الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أرفعوا أياديكم عن حِمّيد

عادل عبد العاطي

2006 / 10 / 4
حملات سياسية , حملات للدفاع عن حقوق الانسان والحرية لمعتقلي الرأي والضمير


المبدع والوطني الكبير محمد الحسن سالم المشهور بحميد؛ يتعرض في هذه الايام الى هجمة عاتية؛ تستهدف اغتيال شخصيته وتمريغ تاريخه وحاضره في الوحل؛ لمجرد كونه عضوا في تنظيم كيان الشمال؛ ولاشتباه بعض الناس في كونه قد كتب بيان ذلك الكيان في اعقاب اغتيال الصحفي محمد طه محمد أحمد.

قسوة الحملة؛ والشطط البادئ فيها؛ يجعل كل ذي حس سليم يتسائل عن الاجندة الحفية في الهجوم على المبدع حميد؛ وذلك من طرف اناس ليس لهم 1% من الاسهام الذي قدمه حميد لحياتنا العامة؛ ولقضايا التعايش السلمي في السودان؛ وفي النضال من اجل الديمقراطية وحقوق المواطن؛ ناهيك عن حقل الفن والابداع.

من المهم التسجيل هنا؛ انني من المعارضين لفكرة كيان الشمال؛ واعتيرها فكرة خاطئة؛ ولي اعتراضاتي على الكثيرين من القائمين على امر هذا الكيان؛ ومن بينهم الانقاذي صلاح كرار والستاليني فاروق كدودة؛ كما ان لي تحفظاتي العميقة على بيانالشمال الذي صدر بعد اغتيال الصحفي محمد طه محمد احمد؛ وخصوصا الفقرات التي تهدد بالانتقام؛ ليس من القتلة فحسب بل ومن رموزهم؛ وهو طريق يفتح بابا لعنف اهوج ؛ جهوي وعرقي وسياسي وديني تتراجع معه حرب الجنوب وحرب دارفور.

الا اني مع كل ذلك؛ اعتبر ان الحملة على حميد حملة مغرضة وجائرة؛ فمعظم من يشارك في هذه الحملة؛ يدعم حركات جهوية ومناطقية؛ وجلهم ممن يؤمن بالعنف “الثوري” والرجعي كمان؛ ويدعو اليه؛ والعديد منهم رفع مرات عديدة رايات الثار الحمقاء؛ فلم اليوم التكالب على حميد ورميه بالجمرات؟

اعتقد ان قضية الكيانات الجهوية؛ ومن بينها جبهة الشرق؛ وكيان الشمال؛ والعديد من التنظيمات المناطقية الاخرى؛ تحتاج الى نقاش هادئ؛ لمعرفة نفعها من ضررها؛ وكل منها يحتاج الى تمحيص ودراسة مستقلة؛ لمعرفة الظروف التي انشاته؛ وهل يلعب دورا رجعيا ام تقدميا في السياسة السودانية؛ وكيان الشمال ليس استثناءا؛ وكل ما يصدر عنه بالطبع.

لكن ان يأتى انصار المجرم خليل ابراهيم ليشنعوا على حميد؛ فهذا مرفوض؛ وان يأتى الستالينيون قاتلي الناس على الهوية واساطين التسلط والوحشية؛ في العالم وفي السودان؛ ليشنعوا على حميد؛ فهذا مرفوض؛ وان ياتى مؤيدي الحركة الشعبية المشاركة في نظام الانقاذ 2 ؛ لينعوا وطنية حميد؛ فهذا مرفوض؛ وان ياتى من يتحالف مع الحية الرقطاء حسن الترابي وحزبه؛ وهو من اوائل المتهمين بقتل محمد طه؛ ليجرّح حميد؛ فهذا مرفوض وان يجتمع كل هؤلاء كالكلاب الضالة؛ لينتهشوا لحم حميد؛ فهذا مرفوض مرفوض مرفوض.

اقول اليوم ان حميد؛ لو سلمنا انه كاتب ذلك البيان الصادر عن كيان الشمال؛ فانه كان مدفوعا بغضب نبيل؛ ومن المعروف ان الغضب هو اسؤا صديق؛ ويمكن ان يجر صاحبه للاخطاء .. ولا ريب ان حميد اليوم يشعر بغضب اكبر؛ ولذا فانه ما يجب ان يتكلم؛ ولكن كل صاحب ضمير حي يجب ان يقف معه اليوم؛ دفاعا عن الكرامة الانسانية؛ ورفضا لاغتيال الشخصية والتاريخ؛ واعلاء من قيمة المبدع والابداع؛ والرجل لم يخن ولم يهن ولم تتلوث يده بدماء الابرياء؛ ولم يضعها في يد جلادي الشعب.

كل هذه الحملة البشعة؛ تنطلق من سوء نية وطوية كامن؛ وليس في من ابتدرها ويخوض فيها؛ من يصلح لمحاكمة حميد؛ اقول اليوم كما قلتها من قبل؛ حينما حاولت نفس الشراذم ان تشنع على حميد لعدة سنوات خلت؛ ارفعوا ايديكم عن حميد؛ وتخلصوا من جرائمكم واخطائكم؛ واقطعوا معها؛ وتبرؤا من قادتكم المجرمين؛ ثم تعالوا لمحاكمة حميد؛ فانكم اليوم - بما تفعلون وتقولون - قد ضعفتم اخلاقيا وفنيا عن ان تحاكموه؛ فهو - على اخطائه - في السحاب .. وانتم - رغم ضجيجكم- في التراب.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الأرمن في لبنان يحافظون على تراثهم وتاريخهم ولغتهم


.. انزعاج أميركي من -مقابر جماعية- في غزة..




.. أوكرانيا تستقبل أول دفعة من المساعدات العسكرية الأميركية


.. انتقادات واسعة ضد رئيسة جامعة كولومبيا نعمت شفيق لاستدعائها




.. -أحارب بريشتي-.. جدارية على ركام مبنى مدمر في غزة