الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كي يعيشوا موتهم .. !

منذر ابو حلتم
قاص وشاعر ، عضو رابطة الكتاب الاردنيين

()

2022 / 10 / 28
الادب والفن


( في الليل )

في الليل وبعد ان تخلو المكتبة من روادها .. تفتح الكتب اوراقها .. يستيقظ ابطال الروايات .. وعلى احد الأرفف يعقد مجموعة من الفلاسفة ندوة غير عابئين بحرب تدور في الرف الأسفل .. وفي خزانة اخرى ثمة شعراء وعشاق ومجانين .. حوارات تتصاعد بعدة لغات .. ثوريون ومهرجون .. رجال دين وملحدون .. ومع اول شعاع لشمس الصباح يتثائب الجميع .. يتبادلون التحية ويعودون الى اوراق كتبهم القديمة .. يدخل ذلك الرجل العجوز كما كان يدخل منذ سنوات طويلة .. يمسح الغبار ببطء عن المقاعد والارفف .. يتمتم بكلمات اغنية لا يسمعها احد !



( كي يعيشوا موتهم بهدوء )

الرجل الذي مات منذ ايام فقط .. والذي كان يسير في حديقة المقبرة ببطء متحدثا مع رجل ميت منذ قرون .. توقف فجأة وتساءل صارخا : وماذا بعد ؟ ماذا سافعل بهذا الموت الطويل غير انتظار القيامة ؟ لم يجبه احد غير اصوات بعض الموتي الذين طلبوا منه ان يخرس كي يعيشوا موتهم بهدوء ..!!!



( الغائب الوحيد )

كل شيء على حافة الصحراء يبدو طبيعيا .. ابنية الميناء … رمال الشاطئ .. المقاعد الحجرية الفارغة .. مراكب عتيقة تمتد ظلالها في وداعة الغروب …
وحده البحر كان الغائب الوحيد .. !!!



( الممثل )

الممثل الشهير .. بعد ان انهى دوره في المسرحية الكوميدية .. وزع ضحكاته الواسعة على اعداد المتجمهربن حوله .. ابتسم اكثر مع المعجبين الذين وقفوا حوله لالتقاط الصور .. ثم عاد الى بيته مرهقا ووحيدا .. دفن وجهه في وسادته .. ثم غاب في بكاء عميق ….



( المنارة )

المنارة .. ما زالت تنبض على حافة البحر …
رغم ان البحر هجرته الاشرعة .. والمدى خال الا من بواخر الحديد والنفط والسلاح … لكن المنارة .. لم تزل مثل قلب يقاوم الموت سكوتا .. تنيض وحيدة في الليالي المعتمة .. !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الحكي سوري- رحلة شاب من سجون سوريا إلى صالات السينما الفرنسي


.. تضارب بين الرواية الإيرانية والسردية الأمريكية بشأن الهجوم ع




.. تكريم إلهام شاهين في مهرجان هوليود للفيلم العربي


.. رسميًا.. طرح فيلم السرب فى دور العرض يوم 1 مايو المقبل




.. كل الزوايا - -شرق 12- فيلم مصري يشارك في مسابقة أسبوع المخرج