الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حملة تضامُن من المثقفين المصريين والعرب مع الشاعرة المصرية -أمينة عبدالله- ردا على خضوعها للتحقيق... بتهمة -ازدراء الأديان-.

عبدالرؤوف بطيخ

2022 / 10 / 23
الادب والفن


خضعت الشاعرة المصرية أمينة عبد الله الأحد الماضى 16اكتوبر-تشرين اول الجارى لتحقيقات رسمية، نتيجة بلاغ تقدم به أحد المحامين، يتهمها فيه بـ"ازدراء الأديان" وإثر إعلان نبأ بدء التحقيق مع الشاعرة، أطلق مثقفون ومستخدمون لمواقع التواصل الاجتماعي، حملة واسعة للتضامن معها .

يذكر أن النيابة العامة المصرية قررت إخلاء سبيل الشاعرة امينة عبدالله بكفالة قدرها 5000 جنيه مصري (قرابة 255 دولاراً أميركياً)، بعد الانتهاء من التحقيقات في الاتهامات الموجهة لها والتي ترتبط بديوانها الشعري "بنات للألم".

يذكر أن "ازدراء الأديان" اتهام وجه للعديد من الباحثين والكتاب والأدباء المصريين على مدار العقود الأربعة الماضية، وقد أثار الكثير من السجالات منذ بدأ استغلال مادة بقانون العقوبات المصري، أضيفت عام 1982. ويرى مثقفون وحقوقيون أن تلك المادة باتت "أداة قمع" يستخدمها تيار الإسلام السياسي، والمتشددون دينياً، لقتل الإبداع وقمع الآراء المخالفة والإبقاء على فهم أحادي لنصوص الدين الإسلامي.

وشهدت ساحات البرلمان، نهايات العام 2021، مساعيَ من نواب مصريين تهدف لتعديل المادة التي تحمل الرقم 98 من قانون العقوبات المصري، والمعروفة إعلامياً بمادة "ازدراء الأديان" ووصفت تلك المساعي بأنها مساندة لحرية الرأي والتعبير التي يكفلها الدستور، لكنها لم تسفر حتى الآن عن تغيير فعلي.

وقدطالب النائب أحمد مقلد، عضو تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين في مجلس النواب المصري، إبان تلك الفترة، بتشكيل لجنة للنظر في المادة التي قال عنها إنها "لم تهدف إلى ملاحقة الباحثين أو غلق باب الاجتهاد أمام طارقيه، بل قصدت تجريم استغلال الأديان، ما يضر بالوحدة الوطنية، وفقاً لمشروع القانون الوارد للمجلس حينها".

وكانت تلك المادة التي أضيفت إلى قانون العقوبات غى العام 1982 تهدف إلى التصدي (للجماعات الدينية) التي تثير الفتن الطائفية داخل المجتمع المصرى، مستخدمة الدين في التحريض على العنف الطائفي، لكن لم تستخدم في الغرض الذي شرعت من أجله، حسبما يؤكد باحثون وسياسيون مهتمون بحرية الرأي والتعبير.

وحتى كتابة هذه السطور، لا تعلم الشاعرةأمينة عبد الله إن كان إخلاء سبيلها تمهيداً لحفظ البلاغ المقدم ضدها، أم سيحال الأمر ألى القضاء؟.
وتصرح الشاعرة أمينة عبدالله :بأنه تم استدعاؤها للتحقيقات صباح الأحد الماضي16 اكتوبر –تشرين اول ، ولم تكن تعلم على وجه الدقة ما هو سبب استدعائي، ولم أجهز أي ردود أو مذكرات أو أي شيء للرد على الاتهامات الموجهة ضدي، لأنني ببساطة لم أبلغ بما هي. وقد بقيت قيد الحبس، إلى أن أخلي سبيلي من قسم الشرطة، مساء الثلاثاء"18اكتوبر.

وأضافت أمينة بأنها تثق فى عدالة القضاء المصرى و"لا تعلم حتى الآن إن كان إخلاء السبيل تمهيداً لحفظ البلاغ المقدم ضدي، أم سيحال الأمر ألى القضاء، وإن كنت أتمنى أن يحال على القضاء ".

وواجهت أمينة تلك التهم، على خلفية إلقاء قصيدتها خلال أمسية شعرية في كانون الثاني/ يناير 2021.وكانت الشاعرة أمينة عبد الله أكدت في تصريحات إعلامية سابقة، أنها تعرضت للتكفير من بعض الأشخاص بسبب قصيدة شعرية بعنوان بنات الألم في مؤتمر طنطا للشعر2021.

وأشارت مؤسسة حرية الفكر والتعبير، إلى أنه “عقب التحقيق مع أمينة والاستماع إلى أقوالها، قررت نيابة حوادث جنوب القاهرة إخلاء سبيلها مقابل دفع كفالة 5 ألاف جنيه، مساء 18 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري”.

وقد استدعت محكمة مصرية الشاعرة أمينة عبدالله إلى التحقيق، في 16 تشرين الأول/ أكتوبر، على خلفية بلاغٍ ضدها تقدم به المحامي إبراهيم سعد.واتهمها سعد بـ”ازدراء الأديان وسب الذات الإلهية” في ديوانها “بنات للألم” الصادر عام 2019.
كما نشر، عبر فيسبوك، تهديداً بـ”تقديم بلاغ ضد كل من يستخدم وسم :#أدعم_الشعرة_أمينة_عبدالله

بتهمة أولية هي التحريض على مخالفة القانون”.
وعلى صعيد متصل صرح الباحث والكاتب المتخصص في حركات الإسلام السياسي :حسام الحداد بأن "نص المادة 98 التي أعتقد أنها تفسر حسب الهوى في قضية أمينة عبد الله، ورغم اعتراضي الكامل على هذه المادة، وأن وجودها حتى الآن يمثل سبة في جبين المصريين، إلا أنها لم تهدف - عند إضافتها لقانون العقوبات - إلى ملاحقة الباحثين، أو غلق باب الاجتهاد أمام طارقيه، بل قصدت تجريم استغلال الأديان، بما يضرّ "بالوحدة الوطنية" وفقاً لمشروع القانون الوارد للمجلس حينها (عام 1982)".

ويضيف الحداد أن المادة المثيرة للجدل "باتت تستخدم لملاحقة الباحثين والمبدعين فقط، وتترك المحرّضين على الكراهية والطائفية الذين يقومون بالفعل بتهديد وحدتنا الوطنية، وهم كثر، سواء كانوا منتمين لجماعات السلفية الجهادية أو غيرها، ولنراجع على سبيل المثال لا الحصر، فيديوهات: محمد حسان، وأبو إسحق الحويني، وياسر برهامي، وغيرهم، وهي متاحة على "يوتيوب" ولنتابع قناة "الرحمة" الفضائية، وغيرها من برامج دينية تحرّض على الأقباط ليل نهار".
ويضيف الباحث حسام حداد: "ليس هذا فقط، بل إنهم يحرّضون على الدولة نفسها، وعلى المجتمع المصري، ولم يرفع أحد عليهم قضية، ولم يراجعهم أحد. أما ما يحدث فهو ملاحقة الباحثين والمبدعين بمثل هذه القضايا، وخاصة الذين لهم موقف سياسي مناهض للمتشددين والمتطرفين دينياً".وحسب العديد من المثقفين المصريين يرون أن الهدف من البلاغات التي تقدم ضد الباحثين والمبدعين هو "إرهابهم، ومحاولة تهديد الآخرين بقانون "ازدراء الأديان" حتى تستطيع هذه الجماعات فرض هيمنتها وسيطرتها الفكرية على المجتمع، هذه هي الحرب التي يواجهها المفكرون والباحثون والمبدعون المصريون الآن، ويرى مثقفون بأن الموضوع ليس أمينة عبد الله... بل هي حرب على الإبداع والثقافة والهوية المصرية".

يرى شاعر العامية والكاتب الساخر رامي يحيى أن الاتهام الموجه للشاعرة المصرية هو "اتهام تافه، من شخص لا علاقة له بالشعر أو الأدب".
ويقول يحيى :"إن النص الذي كتبته الزميلة أمينة في ديوانها "بنات للألم" يتحدث عن معاناة الأنثى عموماً، والمرأة الشرقية خصوصاً، لذا من الطبيعي أن تتقاطع أزمات الأنثى مع التشريعات الدينية (المعمول بها حالياً)".
ويضيف: "لو افترضنا أن كلماتها - في هذا الديوان - تقع تحت بند الحرمانية، إذاً سيكون مصيرها إلى النار، في الآخرة. السؤال الذي يطرح نفسه: ما هو شأن مقدم البلاغ أو أي إنسان في هذا العالم؟!".

وفي هذا السياق، علّق الكاتب نقوس المهدي على “بلاغ أحد الأصوليين الذي بدل أن يناقش القيمة الفنية والجمالية للنص، حشر أنفه بين الكلمات، ليبرهن عن تفاهة وعقم الفكر المتشدد”.
واعتبر أن النص “قصيدة نسوية لا أثر فيها للتعرض للأديان بقدر ما تتضمن انتقاداتٍ للفكر الذكوري ووضع النساء في المجتمع الشرقي، على شكل بيانٍ شعري ضد استغلال ظاهر الدين لامتهانها واستعبادها”.

“يشغلني كثيراً أن لله امرأةً محبة”..
وسبق أن أكدت الشاعرة أمينة عبد الله، في تصريحاتٍ إعلاميةٍ سابقة، تعرضها للتكفير من بعض الأشخاص بسبب قصيدتها.
وأشارت إلى أنها تلقت “تهديداتٍ تشبه التهديدات التي كانت تتلقاها السيدات في التسعينيات، بتشويه الوجه وإلقاء مياه النار عليهن”، بحسب مصادر صحفية محلية.وأوضحت المصادر ان أمينة “حركت بلاغاً لمباحث الانترنت، ضد كل من هدّدها بالتشويه أو القتل”.
وعلّقت أمينة حينها أنها “كتبت نصاً شعرياً، وتريد ان يحاكم هذا النص بمقياس النقد الادبى، وليس نصاً دينياً فيحكم عليه بمقاييس الدين والفقه”.
وكانت إحدى قصائد أمينة عبد الله من ديوان “بنات للألم” أثارت جدلاً في الوسط الثقافي بين مؤيدٍ ومعارضٍ للقصيد، بعد إلقائها في أحد المهرجانات الشعرية. وتقول أمينة في قصيدتها التي أرعبت ذكور المنظومة الأبوية:
وتتطرق فيه أمينة إلى ذكورية الأحكام الدينية، ووصاية الرجال على النساء ونسبهنّ لهم. إذ قالت:

“لا بد لنا من الإقتران برجل ما"
أب
-لا يشترط أن يكون رحيماً –
زوج
-عادة لا يكون محباً-
الإقتران بهما ليس صدفةً،
ولزيارة الله
الذي خلقني أنثى
لابد لي من رجل
حتى لو كان إبناً أو زوج بنت
الله
يخشى لقاء النساء الوحيدات الوحيدات.
لماذا
لا يفكر الدين فى امرأة
غادرها زوجها
برفقة أم ليكون محرمها
ويحرم إمرأته
لماذا
يكون الدين عدوانياً على المرأة؟”.

وفى نهاية التقرير نذكر فقط ب(المادة 19) من الاعلان العالمي لحقوق الانسان.والتى تنص على التالى:
لكلِّ شخص حقُّ التمتُّع بحرِّية الرأي والتعبير، ويشمل هذا الحقُّ حرِّيته في اعتناق الآراء دون مضايقة، وفي التماس الأنباء والأفكار وتلقِّيها ونقلها إلى الآخرين، بأيَّة وسيلة ودونما اعتبار للحدود.
مع (حرية الفن: من أجل الثورة. الثورة : من أجل الحرية الكاملة للفن)بيان نحو فن ثورى :أندريه بريتون & دييغو ريفيرا& تروتسكي 1938.
#أدعم_الشاعرة_أمينة_عبدالله.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - عقوبة ازدراء الأديان تستخدم كمكيدة سياسية
صلاح الدين محسن ( 2022 / 10 / 24 - 05:09 )
لن أبدأ بما حدث معي شخصياً بل مع واحد غيري
كريم عامر - كان في السنة الثانية بكلية الشريعة بالأزهر . ونشر كثيراً بالانترنت , نقداً للدين أقصي ما فعلوه معه : اعتقال لطيف لشهر واحد
وعندما كتب ينتقد الرئيس ( وقتذاك: حسني مبارك ) حاكموه و حكموا عليه ب 4 سنوات سجن ! : 3 سنوات ازدراء أديان , وسنة واحدة فقط لاهانة رئيس الجمهورية ! والحقيقة هي أن السنوات الأربع بسبب انتقاد رئيس الجمهورة .. وما ازدراء الأديان الا حجة للانتقام السياسي

بالنسبة لي : كانت لي مؤلفات عدة في نقد الدين ولم يتحرك جهاز الأمن
إلا بنشري كتاباً سياسياً عام 1999 ضد اعادة انتخاب الرئيس مبارك . مطالباً بالديموقراطية وانهاء الحكم العسكري واقامة نظام مدني . هنا فقط حاكموني مركزين علي كتبي الدينية !!
وبعد شهور بالمعتقل . حاولت السفر للخارج فمنعوني واعادوا محاكمتي وسجنت 3 سنوات

بعكس شاعرة ( ف . ن ) أوعزوا اليها بالسفر للخارج بعد صدور حكم نهائي بسجنها 3 سنوات بتهمة ازدراء أديان ! لعدم وجود خصومة سياسية لها مع السلطة
سافرت , ثم عادت بسلامة وتعيش بمصر في أمان ! لأن أغلب كتاباتها تسبيحاً بحمد النظام , وغزلاً في عَدلِه وحكمته

اخر الافلام

.. تعاون مثمر بين نقابة الصحفيين و الممثلين بشأن تنظيم العزاءا


.. الفنان أيمن عزب : مشكلتنا مع دخلات مهنة الصحافة ونحارب مجه




.. المخرج المغربي جواد غالب يحارب التطرف في فيلمه- أمل - • فران


.. الفنان أحمد عبدالعزيز يجبر بخاطر شاب ذوى الهمم صاحب واقعة ال




.. غيرته الفكرية عرضته لعقوبات صارمة