الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تعطيل المُعَطل وتغريم الشعب اللبناني أعباء خارجة عن المألوف

عصام محمد جميل مروة

2022 / 10 / 23
مواضيع وابحاث سياسية


اذا ما سارعنا لقراءة موجزة لتكاثر وتعدد الأزمات التي دارت على وجه الدقة في ساعات اخيرة من كل عقدة إنتخاب او فراغ او تعطيل فسوف نرتطم بفزاعة التهويل المستدامة عندما يتجرعها شعب لبنان العظيم منذ البداية الأولى اشاعت ولادة لبنان الكبير .
رأينا على مدى الزمن المرادف لكل مراحل اعادة رسم وقائع أنية تمكنه الخروج معافى من عدم ايقائعة في ذائقات عقيمة تتزاوج وتحصد كل الخطوات التي يتم من خلالها استعادة عافية لبنان وشعبه المنزلق والغارق في أتون الطائفية والمذهبية والمحاصصة والإستغلال المناطقي ، بعد تأجيج التخلص من الحروب وعدم اشتعالها اذا ما سمينا هذا ألأسم وإعتبارهِ مُخلصاً للبنان ولشعبهِ من الغرق ، او من الجوع والفقر وما الى ارفع من تلك الصفات المتعددة واللئيمة !؟. فراغ رئاسي يُغرق البلاد في دوامة الضياع ربما المحبب للكثير من خبراء لبنان وجيرانهِ في محيطه الأقليمي وصولاً الى مراحل التدويل !؟.
لبنان الكبير لم ينجح الى حد ما في ايصال البلاد الى عيشٍ مشترك لأسباب متعددة وفي مقدمتها تشكيل المؤسسات تميل الى رجاحة كفة الميزان بِلا عدل لصالح الأقطاب المسيحية ومنها"" المارونية السياسية "" ، التي شاعت بعد اتفاق وقعه الجنرال غورو والبطريرك الماروني حينها تحت صبغة وصيغة لبنان الكبير . وتم التوافق الضئيل في إستدراج وإلحاق زعماء باقي الطوائف حينها من المسلمين السنة الى مشاركة واضحة المعاني . وهنا يجب التنبه الى غياب المكون "" المسلم الشيعي "" ، الذي كان غارقاً حينها في البحث عن الإندماج مع سوريا في الجغرافيا وفي التاريخ معاً إبان التحضير مباشرة بعد توافق ضمني انكليزي فرنسي "" سايكس - بيكو "" وإستشفاف بعضاً من ""وعد بلفور "" الخبيث الذي مهد الى إحتلال فلسطين وضياع جنوب لبنان . وغرقه في مسألة الفراغ قبل ضمه الى حضن الجمهورية اللبنانية الآيلة الى مراحل النزاع الداخلي والمذهبي والطائفي السائغ والشائع ، الذي اوصلنا الى ما نحنُ عليه اليوم من تفكك وعجرفة وإستقواء طائفة بإسم الحرمان والتخلص من براثن الجمهورية اللبنانية العفنة في سباقها وسياقها القاتل من اجل التحقق في تغيير معالم الجمهورية تحت ظل تسميات مخيفة ومرعبة ارستها مسئولية لبنان الكبير فرنسا . ومن ثم غداة قفزة الإستقلال عام 1943 الذي لم يصن الدستور حرية العيش المشترك الا في الإستقواء المدعوم حينها من جيران لبنان ومن المواقف الدولية . بحيث نستنتج على مدى المراحل وجود اوراق ورسائل بريدية تأتي الى مكاتب الساسة سعياً للإستنهاض عبر لزوم انتخاب رئيس للبلاد قبل الفراغ والفوضى والتعطيل الرهيب الذي يجلب المذلة والإهانة لبلاد العز والكرامة، وبلاد الارز ،والبحر والفن والثقافة ، المنتشرة اصداؤها في شتى اصقاع المعمورة ، بحيث من الضرورة النظر الى اعداد اهل لبنان الذين هاجروا تِباعاً من اثار ضغوطات فوضوية منذ غدر وترحيل المارونية السياسية اوائل القرن الماضي بعدما غضبت الإمبراطورية العثمانية على القائم مقامية في جبل لبنان ، حيث تم ترويع الناس وكان الفرار والتيهان حينها لأهل الجبال وركوبهم البحر الى الضياع . وكان بعدها ترحيل منظم الى كل اهل البلاد الذين يرفضون التعسف القسري للمنظومات السياسية التي تريد ان تحكم بإسم الراعي للغنم !؟. دون حراسة كلاب عِواؤها قد يجلب الخوف والترهيب المنظم سواءً تقبلنا صيغة لبنان الكبير ، ام ما بعد الاستقلال اما صيغة العصر الحديث فلها عواقب خطيرة في فراغها المحتمل خصوصاً بعد عوارض نهاية الحرب الاهلية اللبنانية التي ترافقت مع حوادث من الصعب نسيانها ، ومنها الوجود المسلح الفلسطيني ، والتدخل العسكري لزمرة الوصاية السورية التي فرضها نظام حافظ الاسد ، ومن ثم الاجتياحات الاسرائيلية للأراضي اللبنانية التي تمت تِباعاً وصولاً الى نهاية وجود سلاح فلسطيني على ارض لبنان غداة 1982 ، وصاعداً مما مهد الى انتخاب رئيس لبناني اراد وحدة البلاد لكنهُ لم يصل بإرادة الشعب اللبناني بكافة مكوناته هنا كان " الشيخ بشير الجميل " قد تم إزاحته لأسباب يعرفها القاصى والداني من يبحث في إيصال الرئيس المناسب للوقت وللزمن المناسب .
الان ماذا يفعل اهل السلطة قبل نهاية عهد ""الجنرال ميشال عون "" الذي تم تنصيبه عام 2016 بعد تعطيل دام في فراغهِ سبعة وعشرين شهراً ! احدث نزعة هزيلة في طرح اسماء لإملاء سدة الفراغ الشهير والمأمول .
اننا اليوم نصل الى نفس المسارات المتعددة في حتمية الفراغ والتعطيل المذل برغم مسرحيات ودعوات المجلس النيابي البرلمان الى نزهة الانتخاب مجدداً ولكن لا مجال لتحقيق مراد الشعب بسبب غلوَّ و فوضوية زعماء الطوائف والمذاهب والميليشيات السياسية ، وان غابت بعيداً اسلحتها المتعددة الاهداف . مع وجود سلاح حزب الله تحت حجج المقاومة ضد الكيان الصهيوني المحتل والمنسحب من لبنان عام "" 2000 - 24- ايار "" حيث غدا لبنان في غمرة وفظاعة وبشاعة وبهرجة التحرير حينها تم تسويق مسارات تعويم إتفاقية الطائف التي ادت الى نهاية الحرب الاهلية التي دامت منذ "" 13-نيسان -1975- 1989-1990-" . من هناك من جمهوريات ما بعد الطائف يجدد التمديد والتعطيل وتغريم الشعب اللبناني آفات التفقير والتجويع وسرقة اموال الناس من قِبل المنظومة الحاقدة دون تفرقة ما بين طائفة وأخرى او ما بين ميليشيا وتجمع اخر تحت اسماء الديموقراطية الساقطة .
ان الترسيم الواقع قبل ايام قليلة من مغادرة الرئيس ميشال عون قد يؤسس الى فراغ حكومي عقيم، ليس بمقدوره تقديم الخدمات للشعب اللبناني بعد إتفاق هندسة الحدود البحرية والبرية مع دولة الصهاينة ، ونسيان وِبال مردود فئة كبرى من الشعب الذي يرفض معاهدات الترسم بلا تقديم وإستشارة الشعب بكامل مكوناته للحفاظ على مكاسب الثروة النفطية والغازية المثيرة للجدل خصوصاً إرتفاع وحماوة الترسيم قبل نهاية عهد الفساد المشؤوم الذي أغرق البلاد في مستنقعات من الصعب تجفيفها واعادة بريق ولمعان صيغة الشعب العظيم .
الإغتيال الحقيقي للبنان وشعبه يتم عبر زعمائه الذين لهم اطماع وطموح ازدراء نغمة "" الأنا - والنحنُ ""،
او إغراق ما تبقى من بقايا لبنان و إيصال ضخامة وعجز وخلخلة وحلحلة الامور الى ما بعد المعاهدات والتطبيع الأثم رغم أنف الشعب التائه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وسام قطب بيعمل مقلب في مهاوش ????


.. مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأمريكية: رئيس مجلس ا




.. مكافحة الملاريا: أمل جديد مع اللقاح • فرانس 24 / FRANCE 24


.. رحلة -من العمر- على متن قطار الشرق السريع في تركيا




.. إسرائيل تستعد لشن عمليتها العسكرية في رفح.. وضع إنساني كارثي