الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في الدين والقيم والإنسان(4) (تجميع لنصوصي الفيسبوكية القصيرة جدا التي تم نشرها سابقا) أذ. بنعيسى احسينات - المغرب

بنعيسى احسينات

2022 / 11 / 4
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


في الدين والقيم والإنسان(4)
(تجميع لنصوصي الفيسبوكية القصيرة جداـ التي تم نشرها سابقا)
أذ. بنعيسى احسينات - المغرب


يعتبر الإسلام ديانة سماوية ربانية وحيدة، امتدت من نوح إلى خاتم الرسل والأنبياء محمد (ص). قيمه اليوم تراكمت، وأصبحت إنسانية عالمية.

إن الإنسان هو الذي يسيء إلى نفسه ولغيره، قبل أن يتكفل به الشيطان. فمدخل هذا الأخير هي النفس الأمارة بالسوء، التي تسمح له بالدخول.

الرسالة المحمدية في الدين الإسلامي، الممتد من سيدنا نوح إلى محمد الرسول النبي الخاتم (ص)، تتلخص في: الرحمة والعالمية والخاتمية.

من الناس من يحتكرون الله والدين والرسول، ويعتقدون أنهم فوق البشر غرورا وتكبرا، كما وقع للشيطان الرجيم، عندما رفض السجود لآدم.

إن الله تعالى، لا ينظر إلى صلاة وزكاة وصيام وحج عباده، بقدر ما ينظر إلى أعمالهم وقلوبهم ونياتهم. فرب فاعل خير، خير من ناسك متعبد.

هناك أناس سمحوا لأنفسهم، اتخاذ قرارات باسم الله، ويفكرون في أمور العباد بدلهم. وهذا يذكرنا بما قاله "هتلر": "دعوني أفكر من أجلكم".

خلق الله بني آدم وجعلهم عبادا لا عبيدا. ومكنهم بحرية اختيار الطاعة والمعصية والإيمان والكفر. ووعدهم بالحساب، إما الثواب أو العقاب.

مسألة الدين الإسلامي بمختلف ملله، تتحدد بعلاقة خاصة بين الإنسان وربه، إذ تتسم بطابع الاختيار، دون إكراه من قبل أي طاغوت مهما كان.

الموالي هم الذين صنعوا الفكر العربي الإسلامي، في بلاد العرب والمسلمين. وهم من غير العرب؛ من الشام والعراق والفرس ومصر والمغرب..

إن الإحساس بالذنب، لا يخالط جل رجال الدين، لاعتقادهم أنهم معصومون من الخطأ، لكن هذا الإحساس حقا هو إنساني، يعبر عن أنسنتنا وضعفنا.

إن الكون كلمات الله، والقرآن كلام الله. وما يلاحظ المتأمل والقارئ؛ الدقة اللامتناهية فيهما وبينهما، لأنهما من مصدر واحد هو الله.

هناك باحثون في الذكر الحكيم، لا علاقة لهم بالمعاهد الدينية. جاؤوا من اختصاصات أخرى. إلا أنهم أكثر علما وصدقا ومصداقية من غيرهم.

جل المسلمين المؤمنين في البلاد العربية أناس؛ ظاهرهم متدين، ينطق بالقرآن والحديث، وباطنهم يكاد لا يستحق أن يُطلق عليهم اسم إنسان.

في العالم اليوم، إسلام بلا مسلمين؛ حيث تسود القيم الإنسانية بلا شعائر، ومسلمون بلا إسلام؛ حيث تسود الشعائر وتغيب القيم الإنسانية.

لم تكن الرحمة يوما بيد أحد، إنما هي بيد الله تعالى وحده. يرحم بها من يشاء من عباده، كيف ما كانت ملتهم، ألم تكن رحمته وسعت كل شيء؟

إن الجنة والنار، يجزي بهما الله وحده بعدله ورحمته، لا دخل للبشر فيهما، لنستنكر التدخل الغير العادل، من طرف الطغاة في حياة الناس.

أقر البحث أن انشغال العرب قبل الإسلام بالتجارة والكسب، أضعف العاطفة الدينية لديهم، وسمح للموالي التعاطي للفكر الإسلامي بدلا منهم.

إن القتلى غدرا لا يحتاجون الرحمة من أحد من البشر، يحتاجون إلى شهادة وفاة وتصريح بالدفن وصلاة الجنازة، والله برحمته يتكفل بالشهداء.

كيف يسمح لنفسه أي كانت ملته، أن يترحم أو لا يترحم على قتيل من أي ملة كان. ومن سيكون هذا في ملك الله؟ فالله وحده هو الرحمان الرحيم.

إن مقتل "شيرين أبو عاقلة"، في ميدان عملها كصحافية ملتزمة، من أجل وطنها فلسطين، فهي شهيدة الوطن، تستحق الرحمة من كل شرفاء العالم.

هل يستوي الذين يعلمون قديما والذين يعلمون حديثا؟ طبعا لا مجال للمقارنة، فعلماء الأمس ليس هم علماء اليوم، لأن البحث في تطور مستمر.

من أجل العدالة لا الحرية، تقبل المسلمون عصا عمر بن الخطاب. مات عمر وبقيت العصا إلى اليوم، بل كبرت وغلظت في المجتمعات الإسلامية.

إن الفكر العربي الإسلامي حتى الآن، لم يستطع أن يحول قيم الحرية والعدالة والشورى إلى مؤسسات، فبقيت مجسدة في أشخاص بعينهم.

العقل المسلم التاريخي، عقل سلفي بامتياز، لا يمل من اجترار تجربة من سبق، ولا يرى لصوت الإنسان المعاصر أي جدوى، إلا ما قاله السلف.

تشكل المنظومة الدينية السائدة، حائلا ومانعا للتفاعل المتفتح بين الإنسان وكتاب الله، وبين القرآن والواقع، وكذا بين الناس وواقعهم.

الإسلام النقي هو كتاب الله، المتمثل في القرآن، وكل شيء خارج كتابه، قد قيل من قبل الناس، يحمل الطابع التاريخي، ولا يحمل أية قدسية.

إن الثقافة التراثية الفقهية، التي امتدت 13 عشر قرنا، بدء من معاوية وانتهاء بعبد الحميد العثماني، هي التي نعيشها ونعيش عليها اليوم.

لقد تحالف الدين والسياسة، على تحويل ما جرى من أحداث وما ساد من ثقافة في القرن 7 و 8 م، إلى دين يقر الاستبداد ويكرسه إلى اليوم.

لقد كان رجال الدين حسب مللهم عبر التاريخ، عالة على المجتمع والدولة. إلا أن الدولة تستفيد من خدماتهم، والمجتمع يكون في خدمتهم.

نظام أغلب الدول الإسلامية اليوم ليس ديني، باستثناء الأحوال الشخصية. رغم أن جل ساكنتها مسلمون، إلا أن النظام السائد فيها مدني وضعي.

لماذا فصل الدين عن الدولة؟ لأن الدولة تمتلك وسائل الإكراه، والدين ينعدم فيه ذلك، وإذا تخلص الدين من سلطة الدولة، سيتحرر من الإكراه.

أدعية وآيات ورقيات، تخلق في عصرنا المعجزات، كأننا نطبق برمجة معينة خاصة، خارج الإيمان الصادق، والعمل الصالح، والخوف من الله تعالى.

عندما قال عمر بن الخطاب: "متى استعبدتم الناس، وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا". كان يعني آن ذاك، العدل في المساواة بين العبد والحر فقط.

كلما تقلصت مساحة حرية الاختيار عند الإنسان، ازداد قربا من صنف الحيوان، وازداد بعدا من الله. فالله حر وعليم، والإنسان متحرر ومتعلم.

إن ترسيخ ثقافة العبودية، بدل ثقافة العبادية لله، حول الناس من مجتمعات إنسانية، إلى قطعان قابلة للانقياد، من قبل المستبدين والطغاة.

الدولة المدنية أو العلمانية، لا تعني فصل الدين عن المجتمع، بل تعني فصل الدين عن السياسة والدولة. فالسياسة تستغل الدين وتشوهه.

الإنسان الكائن الوحيد من بين الكائنات، تجتمع فيه كل الطباع خيرها وشرها، المتفرقة في غيره. لذا منحه الله العقل والهدى ليميز بينهما.

ما نراه عند المسلمين، حضور التدين وغياب القيم والأخلاق والعلم. وما نراه عند الغربيين، حضور القيم والأخلاق والعلم بقوة وغياب الدين.

إن المتحدثين دوما بالدين وعن التدين، أغلبهم لا شغل ولا عمل لهم، لأنهم يقتاتون من ذلك، لهذا كان شغلهم الشاغل، مراقبة أفعال الناس.

لماذا لم يحض الفكر العربي الإسلامي، بمكانة مميزة في العالم؟ لأنه يقوم على التكرار والاجترار، ويعمل على محاربة كل عمل عقلي متميز.

لقد أضاع العرب المسلمون المكانة التي جاء الإسلام من أجلها، على يد رسوله (ص) والقرآن المبين، لأنهم اهتموا بالشعائر وتركوا القيم.

معظم المسلمين يريدون إسلاما كاملا بقيمه وشعائره، وبرسالة رسوله، وبسنة عملية لنبيه، وبقرآن مُيَسر الفهم، غير محتكر من ذوي الاختصاص.

إسلامنا اليوم، هو إسلام عهد التدوين العباسي. لقد تحول إلى سياسة، تخدم مصالح الخاصة، وتخلينا عن تَدَبر القرآن وإتباع الدين الصحيح.

إن الحرية حتى الآن، عبر عصور التاريخ، ليس لها وجود في الوعي الجمعي العربي الإسلامي، باستثناء العدالة التي تعني فقط الإنصاف لا غير.

التركيز على إصلاح الدين، على الشعائر والذكر والتلاوة والدعاء.. لا يساهم في بناء الدولة والحضارة، لأن الفائدة منها فردية وأخروية.

عندما يسود رأي واحد، كيف ما كان نوعه ومصدره، تضيع معه الحرية والكرامة والكبرياء.. فلا بد من قبول الرأي الآخر لتستقيم الأمور.

حينما يمتلك الإنسان حرية الاختيار في حياته، ويرفع عنه سيف الإكراه، آن ذاك يصبح قادرا على تحقيق العدالة وصنعها، لأنه حر طليق.

خلق الله الإنسان حرا ليختار. قال عز وجل: "من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر" و "لا إكراه في الدين" و "إنما أنت مذكر لست عليهم بمسيطر".

علاقة المسلم بالله أصلا، علاقة محبة وتعظيم وليست تجارة، التي تسعى لتحقيق أهداف خاصة، طمعا في عطاء الله وثوابه، دون حب ولا تعظيم .

الضمير عند جل المتدينين هو خارج لا داخل ذات الإنسان، فالتدين عند البعض يقتل الضمير، وهكذا يتراجع انتشار القيم، ويحل محله النفاق.

الإيمان عمل لا قول، والعمل تطبيق للصراط المستقيم؛ بتجنب المحرمات والنواهي، والقول بلا عمل نفاق، والجزاء يكون على العمل لا غيره.

فرائض التدين أفعال، تقرب بين العبد وربه، وهي مكملة للعمل الصالح، الذي هو إتباع الصراط المستقيم. فبدونها لا يمكن أن يستقيم الإيمان.

لقد حان الوقت، لتخليص ديننا الحنيف، من الأساطير والخرافات، وتصحيح السنة من الافتراءات، بإرجاعها إلى النص القرآني والاحتكام إليه.

من حق الإنسان المسلم المؤمن، أن يدعو ربه في كل وقت، بما يشاء في الدنيا والآخرة، شريطة أن يقدم عملا صالحا، مقابل ما يطلبه من الله.

إن الرسول محمد (ص)، لا يحتاج لمن سيدافع عنه، فالله هو الكفيل بذلك. كما أن الله سبحانه، لا يحتاج لمن سيذود عنه، لأنه القوي القدير.

لقد تخلينا على كوننا مسلمين، ديننا الإسلام الحنيف، وأصبحنا إسلاميين مؤدلجين، نتبع أجندة محكمة، تٌخضع الدين للسياسة ولدقاهنتها.

أي إصلاح في العالم العربي الإسلامي، يجب أن يبدأ بالديني قبل السياسي، لأن العقلية الدينية عند الناس، لا تسمح بأي إصلاح سياسي.

ما يروج له جل رجال الدين منذ قرون، هو القناعة والاتكال والاستسلام، والتركيز على الشعائر وإحصاء الحسنات، والتفكير في اليوم الآخر.

الدنيا دار عمل، والآخرة دار جزاء. والعمل الصالح أبدا يقرب من الله، وهو المجزي عن الأعمال خيرها وشرها، فإما الجنة وإما النار.

لقد فهم السلف الناسخ والمنسوخ من داخل القرآن، لتبرير مواقفهم من العنف. لكن هذا حصل في الآيات والأحكام، بين القرآن والكتب السابقة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل تتواصل الحركة الوطنية الشعبية الليبية مع سيف الإسلام القذ


.. المشهديّة | المقاومة الإسلامية في لبنان تضرب قوات الاحتلال ف




.. حكاية -المسجد الأم- الذي بناه مسلمون ومسيحيون عرب


.. مأزق العقل العربي الراهن




.. #shorts - 80- Al-baqarah