الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مقارنة بين الافراج الشرطي والافراج الرقابي كبدائل للسجون او الإصلاح المجتمعي (5)

عاهد جمعة الخطيب
باحث علمي في الطب والفلسفة وعلم الاجتماع

(Ahed Jumah Khatib)

2022 / 10 / 22
أوراق كتبت في وعن السجن


هنالك مزايا اخرى للمصالحة من حيث قدرتها على التخفيف من الازدحام الذي تشهده المؤسسات السجنية خاصة المحكوم عليهم بعقوبات الحبس قصيرة المدة التي لا تتيح الوقت لك في تطبيق برامج الإصلاح الاجتماعي، وهكذا تؤدي المصالحة إلى تلافي المساوئ التي تكتنف العقوبات السالبة للحرية القصيرة المدة، فالصلح لا يتضمن المساس بالحرية أو الشرف أو السمعة كما لا يخدش المكانة الاجتماعية للمتهم ويجنبه الاختلاط بمحترفي الجريمة، فالفقه ينادي بالأخذ ببدائل الحبس قصير المدة كالغرامة والاختبار القضائي ونظام وقف التنفيذ ويعتبر الصلح الجنائي من أهم بدائل عقوبات الحبس قصيرة المدة (De Now, 1997).
وفي دراسة اجراها الدكتور عبد الله اليوسف حول آراء القضاة والضباط والأخصائيين الاجتماعيين حول البدائل الاجتماعية للعقوبات السالبة للحرية، وجد تباين في آراء القضاة ورجال الأمن مع آراء الأخصائيين الاجتماعيين حول السجن كوسيلة للعقاب. وكشفت الدراسة عن اعتقاد 52 %37,من القضاة بأن السجن أفضل وسيلة لمعاقبة المخالفين. ويتفق عدد من الضباط مع القضاة بنسبة 42.35% في حين أن 71.43% من الأخصائيين الاجتماعيين يعارضون السجن كوسيلة لعقاب المخالفين مما يوضح أن لديهم اتجاهات إيجابية عالية نحو إيجاد بدائل للسجون. أما القضاة والضباط، فإن إجاباتهم حول بدائل السجون تعكس قناعتهم بضرورة إيجاد بدائل للسجون، ولكن مع اتجاهات إيجابية حول عقوبة السجن بوصفها عقوبة أساسية وضرورية للكثير من الجرائم.
وبينت الدراسة أن القضاة يعتقدون أنه يجب التفكير في بدائل للسجون بشكل عام نظرا لما تواجهه السجون من مشكلات الازدحام إلا أنه رغم قناعتهم بنجاح تجارب بدائل السجون وأهميتها، فإنهم يعتقدون أن السجن خيار ضروري لمعاقبة المجرمين. كما أنهم لا ينظرون إلى أن للسجن ضررا على المسجون في جانب عزله عن المجتمع أو ضياع أسرته بشكل مباشر. ويعتقدون أنه من الضروري التفكير في بدائل للسجون مع الإبقاء على العقوبة التقليدية للسجن حقا من حقوق القاضي يمكن أن يرسل له المذنب بصرف النظر عن نوع الجريمة ونمطها. ولا يعتقدون أن السجن بالضرورة يؤدي إلى انسلاخ السجين عن المجتمع. وتعكس هذه الآراء قناعة القضاة بالسجن وكونه عقوبة تقليدية مع عدم رفض وجود بدائل أخرى أمام القاضي لتقرير أفضلها للمذنب بصرف النظر عن الاعتبارات الأخرى.
أما بالنسبة لآراء القضاة حول بدائل محددة للعقوبات السالبة للحرية، فقد عكست نتائج الدراسة أن الجلد يحتل البديل الأول المفضل لدى القضاة وفي الدرجة الثانية المصادرة ثم الغرامة وبعدها التعويض. كما يحتل بديل مراقبة الشرطة والحبس المنزلي الدرجة الأخيرة في البدائل التي يرى القضاة تطبيقها.
وأظهرت الدراسة تقارب آراء الضباط مع آراء القضاة حيث اتضح توزع آراء الضباط بين الموافقة وعدم الموافقة على خيار السجن وكونه أفضل وسيلة لمعاقبة المجرمين ورغم موافقة نسبة لا بأس بها منهم على أنه يجب ألا يحال الشخص إلى السجن، إلا في الجرائم الكبيرة، ولكن البعض منهم يعارض هذا الرأي حيث يرى أنه يجب أن يحال الشخص إلى السجن بصرف النظر عن القضية، وأن لديهم وعيا عن بدائل السجون وأن هذه البدائل يمكن أن تطبق في بلادنا. كما يعتقد غالبية الضباط أن هناك ضرورة للتفكير في بدائل للسجون في الوقت الحاضر، وأن السجون سوف تزداد ازدحاما إذا لم نفكر في بدائل لها. ووافق البعض منهم على أن سلبيات السجن تفوق إيجابياته، إلا أن هذه الموافقة ليست للأغلبية. كما لا يوافق غالبيتهم على أن السجن هو الوسيلة العقابية الوحيدة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيتو أميركي ضد مشروع قرار منح دولة فلسطين العضوية الكاملة في


.. بن غفير: عقوبة الإعدام للمخربين هي الحل الأمثل لمشكلة اكتظاظ




.. تاريخ من المطالبات بالاعتراف بفلسطين دولة كاملة العضوية في ا


.. فيتو أمريكي ضد منح العضوية الكاملة لدولة فلسطين في الأمم الم




.. هاجمه كلب بوليسي.. اعتقال فلسطيني في الضفة الغربية