الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المجاهد خالد مشيات- ذئب الكمائن -

أسامة هوادف

2022 / 11 / 3
سيرة ذاتية


المجاهد خالد مشيات" ذئب الكمائن "(1940 م _ 2014م)



ولد المجاهد خالد مشيات الملقب ب القوفريط ببلدة نقاوس في خريف 1940م من والدين كريمين هما السعيد ( الصالح ) بن أحمد بن عبد السلام والسيدة خديجة ڨرون.



نشأ وترعرع في أحضان عائلة متوسطة الحال تعيش على موارد الفلاحة ، وتربية المواشي مع تسويق الفائض منها في أسواق الحواضر القريبة كبسكرة ، وسطيف وغيرها من المدن القريبة ، وفي هذه البيئة التي تتسم بالبساطة، والرضا باليسير من الرزق ، خطا أولى خطواته إلى كتاب الحي مزاملا أطفال من جيرانه ليحفظ أجزاء من القرآن الكريم على يد أشهر مقرئيها وكان أبرزهم يومئذ الشيخ عبد الحميد بن دريهم رحمه الله ، كما نال حظا من التعليم الأبتدائي في مدرسة الأهالي شأن أبناء البلدة من أقرانه الذين كان أغلبهم لا يتجاوز مرحلة مستوى السنة السابعة وهي القسم النهائي على أكثر تقدير ، وفيه يبلغ الدارس سن المراهقة ، وفي هذه السن أدركته إنطلاقة ثورة نوفمبر 1954م ، وما فتئ حتى بدأ يستشعر رغبة في الإنضمام إلى الثوار رغم صغر سنه وقلة تجربته في الحياة العملية.



التحاقه المبكر بصفوف جيش التحرير الوطني :



لقد كان لزيارات الطلائع الأولى من جيش التحرير إلى منطقة الحواجب و على وجه الخصوص أولئك الذين ينتمون إلى أبناء العشيرة من نفس الحي بالغ الأثر في نفسه لما رأهم عليه من حماس للتضحية وحب للوطن و ما لمس فيهم من شجاعة وإقدام فكان ذلك دافعا له إلى طلب الإنضمام إلى صفوف جيش التحرير الوطني وفي سنة 1957م ، وعمره لم يتجاوز السابعة عشر ، وفعلا تم له ذلك بعد قبوله مبدئيا منضويا بكتيبة (الكابران) عبدي من الناحية الرابعة الولاية الأولى ، وهناك تدرب على الفنون القتالية ، وإستعمال السلاح ، فأظهر كفاءة عالية نمت على شجاعة استثنائية أهلته للمشاركة في العديد من الكمائن الناجحة ضد العدو ففتحت أمامه الطريق للمشاركة في المعارك الكبرى التي أبدى فيها بسالة لفتت إليه أنظار قادة المنطقة ، ليتم إنتقاءه في أواخر 1958م ليكون ضمن فرقة الصاعقة ( الكوماندوس ) تحت قيادة المجاهد لحسن قارش الذي ضمه إلى مجموعته المتكونة من ثلة من الأبطال البواسل ، وهم : عبد الرحمان بن دريهم ، و بوراضي عبه ، وذوادي يحياوي ، و شريف مراني ، والحركاتي صرياك ، وحمزة هلالات ، وساسي شتمي ، وسليمان العباسي ، وهؤلاء المجاهدون أحدثوا رعبا في صفوف الجيش الفرنسي الغاشم ، لما كبدوه في صفوفه من خسائر فادحة خلال هجوماتهم العديدة على فلول جنده في أشتباكات ،وكمائن، ومعارك طاحنة في أماكن متعددة.



بعض الكمائن و الاشتباكات، والمعارك التي شارك فيها ، وخاضها ضد العدو.



1- في 1958/02/28 قام رفقة 30 مجاهدا تحت قيادة الصالح خبرارة بإقامة كمين محكم بحي الصفية من ريف نقاوس بعد أن أنتهى إلى أسماع القيادة أن جيش إدارة المحتل كان يقوم بإعتداءات متكررة على ساكنة الحي يقودهم في هذه العمليات الجبانة قائد البلدة فما كان من المجموعة المذكورة إلا أن تربصت بالمعتدين في إحدى الليالي بالمكان المذكور وقامت بعمل بطولي استثنائي تم على إثره القضاء على القائد السفاح و 16 جنديا من البغاة.

2- في يوم 14/01/1959 شارك مع مجموعة من المجاهدين تحت قيادة الملازم عبدي عمار الملقب ( الكبران ) الذي تلقى معلومات مؤكدة من الطاهر سلمي الملقب ( الطاهر لاصاص ) والذي أتفق مع ميهوب محنش المجند في صفوف القومية على مضض حيث وعده بتسهيل مهمة التسلل إلى الثكنة التي كان يقيم فيها بمساعدة زميل له ، وتمت الخطة المرسومة بعد ولوج البواسل باب الثكنة ودخولهم في اشتباك حاد مع الڨومية والجند الفرنسيين فقتل إثرها وجرح عدة من أفراد جيش العدو مع غنم 21 قطعة سلاح وإنضم خلالها ميهوب محنش وزميله إلى صفوف المجاهدين في سابقة هي الأولى من نوعها في المنطقة في ذلك الحين .

3- شارك مع ابن بلدته محمد الصالح حجيرة ، ومجموعة من رجال الصاعقة في إختطاف رقيب ( سارجان فرنسي ) من أمام حانة فليكس ببلدة بريكة بعد تطويقه من طرف المجموعة ثم قيادته إلى حوز سفيان حيث تمت تصفيته في منطقة عين الجحوش، كرد فعل على العدو الذي ارتكب مجزرة مروعة في حق 85 شهيدا من تنفيذ فرقة اليد الحمراء الآثمة .

4- في يوم 5/6/1959 شارك في معركة الجبل الأزرق من المنطقة الثانية الناحية الأولى القسمة الثالثة ، يوم حلت بالمكان 3 كتائب من جيش التحرير الوطني وخلالها قام بعض الخونة بإبلاغ العدو على مكان تواجد المجاهدين فعمدت قواته على الفور بإستنفار طيرانها الذي قام بقنبلة المنطقة فتسبب في استشهاد مجاهد وإصابة آخر بجروح بليغة ، وقتل البغال التي كانت تحمل رشاشات مدفعية من نوع دوسات أي سبعة أثنين 2/7 ، وعلى أثرها تدخلت القوات البرية الفرنسية الغاشمة في اشتباك مع المجاهدين دامت من الظهيرة حتى غروب الشمس حين انسحبت الكتائب الثلاث في اتجاه المنطقة التي بها البيت الذي استشهد فيه البطل الشهيد مصطفى بن بولعيد وبعد استراحة أسبوع أنتشرت الكتائب في مواقع متعددة ، فاتجهت كتيبة محمد الصالح بن عباس محملة بالرشاشات المفككة إلى مقر الولاية الأولى أما الكتيبتين الأخريان فأتجهتا للتمركز في قرية تاقوست .

5- في 11/6/1959 شارك في معركة شرسة بالمنطقة الثانية الناحية الأولى القسمة الرابعة بين مدينتي أريس ، ومنعة وهذه المعركة خاضتها فرقة نعمان سعادي ، التي وجدت نفسها محاصرة من جميع الاتجاهات بأرمادة من قوات العدو مدعمة بقوافل من العربات ، والدبابات المزنجرة " هلف تراك" التي عمدت إلى تطويق الفرقة بإطلاق نيرانها الكثيفة عليها في محاولة إلى إبادتها عن بكرة ابيها لكن يقظة المجاهدين ومعرفتهم لتضاريس المنطقة قلبت الوضع لصالحهم رغم تدخل الطيران ، ورغم كثافة مدفعية الميدان ، وقد أسفرت هذه المعركة التي قادها الأبطال ببسالة ، وثبات عن مقتل 60 عسكريا وجرح الكثيرين منهم ، واستشهاد 15 مجاهدا ، وأسر عدد منهم ، ومن بين الشهداء الذين إرتقوا في هذا اليوم الرقيب دباش، والحاج ميمون من بريكة ومن بين الأسرى الساسي شتمي ، و سعادي عبد الرحمن من حوز نڨاوس ، وبعد نهاية المعركة التي تواصلت حتى منتصف الليل من ذلك اليوم أنسحب المجاهدون منتشرين في أحراش جبل الأرباع من الولاية الأولى.

6- في 11/12/1959 شارك المجاهد خالد في كمين الطلقات ( جسر غطس نڨاوس ) مع فرقة من المجاهدين تتكون من 5 أفراد ، أين كمنت المجموعة في مجرى الوادي المقام عليه الجسر مترصدين ملازما من ثكنة ( الساتيام تيرايور ) لجيش العدو ، تعود هذا الأخير الصيد في المنطقة كل مساء ، وفي الوقت الذي كانت المجموعة تستعد للقبض عليه وأسره حيا تفطن مرافقوه إلى حركة أحد أفراد المجموعة بالمكان ، فأطلق عليه أحداهم النار فأنسحب متسللا إلى الوادي مثخنا بجراحه ، أعقبه رد من المجاهدين بوابل من الرصاص ، أدى إلى إصابة الملازم الفرنسي إصابة خفيفة في ذراعه مكنته من الفرار ، إلى مركز الدرك الذي أستنفر قوات العدو التي هرعت إلى عين المكان أين أحتدمت المعركة بين الطرفين في ظروف غير متكافئة عددا وعدة أدت إلى استشهاد مجاهدين من المجموعة : هما المجاهد العباسي ( عيسى الرفال ) ، والمجاهد عمار فلاحي كما أصيب المواطن أسماعيل غضبان الذي كان يقوم بحراثة قطعة أرض له في المكان ، بعد اطلاق النار عليه من إحدى دبابات العدو فاستشهد على إثرها متأثرا بجراحه وفي نهاية المعركة وبعد انسحاب بقية أفراد مجموعة المجاهدين غرب الغطس ، عند جند العدو إلى نقل الشهداء الثلاثة على ظهر دبابة مزنجرة ، وألقوا بهم في ساحة أمام إحدى مقاهي الأهالي ببلدة نقاوس بغية ترويع الساكنة العزل ، غير أن نخوة المواطنين الأوفياء لم تسمح لهم بالرضوخ لصلف جيش العدو فقاموا بحمل جثث الشهداء الثلاثة إلى مقبرة الشرف ، وبعد الإستقلال نقل رفاتهم إلى مقبرة الشهداء بقريانة من بلدة بومقر حيث أعيد دفنهم في مربعها .

7- في بداية 1959 شارك المجاهد خالد في إشتباك مع قوات العدو داخل مدينة نقاوس إثر أقتحامهم للبلدة في إحدى ليالي الشتاء الباردة ، وكانت الغاية من ذلك هي نشر الرعب في صفوف العدو المتسلط على رقاب الأهالي ، وإثبات وجودهم أمام كل من تسول له نفسه من الخونة التعاون مع الإدارة الفرنسية الجائرة ، وكانت نتيجة الاشتباك سقوط 15 عسكريا من جنود العدو المتخندقين في ثكنة ريشار اليهودي وثكنة رأس العين ، وعاد بعدها البواسل إلى قواعدهم سالمين غانمين دون أن تحدث في صفوفهم أي إصابة .



8- في أواخر جانفي 1959 شارك المجاهد خالد مع مجموعة من المجاهدين تحت قيادة المجاهد

( الكبران) عبدي في كمين محكم بالقرب من دشرة واضح ، حين تربصوا بقافلة من الڨومية قادمة من بلدة مقرة ، وهناك في إحدى المنعرجات الخطيرة التي تخندقوا فيها وأغتنموا الفرصة تحت جنح الظلام وكثافة الضباب المخيم على المكان و أمطروا القافلة بوابل من الرصاص في وقت واحد ، فأواقعوا في صفوفهم العديد من القتلى والجرحى ، وأنسحبوا بعد نجاح الكمين فورا قبل أن يستنفر العدو قواته القريبة من المكان والمتواجدة في منطقة الحضنة.

9/ في 28/03/1960 شارك في معركة جبل بوطالب وهي ملحمة قادها المجاهد بن صخرية أحمنة على رأس كتيبة من جيش التحرير الوطني ، أستعمل فيها المجاهدون مجموعة من الرشاشات الفتاكة من طراز بران أنجليزية وفاميار أمريكية، ورشاش من طراز 24 ، وهي رشاشات تم تهريبها من طرف 3 جنود مجندين إجباريا في جيش الاحتلال وأنظموا طواعية إلى إخوانهم في صفوف جيش التحرير الوطني وهم: لحبيب الوهراني ، والميلود لقبايلي ، وأحمد لعسل التيارتي ، وهؤلاء من الفارين من ثكنة العدو برأس إيسلي ناحية سطيف ، والمعركة المذكورة وهي من أم المعارك جرت بعد تسليم المسمى الدراجي " لمراكزي" بمركز الحامة بوطالب نفسه الإدارة الاحتلال مقدما وشاية رخيسة لقوات العدو الغاشم تم على إثرها حشد قوات هائلة قدمت من مختلف ثكناته المتمركزة في رأس إيسلي ، و عين ولمان ، وعين آزال ، و رأس العيون ،و نقاوس وبريكة ، ومقرة وبرهوم ، والتقى الجمعان في معركة ضارية مع بزوغ الخيوط الأولى من الفجر في أعالي قمم بوعلام بجبل بوطالب ومع أحتدام القتال بين الطرفين في معركة ضارية توسعت بعد مشاركة طيران العدو في أتونها باستعمال كل ما لديها من ترسانة إجرامية محرمة من قنابل نابالم وغازات سامة والتي لم تفل في عضد المجاهدين البواسل رغم فداحة مفعولها ، أولئك المقاومون الذين تصدوا ببسالة وتحد لفلول العدو من ساعة أنطلاق الملحمة حتى منتصف الليل حيث كبدوها خسائر فادحة في العتاد والارواح والذين قدر عددهم بما يقارب 110 بين قتيل وجريح أما المجاهدون فقد قدموا على مذبح الحرية في ساحة الشرف 13 شهيدا أربعة كانوا مكلفين بالقنص بالرشاشات المهربة من نوع فاميار نظرا لكفاءتهم في الرمي ، وهم الشهيد الحبيب الوهراني ، والشهيد عبود الشريف ، والشهيد محمد شينون ، والشهيد سعيد بوزوز ، كما استشهد في المعركة الشهيد عبد الرحمن سلوم المدعو عزرين ، والشهيد على زويني من منطقة الأوراس ، وكذا الشهيد رابح من قرية لمعاضيد الذي ارتقى بعد أسبوع متأثرا بحروق قنابل النابالم ، أما الجرحى فكان عددهم 23 مجاهدا من بينهم المجاهد: أحمنة بن صخرية قائد الكتيبة الذي نال الشهادة في معركة أخرى ،والمجاهد يحياوي الذوادي ، والمجاهد أحمد لعسل أحد الفارين المذكورين الثلاثة من ثكنة العدو برأس إيسلي ، والمجاهد خالد مشيات الذي أدرك إستقلال البلاد منظمنا إلى تنظيم الجيش الوطني الشعبي سليل جيش التحرير الوطني.



مشاركته في معركة البناء والتشييد بعد الإستقلال



ساهم المجاهد خالد في معركة البناء والتشييد بعد تحرير البلاد وبعد أن أدى واجبه كاملا غير منقوص إزاء أمته في معركة تحرير الوطن العزيز ، فأنخراط في صفوف الجيش الوطني الشعبي ثم تحول إلى وزارة الصحة بناء على رغبته بعد انتقال عائلته إلى الاقامة الدائمة في العاصمة ، وفيها كانت وفاته إثر مرض عضال ألم به في 2014/04/28 يوم تقاطر على منزله العديد من رفاق السلاح الأحياء منهم داعين له بالمغفرة والرحمة في مثواه الأخير.

بقلم / الأستاذ فاروق معامير

جمع المعلومات / الأستاذ أسامة هوادف والسيد ضيفي مبارك








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وسام قطب بيعمل مقلب في مهاوش ????


.. مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأمريكية: رئيس مجلس ا




.. مكافحة الملاريا: أمل جديد مع اللقاح • فرانس 24 / FRANCE 24


.. رحلة -من العمر- على متن قطار الشرق السريع في تركيا




.. إسرائيل تستعد لشن عمليتها العسكرية في رفح.. وضع إنساني كارثي