الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سهد التهجير/ 16

حسام جاسم

2022 / 10 / 29
الادب والفن


في بيئة منزل العائلة القديم تتغير تلائمات الزمن، تتزاحم الأجساد في الغرف بعد زيادة الأطفال كل سنه.
(لولو النهباوية) تقتحم الجو بالسرقات من أبناء المنطقة ونسائها، تخدعهم بعرض الزائف من الأدوية مستغله صيدلية زوجها و تقوم بسرقته كذلك، على ايه حال لا يفلت من أصابعها السحرية الا من كان على فراش الموت !!!
لها سوابق في سرقة الأقارب والجيران لكن زوجها يغفر لها وتعود للبيت مجددا لانتشال الجيوب من الخزن المالي
وكأن الفتات الذي يلقيه الحزب الحاكم على الاهل يتوزع لها بالمجان دون عناء، لا أحد يتكلم عن سرقتها بل يهمس الاقارب بذلك في الجلسات الخاصة، وتعود نقطة الحوار من البرلمان بسلطتها على العائلة نفس الترتيب والنغمة
الام والاب والطفلين اعتادوا على حياتهم الجديدة كسابقاتها، وهل لهم خيار سوى التأقلم على القادم ؟!

يتشاجر الأطفال الكثر هنا وهناك، تتناوب نساء المنزل المشاكل بسبب اطفالهن وقلة تحقيق الذات، نعم كلما ابتعد الإنسان عن تحقيق ذاته زاد معه شعور الهدم نحو كل إنشاء جديد للأشخاص وخصوصا ان كانوا مقربين منه.
فالمشاكل التي تحدث بين صهوهو الغرازية ولولو النهباوية نتيجة تحصيل حاصل لما كان ..!!!!! وكيفية التعامل مع ذلك الوضع من قبل عائلة الطفلين!!!!

- ابن الكحروت أنك لهالك.

-وما لي سوى المناجاة .

- ليس لك سوى كعب الحذاء.

تتلاقف الأحذية في السماء كأنها في كرنفال شعبي ولا يستقر على الرؤوس سواها.

لا يعرف الأطفال سوى اللعب وتغذية العنف الكامن نتيجة ما يشاهدونه في الإعلام والشارع والمنزل ....الخ.
تختزل لديهم الأفكار من كل ذلك، ولعبة قذف الأحذية من أشهرها.

تعاسة الأب والأم والطفلين ما هي إلا ردة فعل على الوضع العام، يدورون في دوامة الصراع......صراع لا شأن لهم فيه......صراع لا وجود سببا له.
احلامهم وآمالهم تتحطم وتتلاشى، عمرهم يذوب في دائرة الجهل والفقر والقتل
لا شيء ينقذهم ولا مستقبل واضح لديهم للطريق القادم.

-إلى متى يبقى الوضع كما هو؟

- بل إلى متى نبقى كما نحن؟!!!

- لا اعرف، ربما الى ان يحتل الشيب رأسي.

- لا شيء يتغير ما لم نتغير نحن ونغير الواقع.
يكاد صراخ الطفل يقطع الحديث ويعلو فوقه، لولا يداً طويلة مدببة تلطمه على الفم ويصمت.

في كل غرفه تتوزع بالدار، جدار من الأسرار والحب والكرة والتخطيط لأشياء وهمية.
تغرق الشوارع في مياه المطر والوحل والحرائق والغبار وغرف الدار ذاتها مهما تعددت الفصول والأحداث باقية تتحدى الوقت.

لم يمثل الدار شعورًا ورمزًا بالألفة والاستقرار ولا يربط فردًا من أفراد العائلة بالوطن.
الشتات دون شبرٌ واحد في أرض التهميش والعدم اعدم هذا الشعور وأطلق عليه رصاصه الرحمة، لم تعد الذكريات ترتبط بالأماكن داخل الدار الواحد لتعدد الدور التي دارت فيها العائلة داخل التهميش والعدم بين الرجاء واليأس.
من شدة الألم والآهات لم تجمعهم صورة واحدة، لم تجمعهم جلسة صيفية او زهور الربيع او مطر الشتاء كلها تشابهت وذابت في الدوران، فلا يوجد لديهم صورة تذكرهم بالألم والذل المعاش.
رفضوا توثيق تلك اللحظات المرة وشخوصها الداخلين حياتهم عنوة بلا استئذان او قبول !!!!
ربطوا ذكرياتهم بوجودهم على قيد الحياة ومقاومتهم لتيارها العاتي المريب الذي يحاول جذبهم نحوه، نحو العامة من البشر القابعين في سطوة التهميش والعدم.
فقدت البسمة معناها وغادرت ميناء الشفاه.
لم يعد مهمًا الفرح او الحزن تساوى الاثنان، وانعكس تأثيرهما، تتسع الحدقات وينطلق معها الضحك العالي الهستيري أثناء الحزن.
وترتجف الاجفان وتتساقط حمولتها من الدموع أثناء الفرح.
تداخل الكذب والصدق والخيال والواقع في المكان الحالي وسيتغير المكان الى غيرة والشعور ذاته يطرق الذات ويجلدها يلهمها فرحها وحزنها......سرورها وحبورها.
يعالج النسيان ما بقي من الكلمات الداعمة الثائرة التي يلقيها الضمير بعقل العائلة وتتجاهله كأنه أضغاث أحلام.
لكنة يضغط أكثر وأكثر مسببًا مرض العصاب او قد يظهر على شكل هلاوس بصرية.

يجب عليك اظهار المبالغة في المشاعر والاغراق بالتملق والمديح رغم كرهك الشديد لذلك، ألا انها سمة التهميش والعدم سباق اجتماعي لإظهار المشاعر المزيفة ظاهرة وابقاء المشاعر الحقيقية خافيه.

حيث تصبح الوحدة، طوقا للنجاة سربًا من الحرية ناقوسًا من الخطر و المرض والموت!!!
كلما ازدادت وحدة العائلة كلما زاد إنتاجها واندفاعها نحو التقدم في تطوير وضعها الاجتماعي.
وكلما ابتعدت عن المحاورات السخيفة والمهاترات العقيمة كلما حققت طموحها ومكاسبها.
أظهرت الوحدة بعدًا نفسيًا إيجابيًا عكس البعد المأخوذ عنها سلبيًا.
أصبحت الإنتاجية تزداد حتى تصل القمة ولا تتزحزح عنها، وأصبحت العائلة تمتع نفسها بالحياة بسور من الوحدة والانعزال والكتمان.
يفعلون ما يصبون إليه دون رقيب وحسيب سوى السعادة والتقدم الطموح.
تدعم الوحدة الخيال وتجعله سيد القرار، يتحول حينها من وهم الى واقع معاش.
جعلتهم الوحدة يدخلون بشرنقة الحماية كأنهم بعالم آخر لا يحوي ضجر او ضرر.
وما آمال الإنسان وما يصبو له في دنياه سوى لحظة من المتعة!!!
وهل الخارج ينفصل عن الداخل؟!!
هل دخول الخيال بدافع من الوحدة والانعزال يمنع التدخل الخارجي من الواقع؟!!!
هل أصبحت العائلة محصنة ضد التهميش والعدم؟!!!
هل العيش في حياتين او عالمين منفصلين حاله صحية للدماغ؟!!!
هل يخدعنا الخيال ام نخدعه؟!!!
كيف نبني المتعة بداخل الخيال ونسحقها عند خروجنا من شرنقته؟!!!!
هل يقف الخيال عند حد معين ام سيطر كليًا على الوجدان لدرجة الهلوسة والجموح؟!!
ما مصير التصادم بين الداخل والخارج؟!!!
بين اختلاق العيش والتكيف لأجل الحياة...
هل للعائلة قرارًا في تحديد المصير المحتوم؟!!!
وماذا لو نطق الدم وطالب بالثأر لإراقته الهامشية في الوجود البشري؟
لا يستطيع البشر الوجود دون صراع مشبع بالدم!!!
هل نحن محور الوجود؟
هل العائلة مركز منطقة التهميش والعدم؟
هل مسؤوليتها تتمخّض في التغيير؟
من جعل العائلة تتأثر بكل ما يدور حولها؟
ومن الهمها بعد ذلك اللامبالاة؟
هل بتغيير العائلة يتغير المجتمع الأغلب؟!!!
حيث هناك مقولة شعبية متداولة(اذا اردت تغيير الكون فأبدا بغسل قدميك أولاً)
حيث يبدأ كل شيء من الإقدام وإليها يعود.

السير نحو السياق الرتيب، العتيق، المعروف، والملطخ بالخوف والكبت والصمت، حاجة طبيعية من أسس الحياة في أرض التهميش والعدم.
ما الطبيعة؟!!
من الذي يعطيها الحق في بلوره نفسها داخل العقل والجسد والاحساس؟!!!
تتغلغل لسد الفراغ وجوف التفكير الخاوي على نفسة
والا اذا استقالت الأغلبية عن الطبيعة وشروطها
وتكوينها داخل التهميش والعدم سيكون لكل فرد طبيعة خاصه به تختلف عن الطبيعة الجمعية!!
فكل جمعٌ غبي يشكل ذاكرة المجتمع وتأريخه، وتعزل النخب عن تلك الجموع او يلغى وجودها بالقتل والآهات والألم!!!
من يحرك تلك الجموع ويسطر عليها سيضمن حياة من الرفاهية والاستقرار لكنه استقرار غير ذي بدء ففي اي لحظة من لحظاته تتغير آطر الجموع بغبائها العارم وتقتل زعيمها لأجل آخر اشد ضراوة منه في السيطرة على الجموع ولجم غبائها تحت رداء سطوته.

من مميزات التهميش والعدم هو الخضوع للأعلى دائمًا، من يملك بيده الصولجان، يملك معه الثواب والعقاب ورقاب العباد وترضى عنه الإلهة وتسخط لسخطه وتفرح لرضاه!!!!!
كأن الجموع بغبائها ترسم سلاسلها على جسدها وتحكم الإغلاق!!!!
الأمنية الوحيدة لكل مفكر في أرض التهميش والعدم، مغادرتها قبل احتكاك الزورق بأرداف السمك.
المغادرة تعني الحياة من جديد، لا يمكن تغيير الجموع واتقاء بطشهم ولأن الحياة قصيرة جدا من أن تفقدها لإنارة طريق القتلة الجهلاء!!!!
بعض المفكرين الذين يهمون بالمغادرة لأرض الأحلام، لا يفكرون في تنوير العقول الجمعية بل يفرحون بازدياد أعداد المطيعين للسلطة لأنهم يعلمون بأن الجهل يزيد من فرصتهم للتميز عليهم وقرب وقت وصول المغادرة لأرض الأحلام.
اذا أصبح الجميع ذو عقلٌ ومنطق فمن سيغادر خارج نطاق التهميش والعدم؟!!!!
سيتم منع قبول اللجوء لأرض الأحلام من قبل سفن الاغاثة، حيث تتجمع لنجدة المفكرين الخائفين على أفكارهم لنقلهم لأرض الأحلام حيث ستكون حياتهم عبيد من الدرجة الثانية ولكن بحرية أوسع من أرض التهميش والعدم!!!!!

اين المفر فالعالم اجمع محكوم بالسادة والعبيد والقتل والدم ولا ينجو من العقاب سوى من يمارس الصمت.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كل الزوايا - -شرق 12- فيلم مصري يشارك في مسابقة أسبوع المخرج


.. الفيلم اللبنانى المصرى أرزة يشارك فى مهرجان ترايبيكا السينما




.. حلقة #زمن لهذا الأسبوع مليئة بالحكايات والمواضيع المهمة مع ا


.. الذكاء الاصطناعي يهدد صناعة السينما




.. الفنانة السودانية هند الطاهر: -قلبي مع كل أم سودانية وطفل في