الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


*في فلسفة قراءة الماضي و الحاضر معا: غُلام الله و -بزّولة الرحمة -!

لخضر خلفاوي
(Lakhdar Khelfaoui)

2022 / 10 / 15
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


-تأصّل الغُلام في علوم الدّين منذ نعومة فروضه.. و لما اشتدّ عوده عفا عن لحيته فكثّتْ مع مرور الزُمر العقائدية .. كان يتجمهر معلنا شعار التوحيد " عليها نحيا و عليها نموت! ".. اعتقلوه بسبب تشدده في حب إلهه ، عند إطلاق سراحه رهّبوه بمغبّات التورّط في إقحام الآلهة و دينها في السياسة .. دخلت البلاد في حرب دموية أخوية محضة بين من يريد أن يجلس إلهه في مقعد البرلمان و بين من يريد طرد الرّب من قلوب المعتكفين المتطرفين في حبه ليولُّوا خلافة الأرض! عمّ الفساد في الأرض ، و ريقت أودية من دماء مجانين الله السذّج و دماء المهووسة قلوبهم بالخلد في كرسي العقم و الفساد الشامل ! ضاق الجميع ذرعا بالدمار و الفساد ؛ يرفع الأخوة الأعداء أيديهم باتجاه نفس السماء التي يملكها باعتقادهم نفس الإله و نفس الرّب ؛ على أن يرزقهم "الفرج" لمحنتهم و يمطرهم بضروع كثيرة ( بزازل الرّحمة)، و أن تكفّ الفتنة عن حصد أرواح الجميع دون استثناء ! لم يعلموا وقتها أن السماء أصيبت بورم الأثداء ، و الملائكة بترتها عند أوّل دعاء صعدت إليهم تورّعات أطلقتهم حناجر المتبترين على نعم إلههم !
تخلّى الذي كان " غلاما" بالأمس عن معظم ( سُنَنِه) خوفا من بطش السلطة ؛ الذي كان مطيعا لإلهه حصد لحيته الطويلة السوداء الكثة ، و تاه في زقاق الصراع من أجل البقاء .. لا فرج يُذكر و لا ( ثدي ) حنون يرضع منه الرّحمة مذ أن منّت عليه ( جنرالات فرنسا ) الاستعمارية بإطلاق سراحه و استرجاعه بعض من حريته المدنية .. طال انتظاره لكي يستعيد وظيفته الحكومية .. لكنه بقي ينتظر ( بزّولة ) الرّحمة و لم يقطع الأمل بنزوله لتفتدي آماله المجهضة.. لا فرج في الأفق و لطالما اشتهاه كاشتهاء المتعبّد للمناسك !
مضايقات أزلام النظام لم تنساه و لم تتعب من ملاحقته و التضييق عليه ! قرر الرحيل و البحث عن بقعة من بقاع الله في أرضه ( المستعمرة من قبل أحفاد فرنسا ) التي استولى عليها ( الخسّ) المدني الجائر ..
تبدو له مدينته الجديدة بلدا آمنا .. كلّما اشتاق إلى مسقط رأسه و عائلته تذكّر فقده ل ( بزّول الرحمة ) و هو يلوم ( الفرج ) الفاجر عن أمره و هو يعصي تمني القدوم ..
يتحوّل تائها ، مهموما بين أزقة مدينته الجديدة التي تبدو مدبنة كبيرة و رحيمة و متنوعة .. لا يدري في كل مرة كيف توصلهم خطاه تحت جسد أنثوي مهول عاريا في منتهى الإثارة ، يجثم يروحه تحته ، و ثديي تلك الأنثى نافرين ، منتصبين .. فخذاها بالكاد يخفيان منبع العالم و "نافورة" الفرج المرغوب فيه .. لا يدري ككل مرة ينصرف منسحبا تحت ساقي الأنثى المتحجرة العارية و هو مطمئنا .. كان الماء المنساب من تحت ساقي تلك الأنثى ؛ الذي يخاله من كان غلام ربه دموع الإله حزنا على من قُتِلوا في حرب دموية ، شرسة ، أخوية ، أهلية ، صديقة .. من يشرب من دموع الإله أو من فرج المرأة يعود حتما إلى نفس المنبع هكذا قالت أساطير الأوّلين! كل ما يعرف عنها أن ثديي و فرج و مفاتن هذه المرأة كانوا أقوى من العبؤات الناسفة و التفجيرات و القنابل و المعاول.. العائدون و تعاويذ الفرج و الحلمات النافرة و الجسد الرشيق الخالد تشدهم إليه.. جميعهم لا يدري من أجل ماذا قتِلوا و ماتوا أو لماذا اقتتلوا ؛ كان حب الجسد الأنثوي و حب اللذة في الحياة و جمال الأنثى و رقّتها متشكِّلاً في هاوية المعلم الأثري كضريح لجندي مجهول !؛ و الكرسي ما زال هو ، هو ، لم يجلس عليه إله أصحاب المتأصّل في دينه ، الكرسي دائما في يد حفدة فرنسا بالوكالة !.
-في آخر مرة لمّا أنهى اعتكافه تحت مهبل و ثديي الأنثى الحجرية و انصرف ، كان يرقبه عن بُعد رجل " أعمى" ضرير الاعتقاد حبيس التهميش ضحيّة التنمير اللائكي الغربي المتفشي في بلده لوجوده كمتعبّد مُبعد عن خيرات بلده بتهمة الأصولية ، يتقمّصُ جلبابه و لحية طويلة كثّة جاء من أقصى المدينة لكن عُميه لم يمنعه من رؤية ثديي و فرج و فخذي و ساقي تلك المرأة المنتصبة العارية؛ فمن لا يرى فتنة و زينة الحياة الدنيا و العليا عند مجمع الثديين و لا ينتصب له شعور فهو شيء و جماد و لا ينتمي إلى عالم الأحياء .. عارية المدينة الفاتنة مقاومة و مجاهدة سبقت كل المجاهدين، الفرق بينها و بينهم أنها محرومة من فلكلور المتاجرة بالتاريخ و كل الامتيازات الأبدية و المنح و عطايا الوزارة المخصصة لمرتزقة الجهاد في سبيل استقلال الوطن و نيل حريته ؛ صامتة ترزق لا سلطان لها في اختيار مصيرها بنفسها شأنها شأن من ليست لديهم وزارات مخصصة وصيّة قوية لرعاية حقوقهم الخاصة و امتيازاتهم باسم ( الشرعية التاريخية ) أقصد معظم جماهير بلدها، الأغلبية المنكوحة الصامتة من طرف تسلط نظام العصابات المباركة باسم الثورة المجيدة ..هذي العارية المتحجرة الحاضرة الشامخة بعريها نكاية في نفاق الثروات المزيفة ، منذ قرن و نيف ينهال عليها ( الأعمى الضرير المضرور ) و حاول بتَر الثّديين الهائجين محطّماً بمعوله الغاضب ، تهاوت هشيماً الحلمة تلوَ الحلمة الأرض .. صَاحت صارخة نسوة المدينة ألماً و اثدائهن تنزف دماً .. يمسكن بصدورهن متضرعات صوب السماء : الرحمة .. الرحمة .. الرّحمة !.
-باريس الكبرى جنوبا :
11/10/2022








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عقوبات أميركية على مستوطنين متطرفين في الضفة الغربية


.. إسرائيلي يستفز أنصار فلسطين لتسهيل اعتقالهم في أمريكا




.. الشرطة الأمريكية تواصل التحقيق بعد إضرام رجل النار بنفسه أما


.. الرد الإيراني يتصدر اهتمام وسائل الإعلام الإسرائيلية




.. الضربات بين إيران وإسرائيل أعادت الود المفقود بين بايدن ونتن