الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تضاريس المسافة بين النظرية والممارسة: ثالثا – الإجتهادات الفكرية المعاصرة: 3) نظرية الممارسة الإجتماعية:

محمد رؤوف حامد

2022 / 10 / 22
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


يطلق على هذه النظرية براكسيولوجى Praxeology ، وتعرف باعتبارها نظرية (أو عائلة من النظريات) الخاصة بالممارسات الإجتماعية
“Theory of social practices” ( ). البحث فى إطار هذه النظرية (أو النظريات) يقصد الى تفسير العلاقات بين الفعل البشرى من جانب، والمنظومات، أو الأنساق، أو البنى الإجتماعية القائمة، من جانب آخر.
بمعنى آخر، الرؤى النظرية التى تأتى تحت مظلة Praxeology ، أو نظرية الممارسات الإجتماعية، إنما تبحث (وتساهم) فى فهم وشرح المجال الإجتماعى، وما يكمن فيه من ثقافات ذات صلة، من خلال تحليل الممارسات المتكررة فى الحياة اليومية ( ) ، وفيما يلى إشارات الى أهم الرؤى النظرية التى تشكل أطياف من نظرية الممارسة الإجتماعية.

1-3) مفهوم الإستبطان “Habitus” :

الحقيقة أنه يشار الى مصطلح "هابيتوس" لغويا باعتباره ممارسة أقرب الى معنى العادة (أو الخلقة). أيضا يستخدم فى الإشارة الى الخصائص التكوينية و/أو الجسمانية لشخص ما، خاصة فيما يتعلق بالتعرض لمرض ما. الخلاصة أنه يتعلق بخصائص فى التكوين الداخلى (فيزيائيا و/أو عقليا) للفرد.
لقد نشأ هذا المفهوم " هابيتوس Habitus" كنظرية فى الممارسة الإجتماعية بواسطة بيير بورديو Pierr Bourdieu (1930-2002). فى هذا الخصوص يشير بورديو الى وجود كمون داخلى دائم ( ربما يمكننا وصفه ب"الإستبطان")، للنظام الإجتماعى داخل شخصية (أو جسم) الإنسان الفرد (عضو المجتمع). لقد أوضح ذلك فى كتابه "موجز نظرية الممارسة" Outline of the theory of Practice ( ).
"هابيتوس" إذن، عند بورديو، تصف الطريقة التى بها يتجسد المجتمع فى شخصيات أفراده، سلوكا وشعورا وتفكيرا ..الخ. إنها تبزغ من خلال عملية "إجتماعية" أكثر منها توجها فرديا، وهى تؤدى الى أنماط تجرى، وتنتقل، بين الناس عبر السياقات المجتمعية، على تنوعاتها. تتضمن هذه الأنماط خصائص جسمانية (أو فيزيائية) تظهر فى طريقة استخدام حركة الجسم وفى طريقة نطق الكلمات، وكذلك خصائص ذهنية تظهر فى الإحساسات وفى الأفعال (أو التصورات والتوجهات) العقلية.
من خصائص "هابيتوس"، أن الممارسة لاتنتج عن إرادة حرة، وإنما تتشكل من خلال الأوضاع الجارية والبُنى الإجتمعية (الأعراف – العادات – الممارسات السائدة ..الخ).
وهكذا، الهابيتوس تتولد من خلال عملية استبطان مستمرة تسهم فى تشكيل الممارسات الجارية، وكذلك فى تشكيل استقبالنا للأشياء.
بهذا المفهوم تبزغ "هابيتوس"، ويعاد إنتاجها، تلقائيا، ودون تركيز فى الوعى.

ربما يمكن القول، كمثال، بأن ظاهرة أمواج التحولات الشكلية فى علاقة الأفراد بالفكر الدينى، والتى بدأت بذرتها فى البلدان العربية مع إزدياد أمواج الإنتقال للعمل فى الخليج العربى، فى السبعينيات، تنتمى - الى حد ما- لمفهوم الهابيتوس.

2-3) نظرية الفعل الإجتماعى (أو Structuration) لأنطونى جيدن Antony Gidden (المولود فى 1938):

هنا، يقصد بمصطلح Structuration حدوث تغيير فى البنى الإجتماعية الجارية Social structures (مثل القواعد والعادات والسلوكيات ..الخ) من خلال نشاط على الحافة بين الفرد الفاعل (صاحب الرغبة والقدرة على الإختيار فى إتجاه التغيير) من جانب، والبنية الإجتماعية من جانب آخر. ذلك بمعنى إحداث تغيير فى البنى الإجتماعية الجارية من خلال تداخل (أو فعل) على الحدود مابين الإنسان الفاعل والبنية الإجتماعية السائدة ( ).
وعليه، فإن تفاعلية العامل الإنسانى (من الفرد) مع (أو تجاه) البنية الإجتماعية السائدة ، والتى تكون محدثة للتغيير فى البنية (أو الممارسة) الإجتماعية، تخرج عن الإطار التقليدى الذى يكمن فى الموائمة، وتكون النتيجة تغيير فى الفعل الإجتماعى(أو فى البنى الإجتماعية السائدة)، أى Structuration .
وعليه، يجدر الإنتباه الى أن حدوث هذا التغيير يتحقق من خلال التفاعل الثنائى بين الكيانين، الإنسان من جانب، والوضعية الإجتماعية المتمثلة فى سلوك ما، أو عادة ما، أو رؤية ما ..الخ، من جانب آخر.
وهكذا، Structuration تعنى فعل إجتماعى فيه تغيير.
طبقا لهذه النظرية يُفهم المجتمع من خلال ثنائية "الفعل" Action والقواعد Structures ، حيث هما شيئين (أو كيانين) يعملا مع بعضهما، وليسا منفصلين.
تأتى نظرية أنطونى جيدن كنتاج لمواجهة بين مدرستين، مدرسة "المجتمع" School of society ، والتى تقول بأن السلوك الإجتماعى، أى ماجرى تأسسه من أنماط سلوكية، يأتى فى شكل قوى بنائية (من قواعد وعادات ..الخ) يكون من شأنها دفع الناس لفعل، أو ممارسة الأشياء، بطريقة معينة. وفى الجانب الآخر للمواجهة تأتى مدرسة "الفرد" School of the individual ، والتى ترى الإنسان هو الفاعل الرئيسى.
وفى المقابل للنظريتين، وكنتاج لهما، جاءت نظرية "جيدن" لتقول بأن المنظومات (أو الأنساق) الإجتماعية Social systems تأتى من خلال التفاعل البينى لكلاهما، الإنسان والمجتمع.

ربما تمثل العادات المتعلقة بالزواج موضوعا نموذجيا لمتابعة المتغيرات الناجمة عن حركيات الفعل الإجتماعى Structuration ، أشكالها وتبايناتها عبر المجتمعات، وعبر الزمن.

3-3) نظرية الإنضباط Discipline (ميشيل فوكو Michel-Foucault):

يقترب مفهوم الإنضباط لميشيل فوكو (1926-1984) من مفهوم الإستبطان (هابيتوس) لبيير بورديو. يتمثل التشابه فى أن كلاهما "هابيتوس" و "الإنضباط" يشيرا الى كمون سياقات إجتماعية داخل كيان الفرد بحيث هى توجههُ (تلقائيا)، إلا أن مصدر هذه السياقات يختلف من سياقات البنى الإجتماعية التقليدية (من عادات وأعراف ..الخ) فى حالة "هابيتوس"، الى بنى إجتماعية ناجمة أساسا من ممارسات تقوم على العنف ( ).

فى رؤية "فوكو" يمارس الفرد إنضباط ذاتى (على عقله وجسمه) لشعوره بأن الجميع يرونه، أو يحسون به، حتى لو لم يكن الوضع هكذا بشكل كامل. ذلك بمعنى أن الكيان الإجتماعى (فرد أو مؤسسه) يُدخل ،بنفسه، الى ذاته (كعقل أو كجسم)، الحس بهيمنة السلطة عليه. ذلك ينجم عن الإحساس بأن السلطة تراقبه وتتحكم فيه.
يأتى أصل مفهوم الإنضباط هذا من فكرة إنشاء سجن بمسمى Panopticon . تقوم فكرة البانوبتيكون هذه على إنشاء برج مركزى لملاحظة السجناء. يقع البرج فى المركز من زنزانات تأخذ شكل دائرى. من داخل البرج يمكن للحارس أن يرى المسجونين فى زنزاناتهم، بينما لا أحد منهم يمكنه رؤية ما بداخل البرج. وبالتالى هم (أى المسجونين) لايعرفون أبدا إذا ماكانوا مُلاحظين أو غير مُلاحظين من جانب حراس السجن.

من شأن فكرة البانوبتيكون جعل الفرد يشعر بأنه داخل شبكة من التوقعات. إنه (كشخص أو ككيان) يحس بأن هناك توقعات مجتمعية بشأنه، وأن عليه أن يخرط الإستجابة لهذه التوقعات داخله (جسما وعقلا)، الأمر الذى يظهر وكأنه ارتباط ذاتى. وهكذا، فى نظرية الإنضباط ينشأ مصدر ممارسات الفرد من التخوف (أو التحسب) نتيجة عنف مجتمعى ما، ثم تصبح هذه الأحاسيس الموجِه التلقائى لتصرفاته.

أما عن فكرة البانوبتيكون فيجدر الإنتباه الى أنها قد تأسست، كرؤية وكتصميم، بواسطة أحد الفلاسفة الإنجليز فى القرن ال 18 (Jeremy Bentham). وبعدها قام الإنجليز ببناء أول بانوبتيكون فى نيودلهى، والذى إكتمل 1817، ولايزال يستخدم كسجن.

4-3) نظرية دور الممارسة فى نمو الوضوح عند الإنسان (Theodore Schatzki مولود فى 1956):

تتناول هذه النظرية (والمعروفة باسم وجودية الموقع أو المكان Site ontology) الأشياء والأفعال والعلاقات من خلال الإعتبارات التالية:
- ربط الممارسة Practice بالموقع (أو المكان)، واعتمادها على مايطلق عليه وجودية الموقع (أو المكان) Site ontology، واعتبار هذه الوجودية هى منشأ الممارسات، والتى هى منشأ الظواهر الإجتماعية.
- بشكل أكثر تحديدا، طبقا لشاتسكى، تقوم نظريته (بخصوص الممارسة الإجتماعية) على وجود مستوى" أساسى" واحد للأشياء Objects بمعنى نفس درجة التواجد (الأساسى/ أو الأصلى)، والذى يُعتبر Flat ontology ، وليس مستويات أو طبقات مختلفة، كبيرة أو صغيرة ..الخ.
- تظهر الممارسة فى شكل نشاط يقوم على فعل و/أو قول، ممايجعلها ليست ثابتة فى أبعادها، بل دائمة التطور بشكل يوصف بأنها مفتوحة النهايات Open-ended .
- ولأن الممارسة تكون عادة فى صحبة أداة (أو شىء أو مادة) ما، إنسان – حيوان – جماد ..الخ، فإن الشكل (أو التكوين) الأبسط للممارسة يضم معها (أو فيها) أشياء أو أدوات، والتى يشار إليها ب Material arrangement .
- من هنا، يُعبر عن الممارسة بوحدة "ممارسة – أداة"، والتى يصدر عنها أفعال Doings و/أو أقوال Sayings .
- وهكذا، تمثل وحدة "الممارسة – الأداة" حزمة، "حزمة الممارسة - الأداة"، ويطلق عليهاPractice – arrangement bundle (PAB) .
- وعليه تتكون الظاهرة الإجتماعية (فى الإدارة أو التنظيم ..الخ) من مجموعة حزم ممارساتية “PABs” ، ممايعنى أن أداءات (أو مخرجات) هذه الحزم تكون ممثلة للظاهرة الإجتماعية (وتدل عليها).
- طبقا لشاتسكى، تقوم كافة الممارسات الإجتماعية، مهما كانت بسيطة أو معقدة، على هذا التكوين البسيط للحزمة PAB. بمعنى آخر، تكون الوحدة المكوّنة للظواهر الإجتماعية هى هذه الحزمة البسيطة، من هنا جاء مسمى Flat Ontology .
- من جانب آخر، يتمثل الإختلاف بين الظواهر البسيطة (أو الصغيرة) Micro وتلك الضخمة Macro فى أن الأخيرة ليست إلا شبكة عنكبوتية Web من هذه الحزم البسيطة (PABs) .
- ذلك بمعنى أن الظاهرة الإجتماعية الضخمة (مثل الحكومة أو السوق أو المؤسسات الكبيرة) تتمثل فى خليط من الحزم البسيطة “PABs”.

وهكذا يقدم شاتسكى أدوات بسيطة، والتى هى مكونات الحزمة، كأساس (أصيل) واحد للممارسة، حيث تشبيكات الحزم مع بعضها تكون هى الصانعة، أو المفسرة، أو الشارحة، للظاهرة الإجتماعية الضخمة Large phenomena .

هذا، ويجدر هنا إستكمال التعرف على نظرية شاتسكى بشكل موجز من خلال خصائصها التالية:
1) أن لكل ممارسة أربع أبعاد كالتالى:
أ- الغرض من الممارسة، حيث أنها تنشأ (أو تُبنى) فى إطار غرض تهدف الى التوصل إليه Teleoaffective structure .
ب- المعرفة الضمنية الكامنة فى الممارسة Practical understanding .
ج- نشأة الممارسة كإنعكاس للقيم والأخلاقيات والجماليات General understanding.
د- قواعد لها أوصاف (أو خطوات) Rules .

2) وجود أشكال عديدة للعلاقة بين الممارسة والأشياء (أو المواد) من حولها. فالممارسة قد تُغير من من الأشياء (أو المواد)، مثل تحويل الخشب الى أساس. وقد تأتى الممارسة نتيجة تفاعل مع حدث Event معين (مثل ظهور خلل فى شىء ما، مما يستدعى ممارسة للإصلاح). ومن الممكن أن تأتى الممارسة فى شكل تداعيات لسماع جرس (أو رنين) ما، مثل الإفساح لمرور سيارة إطفاء حريق. أيضا، قد تظهر الممارسة فى شكل تغيير مؤقت فى وظيفة (أو استعمال) مكان ما، مثل استخدام حجرة المطبخ للكتابة أثناء الإستراحة.
3) مع الوقت تحدث تغييرات فى حزم الممارسة “PABs”، بالتوازى مع مستجدات فى الظروف أو الأوضاع. هذه التغييرات قد تكون بسيطة أو كبيرة. من أمثلة ذلك إستقدام مادة أو أداة جديدة فى مقر العمل، أو دمج بين فريقى عمل داخل الشركة، أو من شركتين مختلفتين. فى هكذا متغيرات قد تشهد الممارسة تغييرات تؤدى الى تجديدها و/أو تقويتها ..الخ.
4) أن حزم الممارسة “PABs” تعتبر مواضع (أو مواقع) لأنشطة Sites of activities، وتكون فى كثافتها (فى الظواهر الإجتماعية والكيانات الكبيرة) مُنشئة (أو ممثلة) لأطر وسياقات.
5) أن عنكبوتية الحزم المماراساتية الكثيفة تتيح تنوع فى العلاقات البينية مثل التواصلية (مثلا بين صيدليات وبعضها)، والإعتماد المتبادل (مثل استيعاب صالة لمناسبات متنوعة كالحفلات والإجتماعات)، والإمتدادات الفيزيائية بين تنوعات من الأعمال (على غرار مكاتب المحاسبة والتسويق والبيع).
6) لأنشطة حزم الممارسة “PABs” أبعاد زمانية Temporality وأخرى مكانية Spatiality، والنوعين معا يؤثرا على خصائص (وإمكانات) حزم الممارسة ويميزونها. مثلا، وضع سياج داخل حديقة ما قد يؤدى الى التأثير على استخداماتها، كإستخدام الحديقة فى ممارسة لعبة معينة. وكذلك مثل التصرف المستقبلى فى لحظة معينة من منظور خلفيات سابقة (نتيجة التعلم من أخطاء الذات أو الآخرين). وربما يكون من المناسب هنا الإشارة الى نموذج بسيط لتأثير البعدين الزمنى والمكانى على ممارسة لاعب معين فى كرة القدم، اللاعب المصرى محمد صلاح مثلا، وذلك سواء بخصوص ممارساته المهارية داخل الملعب، أو فيما يتعلق بتنوعات أداءه بتنوع أطر وسياقات المباريات، مع نادى معين، أو مع الفريق القومى ...الخ.
وفى ختام هذا التناول الموجز لنظرية شاتسكى تجدر الإشارة الى مايمكن اعتباره فوائد ومحدوديات لهذه النظرية ( ).
أولا -عن الفوائد:
- يمكن لهذه النظرية أن تساهم فى تحسين فهم ومتابعة كافة أنواع الممارسات، فيما يتعلق بأبعادها المؤسسية.
- أيضا قد يكون فى المعرفة التى تحملها هذه النظرية مايمكن من خلاله تعزيز أو تحسين أو تغيير فى الفهم لنظريات فى الإدارة أو فى الظواهر الإجتماعية.
ثانيا – عن المحدوديات:
- ربما يكون فى الأدوات المفاهيمية لهذه النظرية قدر من التعقيدية.
- لاتزال هذه النظرية فى المهد بالنسبة لمستقبليات تطبيقها.
- لاتقدم هذه النظرية شرح لظواهر اجتماعية، ولكن فقط أفكار توصيفية على قدر من التجريد.
هذا، ونظن بوجود حاجة للتكاملية بين نظرية شاتسكى والنظريات الخاصة بالإدارة أو بشرح وتفسير الظواهر الإجتماعية.

ختاما، بعد أن تناولت المقالات الخمس السابقة الرؤى والنظريات الرئيسية بخصوص العلاقة بين النظرية والممارسة، ينتظرأن يكون المقال السادس (والأخير) فى "الجزء الأول" هذه السلسلة، ان شاء الله، بمثابة إجتهادا فى التعرف على مايمكن التوصل إليه من "ملاحظات وخلاصات" بشأن تضاريس المسافة بين النظرية والممارسة ومستقبلياتها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رئيس وزراء بريطانيا يعلن عن أكبر حزمة مساعدات عسكرية لأوكران


.. متظاهرون يحتشدون أمام جامعة نيويورك دعما لاعتصام طلابي يتضام




.. الجناح العسكري لحركة حماس يواصل التصعيد ضد الأردن


.. وزير الدفاع الروسي يتوعد بضرب إمدادات الأسلحة الغربية في أوك




.. انتشال جثث 35 شهيدا من المقبرة الجماعية بمستشفى ناصر في خان