الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السيسي من -الجيش آلة قتل-، الى -الجيش يفرد وينتشر فى مصر كلها خلال 6 ساعات -!.

سعيد علام
اعلامى مصرى وكاتب مستقل.

(Saeid Allam)

2022 / 10 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


*"اتكون الحكومة جديرة بالحماية عندما تكذب على الشعب؟!، الحكومة تكون خطرة عندما لا يستطيع المواطن الثقة باى احد من اعضائها، او حين لا يكون قادراً على قول الحقيقة".

*"لا يمكنك ان تدفن رأسك فى الرمال كنعامة، لا يجب ان يكبر اولادنا فى وكر اكاذيب، لابد ان يحاول احد، اى احد".

*"لا عيب فى الاحساس بشئ من الخوف، قول الحقيقة قد يكون مخيفاً احياناً، لكن ان سمحت للخوف ان يتغلب عليك، فستسمح للاشرار بالسيطرة على الوطن، عندئذ سيخاف الجميع".

*ومازالت الحرب، هى المبدأ المنظم لاى مجتمع "راسمالى"، ان سلط الدولة على شعبها، تكمن فى قوتها الحربية.

*"جون كيندى ومارتن لوثر كينج وروبرت كيندى كلهم قتلوا، لانهم التزموا بالتغيير والسلام، صاروا خطراً على رجال ملتزمين بالحرب"

*"الخيانة لا تزدهر"، كما يقول شاعر انجليزى، ما السبب؟!، لانها لو ازدهرت لن يدعوها احد بالخيانة".

*"لماذا اخفاء الحقائق والادلة والمستندات عن الشعب؟!، هذه المستندات ملك الشعب الامريكى هو من يدفع ثمنها، يحجبوها عنكم لانهم يعتبرونكم اطفال قد تضطربون بشدة عند معرفة الحقائق، لذا عليكم الانتظار 75 عاماً لمعرفة ما تعرفه الاستخبارات مكتب الحقيقات الفيدرالى اليوم، فى يوم ما وبطريقة ما قد يعرف احد الحقيقة، ويجدر ان يفعل، والا علينا بناء حكومة جديدة مثلما يقول اعلان الاستقلال حين تكف الحكومة القديمة عن العمل، كتب امريكى مؤمن بالمذهب الطبيعى: "المناضل يجب ان يكون يستعد دائماً للدفاع عن وطنه ضد حكومته"، معظمنا يعتقد ان العدالة تتحقق تلقائياً، وان الفضيلة وحدها تكفى، وان الخير نتصر على الشر، ولكن كلما نتقدمفى العمر نعرف ان ذلكغير حقيقى، على الافراد خلق العدالة، وذلك ليس سهلاً، ان الحقيقة عادة تشكل تهديداً للسلطة، وعلى الفرد عادة ان يحارب السلطة مخاطراً بنفسه بشدة، لماذا، لاننا نريد عودة وطننا، لانه لايزال ينتمى لنا، لو اغتالت الحكومة الحقيقة وصمتنا، فلن يكون الوطن وطنا، كتب تنيسون "السلطة تنسى الملك الميت"، لكننا لا يجب ان ننسى شهدائنا حتى يظل الوطن وطننا".

*عند السؤال لماذا تخفون لحقائق عن الشعب، تكون الاجابة دائماً "امن قومى"، اى امن قومى لدينا بينما تحرمنا من كل القادة؟!، اى امن قومى يسمح بازالة قوى اساسية من ايدى الامريكيين، ويثبت سطوة "الحكومة الخفية" فى امريكا؟!، هذا النوع من الامن القومى حين يبدو كذلك، وتشعرون انه كذلك، فنحن نسميه بما هو عليه، باسمه، "فاشية".
النائب العام لـ"نيو اورليانز"،
الوحيد الذى طلب محاكمة لمقتل كينيدى.



في فبراير 2014، قال وزير الدفاع المصري عبد الفتاح السيسي في تسريب نشر في وسائل الاعلام: "إن القوات المسلحة ليس مهمتها مجابهة ومكافحة الإرهاب." وأضاف قائلا: "الجيش آلة قتل مش آلة قبض إحنا ما بنعرفش نقبض".(1)

وفى سبتمبر 2016، أثناء افتتاح مشروع "غيط العنب"، قال الرئيس السيسي " التخطيط المعمول أن الجيش يفرد وينتشر فى مصر كلها خلال 6 ساعات لحماية الدولة." وأضاف: "محدش يفتكر إننا هنسبها أو نسمح إنها تضيع مننا ونضيع الناس معانا، وأنا مسئول أمام الله والناس، وأمام التاريخ على الدفاع عن مصر وحمايتها لآخر لحظة".(2)

ما الذي حدث خلال السنتان ونصف (من فبراير 2014، الى سبتمبر 2016)، ليجعل عبد
الفتاح السيسي "وزير الدفاع"، يغيير موقفه من رفض تغيير العقيدة العسكرية للجيش
المصري الى عقيدة "الحرب العالمية على الارهاب"، ما الذي حدث ليجعله يغير موقفه 360
درجة، ليوافق دون تحفظ، على تغيير العقيدة العسكرية للجيش المصري الى عقيدة "الحرب
العالمية على الارهاب" بعد ان اصبح عبد الفتاح السيسي "ًرئيساً"؟!.


السؤال بهذه الصياغة هو السؤال الخطأ، اما السؤال الصحيح، فهو:
هل كانت الموافقة المسبقة من المجلس العسكري على تغيير العقيدة العسكرية للجيش المصري الى عقيدة "الحرب العالمية على الارهاب"، هي جواز مرور السيسي مرشح المجلس العسكري، الى الرئاسة؟!.


كان الرئيس المخلوع الراحل مبارك، يراوغ الامريكان سنوات، حتى لا يقوم بتغيير عقيدة الجيش المصرى الى عقيدة "الحرب على الارهاب"!(3) .. لماذا؟!، بالطبع لم يكن مبارك يسارياً معادى للامبريالية الامريكية، ولكنه كان وقادته العسكرين من الخبرة والنضج ما يسمح لهم بادراك قدر وخطورة ان ينتقل الجيش من عقيدة قتال خارجى "العدو"، الى عقيدة قتال داخلى "الارهاب"، مدركين خطورة الاحتكاك الخشن بين الجيش وقطاعات من الشعب، وكما قال السيسى عن حق "الجيش الة قتل"!، تكوينه الوظيفى للقتل، وليس لفض التظاهرات او للتعامل الشرطى مع العنف المجتمعى، وبالاضافة الى ان ذلك، هذا هو التكوين الوظيفى لجهاز الشرطة المدنية، الا ان الخطورة الاكبر من دخول الجيش فى صراع مع قطاع من الشعب، تتمثل فى خطورة ذلك على وحدة الجيش وتماسك وحداته .. هذا ما جعل مبارك وقادته العسكريين يماطلون فى الاستجابة للارادة الامريكية بتغيير العقيدة القتالية للجيش، بالرغم من الضغوط العنيفة التى تعرض لها مبارك، والتى وصلت الى حد عدم استقباله لسنوات فى البيت الابيض!.


الاهم من الخبرة والنضج لدى مبارك وقادته العسكريين، انهم كانوا مازالوا يمثلون النسخة ما قبل النسخة الحالية من سلطة يوليو 52 الممتدة، نسخة مبارك التى كانت مازالت تتمتع ببقايا شرعية، ساهمت فى تجديدها حرب اكتوبر 73، وبالرغم من اغتيال قائدها "السادات"، الا ان اختفاء، "رحيل/ التخلص"، القائد، لا يمنع من الاستمتاع بنتائج انجازات القائد، هذه البقايا من الشرعية سمحت لنسخة مبارك بهامش من المناورة مع الضغط الامريكى!.


بمعنى اخر، ان نسخة مبارك كانت لاتزال فى ترف من لم تنزع عنه ورقة التوت الاخيرة بعد، حتى 25 يناير 2011، التى جاءت لتنزع ورقة التوت الاخيرة عن نسخة ما بعد مبارك، بعد ان كانت كل اوراق التوت قد سقطت عن سلطة يوليو على مدى سنوات طويلة من الفشل المزمن فى تحقيق هذه السلطة لأياً من مبررات استمرارها، التنمية والعدالة والديمقراطية، وحيث لم تكن 25 يناير 2011، قد جاءت بعد، ونزعت اخر ورقة توت عن شرعية سلطة يوليو 52، باعلانها الطلاق الجمعى الصريح بالثلاثة، وبتعبير ادق لطلاق بـ18، بالاصرارعلى الغاء العقد الاجتماعى مع سلطة يوليو، ممثلاً فى اخر نسخة لها، نسخة "مبارك".

وقد تمثل الوضع الجديد بعد 25 يناير، فى ذلك النمط الذى ظهر بوضوح فى المعدلات فائقة السرعة والحدة التى تسير بها نسخة يوليو ما بعد 25 يناير 2011، نسخة "المجلس العسكرى/ السيسى"، فى حرق كافة المراحل التى تلكأت فى تنفيذها النسخ الاسبق، نسخة "مبارك" ومن قبله نسخة "السادات" .. كما التلاكأ فى الانتقال من مرحلة الانفتاح الخجول لدخلة العولمة، والذى سمى بـ"الانفتاح الاقتصادى" (1974)، الى مرحلة الانفتاح التام او "الموت الزؤام"، سوقاً استهلاكياً، وتملكاً لوسائل الانتاج، مدنية، وعسكرية "على الطريق"، ورفع يد الدولة عن السوق، وتعويم العملة المحلية .. الخ.


والاكثر خطورة واهمية لحكام عالم اليوم، اليمين العالمى، وممثلهما صندوق النقد والبنك الدوليان، واللذان لا ولن يقبلوا بأقل من تخلى السلطة، للحصول على رضاها، عن مظاهر سيادة الدولة سواء على حدودها الجغرافية، الارضية "شمال سيناء/ صفقة القرن"، او حدودها البحرية "البحر الاحمر، تيران وصنافير، ممر تيران/ البحر المتوسط، غاز شرق المتوسط"، او داخل حدودها الجغرافية، النيل، روح مصر، ليس فقط من اجل توسعة عدد دول المصب لتشمل اسرائيل، وحصوها على ماء النيل بالطبع، حلمها التاريخى (1903)، بل الاهم، ان يكون محبس النيل "روح مصر"، فى "سد النهضة"، محبس الارادة المصرية، كل مصر، سلطة وشعب، فى الحاضر والمستقبل، فى يد ممثل حكام عالم اليوم، مالك سد النهضة، البنك الدولى، والذى اشترط موافقة مصر "رسمياً" "علنياً" "قانونياً" على بناء السد، حتى يضمن عدم مواجهة مشاكل قانونية مستقبلية، تزعزع قدرته على ممارسة التحكم الخالص فى الارادة المصرية لصالح مشاريعه نحو شرق اوسط كبير جديد،وقرن افريقي كبير، افريكانو.

وليس كما يعتقد بعض المحللين المحترمين، ان كل ذلك لصالح اسرائيل الكبرى، انه من اجل هدف اسمى من اسرائيل فى حد ذاتها، هدف يتعلق بالأسياد الذين توظف لديهم الادارات اليمينية فى كلً من حكومات اسرائيل وامريكا، اسياد العالم، اليمين العالمى، حاكم عالم اليوم، الذى لا يمثل اليمين الحاكم فى اسرائيل او امريكا سوى دور وظيفى للشريك الاصغر للأسياد، وقد حصل البنك الدولى نيابة عن الأسياد، على موافقة صريحة وعلنية وقانونية، موثقة من الرئيس السيسى فى 23 مارس 2015، بموافقة مصر "رسميا" وعلنياً، على بناء السد الاستعماري "النهضة"!.

وهنا فقط يمكن فهم سر التغيير 360 درجة في موقف "فريق السيسي" من تغيير العقيدة العسكرية للجيش المصري الى عقية "الحرب العالمية على الارهاب"، الحرب العالمية الثالثة الغير معلنة، الغامضة، الغير محددة، لا بالزمانولا بالمكان، ولا بالعدو، انها حرب مفتوحة منذ احداث سبتمبر 21 الملتبسة، والشئ الوحيد المحدد، هو كل من لا يخضع للسياسات النيوليبرالية، ايناً كان مكانه او زمانه.


وفى هذا السياق فقط، يمكن فهم تغيير العقيدة العسكرية ليس فقط للجيش المصرى او الجيش الاسرائيلى، بل للجيش الامريكى ايضاً!، انه التطور الملاصق لتطور الاستعمار النيوليبرالى الاقتصادى، حيث يتحول الجيش بجانب دوره الخارجى المحدود والمؤقت، الى اداة لاخضاع المجتمع "داخلياً" لشروط العولمة النيوليبرالية .. اى تغيير العقيدة العسكرية، من عقيدة القتال الخارجى "العدو"، الى عقيدة القتال الداخلى "الارهاب" "الشعب"!!، .. لذا لم تكن صدفة ان يصف ترامب الحركات الاحتجاجية ضد عنصرية وعنف الشرطة الامريكية، ان يصفها بـ"الارهاب المحلى"، ويضغط من اجل "تغيير العقيدة العسكرية" للجيش الامريكى، والانتقال من عقيدة قتال خارجى "العدو"، الى عقيدة قتال داخلى "الارهاب" "الشعب"، كما يريد اسياد اليوم، ذلك الذى يبدو ان ادراك وزير الدفاع الامريكى لم يصل اليه بعد، ومازال يرى ان مواجهة الداخل هى من مسئولية جهاز الشرطة المدنية، انه لم يدرك بعد ما يسير فيه ترامب منذ حملته الانتخابية الاولى للترشح للرئاسة، من شعار "سحب قوات الجيش الامريكى من الخارج"، والذى لا يمكن فهمه بأى حال من الاحوال على انه خوف على حياة الشباب الامريكي فى حروب الخارج .. وهذا كان الشطر الاول من العبارة، اما الشطر الثانى من العبارة، والذى لم يفصح عنه ترامب الا منذ ساعات، عندما جاء الوقت المناسب، انه شطر "وتوجيهها الى الداخل، الى الشعب"، لاخضاعه قهراً للسياسات النيوليبرالية الاقتصادية، لتطبق كاملة اخيراً في البلد التي نشأت يها، وانتشرت في كل بقاع العالم. لتصبح جملة الشعار المكتملة، كالتالى: "سحب قوات الجيش الامريكى من الخارج، وتوجيهها الى الداخل"!.


بعض القادة العسكريين والذين يبدوا انهم قريبون من رأس السلطة، الا انه عند اللحظات المفصلية والحاسمة فى تطور الاحداث الكبيرة، نكتشف انهم لم يكونوا كذلك، مثل وزير الدفاع الامريكي، والذي يذكرنا، على المستوى المحلى، بالحديث التلفزيونى للواء احمد وصفى، قائد الجيش الثانى الميدانى، وقتها، مع المذيع عمرو اديب، ابان 3 يوليو 2013،(4) .. غالباً، ان مستقبل وزير الدفاع الامريكى قد حسم بالفعل من وقتها.



*من حوار فيلم عن اغتيال رئيس الولايات المتحدة جون كيندي، بطولة كيفين كوستنر واخراج اوليفراستون.

المصادر:
(1)السيسى "الجيش الة قتل"
https://www.youtube.com/watch?v=1aBMmTlp4DY
(2)السيسي "الجيش يفرد وينتشر في مصر كلها خلال 6 ساعات".
https://www.youm7.com/story/2016/9/26/%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%8A%D8%B3%D9%89-%D9%84%D8%AF%D9%8A%D9%86%D8%A7-%D8%AE%D8%B7%D8%A9-%D9%84%D9%86%D8%B4%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%8A%D8%B4-%D8%A8%D9%85%D8%B5%D8%B1-%D9%83%D9%84%D9%87%D8%A7-%D8%AE%D9%84%D8%A7%D9%84-6-%D8%B3%D8%A7%D8%B9%D8%A7%D8%AA/2897396
(3) تغيير العقيدة العسكرية للجيش الامريكى!، ترامب يضغط، ووزير الدفاع مازال لا يدرك؟!
http://www.ahewar.org/m.asp?i=8608
(4)لقاء اللواء احمد وصفى قائد الجيش الثانى الميدانى مع المذيع عمرو اديب.
https://www.youtube.com/watch?v=1CIOTJyUtQA








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي