الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثورة اكتوبر دينامو الفكر التقدمي والتحرر الوطني والاجتماعي (1من4)

سعيد مضيه

2022 / 11 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


1-كيف ألهمت ثورة اكتوبر نضال السود ضد التمييز العنصري داخل الولايات المتحدة الأميركية

إيريك مان مناضل أسود مشارك في مجالات كفاحية وتنظيمية عدة بالولايات المتحدة بين الطلبة وفي الإعلام والتنظيم . كانه يعبر عن ملايين الفلسطينيين ، إذ يقول " انوي البقاء هنا ، ولي فيها نصيب منها مثلكم تماما؛ ولن يستطيع ذوو العقول الفاشية إبعادي منها.هل هذا واضح؟" كتب مقالة في ذكرى ثورة اكتوبر أورد فيها الأفكار التالية: "في روسيا شعرت لأول مرة انني إنسان كامل. ما من اضطهاد بسبب اللون كما في واشنطون... كان أبي عبدا، ومات شعبي في بناء هذا البلد"... " مهما حدث لستالين ، أيها السادة، هي مسألة تخص الاتحاد السوفييتي. فانتم مسئولون وكل أسلافكم عن وفاة 60 الى 100 مليون إفريقي ماتوا في سفن العبيد وفي مزارع البيض؛ ولا تسألوني عن أي شخص، من فضلكم . ".. "ونحن نحاول بناء يسار جديد بالولايات المتحدة ، في زمن تلك الأزمات البيئية والروحية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية ، لدي امل اننا بالولايات المتحدة ندرس تاريخ الثورة الروسية وقرن الأحزاب الشيوعية الذي دشنته، بكل احترام ومودة واستبطان ونقد ذاتي وابتكارات."
تحدث عن منجزات ثورة اكتوبر العظمي التي ستظل الى زمن بعيد توجه نضالات التحرر والاشتراكية. أعرض المواد الأساس بالمقال مترجما في أربع حلقات أبداها كيف ألهمت ثورة اكتوبر نضال السود ضد التمييز العنصري داخل الولايات المتحدة الأميركية:
علينا ان ندرك ان التقدير العظيم للثورة الروسية والاتحاد السوفييتي جزء هام وأساسي من مستقبلنا الثوري. في تفسيري للتاريخ احدثت الثورة العظمى المناهضة للكولنيالية نقطة تحول بانتصار الثورة الروسية عام 1917؛ أو ثورة مناهضة للامبريالية امكنها بناء سلطة دولة والحفاظ عليها تحدٍ للولايات المتحدة والامبريالية الأوروبية التي بذلت الجهود للإطاحة بها.هذه المسيرة الثورية الطويلة تواصلت من خلال بروز الحركات الشيوعية والمناهضة للكولنيالية التي بلغت الذرى في الستينات في ما يحفظه الناس هزيمة نهائية للولايات المتحدة في فييتنام عام 1975 . الامبريالية الأميركية لا تستطيع العيش بسلام مع روسيا والصين او مع أي احد.
أقر بالأخطاء والجرائم والتجاوزات التي حصلت في بلاد أكتوبر والثورات الأخرى. لكننا أيضا بحاجة لموضعتها ضمن الإطار الأوسع لدور حكومتنا كمركز دولي للثورة المضادة ، عملت من أجل مهاجمة كل حركة ثورية ناجحة، وكل حركة ثورية في العالم، التدخل ضدها ، قمعها، اغتيالها، غزوها وإذا امكن الإطاحة بها .
نقدر عاليا ما قدمه الاتحاد السوفييتي للشعوب المقهورة من قوة مضادة للعدوان الامبريالي.
كان الاتحاد السوفييتي والحركة الشيوعية الأممية اوفى صديق للسود داخل الولايات المتحدة، قدموا التدريبات لأبرز منظمي حركات السود وكذلك للمثقفين السود، كي يكون بمقدورهم تحدي شوفينية البيض وعنصريتهم .
لم يرغب كل من الاستراكيين والشيوعيين في مواجهة الدور المركزي للعنصرية والاضطهاد القومي لدى تشكل الولايات المتحدة او الدور النشط الذي لعبه العمال البيض والجمهور الأبيض من جميع الطبقات لإخضاع الشعب الأسود.
الاتحاد السوفييتي والحركة الشيوعية العالمية ، بما في ذلك جمهورية الصين الشعبية ، مارست الضغوط الأممية على دوائر الحكم بالولايات المتحدة لمنح المزيد من التنازلات لحركة الحقوق المدنية الناهضة.
بعد الحرب العالمية الثانية كانت الولايات المتحدة مرعوبة من النفوذ السوفييتي في إفريقيا واميركا اللاتينية ومن انتصار الصين الشيوعية ونفوذها على كوريا وآسيا.
مرة أخرى نقول ان من المهم للغاية للجيل الجديد من الثوريين ، خاصة السود، ان يدرس الأثرالعميق الذي تركه الاتحاد السوفييتي والشيوعية على عشرات آلاف الشعب العامل الذي بدوره لعب دورا كبيرا في إعادة صياغة شيوعية الولايات المتحدة في ثقافة وإيديولوجيا كل من السود والعالم الثالث .

الاتحاد السوفييتي والشيوعيون اجتذبوا الى صفوفهم العناصر الأكثر إخلاصا لقضية التحرر إبداعا ثوريا في أنحاء المعمورة . في العام 1989في اجتماع في لوس انجيلوس مباشرة بعد سقوط الاتحاد السوفييتي، سمعت كورنيل ويستيرن ، الاشتراكي الأسود البارز، يعنف مجموعة معظمها من البيض أطلقوا على انفسهم "الاشتراكيون الديمقراطيون". الكثير منهم أبدواالابتهاج لسقوط الاتحاد السوفييتي: " قبل ان نحتفي بسقوط الاتحاد السوفييتي علينا ان نسأل انفسنا ، لماذا اجتذب الشيوعيون جماهير السود والأكثر إخلاصا لقضية التحرر، ونحن الذين نطلق على انفسنا ’اشتراكيون ديمقراطيون‘ لا نستطع ذلك"؟ الكادر الشيوعي تدرب بالماركسية – اللينينة ، يؤمن بثورة اشتراكية عالمبة، ومتحالف مع دولة اشتراكية حقة، الاتحاد السوفييتي، درس الاستراتيجية والتكتيك و"التنظيم" ، حيث القادة الرائعون بمقدور الواحد منهم تجنيد عشرة ، عشرين ، وفي نهاية الأمر مئات الناس. غوس هول ، السكرتير العام للحزب الشيوعي بالولايات المتحدة خلال السنوات الأخيرة من القرن العشرين ، قال ان إدراك الشيوعيين العلمي لطبيعة النضال الطبقي يمكّنهم من ان يكونوا الأكثر تأثيرا تنظيميا، فائدة اطلق عليها " شيوعي زائد" . يقدر أن الحزب الحزب الشيوعي بالولايات المتحدة ضم في العام 1938 من الأعضاء 75000 ؛ كان هذا العدد يثير البهجة – لأن الكادر الشيوعي يقوم بمهام العشرات، يعمل ساعات لا تنتهي ، وكانوا مبدعين في كل ما قاموا به. ونظرا لكونهم جزءًا من حركة اممية كان السبب الرئيس للصلابة الأخلاقية والإنتاجية لدى الكادر الشيوعي.

إن المنجزات والبطولة العظيمتين للاتحاد السوفييتي يرجحان الكفة بقدر كبير على كفة مشاكله البنيوية – خاصة ونحن نضع في الحسبان حقيقة أن حكومات الولايات المتحدة شنت حربا ضد الاتحاد السوفييتي طوال القرن العشرين وبقيت تشكل الخطر الأعظم على السلام والعدالة الاقتصادية وحقوق الإنسان في العالم. وفيما يتعلق بنا في الولايات المتحدة، ونحن نناقش التجربة السوفييتية في الذكرى أل 105 لثورة اكتوبر ، فإن علينا ايضا ان نركز الضوء على مسألة اكثر إلحاحا: ماذا نشعر ونفكر حقا في حكومتنا؟ في مناقشتي حول مستقبل اليسار بالولايات المتحدة، أعتقد أن حواراتنا ينبغي ان تشمل الواجب الملزم الاستراتيجي للجبهة الموحدة ضد الامبريالية الأميركية. ذلك ان اي احتمال للاشتراكية يجب أن يستهل بإغلاق ال800 قاعدة عسكرية للولايات المتحدة في الخارج، ونضع اولويتنا الدفاع عن الثورات في أرجاء المعمورة التي تتعرض حاليا لهجوم حكومتنا- من كوبا الى فنزويلا والصين –وإيقاف انبعاث الوقود الأحفوري الأميركي، الذي يهدد بالموت الجماعي في البلدان خلف الصحراء الإفريقية جراء الجفاف والفيضانات والمجاعات.
نحن ننشط مع السود واللاتينيين ممن يعجبهم ويجذبهم نضالنا ضد الامبريالية ودعمنا للشيوعية ، ونحن نبني علاقات تقوم على الاحترام المتبادل مع تلك الجماعات. وكان يعني الكثير لنا أن واحدا من أقرب حلفائنا قد جلب بعثة من المدينة الى مخزن الكتب خاصتنا.

في العام 1951 وسط حرب الولايات المتحدة الشرسة ضد الشيوعيين في أرجاء العالم ، أبدع الشيوعيون السود ، باترسون، دوبويس وروبسون، الماثرة التاريخية التي لا تزال تحتفظ بأهميتها: "نحن ندين إبادة الجنس : الطلب التاريخي من الأمم المتحدة من أجل تخفيف جريمة تقترفها الولايات المتحدة ضد الشعب الزنجي والأمة السوداء". وحتى بعد 71 عاما يتوهج إبداعهم بضوء ساطع على الحرب المؤلمة ، الفظيعة التي لا نهاية لها ضد السود واالأمة السوداء والمتواصلة حتى يومنا هذا. شاهدنا الولايات المتحدة كما وصفها الدكتور مار تن لوثر كينغ، " اعظم جلاب للعنف في العالم"، وشاهدنا شعوب وثورات العالم الثالث والدول الاشتراكية حلفاء لنا ضد حكومتنا. ساندنا الثورة الكوبية وقدرنا مساعدة الاتحاد السوفييتي لكوبا. ونحن نعارض حكومتنا والسي آي إيه في عملهما للإطاحة بالثورة الكوبية. ساندنا الثورة الفييتنامية وشكرنا كلا من الاتحاد السوفييتي والصين في محاولتهما إيقاف عملية إبادة الجنس التي تمارسها حكومتنا ضد شعب فييتنام ، وكذلك لمساهمتهما في انتصار فييتنام. عمِلنا لوقف الولايات المتحدة عن إبادة الجنس للشعب الأصلي والسود داخل الولايات المتحدة .
في وقت مبكر، عام 1954، استخدم قادة الحقوق المدنية الموالية للامبريالية ، امثال ثيرغود مارشال توظيف الشيوعية عتلة على المحاكم الأميركية .عبر عن رأيه في "براون بورد أف إيديوكيشن " ان الولايات المتحدة إن لم تدمج المدارس طبقا لفصل الحماية المتساوية في التعديل الرابع عشر فإن هذا الفشل سيستخدمه " الشيوعيون" لنزع الثقة عن الولايات المتحدة في العالم ، خاصة في العالم الثالث. ( عمل مارشال بعد ذلك مخبرا لدى مكتب التحقيقات الفيدرالي ضد الشيوعيين في حركة الحقوق المدنية). وفي مثال آخر سفيرة الولايات المتحدة في إيطاليا والمعادية للشيوعية، كلير بوث لوس، أبلغت مارتن لوثر كينغ كم هي تقدره حين هاجم الشيوعيون الإيطاليون الولايات المتحدة استطاعت القول، " هذا غيرصحيح فلدينا الدكتور كينغ". اقنعت الحركات المناهضة للكولنيالية المتنامية والقوى المؤيدة للشيوعيىة في إفريقيا وفي العالم أجمع بعض أعضاء الطبقة الحاكمة بالولايات المتحدة ان عزل السود الشبيه بنظام الأبارتهايد كان قابلية دولية وبداوا حركة لإزالة بعض أبرز أشكال العزل العنصري في الجنوب.
وفي العام 1951 اعتقلت حكومة الولايات المتحدة جوليوس روزنبرغ وزوجته إيثيل ونفذت فيهما حكم الإعدام عام 1953 بعد محاكمة صورية. كان الزوجان مناضليْن من أجل حقوق الإنسان وداخل حركة السلم ؛ وشان العديد من الشيوعيين وغير الشيوعيين بالولايات المتحدة المناهضين للبرنامج النووي اعلنوا جهارا تصديهم لمهاجمة الاتحاد السوفييتي بالسلاح النووي ، وكانت الولايات المتحدة على وشك تنفيذ الجريمة لولا إعلان الاتحاد السوفييتي امتلاك سلاحه النووي. كان عدد من الليبراليين المبدئيين يحبون الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي،عبروا عن الخشية من هجوم نووي ضد الاتحاد السوفييتي. وكانوا ، مع علماء بارزين، على استعداد لنقل أسرار القنبلة النووية الى الاتحاد السوفييتي.
ماكنة الدعاية الأميركية حمّلت الزوجين رزنبرغ مسئولية توصيل أسرار القنبلة النووية الى الاتحاد السوفييتي. كانت هذه الدعاية وسيلة لتجنيب اتهام الولايات المتحدة تهمة انتهاك حقوق الإنسان. تكررت الحيلة الدعائية حين اتهم دانييل إلسبيرغ اوراق البنتاغون التي شهرت بفظاعات الولايات المتحدة في فييتنام، ثم ضد جوليان أسانغ وتشيلسيا مانينغ اللذين كشفا جرائم الحرب الأميركية وتجسسها على المواطنين الأميركيين وعلى حلفاء الولايات المتحدة. لم يعترف الزوجان بنقل اسرار القنبلة واعدما دون اعتذارعن فعل او اعتراف وظلا معلنين براءتهما حتى النهاية. والدعم العظيم الذي تلقاه جوليوس وإثيل من السود الأميركيين جزء من التراث الثوري بالولايات المتحدة يحلم الجيل التالي بان يحافظ عليه ويطوره.

واليوم ، وسط الثورة المضادة الشرسة ضد الثورات العظمى للسود والعالم الثالث لا يوجد حركة موحدة من الشيوعيين وأعداء الامبريالية. هناك العديد من الجماعات ممن تشربوا جرعات ضخمة من العداء للشيوعية يؤمنون بان " التاريخ" قد بدأ بهم ، يبدون الازدراء لحركات الماضي الثورية الناجحة وهم مرتبطون بالحزب الديمقراطي (بالولايات المتحدة).
والأكثر مجافاة للواقع ان جماعات من الاشتراكيين المناهضين للشيوعية، يميزها في زمن ضياع الرؤية الفشل المشين ، تبدي الازدراء للمنجزات العظيمة للحركات والأحزاب الشيوعية في الماضي. وهم يوظفون اسم "ستالين "، الذي ترك تراثا من الجرائم الكبيرة والمنجزات العظيمة كي ينزعوا الثقة عن كوبا وفنزويلا وجمهورية الصين الديمقراطية الشعبية ، ولكي يلطخوا بالوحل التاريخ الرائع للاتحاد السوفييتي والحزب الشيوعي للولايات المتحدة. إنهم يطالبون ب" اشتراكية جديدة"، ويقودهم رفضهم لاشتراكية الشيوعيين المناهضة للامبريالية للتركيز على جانب اوحد دونالد ترامب وماغا( الحروف الأولى لشعار أطلقه ترامب"إجعل أميركا عظيمة من جديد"). وبوعي تام يرفضون تحدي الجرائم الامبريالية لباراك اوباما وبيل وهيلاري كلينتون وجو بايدن وكامالا هاريس. اولئك " الامبرياليون الاجتماعيون" - اشتراكيون بالاسم وامبرياليون من حيث السياسة الفعلية- يتحدثون عن "ديمقراطيي الشركات الكبرى" للتغطية على خاصرتهم اليسرى،لأنهم بوعي يرفضون التحدث عن الديمقراطيين الامبرياليين. يبدأون بأمر نحن نوافقهم عليه: ينادون ب "اشتراكية جديدة" نحن نحتاج بناء "جبهة موحدة ضد الفاشية"، ويرفضون مناهضة شيوعية للامبريالية- دونالد ترامب وقطعان الفاشيين العنصريين البيض المسلحين. غير أنهم يستخدمون مناهضة الفاشية للتغطية على تحالفهم مع الحزب الديمقراطي الامبريالي ، ودعمهم لعدوان الولايات المتحدة في أنحاء العالم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الخبز يعيد بارقة الأمل الى سكان غزة | الأخبار


.. التصعيد الإسرائيلي الإيراني يضع دول المنطقة أمام تحديات سياس




.. العاهل الأردني: الأردن لن يكون ساحة معركة لأي جهة وأمنه فوق


.. هل على الدول الخليجية الانحياز في المواجهة بين إيران وإسرائي




.. شهداء وجرحى جراء قصف قوات الاحتلال سوق مخيم المغازي وسط قطاع