الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


- حول الراهن ( الأدب ، النقد و الجوائز )؛ ماذا تبقى للإبداع !؟.

لخضر خلفاوي
(Lakhdar Khelfaoui)

2022 / 10 / 16
الادب والفن


-رؤى : لخضر خلفاوي*
——

"كان النقد الأدبي إلى غاية بداية الثمانينات معقولا في مجمله و فعالا و جمركيا ( أكاديميًا ) حريصا على الإنتاج الإبداعي الفني .. كان المبدعون و الكتاب في المعمورة تصطكُّ أسنانهم من سياط النقد و قراءات و انطباعات أهل الاختصاص ، و كان النقد في مجمله و مفهومه الكلاسيكي مهمة غير الكتاب بحكم فصل المدرستين .. كانت المؤسسة النقدية بمختصيها فعالة و مهمة جدا في ترشيح أعمال أو التكهن بمستقبل كتابات معينة و كان رأيها رأي توجيه و إرشاد ( مؤسسات الجوائز ) لتكريم الكتاب في مسابقات جد جادة و صارمة و ليست بالأمر السهل و الهيّن الذي يشجع الألوف من الكتاب أن يُغامروا بالمجازفة في المشاركة في هكذا تحديات ( المسابقات الأدبية ) ثم بدأت المؤسسة النقدية تنحى منحى الإنحراف و ظهرت شيئا فشيئا نزعة "النقد الهدام " الذي بدأ يخلق جدلا و لغطا كبيرا في الأوساط الأدبية ، و بدأ ظهور في الحقل الأدبي ( العربي تحديدا ) سلوك الولاءات و المعاداة كل حسب زمرته و دخلت منظومة النقد في صدام مع المنتوج الأدبي و حراكه و كانت تفقد بالتدرج مكانتها و دورها كرقيب و مجهر دقيق مدقق أكاديمي فاحص للغث و السمين و بدأت الحسابات الشخصية الضيقة -بسبب غرور الجيل الجديد من المبدعين و الكتاب - تفاقم و تراجع الفعل النقدي المحايد الشريف إلى نقد ( متهم و تكتنفه خصوصا شبهات كثيرة و زحزحت هكذا تيارات باسم الحداثة النقد الكلاسيكي لتعوّضه بقراءات تحت الطلب ؛ حيث استفحلت القراءات ( الإطرائية و الإعجابية ) لتتشابك المصالح الشخصية الضيقة على الساحة و أطلقت رصاصة الرحمة على المدرسة الكلاسيكية للنقد لتتحول من نقد صارم ، جاد ، مخيف ، مُربك ، بفعل استفحال منصات الافتراض إلى ( كرنفال ) انطباعي يمارس في نوادي ( الأحباب و الأصحاب انطلاقا من الميدان الواقعي أو في الغرف الزرقاء المغلقة على المآرب المشتركة ، أغلبها وضيعة مشبوهة! ) في هكذا غرف مشبوهة كلهم "أصدقاء"!؛ ليختفي نهائيا بمدرسته العتيقة النقد و جمركي ( الحركة الأدبية ) في العالم بأسره و بشكل كارثي في العالم العربي .
في حين تكاثرت كما " دكاكين نشر الرداءة و توزيعها " كالفطريات السّامة الجوائز الأدبية الافتراضية و الواقعية و الشهادات الجزافية و الألقاب الجوفاء في غياب و موت المؤسسة النقدية .
*كيف يُنظر لهكذا مسابقات و جوائز بعين التقدير و المصداقية اللامنقوصة و الاحترام في ضوء موت المؤسسة النقدية التي كانت بعملها في ورشات القراءات الأكاديمية تضبط و تصفّي قيم المنتوج الأدبي ؟! ما قيمة المنتوج الأدبي في غياب النقد الحقيقي و استفحال ظاهرة ( إقرأ لي ، أقرأ لك !) ( تنازل لي أقرأ لك ، كن راضيا لابتزازك أنشر لك ! ).( أدفع لي مالا أطبع لك !).!؟.
-باريس الكبرى جنوبا
15 أكتوبر 2022
—-
*انطباع نموذجي و تعليق الصديق الشاعر المبدع العراقي ( حسَن عزيز النصراوي ):
-"للأسف هذه الحقيقة انتشرت .. كان لدي صديق من كتاب قصيدة النثر المعاصرين و أنا لا أُحبّ هذا النوع من الفن الأدبي لأني لا أُسمّيه فن شعري لعدم اقتناعي بشعريته .. المهم .. الرجل قرأ نصا نقديا لقصيدة نشرت لي في الجريدة الحكومية أنداك و أنا لم أعرف به فاتصل بي هاتفيا ليخبرني و ليسألني كيف حصلت على هذا الناقد الذي لا أعرفهُ و لا يعرفني و كان نقدا أدبيا صرفا خالي من أي نوع من المحاباة إلا أنه طلب مني تقديمه إليه ليصبح صديقه ..ضحكت مما يقول واستبعدت الفكرة نهائيا..
*الخلاصة أن صديقي هذا قرأت على صفحات "الفيسبوك" قبل شهرين أنه مرشح لرئاسة اتحاد أدباء العراق فتذكرت كم كنت أصلِّحُ له أخطاءهُ الإملائية والنحوية قبل أن ينشر .. فيا صديقي إن الزمن الرديء رداء يرتديه الرديئون!"








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نهال عنبر ترد على شائعة اعتزالها الفن: سأظل فى التمثيل لآخر


.. أول ظهور للفنان أحمد عبد العزيز مع شاب ذوى الهمم صاحب واقعة




.. منهم رانيا يوسف وناهد السباعي.. أفلام من قلب غزة تُبــ ــكي


.. اومرحبا يعيد إحياء الموروث الموسيقي الصحراوي بحلة معاصرة




.. فيلم -شقو- بطولة عمرو يوسف يحصد 916 ألف جنيه آخر ليلة عرض با