الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الانقلاب الصحفي

أبوبكر الأنصاري
خبير في الشؤون المغاربية والساحل

2006 / 10 / 3
الصحافة والاعلام


قبل أسبوع من الانقلاب الذي أقصى الرئيس الموريتاني معاوية ولد الطايع في ال"03/08/2005 " كنت قد كتبت زاوية بعنوان" إعتزال الزعامة" أثنيت فيها على قرار الرئيس على عبد الله صالح عدم الترشح للرئاسة مرة أخرى، ومن الصدف أن الانقلاب وقع أسبوع بعد ذلك مما جعلني أشعر أن الانقلابيين يأخذون بعين الاعتبار أراء الصحافة وخاصة الكتاب المستقلين .
عادة بعد كل انقلاب أو تغيير في سدة الحكم تتبعثر الساحة الإعلامية كبركة راكدة رميت بها صخرة كبيرة لوثت مياها ها وتحتاج لفترة حتى تهبط الأوساخ ويصعد الصفاء هذا هو واقع الصحافة الموريتانية بعد الحركة التي أسماها أبطالها قادة المجلس العسكري للعدالة والديمقراطية حركة تصحيحية ضد نظام بائد كانوا فيه من أصحاب القرار .
كثير من الصحفيين ينتظرون الوسيلة التي يتعاملون بها مع العهد الجديد فلكل زمن دولة ورجال ولكل نظام إعلامه وفنانوه وأبواق دعايته فكثير من المغمورين يبحثون عن الظهور ليلعبوا الدور الذي كان يلعبه صحفيو الحقبة السابقة الذين كان للبعض هيبة في مراكز صنع القرار وللبعض الأخر ثروات وقصور ومكاتب يحرسها رجال لا يسمحون بالدخول لمقر الجريدة أو سكن البطرون الصحفي إلا بتعليمات خاصة.
قياسا على ما يحدث في العالم العربي فإن الصحفي المنعم في حقبة معينة قد لا يدوم نعيمه في الحقبة التالية فالتوأم علي ومصطفى أمين كانا أميري الصحافة المصرية في العهد الملكي والأنكليزي لكنهما عاشا على هامش الحياة الإعلامية في عهد جمال عبد الناصر الذي أصطفى من الإعلاميين محمد حسنين هيكل و عينه رئيس لتحرير جريدة الأهرام وبقي هيكل سلطان للصحفيين طيلة زمن حكم عبد الناصر يخاف منه الوزراء وحتى مدراء المخابرات لكن أنور السادات خسف بهيكل وظهرت مجموعة من الصحفيين الآخرين في الحقبة الساداتية أذكر منهم السعدني ونوال السعداوي ومحفوظ الأنصاري هم رموز الحقبة ، لكنه وبعد رحيل السادات هيمن إبراهيم نافع على الساحة.
وما حدث في مصر تكرر في سوريا زمن توالي الانقلابات حيث كان لشككلي صحفيوه وللبعثيين صحفيوهم وكذاك في العراق بين حقبة نوري السعيد وتوالي الانقلابات حيث كان للناصريون صحفيوهم وللماركسيون والشيوعيون صحفيوهم وكل إعلامي يسطع نجمه مع الحكم الذي يحتضنه وإذا ولى صعب عليه التسلق مرة أخرى على أكتاف صاحبة الجلالة للحفاظ على إمتيازاته مع العهد الجديد .
والساحة الموريتانية لا تختلف في شئ عن بقية الساحات العربية سوى أن الصحافة الموريتانية ضعيفة أصلا وتفتقر للتمويل والإعلان رغم تنظيماتها النقابية ووجود عناصر مقتدرة ومجربة في وسائل الإعلام العالمية حيث أن لكل فضائية عربية أو جريدة يومية عربية دولية عناصر موريتانية ضمن المراسلين والمحررين والكتاب وللإعلاميين الموريتانيين قدرة عجيبة على تحليل شؤون بلادهم أثناء استضافتهم بالبرامج الإخبارية لكبريات الفضائيات والإذاعات العالمية وكل منهم الآن يبحث عن موطئ قدم في حقبة ما بعد " معاوية " التي يتفاءل الكثيرون منهم بنيل نصيب من كعكة تمويل الصحف المستقلة في المرحلة الانتقالية وما بعدها .
فمنهم من يراهن على قرابات له مع بعض أعضاء المجلس أو صداقاته الأمنية ومنهم من يبحث عن الشهرة الخارجية ليظهر للجالسين على كراسي الحكم أنه مهم ويستحق أن يدرج في لعبة المرحلة الانتقالية ، ولكن في بلد ينعدم فيه الإعلام العسكري كيف يمكن للصحفي تسويق نفسه أم إكوين يغني أهم من إعلامي متعددة الشهادات العلمية يتقاضى أقل من 200 دولار أمريكي رغم أنه يحمل مؤهلات عليا رغم أن مهنة الصحافة أصلا لا تقيم وزن للشهادات بقدر ما تهتم بالخبرة والعلاقات في أوساط المهنة وتأمين مصادر إخبارية خاصة.
هل أضحى الانقلاب الصحفي أمرا واقع يختفي بموجبه صحفيو الحقبة السابقة ممن تقربوا من النظام السابق وحصلوا على مكانة مرموقو في المجتمع لصالح الفئات المحرومة أو الكادحين الصحفيين هذا ما يبدو أن التغيير الذي طال مدير الوكالة الموريتانية للأنباء مؤشرا له وهو بداية لمسلسل من إعادة رسم للخارطة الصحفية الموريتانية والخوف كل الخوف أن تكون تجربة كثير من الإعلاميين خلال 20 سنة من حكم معاوية وبالا عليهم ويظهر إعلاميون جدد لاخبرة لهم








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجناح العسكري لحركة حماس يواصل التصعيد ضد الأردن


.. وزير الدفاع الروسي يتوعد بضرب إمدادات الأسلحة الغربية في أوك




.. انتشال جثث 35 شهيدا من المقبرة الجماعية بمستشفى ناصر في خان


.. أثناء زيارته لـ-غازي عنتاب-.. استقبال رئيس ألمانيا بأعلام فل




.. تفاصيل مبادرة بالجنوب السوري لتطبيق القرار رقم 2254