الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وئام الشجعان

أبوبكر الأنصاري
خبير في الشؤون المغاربية والساحل

2006 / 10 / 2
الارهاب, الحرب والسلام


منذ 6 أعوام عقب انتخابه رئيسا للجمهورية الجزائرية أخذ عبد العزيز بو تفليقة على عاتقه مسؤولية إخراج بلاده من النفق المظلم والحرب الأهلية الناجمة عن إلغاء انتخابات حرة ونزيهة كانت قد فازت بها الجبهة الإسلامية للإنقاذ وأدى إلغاء نتائجها من طرف الجيش النظامي إلى حدوث صراع أهلي خالي من الوجود العسكري الأجنبي لكنه مدعوم مخابراتيا من طرف فرنسا المستعمر السابق الذي أخرجه الشعب بالقوة من بلاده بعد أزيد من 132 سنة من الاستعمار .
وفي معمعة الصراع الأهلي برزت فئة من المنتفعين من تأزم الوضع تجار المعاناة صقور مكافحة الإرهاب في المؤسسة العسكرية الذين لم يكونوا راضين بأقل من بالقضاء على الطرف الأخر متجاهلين أن الوطن للجميع وقد أمضى الرئيس محمد بوضياف ومن بعده علي كافي ثم اليمين زروال فتراتهم تحت ضغوط الصقور الذين منعوهم من أي نوع من المصالحة مع الآخر حتى استقال زروال ومهد الطريق لبوتفليقة ابن الجزائر البار ليبتكر أسلوب جديد في مكافحة الإرهاب ألا وهو الوئام المدني المصالح الوطنية العفو الشامل عن كل من يلقي السلاح ويعلن توبته من أجل حماية ما هو اثمن من كل مصلحة شخصية وهو الوطن الجزائري بلد المليون ونصف شهيد وأكرم بها من غاية نبيلة.
لقد رأى بوتفليقة أنه يجب على ضحايا الإرهاب وعلى الإسلاميين وعلى الجيش أن تنازل كل واحد عن طيب خاطر عن بعض حقوقه من أجل الوطن الأم وما أدراك ما الوطن هكذا يعطينا بو تفليقة درسا من دروس الوطنية وحنان الحاكم على الرعية، خلافا لمجلس وزراء الداخلية العرب الذين يسييس الكثير منهم مكافحة الإرهاب لغاية في نفس يعقوب فمن وزراء الداخلية من يسعى لخلافة الحاكم الحالي ومنهم من يريد زيادة ميزانية وزارة الداخلية بحجة أن مكافحة الإرهاب الداخلي أعظم من الدخول في حرب مع دولة مجاورة ومنهم من يرغب في تقوية مركزه الداخلي ليصبح القوة الحقيقية في النظام بعيدا عن المصلحة الحقيقة للوطن والمواطن.
كما أفرزت سياسة مكافحة الإرهاب مظاهر فساد إداري في أوساط الشرطة والمباحث والقضاء نهائيا على حقوق الإنسان وإساءة استغلال المنصب الأمني لإشباع نزوات المسؤولين الأمنيين في الشرطة والمباحث واعتبار كل متدين يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر إرهابي وعندما يعتبر من يقيمون الصلاة جماعة في المساجد متآمرين على النظام ومراقبين من طرف الشرطة والمباحث ومن يدفعون الزكاة التي أوجبها الله على الأغنياء للفقراء و جعلها الإسلام من أركانه ممولين للإرهاب وعندما صار الجهاد ذروة سنام الإسلام لطرد المحتل إرهابا فماذا بقي من ديننا الحنيف ؟ لقد أصبحت دولنا العربية والإفريقية تتصدر القائمة السوداء لمنتهكي حقوق الإنسان وبات بإمكان شرطي بسيط أو مباحث أن يكتب عن شخص بينهما تصفية حسابات شخصية أنه إرهابي وكل هذه المهازل تحدث تحت غطاء مكافحة الإرهاب .
ووسط هذه المعمعة والمهازل قرر بو تفليقة ابن الجزائر البار صاحب الحنكة في حل الأزمات وذو السجل السياسي الذهبي الحافل بالوساطات في حل المشاكل الدولية وإخماد الحروب والفتن أن يبتكر مفهوم إنساني لمكافحة الإرهاب يدعو للعفو من طرف السلطة مقابل إلقاء المسلحين أسلحتهم من أجل أن يخدم الجميع مصلحة الوطن وما أدراك ما الوطن إن الوئام المدني هو الحل لجميع مشاكل الإرهاب في العالم القضاء على فساد الشرطة والمباحث ووقف انتهاكهم لحقوق الإنسان ومد يد العفو للمعارضين وإشعارهم أن الوطن لهم وهو بحاجة لمهاراتهم التي يوظفونها في محاربة النظام.
إن التقليد الأعمى للمفاهيم الغربية وعدم إيجاد تعريف محدد للإرهاب وتسييس مكافحته لأجندة خفية خاصة بوزراء الداخلية أو مسؤولي الشرطة والمباحث يؤدي إلى حدوث ما لا تحمد عقباه من الكوارث والأزمات ، وعلينا جميعا اقتفاء أثر بوتفليقة ووئام الشجعان فقد اتخذ قراره بالوئام في ذروة انتصاره ووسط شعبيته وأوقف الحرب الأهلية في بلده وأعاد للجزائر مكانتها الإقليمية والدولية ووقف سفك الدماء فهل هناك مكافحة للإرهاب أعظم من وئام الشجعان .
كان الأولى بمجلس وزراء الداخلية العرب أن يجعلوا الوئام المدني خيارهم الاستراتيجي كما جعل مجلس وزراء الخارجية العرب المبادرة العربية للأمير عبد الله بن عبد العزيز الداعية للانسحاب الشامل مقابل التطبيع الكامل كلمة سواء بينهم لتحسين صورة عالمنا العربي أمام منظمات حقوق الإنسان فمنذ الوئام وإقراره لم تعد الجزائر ضمن الدول التي تنتقدها منظمات حقوق الإنسان وآخذ الإرهاب والتقتيل الأعمى ينقرض كما أنقرضت الديناصورات إذا علينا بالوئام المدني للقضاء على أسباب الإرهاب بدل من معالجة الخطأ بالفساد والانتهازية والانتفاع من معاناة الأوطان ومواطنيها وئام الشجعان هو الحل الوحيد والخيار الصحيح عندما تكون السلطة في أوج قوتها وتعفوا عمن عارضها لتضميد جراح شعبها هكذا نقضي على أسباب الإرهاب وإذا قضي على السبب بطل العجب وزالت النتيجة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما الهدف وراء الضربة الإسرائيلية المحدودة في إيران؟|#عاجل


.. مصادر: إسرائيل أخطرت أميركا بالرد على إيران قبلها بثلاثة أيا




.. قبيل الضربة على إيران إسرائيل تستهدف كتيبة الرادارات بجنوب س


.. لماذا أعلنت قطر إعادة -تقييم- وساطتها بين إسرائيل وحماس؟




.. هل وصلت رسالة إسرائيل بأنها قادرة على استهداف الداخل الإيران