الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سفينة العالم لم ترس الى بر...

حمدي حمودي

2022 / 10 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


تتعالى الأصوات في العالم، تتهم بالأدلة تورط بعض الدول على رأسها فرنسا، بإطعام الإرهاب وتغذية أفاعيه في إفريقيا.
جدال لا يخلو من براهين وشواهد، مالي أعلنتها جهارا نهارا في مجلس الأمن تطالب بجلسة طارئة خاصة مستعجلة لهذه القضية.
الحشد الدولي ضد الإمارة الإسلامية في أفغانستان، تم التخلي عنه بعد حوار ومناقشات توجت بمباركة قيام تلك الدولة التي كانت
تمثل "الإرهاب" بلحيتها ولثانها وبرقعها وبنادق مقاتليها.
بعد 20 سنة من تأسيس جيش من 300 ألف جندي موالي للغرب عند انسحاب أمريكا المذل لبست كل تلك القوات الملابس المدنية
ورمت السلاح وفرت عن قواعدها التي تسلمتها طالبان على طبق من ذهب.
ملايير الدولار والوقت والجهود والدعايات والحشد النفسي والإعلامي مئات الدراسات والبحوث والخبراء وشغل العالم بخطر
إمارة طالبان تم التخلي عنه هكذا.
بعبع الإرهاب الذي أعلنت عن وجوده الدعاية الغربية في أفغانستان الذي ثبت أنه وهم وسراب وصورة فقط لا يزال شبحه
يرى في مالي وفي الصحاري الإفريقية.
إنتاج التبريرات للاحتلال والهيمنة تفرض حينما يكون القاضي والحاكم والسلطان وحيد أما وقد ظهرت قوى أخرى
وتبدل جديد ومحور تمركز القوى يتأرجح، فإن وجه الإرهاب المصنوع أصبح منتهي الصلاحية، كما أنتهى عذر سلاح
التدمير الشامل في العراق، وبقرات الربيع التي كانت تقتات على عشبة الديمقراطية المزيفة، وأخيرا الحرب الجرثومية
وإنتاج بدل وجه الإرهاب وغيره شبح الأوبئة، والتي مسرحها وانعكاساتها في أوكرانيا ومصانع إنتاج الأوبة التي تتهم به
روسيا والصين الغرب "الناتو" ويرفض التحقيق في الأمر رغم الحجج والبراهين الروسية.
فرنسا تفقد مكانتها العالمية كلما ضعف الاتحاد الأوروبي
وحقل إنتاجها هو إفريقيا أما وقد فقدت الهيمنة على الجزائر ومالي وربما بوركينا فاسو وليس بعيدا تتساقط الدول
الموالية لها كقطع الدومينو.
غضب فرنسا لا يجدي اليوم حينما تكون الشعوب واعية،
حينما كان الحراك في الجزائر لم تستطع اختطافه، رغم حجم الإعلام المعادي لان وعي الشعوب وصدق
المؤسسة العسكرية ورفض التدخل الأجنبي منع ذلك، ونفس الشيء وقع ويحصل في مالي، فعدوى التحرر
كائن حي وكم تحررت بلدان بعد الريادة الجزائرية وكان تاريخ التحرر في القارة الإفريقية يعيد نفسه ويحج
من جديد الى مكة الثوار كي يجدد إيمانه وعزمه وقوته الروحية.
القوة العسكرية والحلول المستندة الى الغطرسة هي لغة العالم اليوم وفي السنوات القادمة سفينة العالم تلاطمها
الأمواج العاتية ولم ترس الى بر ولا تزال الرحلة في بدايتها.
في محيطنا الإفريقي يزداد الاستثمار في القوة العسكرية: مصر، الجزائر، وكل يشترى السلاح الذي يدافع
به عن نفسه ويرصد الميزانيات الهائلة لذلك.
أما الذين لا يملكون المال فيلجؤون الى الديون ثم الديون وحين لا يجدون من يدفع يبيعون أنفسهم وأرضهم
لمن يحميهم ويؤمن لهم البقاء في سفينة العالم.
المغرب كمثال حي على الارتماء وتسليم الأمر للصهاينة والملك شبه مستقيل ومقيم بين باريس والغابون.
القوة الاقتصادية والقوة العسكرية متلازمتان والتوازنات الدولية تحكمها المصالح والمنافع واختفت كثيرا
لغة الأيديولوجيات، الولايات المتحدة تحرم أوروبا من الغاز الروسي وتبيعه بأربع مرات لها.
صفقة الغواصات التي كانت ستباع لفرنسا من استراليا بيعت للولايات المتحدة بكت فرنسا وولولت،
حلم الاتحاد الأوروبي فكه خروج بريطانيا منه ودول أوروبية كانت في الحياد هي اليوم في حلف الناتو.
ال "بريكس" الذي يتشكل والذي يمكن أن يكون المثقال في كفة الميزان والذي يتكون من
دول وازنة كروسيا والصين والهند وجنوب إفريقيا والبرازيل وربما قريبا وهو موازن لنظام سويفت
الذي يهيمن عليه الغرب ويعزز القدرة على ملء الفراغ في حالة الاستغناء عن نظام سويفت كما تم مؤخرا على روسيا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عقوبات أوروبية جديدة على إيران.. ما مدى فاعليتها؟| المسائية


.. اختيار أعضاء هيئة المحلفين الـ12 في محاكمة ترامب الجنائية في




.. قبل ساعات من هجوم أصفهان.. ماذا قال وزير خارجية إيران عن تصع


.. شد وجذب بين أميركا وإسرائيل بسبب ملف اجتياح رفح




.. معضلة #رفح وكيف ستخرج #إسرائيل منها؟ #وثائقيات_سكاي