الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رسائل السعودية -4-

عزيز باكوش
إعلامي من المغرب
(Bakouch Azziz)

2022 / 10 / 23
الصحافة والاعلام


تعتبر المدينة المنورة ، ومكة المكرمة قطبين هامين ومركزيين أساسيين للاقتصاد السعودي ،كما أن أرقام معاملاتهما التجارية ،تعلن عن نفسها بالتريليون من الدولارات، وليس الملايير . فالمدينتين تستقطبان سنويا الملايين من الزوار والحجيج من مختلف مناطق العالم الإسلامي . وهما إلى ذلك ،موطن بارز للكثير من الأسواق الشعبية ،ومحلات التسوق الحديثة، ومراكز الخدمات التواصلية والمطعمية ،وشركات النقل العملاقة المجهزة بأحدث الوسائل والتقنيات ، ومحلات الصرافة المنتشرة كالفطر ،فضلا عن الأسواق التجارية والمساحات الكبرى التي تستقطب السياحة الدينية وتغذيها على نحو لا ينقطع.
وتعتبر "المولات" واحدة من أشهر مراكز التجارية في المملكة العربية السعودية التي يقصدها الناس للتسوق ، بما تضمه من موارد بشرية مؤهلة غالبيتها أسيوية، وفضاءات شاسعة، وما توفره من أساليب الراحة للأسر والعائلات بأطفالهم، وما تقدمه من معروضات ومنتجات لماركات عالمية فاخرة ،باهضة التكلفة.
وبحسب الكثير من الحجاج والمعتمرين، فإن المدينة المنورة التي تقع في المناطق الداخلية من المملكة العربية السعودية، هي واحدة من أكثر الوجهات شعبية، يقصدها الحجيج للتبضع واقتناء الهدايا بأسعار غير مكلفة . إذ بفضل احتضانها للمسجد النبوي ،بروضته الشريفة ،حيث تقام الصلوات والعبادات لملايين المسلمين ،وتقام جزء من المناسك والشعائر الدينية ،وكذلك بتمركز العديد من مراكز التسوق والمولات الكبيرة الشاسعة والحديثة الطراز في مختلف الشوارع والأحياء ، تقدم أحدث المنتجات والسلع المجلوبة من كل بقاع العالم ،لا سيما دول جنوب شرق آسيا ، إلى جانب العديد من السلع والمنتوجات ذات النكهة المحلية مثل العطور التمور.إلى ذلك ،يفتخر أصحاب المحلات التجارية وهو يستقبلون الزبناء من مختلف الجنسيات بتقديم سلع جديدة مستوردة ،مع التأكيد على هوية بلد المنشإ ،مثل كوريا أو الصين الشعبية مثلا .
فكل ما هو معروض للبيع في الأسواق والمحلات التجارية،كهدايا رمزية لزيارة الأمكنة المقدسة ،ممهور ب MADE IN CHINA ، وتكفلت هذه الدولة ذات المليار والنصف نسمة ، اللادينية والوثنية في الجزء الأكبر من تشكيلها الإثني ،بتوفير كل ما يحتاجه المسلم كان حاجا أو معتمرا من السبحة بمختلف التشكيلات والموديلات ،إلى السجادة الإلكترونية التي تحدد مكان القبلة وتعلن مواقيت الصلاة
وأنت تتجول في مختلف الأسواق والمحلات التجارية الشعبية وغيرها ، لا تكاد تعثر على بضاعة محلية الصنع إلا نادرا ، فالصين وآسيا تتكفل بتوفير كل ما يحتاجه الحاج المعتمر، ليس كهدايا وإكسسوارات تخطف الألباب فحسب ،وإنما كحاجات أساسية للصلوات والعبادات تبهر وتسحر ،مثل السبحة التقليدية والإلكترونية ،وسجادة الصلاة وكراسي المساجد إلى غير ذلك مما يحتاجه المسلم في عباداته. فضلا عن تشكيلات لا متناهية من العطور والبخور ناهيك عن إكسسوارات عجيبة وغريبة المسك والتوضيب ،تسلب ألباب الزائرين.
ولأن الحج والعمرة نصفه تبضع وهدايا وباروك زيارة الأمكنة المقدسة والقريبة من قلوب المسلمين ، فإن المدينة المنورة وشقيقتها الروحية مكة المكرمة لا تكتفي بجذب ملايين الزوار المسلمين من كل أقطار العالم الإسلامي فحسب ،بل وتسعى إلى خدمة هذا الطوفان البشري وتوفير راحته وتسهيل سبل إقامته بما يحتاجه من سلع وحاجات ضرورية . ويتدفق الآلاف من الناس على مدار الأسبوع لأداء مناسك العمرة عبر النقط الحدودية البرية للمملكة كالبنغال وبرمانيا والهند واندونيسيا والعراق واليمن .... وكذلك سنويا لفريضة الحج . وباستطاعة زوار المدينتين بعد استكمال المناسك والمزارات ، خاصة أولئك الراغبين في استكشاف نوعية الهدايا والإكسسوارات البراقة، وبعض ملامح الثقافة المحلية العثور على العديد من المحلات التجارية والأسواق من مختلف العيارات الحديثة والشعبية ،وكذلك جميع أنواع الأطعمة من مختلف الأذواق، وأدوات التجميل " العكر الفاسي " حيث المطاعم المنتشرة في كل الشوارع والأحياء تعرض الأطباق والوصفات بشكل بارز وجذاب و تقدم كافة الأكلات العالمية والمحلية.
وبسبب القرب من الحرم ، تعرف الأسواق والمحلات التجارية المتاخمة للكعبة المشرفة ،المحكمة الترتيب بجوار مكة المكرمة ،حركة رواج واسعة ،يؤمها الآلاف من الناس كل يوم ، وتعمل ليل نهار" باستثناء أوقات الصلاة" من أجل توفير كل ما قد يخطر ببال الحاج أو المعتمر من هدايا ومنتوجات على شكل ألبسة وإكسسوارات وحاجيات مذهلة الصنع والابتكار . كما يتوزع الفراشة في نقط بمحيط مكة ،لبيع ملابس ذات الاستعمال الثاني بأثمان تفضيلية لا تتجاوز في الغالب 10 ريالات ما يعادل 30 درهما مغربي .
من ناحية ثانية يعثر الزائر على وحدات السوبر ماركت في نقط حيوية من المدينتين ، توفر العديد من المطاعم المتنوعة الأكلات والتي تقدم للزبناء المنتجات الاستهلاكية الطازجة بالإضافة إلى الكثير من الوجبات الغذائية السريعة.
وتظل العبايات النسائية والرجالية والهدايا ذات النكهة الدينية الهدية المفضلة ومن أولويات التبضع .وفي هذا الصدد، يمكن لأولئك الذين يبحثون عن الهدايا الدينية مثل السبحات، العبايات السوداء المميزة ،وسجاد الصلاة العثور عليها سريعا إلى جانب أنواع ملفتة مع الملابس والمنسوجات والأثواب . في هذه المراكز والمساحات التجارية سواء في المدينة المنورة أو مكة المكرمة توجد سلع ومنتوجات تتراوح جودتها بين متوسطة الجودة والعالية. وتقصدها الأسر والعائلات لعدة لسببين، توفرها على فضاءات شاسعة كبيرة ووجود ملاعب داخلية مخصصة للأطفال.
وقد أثارني في المدينة المنورة شكل مواقف ركن السيارات بالمدينة المنورة ،حيث توجد مواقف مجانية للسيارات ،لا سيما بجوار المولات والفنادق الفخمة مباشرة، وباستطاعة صاحب السيارة ركنها في الاتجاه الذي يريد .وبالمقابل يمكن قطرها في حالة الركن في مكان غير مخصص للوقوف .
كما استرعى انتباهي بمحيط الحرم ،مكتبة مكة المكرمة المغلقة طوال الوقت ، وأثارني منظر بعض الحجاج الأسيويين وهو يتبركون بباب المكتبة وهو سلوك مرفوض في أدبيات الحج والعمرة . ويبدو أن لا وقت للحاج أو المعتمر لتصفح وريقات من كتاب .3749 1351528
وتتنافس المدينتين بشكل مثير في تشييد وبناء الأسواق التجارية الحديثة التي تضم العديد من متاجر الماركات الفاخرة ومحلات البصمة العالمية ،إضافة إلى الماركات المحلية للألبسة والعطور وغيرها من المنتجات ذات النكهة السعودية. وتجمع هذه المحلات والمولات بين الحداثة وعراقة العمران الاسلامي ،وهو ما يعطى للمباني مظهرا رائعا ، كما توفر خدمات راقية سواء للتجار أوالمتسوقين.
ويعتبر "البازار القديم " من الأسواق الرخيصة في المدينة المنورة ،في هذا المكان يمكن أن تجد العديد من التجار الصغار الذين أسسوا مقاولات تجارية عصامية تم توارثها أبا عن جدا عبر الأجيال. ويسعون بكل ما توفره الإمكانيات المتاحة جلب العديد من المنتجات المتنوعة مثل العطور المصنوعة من الزيوت المحلية والأطعمة المحضرة في المنزل . وكذلك المنتجات الطازجة، ويعتبر مول المدينة الدولي من أكثر المولات شهرة في المدينة المنورة ،ويوفر العديد من المنتجات خاصة الذهب الساعات والملابس لمختلف الأصناف (نساء رجال أطفال). يضم مول المدينة العديد من المطاعم وأماكن الجلوس للأسر والعائلات مع الحرص على توفير أمكنة مخصصة للأطفال .
وإجمالا ، تعمل المدينة المنورة قلب العالم ومكة المكرمة روح العالم على توفير كل ما يحتاج إليه الحاج المعتمر أو المتسوق من ملبس ومشرب وزينة . كما تتميز بمحلاتها الكثيرة وتنوع منتوجاتها المعدة للهدايا وتبريكات الزيارة للأهل والأحباب في بلد المنشإ، حيث يمكن أن يجد فيه الحاج كل ما يريده من ملابس لكل الأعمار ،و طراز من الهواتف ذكية وفق أحدث ما أنتجته التكنولوجيا، فضلا عن أدوات المنزل والأثاث وغير ذلك.
ولا بد من الإشارة إلى سوق قباء الذي يتميز بموقعه الاستراتيجي بالقرب من المسجد النبوي الشريف ،ويعتبر من أشهر أسواق العبايات والملابس النسائية في المدينة المنورة. كما يضم السوق العديد من المحلات التي تبيع مختلف السلع ومنتوجات الزينة ،و ملابس الرجال والاطفال، والمجوهرات المقلدة الصنع ، العطورمن كل الأصناف ،فضلا عن الذهب بعياراته المختلفة وعالم شاسع لا يحد من الهدايا والاكسسوارات.





التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي


اخر الافلام

.. من هي نعمت شفيق؟ ولماذا اتهمت بتأجيج الأوضاع في الجامعات الأ

.. لماذا تحارب الدول التطبيق الأكثر فرفشة وشبابًا؟ | ببساطة مع




.. سهرات ومعارض ثقافية.. المدينة القديمة في طرابلس الليبية تعود

.. لبنان وإسرائيل.. نقطة اللاعودة؟ | #الظهيرة




.. الجيش الإسرائيلي يعلن استهداف بنى تحتية لحزب الله جنوبي لبنا