... "

والسؤال المنطقي الذي يطرح نفسه وبقوة وماذا بعد البيع والتفريط والتنازل والاقتراض ؟؟


اصف المشهد بقمة الوضوح والمسئولية بما يحتمه ضميري وشرفي الشخصي والاتساق مع الذات بدون أدنى مكايدة سياسية فلقد ولى زمانها في قلب واقعنا وبلا رجعة ،يتعين على الجميع حتمية إيجاد حل فوري وعلى وجه السرعة لابد من حل ناجز مجرب من قبل ممكن للتطبيق اليوم وليس غدا
،قبل أن يكون التعافي معجزة والنهوض المستحيل ذاته.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مصر تتألم
على سالم ( 2022 / 10 / 15 - 02:31 )
هذا اكيد مقال يبعث على الحزن والاسى واليأس والالم لما الت اليه مصر المستعمره تحت حكم بلطجيه ولصوص العسكر الانجاس المستبدين الجهله عليهم اللعنه , انهم اباطره التعذيب والقتل والاختفاء القسرى والاغتصاب الجنسى والساديه المريضه والكراهيه والمراره ؟ ؟ الكارثه هنا هو ان فيصل العسكر المجرمين الساديين يعتبروا شريحه من الشعب وهذا يجرنا الى شرائح الشعب المصرى وكيف يتفاعلوا مع بعض , انا هنا لست بعالم اجتماع لكى احلل سيكولوجيه هذا الشعب المستباح , لكننى استطيع ان اقول انه يوجد سلبيه كبيره بين ابناء الشعب وايضا التخلف الاخلاقى سمه واضحه والانتهازيه والطمع والجشع والانحطاط القيمى , ايضا الانانيه والكراهيه واضحه هناك , فنجد ابناء المدن يحتقروا ابناء الريف وابناء الصعيد يتم التندر عليهم ولايوجد اى احترام لهم , يعنى ممكن جدا ان نقول ان الشعب المصرى تم ابتلاؤه بكثير من الامراض الاجتماعيه والنفسيه والثقافيه والادراكيه على مدار الاعوام , من الصعب بمكان ان يتساوى الشعب المصرى بالشعب الالمانى مثلا لان كل شعب له سمه تختلف عن الاخر , اكيد مصر فى محنه كبيره واتمنى ان العالم اجمع يرى ويحس بأوجاع مصر والامها

اخر الافلام

.. الرد الإسرئيلي على إيران .. النووي في دائرة التصعيد |#غرفة_ا


.. المملكة الأردنية تؤكد على عدم السماح بتحويلها إلى ساحة حرب ب




.. استغاثة لعلاج طفلة مهددة بالشلل لإصابتها بشظية برأسها في غزة


.. إحدى المتضررات من تدمير الأجنة بعد قصف مركز للإخصاب: -إسرائي




.. 10 أفراد من عائلة كينيدي يعلنون تأييدهم لبايدن في الانتخابات