الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
اَلْمَكَانُ الْمُعَيَّنُ
عبد الله خطوري
2022 / 11 / 2الادب والفن
المكان الذي أرنو إليه أتأمله آلآن غرفة تشبه سقيفة الأهوك راسكولينكوف، المهلوَس سامسا، غَيَابَة (بُّو Poe)، عَتبة بيتيز، رجفات فيرجينيا...غرفة أتملى حيطانا لها معتمة، غرفة من غرف شخصيات جلسات سرية huis clos في سديم سارتر وفضاءات عتبة يغرق فيها معتوهون تواقون الى عالم آخر غير عالمهم البئيس المفروض عليهم قهرا وقسرا..لا شرفة..لا نوافذ..لا نوم..لا منام..لا أبواب في المكان إلا تلك التي تفضي إلى مهاو سحيقة ومزيد من ركام سديم غاطس في قتام.. فراغ..ليس ثمة الا خواء..حتى المرايا لا تعكس ما كنا نعرف عن المسماة ظلال.. أتذكرون أفياء حبور الظلال..لا ظلال هنا..لا ضياءَ لا رُواءَ لا أنوار..ليس ثمة نيران مشتعلة، لا آلات تعذيب، لا وسائل سادية للإرهاق، لا شفرات لإزهاق الأرواح ولا أنَّات مَلعونين تُسمع بالجوار..فقط حَيَوات تتعالقُ مَصائرُها الى أبد الأبد، بجنون بصخب بعنف بعنفوان بتيه بجُؤار ولعنات تلعن اللعنات في مسرحية لأقدار مُسَنَّنَة..إننا جميعا مُتيقِّنُونَ أننا فعلا في مكان مخصوص سَمِه:الجحيم إذا شئت..
تتداخل المَصَائرُ في متاهاته..مصائرُنا تصطدم في تعالقات مُتَشَنِّجَة ومفارقات محمومة إلى أن نصلَ جميعا الى حقيقة أننا محكومون باللحاق بذواتنا وبذوات غيرنا كل الأزل أبد الأبد..والجحيم في نهاية المطاف هو متاهة أقبية تحفر أغوارَها في أحشائنا وسراديبنا المنهارة دون نستطيعَ فعل أي شيء من أجل الخروج من قعر القمقم الحادر بلا قرار...
في نصنا الذي نكتبه بدمائنا..الجحيم هو الذات..إنه جحيم يحاور الجحيم كما حشرجة الحياة تحاور حشرجة المماة..لا مجال للمُواربة..تعرية الذات أمسَى أمرا مُلحا ضروريا، والأخطاء التي ارتكبناها سنعاود ارتكابها رغم الحاحنا في التنصل منها والفرار من براثنها والحَؤول دون وقوعها..لذلك لا مجال للخروج أو فتح الأبواب لنعاود الكَرّةَ من جديد..هكذا دواليك الى..أن نلحق به، نحملَه ذاك الكتاب_الذي هو كتابنا في نهاية المطاف_نقرأَ فيه سطورَ حيواتنا التي خلتْ في خلاء حياتنا مُبتسمين نتنفس الصعداء فرحين بإغفاءة مقبلة..لعلها اغفاءة احتضار ...
اِلْتَقَيْتُ ذات زمن لا مكان له بشخص لا أعرفُهُ. نَظَرَ إلَيَّ .نظرتُ إليه .ابتسَمَ. ابتسَمْتُ. حَيَّانِي.رددتُ التحية وأحْسَنْتُ الردَّ.طَلَبَ مِنِّي أَنْ أدله إلى طريق تودي إلى مكان مُعَين لا أعرفُه.تأسفتُ له قلتُ إني غريب هاهنا لم يمض على قُدومي الا يوما واحدا أو يومين.ضحكَ كثيرا.صافحني بحرارة وقالَ إنه مثلي.فَتَعَجَّبْتُ وتَعَجَّبَ وتعجبنا معا للصُّدفة وقلنا لبَعْضَيْنَا رُبَّ صُدْفَةٍ خيرٌ من...وكَلاما كَثيرا لا أذكرُه.بعد ذلك رافقتُهُ لأنه طلبَ مني أَنْ أفْعَلَ ففعلتُ.بَحَثْنَا عن المكان المُعَيِّنِ وعن الطريق المؤدية اليه دون جدوى.أرهقنا التعبُ.أَخَذْتُهُ الى غرفتي.قَدَّمْتُ له أكلا وماء ثم آستراحَ.باتَ تلك الليلة عندي، وفي الفجر أديتُ شعائري، ثم خمدتُ أنفاسَهُ بوسادة كانت حذاء رأسه. أخَذْتُ أَتَمَلَّى عينيه الجاحظتين ولسانَه المُدَلَّى وأقُولُ لنفسي باسما:ربما سَيَجِدُ هناك ذلك المَكَانَ الْمُعَيَّنَ الذي يبحث عنه...
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. بيع -الباب الطافي- الذي حدد نهاية فيلم تيتانيك بسعر خيالي
.. الفنان #محمد_عطية ضيف #قبل_وبعد Podcast مع الاعلامي دومينيك
.. الفنان عبد الرحمان معمري من فرقة Raïm ضيف مونت كارلو الدولية
.. تعرّفوا إلى قصة “الخلاف بين أصابع اليد الواحدة” المُعبرة مع
.. ما القيمة التاريخية والثقافية التي يتميز بها جبل أحد؟