الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الماركسيه , الماركسيه اللينينيه والعلاقات الدوليه ...ج2

ليث الجادر

2022 / 10 / 29
مواضيع وابحاث سياسية


إن اليونانيين والأرمن والسلاف والغربيين الذين يقيمون في المرافئ البحرية الكبرى هم الذين يقومون بكل التجارة، ولو طردنا جميع الأتراك من أوروبا فلن تتأذى التجارة من جراء ذلك
ماركس: "ما قوام هذا الوضع القائم (الذي دافعت عنه أوروبا في الدولة العثمانية)؟ إنه يعني ببساطة بالنسبة لرعايا الباب العالي المسيحيين أنهم سيبقون دائما مضطهدين من تركيا.. إن النظام الدبلوماسي (الغربي) الذي أُعِدَّ ليَحول دون التوسُّع الروسي يدفع بعشرات الملايين من المسيحيين الروم في تركيا الأوروبية إلى طلب المساعدة والحماية من روسيا"
نشر إنجلس يوم 13 كانون2/ يناير عام 1849 في صحيفة الراين الجديدة مقالته" الصراع في المجر" على خلفية ثورات عامي 1848-1849 في أوروبا حيث قال أنه" في الحرب العالمية القريبة ستختفي من على وجه الأرض ليس فقط الطبقات الرجعية والسلالات الحاكمة وإنما أيضاً الشعوب الرجعية. وسيكون لذلك مفعول تقدمي" ( ف. إنجلس. مجموعة المؤلفات، المجلد 6، ص. 186، الطبعة الروسية)
"لا يمكن الوثوق بروسيا، إذ يستحيل علينا أن نشعر بالأمان ما دامت في جوارنا. ولا يوجد أي مخرج آخر من هذا الوضع سوى إعلان الحرب عليها ومحيها من حلبة التاريخ أو إرغامها على خدمة الدول التقدمية".
"كتب ماركس الى انجلز في 18 اذار 1855
*(لتذهب التريبيون الى الشيطان , يجب عليها حتما ان تظهر في هذا الوقت معاديه للوحده السلافيه ’ والا امكننا الانقطاع عنها مرغمين , مع ان هذا سيكون كارثه بالنسبه لنا )
*(ان حركات 1848-1849 تدفعنا لان نطالع العدد الثاني من المجله السياسيه ,لقد كانت روسيا متورطه في السياسه الاوربيه لدرجه كانت ملزمه على ان تحقق في ذلك الوقت وباسرع ما يمكن مشاريعها القديمه المتعلقه بتركيا والقسطنطينيه(مدخل بيتها ) ...ان تقدم الثوره المضاده والقوى المتعاظمه يوميا للحزب الثوري في اوربا والوضع الداخلي لروسيا وسؤ حالتها الاقتصاديه ’ ان كل ذلك كان يرغمها على العمل بشكل سريع , لقد راينا هذا منذ وقت قريب وسنشهد في بضعه شهور المسرحيه نفسها .... ان الحرب ضد تركيا هو حرب اوربا بالضروره ’ لاسيما وان روسيا تسعى لتوطيد اقدامها في المانيا ولتنجز فيها الثوره المضاده ولتساعد البروسيين على فتح (نيو شتال ) ولتسير اخيرا الى باريس مركز الثوره )
*( لايمكن لانكلترا في هكذا حرب اوربيه ان تبقى على الحياد ’ان انكلترا هي الخصم الاكثر خطوره بالنسبه لروسيا ’ ففي حين ستضعف اكثر فاكثر جيوش المشاة في القاره كلما انتشرت وتوغلت قدما في روسيا وفي حين انها وخشية تكرار نتيجة 1812 لن تستطيع تجاوز حدود بولونيا القديمه ’ فان بوسع انكلترا ان تضرب روسيا في اكثر نقاط ضعفها ودون الاخذ بعين الاعتبار انها تستطيع ان تساعد السويدين في استعاده فلنده ’فان اسطولها يستطيع الوصول الى (بطرسبوغ واوديسيا )وبما ان الاسطول الروسي وبشهاده الجميع هو اسؤ اسطول في العالم , فان انكلترابامكانها الاستيلاء على بطرسبوغ واوديسيا ,وهكذا تصبح روسيا عملاق مقطوع الذراعيين )....(ان حرمان روسيا من سوقها الانكليزيه يجعلها في مدة بضعة اشهر عرضه لاعنف الانتفاضات )
*(من هؤلاء التجار في تركيا ؟ بالطبع ليسوا اتراكا .عندما كانوا هؤلاء يعيشون في حالة بداوه كانت تجارتهم تكمن في نهب القوافل وفي الوقت الحاضر حينما اصبحوا متمدنيين قليلا اكثر من السابق فان تجارتهم تكمن في فرض الضرائب تعسفا وفداحه ,ان اليونانين والارمن والسولاف والغربيين المقيمين في المرافئ البحريه الكبيره هم اللذين يقومون بكل التجاره وليس لديهم بكل تاكيد اي سبب قي الامتنان لبايات وباشوات الاتراك مقابل التسهيلات التي يقدمونها !ولو طردنا جميع الاتراك من اوربا فلن تتاذى التجاره من جراء ذلك )
*(ان البرجوازيه اليونانيه والسلافيه هي في جميع المدن التركيه وكل المراكز التجاريه , السند الحقيقي لكل نوع من الحضاره الموجود في تركيا )
*(واذا ما اهملنا السكان المنتشرين كفايه واللذين تبنوا اللغه اليونانيه – علما انهم من اصل سلافي - , فانه ليس لهذا العرق من خصوم سوى البرابره الاتراك والارناؤط اللذين تكشفوا منذ زمن بعيد بوصفهم الخصوم اللدودين لكل تقدم ,وعلى العكس من ذلك فان سلافيو الجنوب هم الممثلون الحقيقيون للحضاره في تركيا
*(وما هو اذن الحل الوحيد ؟ البسيط والنهائي ؟ يشير التاريخ وكذلك الاحداث المعاصره الى انه يجب اقامة دوله مسيحيه على انقاض الدوله الاسلاميه في الجزء الاوربي)
وماذا اذن عن لائحة دفاع الماركسيين النهائيه والبيسطه التي من المفترض انها تدحض الوجه العنصري والاستشراقي عن هذا الارث النصي الماركسي ؟ انها باختصار تقول على لسان حالهم بان النصوص تحاكم بزمنيتها وان توضع في سياقها التاريخي ! فاغلب تلك النصوص اعلن كاتبيها (ماركس –انجلز ) على انهما رمياها في سلة المهملات , لكن هناك نعوت واوصاف وتوصيفات لايمكن لاي سلة مهملات من ان تغطي على رائحتها , المتمعن في النصوص يستطيع ان يستشف هذا ويستطيع ان يقنع نفسه بازالة غلافها السياسي المرحلي , لكن من المحال تبرير عبارات توكيديه صارمه كمثل (ليس لهذا العرق من خصوم سوى البرابره الاتراك والارناؤط اللذين تكشفوا منذ زمن بعيد بوصفهم الخصوم اللدودين لكل تقدم)...هل العرق هنا وعند ماركس يكون رجعي بطبيعته ؟ اليس هذا ابارتيهيد فكري ؟ لكن ان لماركس ابارتهيد خاص لايمت بعلاقه ارثذوكسيه مع العنصريه العرقيه , حينما انتقد اسلوب الاستعمار الفرنسي للجزائر وممارسات المعمر الفرنسي الاجراميه , في ذات الوقت الذي تحاشى تماما من ادانة الاحتلال بل وبارك عمليه تعميرها البرجوازي ! وحتى لا ندخل بلغط مطول فانه من نافلة القول بان ماركس ان لم يكن استشراقيا مبطنا فانه في حقيقه الامر وانصع الحق كان ثوريا اوربيا عملاق ! وان اطروحاته الفذه انما كانت ترتكز على تحليل الواقع ومطاردت جوهره واستنباطه فكريا , وليس العكس الذي يفلسف الواقع ويفلسف الحلول .وان من يبقىى عند الحدود التي وقف عندها ماركس فعليه ان يثق ويعتنق ويؤيد نتائج العلاقات الدوليه الحاضره وان يكف عن ادانة ما يسمونه بطغيان قوى العولمه وازدواجية معايرها ,ان يكفوا عن روحية العواطف التي تتملك مواقفهم اتجاه القضايا الدوليه والصراعات الدائره ’لكن يبقى لهم الحق في نقد الاسلوب التنفيذي لما هو حق تاريخي حازت عليه اقطاب التقدم الدولي ..ويبقى بكل تاكيد نقدا شكليا لاجوهري ولا مناص من هذا , لكن ما انتجته الذهنيه الماركسيه ( ماركس- انجلز ) لايمكن من ان تؤول الى هذه النتيجه لانها كانت قد اكتشفت وتلمست طريق الخلاص الانساني دون ان تعي ذلك الا بكونها كانت تعي اوربيتها وغربيتها , ونحن لسنا معنين بماركس وانجلز كذواتين ’ انما معنيين بما انتجاه من ممكنات فكريه فذه قابله للتطوير بما يتلائم وعموم المجتمعات الانسانيه , النحل يكدح من اجل ان يجهز غذاؤه .. ليس بنيته ان يكدح كي ياتي الانسان ويتناوله ويسميه عسلا ! الماركسيه كانت نحله ثوريه اوربيه محكومه بمرحليتها ,,اما من هو النحال الذي حول نتاجها الى عسل , من حول هذه الثوريه الاوربيه الفذه الى ثوريه مشاعه ؟ انه وبكل رسوخ الثوري التاريخي فلاديمير لينين ..الذي هو بحد ذاته كان الناطق المجسد لمعنى الديالكتيك الماركسي داخل ذات الفكر الماركسي ,
فما بين حتمية ماركس للثوره واستعجاله المبرر موضوعيا لها, وبين فن الثوره اللينيني , تدور محاور صراع فكري ذاتي في معنى استيعاب الماديه الجدليه للتاريخ وخصوصية مضمون الثوره , انه تداول ذاتي لمضمون الماركسيه وقد افضى الى نقض الكثير من مفرداتها , لتعيد صياغة وجودها الفكري بما سمي بالماركسيه اللينينيه , لقد بقى الجذع ومنه وعليه شذبت الفروع ..فالحتميه التي كانت تفهم بكونها القدر النهائي المحتوم وبمعزل عن تاثيرات وانعكاسات الاراده البشريه , تحول الى حتم في توافر ممكنات الثوره المرهونه بقيمه الاراده النضاليه ووعيها , وهذا الوعي ايضا الذي هو انعكاس للممكنات الموضوعيه , يتحول بذاته الى منتج لممكن ثوري جديد , لتتحول الممكنات المرتبطه حصرا بالطبقه المعنيه بالفعل الثوري والتي كانت تتجسد بمصالح البروليتاريه , الى ممكنات سياسيه او بالمعنى الادق بالبراغماتيه الثوريه , فمن اجل هز عرش الراسمال المتمترس في مراكز التمدن ...يتبع








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الطائرات من دون طيار الفاعل الرئيسي الجديد في الحروب


.. سيول جارفة ضرب ولاية قريات في سلطنة عُمان




.. دمار مربع سكني بمخيم المغازي جراء القصف على غزة


.. المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي: سنرد على إيران وقاعدة نيفاتيم




.. بايدن ينشغل بساعته الذكية أثناء حديث السوداني عن العلاقة بين