الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القمة العروبية في بلاد الأمازيغ غير قادرة على إضفاء الشرعية للكولونيالية

كوسلا ابشن

2022 / 11 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


القمة العروبية في بلاد الأمازيغ لا تقدم الشرعية للكولونيالية
من بين مؤتمرات القمم العربية الواحدة و الثلاثون, نظم منها 15 قمة في بلاد الأمازيغ و أغلبها في غرب تامازغا (مورك), أكثر بكثير مما نظم في بلاد العرب (السعودية), إذ نظمت 3 مرات فقط. كثرة هذه المؤتمرات و الإجتماعات السياسية الآخرى و المهرجانات الثقافوية و الفرجوية بإسم العروبة في بلاد الأمازيغ, هو نتيجة لعقدة اللاإنتماء في العقل العروبي, مما تحفز هذه العقدة العقل العروبي على تبيان النقيض أو العكس, و خصوصا في مخاطبة الأطراف المحايدة, لإقناعها أن بلاد الأمازيغ هي "مغرب عربي" بلاد العرب و ليس لغير العرب, كما صرح بذلك علال الفاشي "المغرب لنا و ليس لغيرنا". إن إقناع العالم و بدعم إمبريالي و صهيوني, بأن مستعمرات العروبة هي بلاد العرب, سواء بكثرة المهرجانات الفلكلورية السياسية و الثقافوية أو بالملايير الدولارات التي تصرف على الترهيب و الغريب و التهجير و تمويل العناصر الإرتزاقية في العالم لتأييد المشروع العروبي لصناعة وطن قومي عروبي في بلاد الأمازيغ, سياسة فاشلة (كل ما بني على باطل فهو باطل) من جهة إصطدامها بحقائق التاريخ و الجغرافية و الإنتروبولوجية و الإثنوغرافية و الأركيولوجية, و من جهة آخرى فشلت بإصطدامها بواقع شعب يعيش فوق أرضه منذ 300 ألف سنة, و منذ أن داست أقدام الإستعمار أرضه الطاهرة, و هو يناضل من أجل تحقيق حقوقه السيادية.
القمة العربية لا تغطي و لا تلغي أن إستلاء العروبة على الحكم في بلاد الأمازيغ يعد إستعمارا إستطانيا بكل المقايس.
الشرعية الطبيعية و القانونية تشترط على الحاكم لبلد ما, الإنتماء الى هوية الجغرافية و الشعب و التاريخ و الثقافة و اللغة. و لا شرعية طبيعية و لا قانونية لسيطرة الأجانب على الحكم في بلد الإقامة الدائمة و حكمه بهوية موطنهم الأصلي و بمساعدة الإستعمار. فلم يضفي ساركوزي هوية الهونغارية على فرنسا و شعبها أثناء رئاسته لفرنسا و لم يفعلها أوباما و لا غيرهما. لم تصبح البرازيل برتغالية الهوية و لا المكسيك إسبانية الهوية, لأنهما كانتا تحت الإستعمار البرتغالي و الإسباني. لكن يبقى الإستثناء يلازم بلاد الأمازيغ حاملة فيروس التضليل الإيديولوجي العروإسلامي, والقابعة تحت جحيم الإستبداد الوحشي.
الإنتماء الى العروبة يعني الإنتماء الى هوية بلاد الحجاز و النجد, و هي بلاد العرب الطبيعية, ومن المنطق الطبيعي و لا يجادل أحد في أحقية حكم العرب لبلادهم الحجاز و النجد. أما حكم بلاد الآخرين بإسم العروبة فهو إستعمار إستطاني, لأن موطن العرب كما قلنا هو الحجاز و النجد و ليس تامازغا (شمال افريقا) بلاد إمازيغن.
منذ أواخر القرن 16 الى يومنا الحاضر و بلاد الأمازيغ قابعة تحت نير الإستعمار, و إن إختلفت الهويات القومية و الدينية لهذه الأنطمة الإستعمارية, إلا أنها يجمعها الغزو و البطش و النهب و إحتلال بلاد الشعب الأمازيغي. السياسة الإحتلالية القهرية و إستعباد و إستغلال الشعب الأمازيغي و إستغلال أرضه, يندرج ضمن مخططات النظام الإمبريالي العالمي لإستغلال خيرات الشعوب و إستمرارية التبعية الإقتصادية و السياسية لهذا النظام. الإستثناء الذي لازم حالة تامازغا, أن الإستعمار الأوروبي قبل إنسحابه من بلاد الأمازيغ خطط لسياسة التحكم في ثورات المنطقة بعد الإنسحاب الإستعمار اللأوروبي, إعتمادا على ولاء الكتلة الإستطانية العميلة, و لهذا دربها الإستعمار على تسيير دواليب الدولة, ودربها على وسائل القتل و الإستبداد للسيطرة على الحكم, و مدها بالسلاح و المؤطرين العسكريين و الكوادر الإداريين. هكذا تم الإعتماد على الكولونيالية العروبية كوسيط (فئة أوليغارشية) للحفاظ على المصالح الإمبريالية في بلاد الأمازيغ مقابل حكم الدولة الأمازيغية بإسم العروبة و الحصول على قسم من خيرات البلاد و التمتع بالحصانة الدولية أثناء إرتكابها لجرائم آبادة الشعب الأمازيغي أو جرائم إنتهاك حقوقه. مازال الشعب الأمازيغ خاضع للإستعمار, نتيجة المؤامرة الإمبريالية بصناعة الهوية المزيفة لتامازغا و صناعة جيش من المرتزقة في خدمة الأنظمة الأجنبية, و بهذه المؤامرة الأخلاقية و اللاإنسانية, حققت الإمبريالية هدفها في إستمرارية نهب و إستغلال ثروات بلاد الأمازيغ من دون مقاومة و لا معارضة.
حسب نصوص القانون الدولي فهي تأكد أحقية الشعوب في تقرير مصيرها بنفسها, بناءا على الشرعية التاريخية ( وجود دولة قبل الإحتلال الأجنبي), وهذا ما نصت عليه مثلا اتفاقية منظمة العمل الدولية الرقم 169 في مادته الأولى:" ان الشعوب في البلدان المستقلة, التي تعتبر شعوبا أصلية, هي المنحدرة من السكان الذين كانوا يسكنون بلدا او اقليما جغرافيا أثناء غزو او استعمار او اثناء رسم الحدود الحالية للدولة, والتي ايا كان مركزها القانوني, لا تزال محتفظة ببعض او بكامل نظمها الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية الخاصة بها". فالنص مرآة لمواقع الأحداث التاريخية لبلاد الأمازيغ, التي كانت دولة مستقلة بكل مؤسساتها السيادية قبل إجتياحها من قبل الإستعمار التركي ثم الأوروبي, و يسري عليها القانون الدولي, وهي دولة لها تاريخ حضاري عريق, و كانت حرة و مستقلة لقرون من الزمن إلى أن أحتلت من طرف الأنظمة الإستعمارية, و يشملها قانون حرية الشعوب و تقرير مصيرها بأنفسها, ليتمتع الشعب الأمازيغي بالحرية و التحرر من الإستبداد الإستعماري و بناء الدولة المستقلة. إلا أن الإمبريالية حرفت مسار عصر التحرر, و إستعملت نصوص القانون الدولي مظلة لمصالحها, بأن ساندت الأقلية الإستطانية العميلة للإمبريالية للإستلاء على الحكم و إبادة الشعب الأمازيغي الأصلي و الأصيل في بلده تامازغا. رغم كل الدلائل العلمية و القوانين الدولية الضامنة لأحقية الامازيغ في التحرر وبناء الدولة المستقلة, إلا أن الحالة الأمازيغ كانت الإستثناء في اللعبة القذرة للإمبريالية, صانعة "المغرب العربي",الكيان الإستعماري, التبعي للإمبريالية العالمية.
الاستعمار لا يسقط بالتقادم و لا بالمسخ الهوياتي, التاريخ شاهد على تحرر شعوب عديدة من نير الإستعمار الذي مكث دهرا, إلا أن إرادة الشعوب قهرت الإستعمار و تحررت من عبودية الإستعمار الإستطاني, مثل ما حدث لما سمي بالأندلس, أذ تحررت إسبانيا بعد 8 قرون من وجود الإستعمار البربري الإسلامي, و رحل الإنجليز بسلام عن هونغ كونغ بعد قرون من الإستعمار, و مازال الشعب الاسكتلندي يطالب بتقرير المصير بعد قرون من الإستعماري الإنجليزي ( رغم أن وضعيته لا تقارن بدا بالحالة الأمازيغية). الكثير من الشعوب تحررت بعد قرون من الإحتلال و المعانات القاسية و اللاإنسانية نتيجة سياسات التمييز العنصري الإستعمارية.
بلاد الأمازيغ أرض محتلة بشهادة التاريخ والثقافة والحضارة والقانون الطبيعي والقانون الدولي, و تشملها كل قرارات الأمم المتحدة المعنية بالإستقلال و تقرير مصير الشعوب, و منها قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة حول إعلان منح الاستقلال للبلدان والشعوب المستعمرة.
قرار الرقم 1514 (15) في 14 ديسمبر 1960
إن الجمعية العامة تعلن:
- إن إخضاع الشعوب لاستعباد الأجنبي وسيطرته واستغلاله يشكل إنكارا لحقوق الإنسان الأساسية, ويناقض ميثاق الأمم المتحدة, ويعيق قضية السلم والتعاون العالميين.
- لجميع الشعوب الحق في تقرير مصيرها, ولها بمقتضى هذا الحق أن تحدد بحرية مركزها السياسي وتسعي بحرية إلي تحقيق إنمائها الاقتصادي والاجتماعي والثقافي.
إستثناء الأمازيغ و أرضهم من هذا الحق راجع الى المؤامرة الإمبريالية الهادفة الى صناعة نظام كولونيالي قادر على الحفاظ على المصالح الإقتصادية و السياسية للإمبريالية في بلاد الأمازيغ. هكذا سلمت مقاليد الحكم للإستعمار الجديد.
القمم العروبية في بلاد الأمازيغ لا تستطيع شرعنة الإستعمار الإستطاني, ما دام هناك شعب حي يكافح ضد الإضطهاد القومي و يناضل من أجل حقوقه الطبيعية و القانونية. الأمازيغ لا يهتمون و لا ينتظرون شيْ من هذه التجمعات العرقية المنظمة في بلادهم تامازغا, لأنها أجندتها محددة و تتكرر من ملتقى الى آخر, أهدافها العرقية (اللفظية) تتمحور دائما حول الآمن القومي العربي و الوحدة العربية, و عدم الإعتراف بالحقوق القومية لشعوب الشرق الأوسط و شمال افريقيا و عدم الإعتراف بحقوق الأقليات الدينية و المذهبية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما التصريحات الجديدة في إسرائيل على الانفجارات في إيران؟


.. رد إسرائيلي على الهجوم الإيراني.. لحفظ ماء الوجه فقط؟




.. ومضات في سماء أصفهان بالقرب من الموقع الذي ضربت فيه إسرائيل


.. بوتين يتحدى الناتو فوق سقف العالم | #وثائقيات_سكاي




.. بلينكن يؤكد أن الولايات المتحدة لم تشارك في أي عملية هجومية