الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في الدين والقيم والإنسان.. (3) (تجميع لنصوصي الفيسبوكية القصيرة جدا التي تم نشرها سابقا) أذ. بنعيسى احسينات - المغرب

بنعيسى احسينات

2022 / 10 / 14
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


في الدين والقيم والإنسان.. (3)
(تجميع لنصوصي الفيسبوكية القصيرة جداـ التي تم نشرها سابقا)
أذ. بنعيسى احسينات - المغرب


المسلم المحمدي، يمتاز عن باقي المسلمين، من الديانات السماوية الأخرى، بكونه يؤمن بجميع الكتب المنزلة، وجميع الأنبياء والرسل.

إذا كان الله يجزي عن العمل الصالح، فما محل القول هنا؟ فالمؤمن الصادق يعبر عن إيمانه بالعمل، والمنافق يبقى حبيس القول لا يتعداه.

إن العمل الصالح محمودٌ؛ في الدنيا لخدمة الإنسان والبيئة، وفي الآخرة لعبادة الله بإيمان، وإتباع أوامره ونواهيه، فكلاهما حق وعبادة.

إن الإسلام في جوهره كدين واحد منذ نوح إلى محمد (ص)، يمثل روح الإنسانية في تشريعاتها، التي لا تخلو اليوم جميع برلمانات العالم منه.

"اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا واعمل لآخرتك كأنك تموت غدا". هذا الحديث، سواء كان صحيحا أو ضعيفا، يبقى حكمة خالدة تمجد العملين معا.

على فقهائنا تحبيب الدين للناس، لا تنفيرهم منه، بفرض جزئيات ونشر التشدد، والاعتماد على التخويف والترهيب، من رب عادل غفور رحيم.

إن الله لا يحرم الإنسان من تعاطيه للعلم والمعرفة، بل يأمره بذلك بشتى الطرق. فتمتعه بالعقل والحرية، هما الوسيلتان لطلبهما بكل يقين.

عندما نجعل السلوك الديني للإنسان، مراقبا في كل تفاصيله الدقيقة، من طرف فقهائنا الأجلاء، فإننا نبتعد عن جوهر الدين ويُسْره.

قوة الإيمان تكمن في قوة الشخصية الحرة، والإرادة والمسئولية. وضعف الإيمان يتجلى في نقص، يكون مؤداه إلى التبعية والخضوع والاستسلام.

الإنسان مخلوق بشري، ميزه الله عن غيره من المخلوقات، بالنفخ فيه من روحه، متعه بالعقل وبحرية الاختيار، حتى يكون مسئولا عن أفعاله.

إن المتدينين منا، أكثر ميلا إلى ارتكاب أخطاء، في السلوك والأفعال، مع ذويهم والآخرين، من غير الملتزمين الذين يحترمون حقا حدود الله.

نحن العرب المسلمون، نتقن التضرع بالأدعية بجميع أشكالها وأنواعها، لكن لا نتقن الإخلاص في العمل، والصدق والوفاء، وحب الخير للجميع.

من نافسك في دينك فنافسه، ومن نافسك في دنياك فتجنب مسايرته فيه، ولا تحسده عليها. فالحسود يتراءى للناس في ثوب المظلوم غالبا.

مطلب السلفية الأساس، هو استهلاك ما أنتجته من أفكار واجتهادات في نصوص الدين، دون السماح لنا بإنتاج أفكار خاصة بنا وبعصرنا.

يطل علينا كل يوم، أناس ربما من أشباه الفقهاء.. يتدخلون في شؤون الله ورسوله بلا حياء، يجعلون من كلام الله مطية، لتحقيق منافع وهمية.

في مجال العبادة، نجد فقهاءنا يتدخلون في كل صغيرة وكبيرة؛ بالتحريم والتبطيل وغير ذلك، للتضييق على المؤمنين، رغم يسر ديننا الحنيف.

في علاقتنا مع الله، نكون حريصين على الانضباط التام، فيما يتعلق بالفرائض. لكن لا نطبق القيم الربانية الإنسانية في سلوكنا وأفعالنا.

منذ عصر التدوين، تأسس إسلام الفقهاء، وهو بوحيين: القرآن والحديث. لقد تم هجر الأول، والتركيز على الثاني، الذي يعيبه الوضع والضعف.
لا خير في قول بلا عمل، وخير العمل ما نفع. فمن يعمل الخير من أجل الخير فهو إنسان، ومن يعمل الخير لكي ينال جزاءه فهو مجرد نصف إنسان.

ليس العالِم هو من يعرف الخير والشر، إنما العالم من يعرف الخير فيتبعه، ويعرف الشر فيتجنبه. فالعلم هو التطور السامي للمعارف النافعة.

ما نسمعه ونقرأه هذه الأيام قبل حلول رمضان، هو نشر كيفية مسح الذنوب، وكيفية الحصول على مزيد من الحسنات.. هل الجنة تباع وتشترى؟

لا يمكن اختزال العبادة في شهر رمضان فحسب، بل يجب أن تكون طوال الحياة بأيامها وشهورها. كما لا تستقيم إلا إذا صاحبها العمل الصالح.

في شهر رمضان الكريم، تكثر أشكال العبادات، والأنشطة التجارية، والسلوكيات المستفزة، كما يتفاقم الاستهلاك.. فأين الصدق والاعتدال؟

إن الإخلاص لله، ليس في تطبيق الفرائض والسنن فقط، بل الإخلاص لله يكون أيضا خارج العبادة؛ في العلاقة مع العمل، ومع الغير من الناس.

في شهر رمضان المعظم، تنشط شياطين الإنس بكثرة، فيزدهر الغش والكذب والنصب والاحتيال، ويكثر النفاق والاستفزاز المجاني بين البشر.

إن الإسلام إيمان وعمل ودين ومعاملة، لا يمكن الفصل بينهما. ومن يقول غير ذلك لا يقبل منه، فهو ناقص دين وإيمان. إذ لا إيمان بدون عمل.

الإيمان بدون عمل، يبقى مجرد قول. والله يجزي فقط عن العمل. ومفهوم النفاق مرتبط بالقول، فالمنافق سجين كلامه لا يتعداه إلى عمل صالح.

ما يجري في شهر رمضان الكريم عامة، هو اختزال الإسلام في الشهر الفاضل، إذ يغلب عليه التظاهر الشكلي بالتدين، مع المبالغة في التفاخر.

نتطهر خمس مرات في اليوم لإقامة الصلاة، وننسى أن نطهر قلوبنا وألسنتنا وأيدينا، في تعاملنا مع غيرنا من الناس، وأن نخلص في أعمالنا.

ليس المهم أن نقوم بالفرائض، ونعمل صالحا، ونجعل الناس عنا شهودا. بل أهم من هذا كله، أن يكون الله تعالى، راض عن ما نقوم به من أعمال.

لقد تحول المسلم اليوم، إلى مجرد مناسباتي: مسلم نصف شعبان، ومسلم رمضان، ومسلم ليلة القدر، ومسلم صيام الاثنين والخميس.. وهكذا.

المسلم نوعان: مسلم العقل والمعرفة، يمارس العبادة بإخلاص لربه ولدينه، ومسلم القلب والتقليد، يتبع العادة فقط، يحتاج إلى تفقه خالص.

يحاسَب المسلم على أداء فرائضه الدينية بشكل صارم، لكن لا يحاسب على سلوكياته اليومية المشينة، في عمله وفي علاقاته مع غيره من الناس.

ما يجب التمسك به في هذا الشهر الكريم الفضيل، هو الصبر والقناعة والتدبير، مع استحضار الود الخالص لله، والتراحم والتسامح بين الناس.

شهر رمضان الكريم، هو التحدي الأكبر بحق لامتحان الإرادة البشرية؛ في الصيام، والقيام، وعمل الخير، وتنقية النفس من أخطائها الكثيرة.

ممارسة التدين وحده لا يجعل الدين الإسلامي تاما، ما لم يستقمِ الإنسان في سلوكه وأفعاله اليومية؛ بالصدق والأمانة والوفاء والإخلاص.

السنة شجرة، والشهور فروعها، وأنفاس العباد ثمرتها. فرجب أيام توَرقها، وشعبان أيام تفريعها، ورمضان أيام قطافها. والمؤمنون قُطافها.

لا أمة بدون أخلاق ولا أخلاق بدون عقيدة ولا عقيدة بدون فهم. فالإنسان كلما ترقى في الإيمان، ترقى في القيم التي تحكم أقواله وأعماله.

إن صُمت فليصُم سمعك، وبصرك، ولسانك. فإن الله جعل الصوم مضمارا لعباده، ليستبقوا إلى الخيرات، وإلى طاعته بكل إيمان وتقوى.

قال محمد (ص): "من لم يدَع قول الزور والعمل به، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه". فلا دين مع غش القصد، وإن طال الصيام والقيام.

جاهد نفسك قدر استطاعتك، واغسل قلبك قبل جسدك، ولسانك قبل يديك، واحذر أن تكون من أولئك الذين لا ينالهم من صيامهم سوى الجوع والعطش.

ما يقوم به فقهاؤنا اليوم، هو إسقاط الماضي على الحاضر، بتمجيد وتخليد الفكر السلفي، على حساب القراءة الجديدة المعاصرة لديننا الحنيف.

لقد جعل بعض الفقهاء من أنفسهم أوصياء، على سلوكيات المسلمين، المرتبطة بالدين والأخلاق، بأسلوب التهديد والتحريض. هل لهم الحق؟

فبدلا أن يكون الدين كله لله، والوحي جاء به لخدمة الإنسان، أصبح هذا الإنسان خادما للدين، أي خاضعا وتابعا في حياته، للحكام والفقهاء.

إن كان السلف لهم عذرهم، في ما أنتجوه من معارف، حسب سقفهم المعرفي آن ذاك، فما هو عذر الفقهاء الأفاضل التابعين لهم اليوم؟

كثيرا ما نتحدث عن صلة الرحم، وقيمتها ومكانتها عند الله تعالى، لكن في الواقع هناك ظلم وضغينة مبيتة في ذلك. لنتذكر قصة قابل وهابيل.

إن التسلط والفساد ينخران المجتمع منذ سنين، ولم يتجرأ الفقهاء بالكلام عنهما. لكن عندما مُثلت الشيخة في عمل فني، قذفوها بكلام لاذع.

إن واضعي الحديث والفقهاء والمفسرين.. هم أموات في الوجود، أحياء في حاضرنا، والقرآن والقارئ حيان في الوجود، ميتان في العقل السلفي.

مفهوم خلافة الإنسان للأرض، تجعله بهدى من الله، يستحق تسيير إن حياته بوعي وإرادة. فكلما تطورت معارفه، أصبح قادرا على تطوير وجوده.

يقع جل الناس في ارتكاب الفواحش، ما ظهر منها وما بطن. إلا أن الظاهر منها للعامة وهي مراقبة، والباطن منها للخاصة وهي محصنة.

من المحسنين من يخصص جزء من ثروته، لشراء قصر في الجنة، وذلك ببناء مساجد، لأن حسناتها تكون أعظم، بدل بناء مدرسة أو مستشفى للمحتاجين.

إذا كان للمغاربة أمير المؤمنين وحامي الملة والدين، فمن أين يستمد بعض الفقهاء، حقهم في القيام بفعل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟

على الناس أن يكون ولاءهم لكل إنسان يؤمن بقيم الإنسانية ويحترمها، مهما كانت ملته وقوميته، بذلك يتحقق الاحترام المتبادل بين الجميع.

لقراءة كتاب الله قراءة من الداخل، باعتباره يشرح نفسه بنفسه، لا يحتاج إلى عناصر خارجية، يحتاج فقط إلى ترتيل دقيق ورفع الترادف عنه.

ما أكثر المتبجحين بالإحسان للوالدين، خصوصا بعد موتهما، وهم في حياتهما لم ينفقوا عليهما ولو درهما، بل كانوا يطمعون فيما لديهما.

ليس انقطاع الوحي وختم الرسالات، إعلانا عن نهاية التاريخ، بل دعوة للتعاقد الأفقي الحر بين بني الإنسان، نحو ممارسة القيم الإنسانية.

يتجلى سمو الإسلام الذي علم الإنسان، كيف ما كانت ملته، كيفية التعامل بالقيم الإنسانية مع الآخر، في إطار مبني على الاحترام المتبادل.

من الجهل والتخلف والعار، أن يحكمنا الأموات، ونستسلم لأفكارهم وآرائهم، لنعيش في زمن غير زماننا، ونتوقف عن بناء وتطور وتقدم أوطاننا.

سلفنا بنظرتهم السكونية، تم اعتبار الزمكان في سنة النبي (ص) ثابتة، وبدلا من أن يسير الواقع بالنص نحو الأمام، أصبح يسير إلى الخلف.

لا يحتاج الله والرسول والدين لمن يدافع عنهم، لأنهم فوق أي دفاع كان. والمطلوب أساسا هو أن نعرف كيف نسامح، وكيف نحترم أنفسنا وغيرنا.

يتدخل جل رجال الدين في كل أمر له علاقة بالدين، إلا أنهم لا يسمحون بالنقاش بالمرة، كما أنهم يعتبرون أنفسهم، معصومين من الأخطاء.

من الغريب أن نجد أناس، يتحدثون في الدين والله والرسول من غير علم، وأن علاقتهم بالأمر، هي بالسمع والاختلاط فقط لا غير. سامحهم الله.

كل مكونات الدين الإسلامي لا يشوبها إكراه؛ في الإيمان بالله واليوم الآخر والعمل الصالح، بمحرماته وبأوامره ونواهيه، وبرسوله وشعائره.

خلق الله الناس عبادا له، يعبدونه بملء حريتهم، أما الطاغوت، فيجعل منهم عبيدا له بالإكراه. فأي سلطة تأخذ شرعيتها من الدين تعد طاغية.

إن الفرق بين الدين والطاغوت بكل أنواعه، هو أن الدين يدخل في حياة الناس برغبتهم، أما الطاغوت فيتدخل فيها بالإكراه واستعمال القوة.

مواجهة السفهاء بالصمت، يجعل ما يقولونه بلا معنى. يقول عمر (رض): "أميتوا الباطل بالسكوت عنه، ولا تثرثروا فيه فينتبه الشامتون".

القيم الإسلامية فطرية في الإنسان، يتقاسمها كل الناس في العالم، أما الشعائر في مختلف الملل، هي تكاليف تؤدى حسب الاستطاعة والسعة.

طاعة محمد (ص) من مقام الرسالة من طاعة الله، مؤطرة بالوحي وبالتبليغ. وطاعته من مقام النبوة، هي طاعة مدنية تاريخية، كونه ولي الأمر.

إن عالمية الرسالة المحمدية التي هي جوهر الإسلام، تعبر عن المرجعية الأخلاقية العالمية بقيمها الفطرية، التي يتفق عليها جميع الناس.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الميدانية | عملية نوعية للمقاومة الإسلامية في عرب العرامشة..


.. حاخام إسرائيلي يؤدي صلاة تلمودية في المسجد الأقصى بعد اقتحام




.. أكبر دولة مسلمة في العالم تلجأ إلى -الإسلام الأخضر-


.. #shorts - 14-Al-Baqarah




.. #shorts -15- AL-Baqarah