الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الانتفاضة الإيرانية.... شجاعة بلا حدود

صوت الانتفاضة

2022 / 10 / 27
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


ها قد مرت أربعون يوما على انتفاضة الجماهير في إيران، أربعون يوما من شجاعة وجرأة قل نظيرها، أربعون يوما من القمع الوحشي ضد المنتفضين، استخدمت فيها سلطة الإسلاميين كل أنواع القتل والتعذيب والملاحقة والتشويه؛ لكن في مقابل ذلك هناك نساء خلعن الحجاب، قصصن الشعر، وقفن بوجه أعتى سلطة دينية ديكتاتورية، وهناك شباب حرقت الصور، نادت بموت الديكتاتور، صدحت حناجرها بالحرية والمساواة.

إضرابات، اعتصامات، مظاهرات؛ عمال، طلاب، معلمين، أستاذة جامعات؛ هذا هو مشهد الجماهير في إيران، لكن هناك تكميم وتكتم وتعتيم، لا انترنيت، لا قنوات إعلامية تنقل ما يجري، كل ما يحدث هناك لا أحد يعلم به، الجماهير تعيش منفردة وسط سلطة مفترسة، تنقض على اقل نبتة من نباتات الاحتجاج.

أوضاع معاشية مزرية وصعبة، حياة شبيهة بالموت، بطالة تفتك بالشباب، ومخدرات تنتشر في كل مكان، غلاء معيشي حاد، ومستقبل مجهول؛ حريات مسلوبة ومقموعة، فشرطة "الاخلاق" تمارس سلطتها على المجتمع، وتزيد من معاناة الناس أكثر وأكثر، والباسيج والحرس الثوري الأدوات التنفيذية الأكثر شراسة بيد السلطة.

تهم جاهزة، وقضاء مستعد، "عملاء اميركا والصهيونية" "ناشري الفساد والفوضى" "مثيري الشغب" "أعداء الدين والمذهب" "أعداء النظام وجواسيس الغرب"، هذه هي لستة التهم التي يوجهها النظام للمحتجين، وهي شبيهة جدا بما فعلته نسخة النظام الاسلامي في العراق مع الشباب ابان انتفاضة أكتوبر-تشرين، فالنظامان واحد، إذا سقط أحدهما سقط الاخر.

قتلت مهسا اميني فقتلت معها الخوف والتردد داخل نفوس الجماهير، قتلت مهسا اميني فقتلت معها النظام الإسلامي الحاكم، لم يتبق منه شيء، انه يعيش على ملفات أخرى، نووي، مسيرات، ميليشيات، تدخلات؛ لكن الشيء الواضح جدا انه يعالج سكرات الموت.
أمريكا والغرب أنظمة منافقة جدا، يعاقبون النظام بسبب "المسيرات"، ويقولون له سرا اننا معك اذا تنازلت عن دعم روسيا؛ يعقدون معه الصفقات السرية في العراق واليمن وسوريا، لكنهم إعلاميا يقولون "على ايران ان تكف عن قمع المحتجين"، مثلما صرحت السفيرة الامريكية في العراق مع نظيرها البريطاني عشية مظاهرات الصدر قائلين "اننا نشعر بقلق على المسار الديموقراطي في العراق"، انهم اكثر سفالة وانحطاطا من الأنظمة التي صنعوها.
#طارق_فتحي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لماذا تشرين ؟
بارباروسا آكيم ( 2022 / 10 / 28 - 15:03 )
لماذا كانت تشرين علامة فارقة في الأحداث في هذه المنطقة البائسة ؟

لأنها كانت شيء مختلف
في المقابل
كل ما يسمى بثورات الربيع العربي كانت مجرد محاولة استبدال العسكر بالمشايخ ..يعني متخلف يحارب مستبد ولذلك فأنا لم اتعاطف يوما مع أي ثورة في ما يسمى العالم العربي
لكن تشرين كانت شيء مختلف
فلأول مرة تخرج مظاهرات غير مسلحة و تطالب بحقوق مشروعة
لأول مرة تخرج مظاهرات ترفع شعار نريد وطن
لأول مرة تخرج مظاهرات تطالب بالحياد بعيداً عن الإصطفافات و المحاور الدولية و الإقليمية
و انا منذ اول قلت بأن تشرين سوف تتدحرج من العراق الى داخل ايران

صدقا إن ضرب صورة المرشد في بغداد و النجف و كربلاء قد خلق إعصار ضرب بقوة من بيروت الى طهران

و هذا ليس كلامي بل كلام الكثير من الإيرانيين في الخارج

لقد تحولت تشرين الى فكرة الى رمز و هذه الفكرة لن تموت
و كلي امل أن تستثمر تلك الحركة في الإتجاه الصحيح نحو بناء جسور مودة و سلام بين الشعب العراقي و الإيراني و ان تشهد الساحتان إصلاحات حقيقية في المشهد السياسي و الديني
اتمنى السلامة و التوفيق للشعب الإيراني و العراقي


2 - هذا النص ليس صوت الانتفاضة في ايران هذا لاعدائها
المتابع ( 2022 / 10 / 28 - 16:53 )
لان النص لايفضح اعداء الشعوب وانما يتهجم بلا اي مبرر عاقل وشريف ضد الدمقراطيات في العالم-فمن اي ميليشيا او عصابة دينية طائفية انتم يا اعداء حلفاء الشعب الايراني الغرب الدمقراطي -كفايه ضحك على ذقون الشعوب يا مضللين

اخر الافلام

.. سيارة تحاول دهس أحد المتظاهرين الإسرائيليين في تل أبيب


.. Read the Socialist issue 1271 - TUSC sixth biggest party in




.. إحباط كبير جداً من جانب اليمين المتطرف في -إسرائيل-، والجمهو


.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة كولومبيا




.. يرني ساندرز يدعو مناصريه لإعادة انتخاب الرئيس الأميركي لولاي