الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


معركة من نوع أخر ، من سيلبس 🪡 البشرية🧢…

مروان صباح

2022 / 10 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


/ عادةً الملابس مصدر هاماً للمراقب لكي يقلب ويراجع التسلسل الزمني لتطورها ، فضلاً 🥺 عن استخلاص مساراتها المتعددة ، وفي هذا السياق يعيد المرء إلى شريط الحياة الأسواق التى عرفت بالبالية( المستعمل ) ، وهي تجارة سجلت في وقتاً ما تهافتاً غير مسبوقاً ، هو نادر الشكل والمحتوى في الواقع ، فقبل جيلان تماماً 👍، كانت الحياة بشكل عام وفي جميع جوانبها شحيحة ، لم تكن وسائل التنقل بين المدن والدول بهذا الشكل السريع والسهل ، أو حتى في الجانب الغذائي لم يكن بهذا التطور التصنيعي ، فعلاً 😟 ، كانت البقجة كما هو المصطلح المتعارف عليه بين الفلاحين ، تكفي لاحتفاظ ملابس أي فرد في هذا الكوكب 🪐 ، أي أن أي شخص بالكثير كان يمتلك غيار أو إثنين ، وهذا لا يعود فقط للفقر الذي كان يشمل الأغلبية الساحقة من سكان هذا الكوكب 🪐 البشري بقدر أن المسألة كانت تتعلق بأساليب الإنتاج ، لأن على الأغلب كانت صناعة الملابس محصورة في البيوت 🏡 ، بالفعل😟 ، مع ظهور المصانع والآلة التى تعتمد على التكنولوجية ، أصبحت الوفرة في إنتاج الملابس الرخيصة واسعة وتلبي رغبات واحتياجات الفقراء ومتوسطو الحال أينما كانوا ، وهؤلاء يعتبرون الشرائح الاجتماعية الأوسع على الأرض 🌍 ، بل الجدير الإشارة له ، أن كان قبل ذلك ، وهي فترة جاءت بين فترة ظهور النفط وتغير مفهوم الإنتاج العالمي بكل شيء ، كانت تلك الفترة قد شهدت طفرة إقتصادية والتى عكست على حياة الفرد والعائلة الخاصة والبنية التحتية عموماً ، لكنها لم تكن كما هي اليوم ، بالطبع ، وعلى الرغم من تحسن الوضع الاجتماعي لذلك الجيل ، لكنه ظل حريص 🧐 على إمساك العصى من المنتصف ، والذي عكس هذا الحرص على إنعاش الأسواق الخاصة بملابس البالية ، كما يطلق عليها في الأسواق الشعبية ، أكثر من أي أسواق آخرى ، وهو بالمناسبة مصطلحاً مستعاراً من الغرب ، بل قد يكون أصلاً هو مصطلح شاع صيته في أوروبا 🇪🇺 أثناء وجود الدولة الأندلسية .

هذه الأسواق لا تقل شهرةً ومكانةً وقامةً عند الكثير من الناس ، وهم فئات ملونين ، رغم محدودية فرصهم بالتطور ، لكنهم يشتغلون حسب إمكانيتهم وبكامل الوسائل المتاحة ، وعلى جهوزية لتغير الواقع وفي كافة المواقع ، وهنا 👈 لا يبالغ المرء بأن تجارة الملابس القديمة تعتبر لأصحابها بالتجارة الغنية والتى تدر مبالغ سنوياً كبيرة ، في العام الفائت أقتربت صادراتها ل 5 مليارات دولار 💵 ، وعلى أغلب ، تتمتع هذه الأسواق بعلامات تجارية كبرى ، فروادها يفرقون بين ماركة وأخرى ، ويتابعون مسار الشحنات المشحونة من بلاد معينة عبر المتابعة الرقمية ، لكنها بقدر ما كانت تعتبر حلاً لكثير من المشكلات ، إلا أنها خلقت في الدول الفقيرة أو حتى النامية أزمات كبرى ، مثل عدم قدرة هذه الدول تدوير الملابس القادمة من أوروبا 🇪🇺 والولايات 🇺🇸 وكندا 🇨🇦 ، تحديداً عندما تصبح نفايات نسيجية ، هذه الملابس تحتاج قبل دفنها 🪦 إلى مصانع 🏭 خاصة لتذويبها ولكي لا تتحول عبء على الأرض 🌍 ، بالإضافة أنها عطبت أي فرصة وطنية للتنافس ، على سبيل المثال ، كانت دولتان مثل لبنان 🇱🇧 وسوريا معروفتين بإنتاجهم للملابس ، بالفعل ، صحيح أنهما كانتا تعتمدان على المجلات الموضة ( العالمية )، ومن ثم انتقلوا إلى المنصات الرقمية لملابس الموضة ، لكن مع تجارة الملابس القديمة أو المستعملة ، تلاشت هذه المصانع الصغيرة ، في المقابل ايضاً ، نمت الحركة الدائرية في الغرب 🇪🇺 🇺🇸 ، صحيح أيضاً قد تكون تعتمد على الأيدي العاملة من المهاجرين ، لكن الغرب عموماً حقق توسع ملحوظاً عندما أعاد تدويرها في الاقتصادات الدائرية ، لقد تشابكت عمليات الإنتاج بالاستهلاك الاقتصاد الدائري حتى بات يوصف بالغزير ، تحديداً مع إعتماد خطوط إنتاجية موازية ، مثل عمليات التجديد .

فعلاً 😟 ، أنتقلت حياة الناس من ما هو متعارف عليه بالبقجة إلى الخزائن ومن ثم صار هناك 👈 غرف كاملة لاحتفاظ بالملابس والأحذية والحقائب ، بل إذا ما حّدثَ أي شخص ينتمي إلى الحقب ما قبل الثورة النفطية هذا الجيل عن مراحل البقج ، سيضطر إلى خلع عقله 🧠 من رأسه ويضعه في يده 🤚 ، كما يقول المثل الشعبي عندما يراد التعبير عن الأشياء الغريبة أو الخرافية ، فاليوم لم يعد مع هذا الجيل ينفع شيء اسمه خزانة 🗄خاصة بقدر أن حجم الملابس المتوفرة تحتاج إلى غرف كاملة بعد أن عجزت الشماعة الواحدة تلبية المهمة ، وهذا العرض المفتوح ، أي غرفة الملابس ، أتاح من جهة لصاحبها مشاهدة الملابس كافة ومرة واحدة☝ ، والذي يمكنه بسهولة إختيار ما يرغب ، وأيضاً ، هي حافزاً كبيراً لكي يستغني أول بأول عن كل قطعة لم يعد يرغب باستخدامها مرة أخرى ، لأن ببساطة مع الخزائن يضطر المرء تعليق الملابس فوق👆بعضها البعض ، وبالتالي ، عملية الفرز والتبرع أو حتى بيعها بالجملة ستطول ، الآن ، وبصراحة 😶 معاً ، التوقف عند مصطلح التبرع يختلف من مجتمع لأخر ، فالأهداف حتى لو كانت نبيلة في الظاهر قد لا تكون في داخل صانعها ذاتها ، لأن الإحصائيات تشير ☝ بأن أغلب المجتمعات التى تصنف بالرفاهية ولديها القدرة على الشراء المتواصل من الأسواق ، أغلبهم غير راضيين على المحتوى الموجود في غرفهم الخاصة بالملابس ، وهذا يجعل عدم الرضا يصنع ما يسمى بالتدوير ، فهو في البداية ينعش الأسواق المحلية ، بالإضافة أنه يعزز سوق الملابس المستعملة ، فكل ما هو غير مرضي عنه في تلك الدولة المرفهة ، فهو بالمؤكد لشعوب آخرى يعتبر حلماً 😴 ، بل أيضاً بفضل عالم الرقمي والبرامج التى أتاحت للناس التسوق من خلالها الإنترنت بالبطاقة الائتمانيه ، زادت قوة الشراء أضعاف مضاعفة عن السابق ، تحديداً مع المنافسة الشديدة بين الشركات الكبرى والتى لا تتوقف في إصدار الجديد أو إعادة هيكلة القديم بلمسات جديدة .

أن هذه الخطوة كفيلة بشرح حجم المتغيرات التى حدثت في المجتمعات وهي غير مسبوقة ، سواء على صعيد المأكل أو حتى على صعيد تاريخ الملبس والتى سجلتها البشرية على مختلف الحضارات ، ومع تطور الحياة وبالأخص من جانبها العملي ، تلجأ الفئة العاملة إلى الأماكن الخاصة بغسل الثياب والتى أخذت علامة شهرتها بين الناس ب( الدراي كلين ) ، وهذا الباب 🚪 هو جديد ، لكنه بالطبع يرفع من تكلفة المصاريف الشهرية ، بل مع الوقت يكتشف المرء أن رعاية الملابس يترتب على ذلك مبالغ كبيرة أكثر من ثمن القطعة ذاتها ، وهذه التكلفة الثقلية تتكرر ايضاً في جانب آخر ، هو إعادة 🔁 تدوير النفايات الخاصة بالمنسوجات ، على سبيل المثال ، الولايات المتحدة 🇺🇸 كانت في القرن الماضي ، تحديداً بالستينيات تنتج 2 مليون طن من هذه النفايات من أجل 👍 حماية البيئة ، أما اليوم باتت تنتج 12 مليون طناً ، وبالتالي ، البشرية أمام حقيقة 😱 مروعة ، هي في الحقيقة بين تراكم الهائل واللامتناهي للملابس مع صراع التدفق بين الملابس القديمة القادمة من الغرب وما تصنعه الصين 🇨🇳 مِّن ملابس تعتبر سعرها أقل بكثير من الغربية المستعملة ، كأن نحن أمام معركة أخرى بين الطرفين لكن من نوع أخر مختلف ، ( من سيلبس العالم ) ،

ما يقال أو يكتب ✍ عادةً حول منافسات تخص بالمجال العسكري ، ليست سوى واحدة☝من ما خفيَّ ، لهذا الشعوب الفقيرة تنقسم بين عقدتين ، العقدة 🪢 الأولى ، الحصول على ملابس مستعملة لكنها مصنفة بجودتها العالية ، والأخرى ، الاضطرار لاقتناء الملابس الصينية ، لكنها جودتها رديئة ، وهذا الاستقطاب المسكوت عنه بين الغرب 🇺🇸 والصين 🇨🇳 ، ليس أقل أهمية من الاستقطابات الأخرى ، لأنها في نهاية المطاف ، الحكاية هي حكاية منظومة حياة متكاملة ، الطرفان يسعيان فرض ثقافتهما على الشعوب وعلى الرغم من أن الصين 🇨🇳🇨🇳 ، صحيح أنها تنتج البديل للبشرية لكنه يبقى محصوراً ثقافياً بالغرب ، لأنه ببساطة مقلد عنهم ، بالإضافة ، بأن المعركة خلفياتها أيضاً إقتصادية ، وهذا يتعلق بقدرة كل طرف على ابتكار الموضة الموسمية للشباب والتى عادةً تهدف لإرضاء رغباتهم ، مع إدراك مصممين الملابس للمزاج الثقافي للشباب والشابات وإضفاء الطابع الحداثي للثقافة الغربية ، في الخاتمة ، تبقى ربطة العنق والبدلة أو حتى الجينز فكرة غربية ، وعلى المرء أن يقيس على ذلك كل ما هو في الأسواق العالمية . والسلام🙋 ✍








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. انفجار بمقر للحشد في قاعدة كالسو العسكرية شمال محافظة بابل ج


.. وسائل إعلام عراقية: انفجار قوي يهزّ قاعدة كالسو في بابل وسط




.. رئيس اللجنة الأمنية في مجلس محافظة بابل: قصف مواقع الحشد كان


.. انفجار ضخم بقاعدة عسكرية تابعة للحشد الشعبي في العراق




.. مقتل شخص وجرح آخرين جراء قصف استهدف موقعا لقوات الحشد الشعبي