الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حديقة جوزيف بوريل

عذري مازغ

2022 / 10 / 22
كتابات ساخرة


كثير ما يفصحون بعنجهيتم في التعبير عن عنصريتهم المقيتة، وحين يجدون حسا مناهضا لهم يشعرون بالخجل ويؤولون القول أو التصريح:
"تصريحاته أولت بكذا...
" ترجمت خطأ اما هو فيقصد كذا
" فهمت بشكل سيء.. وهلم جرا
وحين تعجز مؤسسة تدبير الملهاة عن تأويل ما لنصاعة القول يعتذرون بدون خجل، هذه هي حديقة جوزيف بوريل..
على العكس تماما، ليست حديقة بل هي عرين أسود مهيبة، عرين نتن برائحة ضحايا الافتراس: تتعامل الدول الغربية بدون استثناء كالأسود مع باقي شعوب العالم، تحدد في العالم مناطق نفوذها بنفحة بول ترشه في كل إقليم دولي وحين تنافسها أسود أخرى تدخل في العراك مباشرة: هذه هي خلفية الصراعات الدولية، مجموهة من الأسود ترش بولها لتحديد نفوذها، والقانون الدولي هو: حين يشم اسد ما رائحة بول اسد آخر يبتعد او سيهاجم للسيطرة على نفوذ الأسد الأول اما تصريح بوريل فهو مخالف لحقيقة الأمر، تصريح رومنسي يتطابق مع روح الأنوثة: "أوربا عرين لبؤات"، اللبؤات هي من يتقنن الصيد أما الأسود فترهب بالزئير كما عادتها. وحين يتقابل الأسدان ويكبر الزئير، تختفي اللبؤات وتحايل في صيدها حتى تنتهي المعركة، يصبح العرين حديقة: "حديقة جوزيف بوريل".
لا قانون دولي، لا شرعية ولا هم يحزنون، السودان قسم بحمد ربك، الزايير (هل تتذكرون الزايير) قسمت بحمد إلهة قرطاج "تينيت" ونسف اسم الزايير نسفا ولم يتحدث احد حينها عن دولة معترف بها تسمى الزايير، وطبعا لن اتكلم عن فلسطين والعراق وليبيا وسوريا واليمن لأننا بالفعل أصبنا بالتخمة من شم بول الأسود واللبؤات الغربية فيها.
لن اطيل في قصاصات "كليلة ودمنة" الزمن الجديد فحسب "بيدبا" الحكيم يمكن للبؤة ان تكون حكيمة وتصور لنا عرينها بأنه حديقة طيبة للعشق والتناسل لأن الصيد الثمين يوجد حيث يكثر الرفاه: حيث يوجد الماء والعشب. وفي هذا المكان تكثر الطفيليات الأخرى التي تقتات من بقايا الجثث المفترسة.
من يتشدق بالليبيرالية فليأكلها فهي لا تنتصر في شيء، تنتصر ربما في انتخاب أبشع الكائنات المجنونة مثل الرومنسي جوزيف بوريل وشولتس والمجنون ماكرون والأحمق بامتياز بايدن واللبؤة تراس التي سقط حملها في ستة أسابيع فقط، لم تثبت انوثتها كلبؤة حتى شهرين كما هي العادة عند الأسود.
لماذا تؤيد اللبؤات الاوربية الأسد الأمريكي؟
لا شيء غير الفطرة في غريزة الأسود: الأسد يزأر حفاظا على نفوذه واللبؤات تتقن الصيد وحين تحصل على فريسة يكون للأسد ذلك النصيب المعروف، ام حين تشتد المعركة بين أسدين، تختفي اللبؤات حتى تنتهي معركة الأسود، عادة بعض اللبؤات التي لها أشبال، تقاوم مع الأسد، وقد يغلبن الكفة لصالح بعلهن من خلال غريزة الأمومة: موقف اللبؤات الأوربية إلى جانب أمريكا هو موقف بغريزة الأمومة، لا يهم ما سيخصرنه في المعركة، المهم أن يعيش الاشبال وهذا هو السحر في أن يعتقد جوزيف بوريس أنه في حديقة: إنها عرين اللبؤة وفي نفس الوقت حديقة أشبالها.
لا توجد إنسانية ولا حقوق إنسان، لا وجود لشرعية سياسية إلا ما يتفق مع نفوذ الأسود والمهزومون ممن تشبعوا بنفحة بول الأسد المعتاد "العم صام" هم من يتشبثون بهذه الخرافة حين يشعرون بالهزيمة: إنهم يستعملون أي شيئ للبقاء: المخالب والعواء أو الزئير والاستسلام الوجودي حتى وقد يسمحون في اشبالهم حين ينهزم الأسد الكبير وقد يحدث في الطبيعة ان تتواجد حيوانات ضخمة غير لاحمة تحتف بنفوذها مث الفيلة وفرس النهر وبعض التماسيح التي لها علاقة تنافسية من نوع آخر.. سأقف هنا وأقول: بالفعل كنت مهتما بعالم الحيوانات، واعرف اني لم أقل أي شيء إلا القليل مما اطلعت عليه في ذلك العالم وأستغرب أننا نحن البشر نشبههم في كل شيء: ماتمارسه الأسود مثلا (في هذا السياق الكلاب والذئاب والحيوانات الأخرى) برش بولها نمارسها نحن بالثقافة القانونية لسبب بسيط هو اننا فقدنا حاسة الشم الطبيعية،
أصبحت حاسة معرفية ثقافية، بعبارة "مفهومية" (بلغة المصريين) الثقافة هي فن التدجين والتدجين هو التنقل التدريجي في التخلي عن بعض الحواس الغريزية والطبيعية في ذاتنا وطبيعي أن الثقافة هي تدجين مستمر لصالح هذه الإيديولوجية او تلك لكنها تبقى على طول تحول في أشكال ممارسة الصراع البدائي في التوحش: لم نرتقي حتى الآن إلى مستوى الإنسانية .
الموقف من حرب أوكرانيا:هي ساحة صدام أسدين رأسماليين: من يغلب سيقتل أشبال الأسد الآخر : شريعة الغاب
المسؤولية الأخلاقية (بالمناسبة الأخلاق صفة إنسانية ثقافية وليست غريزة): صفر مركب، ليس هناك موقف :
لا يهمني الامر ماداموا يتقاتلون بعيدا عنا
التحليل الإستراتيجي وفقا لموقفي : الموقف الاستراتيجي مسألة وعي ثقافي للصراع (تغييب الحواس الطبيعية والوقوع في التدجين الأيديولوجي) هناك: مع تعدد الأقطاب وحرية التزاوج مع هذا الأسد او ذاك أو حتى جنس جماعي: التفتح على كل الدول بمنطق الندية .
بمعايير التدجين الثقافي : جوزيف بوريل الإسباني الأصل (وانا اعرف جيدا الشخصية الفرانكوية الإسبانية) لا يتكلم عن حديقة بل يتكلم بخطاب رومنسي عن عنصرية فائقة، الحديقة هي عرين اشباله والأدغال هي منطقة نفوذ يحددها ببوله.
نعم ضد أن تكون في اوكرانيا حرب تجرى على حساب الدم الأوكراني لكن هذا لا يعطيني الحق أن أقف جانب زيزو على حساب ما حصل بدول اخرى كبلد الزايير الذي نسف وتحول إلى كونغو شمالية وأخرى جنوبية وغلى سودان شمالي وجنوبي وهلم جرا في مناطق لم يكن الند فيها أسدا .
تؤيد "زيزو" بصحتك! لا احسدك او انتقدك على الموقف لكن لا تحاول أن تزف شهادة انتصار ديموقراطي لاني لم أسانده فالمسألة عندي وحشية: الأسد الضعيف يستسلم حين يتمرغ ويظهر بطنه اللين عوض أنيابه.
روسيا ظالمة؟ ذلك يتوقف على موقفك من صراع الغاب (لا تحاول أن تؤنسن القضية لأن أنسنة القضية هي العيش في مجتمعات إنسانية بدون حروب، بدون جيوش حتى).
لا تقارع بالأنسنة فهي مفهوم مهذب لإبراز مخالب الافتراس: تدجين العقل العاقل (بمعنى المدجن): البعض ينتصر بقوته والآخر يعوض ضعفة بالأنسنة وهي في المطاف الأخير عملة أيديولوجية.
الموقف من الرئيس الأوكراني زيزو: أكبر ضبع ولد في التاريخ!
بقيت إشارة أخرى: تصريح بوريل بكون أوربا حديقة هو اجمل تصريح عنصري بامتياز مقرون برومنسية بغيضة، واغرب ما في الأمر هو ان الذين انتقدوه عندنا انتقدوه بادب الديبلوماسية _ديبلوماسية الفخامة) صدر من الضباع والفيلة التي تنتمي إلى أدغال جوزيف نفسه: لم نشاهد حتى حملة استنكارية من ضباع الليبيرالية، بل سكنت السنتهم وتوقفت عن العواء.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - للأسف
عذرى مازغ ( 2022 / 10 / 22 - 18:34 )
للأسف نسيت أن أقدم هذا المقال ا-لبيدبي- إ(نسبة إلى الفيلسوف الهندي بيدبا في قصص -كليلة ودمنة-) إلى الرفيقي حسين علوان حسين لتاكيد موقف أتبناه صراحة من الحرب الأوكرانية الروسية، لست مع المهرج زيزو او مع الأسد -العم سام-، لست مع سفك الدماء بأوكرانيا ولست ايضا مع ضباع الليبرالية المشرقية، وتعليقي هنا هو ضد ان ،يتدخل بعض الذباب في مقال روائي ويحولون موضوعه إلى موضوع الحرب في أوكرانيا لا أسمح
بتصفيات حسابات في مقالاتي أو على حسابها، الحرب الروسية الأكرانية هي حرب روسيا مع الناتو والرئيس زيزو هو من اختار ان يكون ميدان الحرب في ارضه وكثيرا ما حفل التاريخ بشخصيات مثله مثل ذاك الذي احرق روما ولا بأس أن يكون التاريخ حافل ببصمات بعض المجانين


2 - الانسانية لم تتوصل للاسف لدواء للغباءفليفرح الاغبي
المتابع ( 2022 / 10 / 23 - 04:17 )
فليفرح الاغبياء-تحياتي للعقلاء


3 - جزيل الشكر وفائق الامتنان، رفيقي الكريم
حسين علوان حسين ( 2022 / 10 / 23 - 09:09 )
الرفيق العزيز والاديب الكبير عذري مازغ الورد
تحية حارة
ثابت تاريخيا أن الغرب الامبريالي ينظر باستعلاء عنصري ازاء كل شعوب العالم الأخرى، لتقزيمها وتسويغ تدميرها بالنهب والحروب والانقلابات؛ ويشجعون النازيين الصهاينة - يسمون دولتهم الارهابية بواحة الديمقراطية - على الاحتلال والابادة وتسمية العرب:عربوش وارهابيين. ومثلما تسمح دول الغرب لنفسها بقتل وابادة كل من تريد من السكان في افغانستان والعراق وايران واليمن والسودان وسوريا وليبيا والباكستان والصومال ومالي وتشاد ونيجيريا وو ، فقد سمحت دول الغرب والكيان الصهيوني لنفسها بابادة أكثر من ستين مليون عربيا تنفيذا لوعد بلفور المشؤوم من عام 1917 حتى اليوم بعد اعطائهم للصهاينة ولأنفسهم صكا مفتوحا لزهق ارواح العرب بلا حساب بشكل مستديم .
وثابت تاريخيا أن الغرب عمل ويعمل كل شيء لمحاصرة روسبا منذ القرن التاسع عشر ولحد الآن . تذكر حرب القرم 1853-6 التي ابادت حوالي نصف مليون روسي وربع مليونا من الفرنسيين والانجليز والعثمانيين ؛ وتذكر عدوان جيوش 14 دولة أوربية ضد ثورة اكتوبر
هذه الحرب بالوكالة التي بدأها الغرب بانقلابه في كييف منذ عام 2014
يتبع لطفا


4 - جزيل الشكر وفائق الامتنان، رفيقي الكريم
حسين علوان حسين ( 2022 / 10 / 23 - 09:50 )
الرفيق العزيز والاديب الكبير عذري مازغ الورد
تحية حارة متجددة
هذه الحرب بالوكالة - التي بدأها الغرب بانقلابه في كييف منذ عام 2014 - مكتوب لها أن تستمر من 2-3 سنوات كي يتسنى للغرب تجاوز ازمته الاقتصادية الحالية وتفريغ المليارات في جيوب شركات التصنيع العسكري والطاقة والاتصالات والمصارف ، وذلك على حساب افقار نفس شعوبهم وشعوب الدول الضعيفة ، وخصوصا تلك المصدرة للنفط والغاز .
هذه السياسة الغربية الرعناء من شانها أيضاً تغذية بزوغ نجم الفاشية الجديدة في أوربا -نظام زيزو في كييف نظام نازي بامتياز بتمويل امريكي-غربي مشهود - التي ستطيح بدمى مثل ماكرون وشولتز وربما حتى بايدن نفسه . كما بدأت السي آي بتنظيم سلسلة من الانقلابات في آسيا وافريقيا لتنصيب عملاءها الجدد مثلما حصل في الباكستان وقبلها في تشاد ومالي وبوركينا فاسو وغينيا ، والحبل على الجرار، وكذلك اثارة الحروب بين جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابقة .
كما أن المطلوب في الغرب هو أيضا اضعاف و تدمير الحركة البروليارية بين ظهرانيها عبر التضييق القانوني على الاضرابات والقمع الوحشي للاعتصامات: تذكر القمع لذوي البدلات
الصفر في فرنسا.
كل الحب .

اخر الافلام

.. المخرج الاردني أمجد الرشيد من مهرجان مالمو فيلم إن شاء الله


.. الفنان الجزائري محمد بورويسة يعرض أعماله في قصر طوكيو بباريس




.. الاخوة الغيلان في ضيافة برنامج كافيه شو بمناسبة جولتهم الفني


.. مهندس معماري واستاذ مادة الفيزياء يحترف الغناء




.. صباح العربية | منها اللغة العربية.. تعرف على أصعب اللغات في