الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جيشُنا المصري… مصنعُ رجال

فاطمة ناعوت

2022 / 10 / 19
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


مَشاهدُ عظيمةٌ لا تُنسى وخزت قلوبَنا بالفرح مع احتفالات أكتوبر المجيد ثم حفل تخريج دفعة جديدة من طلاب الكليات العسكرية بمقرّ الكلية الحربية بالقاهرة. يخفق القلبُ دائمًا مع كلّ نغمة من نغمات السلام الوطني، وكأنه يُعزفُ على أوتار الفؤاد وتُقرعُ طبولُ إيقاعه بنبضات الشغف. تشعرُ بالأمان وتُدثِّرُ الطمأنينةُ روحَك وأنت تشهدُ أولئك الشباب الجميل وهم يؤدون القسمَ أمام الرئيس العظيم "عبد الفتاح السيسي"، رئيس الجمهورية والقائد الأعلى للقوات المسلحة، قسمًا مقدسًا بحماية الوطن والذود عن كرامته وإعلاء رايته شاهقةً لا تنتكس، والسهر على أمن الشعب العظيم وأمانه. تشعرُ بالهيبة لحظة تقديم الخريجين درعَ الكليات العسكرية هديةً إلى الرئيس السيسي. ويقفُ الرئيسُ فخورًا بأبنائه شباب الخريجين من الكلية الحربية ومختلف الكليات العسكرية، من فتيان وفتياتٍ يؤدون التحية العسكرية. عيونهم تحمل الزهو بمصريتهم، وأجسامهم فتية قوية ممشوقة، رؤوسهم عالية وأصواتهم قوية ملؤها الحماسُ والإصرار على حماية وطن يصنعُ المجدَ والغد المشرق. ولا عجبَ في نصوع ملامحهم، فهم أبناء مصرَ العظمى، أنبتتهم أرضُها الطيبةُ الماجدة، ورواهم نيلُها الخالد. قال الرئيسُ إن العالمَ بأسره مرَّ بجائحة كورونا وظنَّ الناسُ أن الحياة سوف تتوقف، لكن الحياةَ استمرت ومرَّت الجائحةُ بتداعياتها وويلاتها، وعرف الإنسانُ كيف يتعامل معها وابتكر لها حلولا. وبالقياس سوف تمرُّ الأزمةُ الاقتصادية العالمية الراهنةُ بإذن الله. والشاهد أن مصر كانت خلال كل تلك المصاعب العالمية تقفُ على أرض صلبة وتواجه الأقل من التحديات والخسائر والحمد لله. والفضل كلُّ الفضل لحالِ الأمن التي تعيشها مصرُ، والفضلُ بعد الله للقوات المسلحة العظيمة وجيشنا الباسل، شرف مصر، حماه الله."الأزماتُ والمصاعبُ تمرُّ وتبقى الأوطان.” ويجب أن نُقرَّ بأن العمل الدؤوب الذي يقوم به الرئيس السيسي، على مدار الساعة من كل يوم، ومنذ تولى الحكم، والرؤية التي تديرُ بها مصرَ القيادةً السياسية الواعية، هي السبب في النقلة النوعية التي تشهدها مصرُ اليوم في "الجمهورية الجديدة"، وهي طوقُ النجاة الذي يحمي وطننا الغالي ويظلّلنا بمظلة الأمان حتى يصل بنا إلى الغد المشرق الوشيك، بإذن الله.
حين نمرُّ في الطريق بسرب من شباب مصر يعتمرون قبعات الحربية، نشعرُ بالزهو بأبناء جيشنا الباسل وندعو الله أن يحميهم. فبسببهم ننامُ ليلَنا آمنين في بيوتنا وهم ساهرون في العراء. على مدار شهر أكتوبر وصلتني رسائلُ كثيرة من أبناء وأحفاد أبطال خاضوا حرب أكتوبر وما قبلها من حروب مصر العادلة ضد الكيان الصهيوني، منهم مازالوا يحيون بيننا، ومنهم شهداءُ أحياءٌ عند ربهم. ونحن نسير في جنبات الوطن، نتذكر أن دماءً عزيزة أُريقت من أجساد شهداء ضحّوا بحياتهم حتى نحيا ويحيا الوطن حرًّا عزيزًا. سواء في حروبنا ضد إسرائيل، أو حروبنا مع الإرهاب الدموي الذي واكب حكم الإخوان لمصر بعدما سرقوه ذات ليل، وكذلك الإرهاب الحاقد الذي أعقب إسقاطنا لحكمهم الأسود في ثورتنا الشريفة يوم ٣٠ يونيو، ثم ٣ يوليو ٢٠١٣. لا ننسى أن بيوتًا مصرية لا حصر لها، تحملُ شارة الحداد فوق صورة لشهيد غال من أبناء مصر مسلمين ومسيحيين، أريقت دماؤهم الطاهرة وهم يذودون عن شرف مصر الغالي. لا ننساهم ولن ننساهم وسوف نظلُّ نذكرهم ونترحم عليهم وندعو الله أن ينعموا في فردوسه العظيم مع الأبرار والقديسين، عند ربهم يرزقون.
في كل عام ومع تخريج دفعة جديدة من الكلية الحربية نشهدُ جميعًا مشاهدَ عظيمة لا تُنسى. من تلك المشاهد الآسرة: خريجٌ جديد وقف ممشوقًا في زيّه العسكري، أمّه عن يمينه وأبوه عن يساره، يثبِّتون على كتفيه شارةَ النجمة التي تحمل اسم الوطن. ثم احتضن أباه وأمه وعيونهم تنطقُ بالفخر بابنهما الذي يرفعُ لواء مصر عاليًا مع زملائه أبناء قواتنا المسلحة. قال الرئيس للأهالي أن عليهم أن يفرحوا ويفخروا بتخريج أبنائهم من "مصنع الرجال"، وهم يخطون خطاهم الأولى نحو المجد.
في أكتوبر من كل عام، تكسو أعلامُ مصرَ صفحةَ السماء، ونتذكّر اليومَ الخالد الذي رفعت فيه مصرُ رأسَها أمام العالم، مُعلنةً انتصارَها على عدوٍّ رسمَ لنفسه صورة أسطورية، وصدَّر للعالم فكرةَ أنه لا يُهزَم. نتذكّر بسالة جيشنا المصري العظيم، الذي دحرَ العدو الصهيونيَّ في ٧٣، ثم دحر غول الإخوان الأسود الذي كاد يودي بمصر إلى قاع التهلكة لولا بسالة جيشنا وإصرار شعبنا وجسارة قائدنا "عبد الفتاح السيسي”. رجالٌ أشدّاء ذوو بأس وقدرات عسكرية وقتالية فائقة، صنعوا لنا ولأولادنا سنوات الأمن التي عشناها منذ حربنا الأخيرة مع إسرائيل، وحتى اليوم، وإلى منتهى الأيام بإذن الله. وتحيا مصر.

               ***








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بين الحنين والغضب...اليهود الإيرانيون في إسرائيل يشعرون بالت


.. #shorts - Baqarah-53




.. عرب ويهود ينددون بتصدير الأسلحة لإسرائيل في مظاهرات بلندن


.. إيهود باراك: إرسال نتنياهو فريق تفاوض لمجرد الاستماع سيفشل ص




.. التهديد بالنووي.. إيران تلوح بمراجعة فتوى خامنئي وإسرائيل تح