الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


محركات الربيع العربي من منظور منطلقات الامن الانساني (5)

عاهد جمعة الخطيب
باحث علمي في الطب والفلسفة وعلم الاجتماع

(Ahed Jumah Khatib)

2022 / 10 / 29
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


وفي دراسة قام بها احمد الحارثي (2011) بعنوان " الربيع العربي-حالة المغرب", يتحدث الحارثي عن حالة المغرب والتداعيات الأمنية فيها. ووفقا لهذه الدراسة, لم يسلم المغرب من تبعات "الربيع العربي"، مثله في ذلك مثل معظم بلدان المنطقة العربية. بل امتدت العدوى لتطال بأشكال مغايرة بلدان أخرى خارج المنطقة: إيران، الصين، ثم مؤخرا إسبانيا، إلخ.
ويرى الكاتب انه منذ البدء اتسمت الحركة الاحتجاجية التي انطلقت في المغرب ببعض الخصوصية التي لا تخرج عن نطاق ما هو عادي وطبيعي في مثل هذه المنعطفات التاريخية المفاجئة. فالسمات البارزة المشتركة للحدث، العامة، لا تلغي الظروف الخاصة بكل بلد على حدة.
وقد رصد الحارثي في دراسته جوا من الصمت التام الذي إثر اندلاع الثورة في تونس على المشهد الثقافي والسياسي المغربي، مشوب بالريبة والحذر والانتظارية. في الحقل الإعلامي، تجندت أقلام صحفية للهجوم على الثورة، باستصغار شأنها والتشكيك في مصداقيتها ونواياها، ونعتها بشتى الأوصاف القبيحة إلى حد اعتبارها جرثومة خبيثة، زرعتها إسرائيل في جسم الأمة العربية. كان يتخيل للمتلقي أنها ثورة منبوذة، سحابة صيف عابرة، لا تسترعي كل هذا الاهتمام.

في تخبط لا مثيل له لردود الأفعال والمواقف المناوئة للثورة، انقلب فجأة التوجه الإعلامي، خاصة بعد دخول الخطاب السياسي الرسمي على الخط متبوعا بشكل ذيلي بالحزبي التقليدي. كأن الكل كان يترقب انبعاث إشارة من هنا وهناك لاتخاذ الموقف، بدأ يشيد معظم الفاعلين السياسيين والإعلاميين بالنموذج المغربي، الحداثي والديمقراطي، الذي تطمح الثورة التونسية إلى تقليده واتباعه. في تجاهل تام لكون نظام بنعلي كان يحاول استنساخ النمط المخزني لتسييج الحقل السياسي التونسي. دون الاستغناء عن عادة ترويج مقولة الاستثناء المغربي والخصوصية المحلية، استقر الرأي لحظة على أن المغرب يعاني من مشكل "حكامة" وليس من نظام حكم.
ويرى الكاتب ان مجيء الثورة المصرية قد تصاحب ببث الدعر والرعب في قلوب رموز الاستبداد والفساد؛ ولتقلق الأحزاب الوطنية والسلفية التقليدية: "الكتلة الديمقراطية" و"حزب العدالة والتنمية" الأصولي. تغير تصرف النخبة الحاكمة والدولة، وكذا الأحزاب المحسوبة على اليسار التقليدي، خاصة بعد تنظيم المسيرة الاحتجاجية الأولى التي أطلقتها حركة 20 فبراير التي تأسست على التو.

مميزات حركة 20 فبراير
ولا يرى الحارثي معالم واضحة لهذه الحركة، إذ شابها نوع من الغموض، ثم الارتباك والتخبط في الشعارات، جعل العديد من الملاحظين والمتتبعين يشككون في البداية في جديتها ونواياها. تأجج هذا اللبس بشكل مبهم وغريب في اختيار تاريخ 28 فبراير لانطلاقتها وتحديد عنوانها -تسميتها، وهو التاريخ الذي يصادف ذكرى تأسيس "جمهورية" البوليزاريو. أحدث هذا التعثر رجة استطاع ائتلاف الشباب تجاوزها بأقل تكلفة، لكن تبعاتها قد تكون أثرت على حجم المنضوين تحت لوائها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. يرني ساندرز يدعو مناصريه لإعادة انتخاب الرئيس الأميركي لولاي


.. تصريح الأمين العام عقب الاجتماع السابع للجنة المركزية لحزب ا




.. يونس سراج ضيف برنامج -شباب في الواجهة- - حلقة 16 أبريل 2024


.. Support For Zionism - To Your Left: Palestine | الدعم غير ال




.. كلام ستات | أسس نجاح العلاقات بين الزوجين | الثلاثاء 16 أبري