الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


غُولِيك

عبد الله خطوري

2022 / 11 / 5
الادب والفن


صباح آلخريف كبقايا غُولِيكٍ (RELIQUE) سخيف، كآختلاجات حشرجات آلمصيف، معفر برغام كباقي إخوته آلماضين..قطران أجْرَبُ جَغْديدُ مُعَصْفَرٌ بقْرينَةِ دفتيرية بلهاء..تَتَغَلْغل في غشَائِك آلعنكبوتي آليُكَفِّنُ حَنَايَاك وما تبقّى في مهامهكَ من ركام رُؤًى تسيخ بلا أمل في الأمل.ببلادة تَتَكَورُ كقنفذ بخدر تنكمش تتجعد من شدة وهن متوهم.نهارات مديدة غارقة في زبانية الاختناق.تستمنيكَ بلادة آلقراءة.حروف عجفاء بلون الصمغ ورائحة الصلصال وبول الذباب غَدَتْ لا معنى لها.تذوب الكلمات تتبخر في الرأس المفلوق بجشع شقيقة الصداع.يتوجع البدن.يُنْخَرُ من فرط الإنهاك.. تُفَاجَأُ في صباحك بتنمل غامر يشل عصارة الأعصاب رغم أنكَ تكون قضيتَ مُددا من الساعات كاملة أو يزيد مستغرقا في نوم ثقيل أثقل من وقع الدقات التي تتكتك عقاربها في فراغ بلا بداية بلا نهاية بلا هداية.تَشعُرُ برغبة أخرى للاستلقاء والغفوة.. هل هي حاجة جدية لسُبات آخر؟؟هل هو أمر طبيعي أن لا تعمل أي شيء؟؟أن تستغرق في إغفاءة بلا ضفاف تَحُدُّ حَنَاديسَها، ثم تشعر بعد ذلك برغبة مُلِحة أخرى مضاعفة في مزيد من الغطس في الغرق نهارا ليلا في جميع الأوقات؟؟قد تفتح عينيكَ بضع ساعات، لكن سرعان ما تغفو.تغالب نفسكَ.تجرجر جثتك ضد تيار يجرفك نحو هادسات الأسفلين.تتشبت بآلحَسَك وآلأشواك اليابسة دون جدوى.. تسيخُ تشيخُ تسيح..ضيعتَ أشياء كثيرة خلال خوالي الشتاء، وها أنتََ تضيع الباقي، كل الباقي في قصف قطرانك القنوط.تلجأ إلى رشاش ماء من قطرات ندًى تَضُوعُ بشَذى عبير آلإقبال على شيء سَمَّوْهُ خطأ:حياة..تضع كتلتكَ عارية تحت خدر زخات متناثرة باردة.تتكاسل تحت وقع نقرات رذاذ لاذعة تدغدغ مسام الحواس.تستقر في المكان سُويعات تطول أحيانا أكثر من ما تستحمل تكتكاتُها الثراثرةُ آلمهدارة..تتنفس رئَة"مارسيل"(1) المَوبوؤة في جزر الصمت تبحث عن هواء بلا ثقوب، عن ذاكرة مَنْ لا ذاكرة له عن تواريخ تتفرعُ بلا نُدُوب..تتذكر"كونتان"(2)وزمنَه آلهامسَ بآلزفرات يودي به لا يَسْطيعُ أنْ ينساه..هل تحارب؟هل تقاوم؟هل تفر؟هل تكر؟هل تناور؟؟كل المعارك خاسرة، وما آلنصر يا هذا إلا وهم من أوهام شعراء مخبولين..فآنسَ اِنسَ لا تبالِ، لا جُبْنَ آليوم لديك لا جبلَ سحريّ تشفي الغليلَ أوصابُه آلكدماءُ..ههه..تضحك. تستعذب اللعبة.لا تفعلُ شيئا.لا تبدي حراكا.تتجمد.تتسمر.تجمع يَديْكَ إلى صدركَ إلى هامتك في هيئة جنين تضم آلعالمين مُقْلتاهُ تتضاءلُ.تَقْعي كموبوء أجرب تحت دفء جمرات الزخات..تسيح..تسافر..تذوب..تتلاشى..تتشظى..تَتَكَسَّرُ..تَ تَ فَ تَّ تُ.. كقَطْر صيِّب، كرضاب تغدو. تغلق البؤبؤيْن.تحلم بكل شيء بلا شيء.ترى السواد يعانق السواد.قد تغني لحنا زاعقا أرعنَ أو هامسا ظاعنا في نحيب منتكسِ البحات خامد النبرات.تترنم بالانتشاء المنبعث من زرقة مغشاة متوهمة.ترقص مترنحا كهنود آلأبّاش، كآدم وحيدا وفجيعتَه يطارد في تيه خطيئته التي لم تُرْتكب.تنتفض بنزق أماديوسَ وعواصف بتهوفنَ وسَلاسة شوبان وحنق"بينك"(3) آلدّامي على الجدران المطوقة بالجدران وضغينة "هندريكس"(4)من شدة آلصبابة راح يحرق مُتَيَّمَتَهُ الوحيدة أمام رؤى العالمين نشوانَ غير مبال وبلاهة "كوازيمزدو"(5)يعشق بوله آلسكران يقرع الأجراس رغم صلف آلأزمان يهدي نوتاته إلى شفاه بلون آلنيلوفر آلحادر في مستنقعات لا تفوح إلا بشذى بشارات المَعدومين الممسوسين ومعوقي الدهور في رحلات لولبية لا تنتهي على متن سفينة حمقى في طَوَفَان بلا شطآن تؤمها أو موانئ تحد آنطلاقاتها غير المنتهية..العالم والطبيعة والنفس والروح والوجود وكل الأنَام هَبَاء تذروه ريح في بيدٍ لا واحات فيها لا جزائرَ لاجنائنَ لا أفقَ في الأفق..وحده السديم، مطلق السديم يحف يلف يدور يسبح في فوهة بلون فراغ شاهق كفجيعة..يصرخ غضبكَ آلفاتر يا هُووهُ آلحائرُ آلجائرُ في وجه خيبتكَ الخريفية الشتوية الماثلة أمامكَ في مخلفات خطرات المصيف..صيحات ذئاب الهنود الحمر تنبعث حادة من الأحشاء دون تستطيعَ آجتياز الحناجر وآختراق حبال الأصوات. تُطْمَسُ في متاهات مُحنَّطة في أمشاج داخِلٍ يتكوم على بعضه خاسئا وهو حسير. تختنق.يموت إنسانك البدائي.يندحرُ. تبتدئ الضغينة في نهش ما تبقى من آدميتكَ المستعصية.تدور حول نفسك كمخبول فَقَدَ توازنه.ترقص دورةَ كواكبَ تالفة.ترسم دوائر وأصفار انحسار.تتحسس ما فوق الرقبة.تتعثر يداكَ بصندوق مصمت بلاستيكي فارغ ينساب كشحم ذائب..تصرخ. تستغيث بالضجيج باليُعار باللجب بآلسُّعار..إنكَ تجن..هذا شعورك الآن وأنت تتملى يتم لحظاتك الخريفية.ترنو إلى بيولوجيتك.. فقاعة..!!..تحلف يمينا أنكَ لن تتجاوز أعمار اليفاعة..هذا أكيد..كل العلامات تومئ بعثراتك إلى مزيد من الغرق، من التلف في التلف..هل تضحك؟هل تبكي؟هل تقرأ؟تدرس؟تعمل؟تعدو؟تبحث؟ تتأمل؟تتفاءل؟تتشاءل؟لا داعي لكل ذلك..فقد هويتَ من ساحق يمحقك، وها أنتَ تعيش آحتضاركَ والدقاتُ تزفُّكَـ والنقراتِ المتثاقلة التي تنوس بلا فائدة في خواء مترع بخواء تُودي بكَـ إلى مثواكَـ آلأخير..هذا أكيد..لن يخيفك الموت يا صاااح..لن يضيركَ في شيء أن تراه ماثلا أمامكَ يدعوك إلى ضيافته..أحبابك خِلانك ومَنْ تُعيدُ..كلهم رحلوا..لِمَ إذن تطرق آلأبواب..لا تمتقع..خُذْ نفسا عميقا امض في سبيلك آصعد ارْتَقِ سلالمَك تحفز ثم..هوووب..كما آلسحاب يهوي من حالق على ذُرا الجبال عازفا بُوووم أحْلا آلأوتار غارقا ومُغَرِّقا..انفجرْ سابحا مُسَبِّحا كفنيق لا ينتهي آحْتِضارُك إلا ليبدأ من جديد....


_إشارات:
1_مارسيل:الشخصية الريئسة في رواية
(بحثا عن الزمن الضائع)لمارسيل بروست

2_كونتان:شخصية في رواية(الصخب والعنف)ويليام فوكنر

3_بينك:شخصية(بينك فلويد)شخصية محورية في ألبوم(الجدار)لمجموعة الروك الانجليزية المسماة بالاسم نفسه (بينك فلويد)

4_هندريكس:جيمي ألين هيندريكس من أصول إفريقية عازف غيتار كهربائي، مغنّي ومؤلف أغاني بلوز أمريكيّة. كان من أهم مغنيي الروك في الستينيات حيث أبهر الجمهور بعزفه المبتكر على الغيتار الكهربائي الى درجة كان يعمد الى حرق آلته في نهاية عروضه في طقوس غريبة مبتكرة.لم يعش طويلا اذ سرعان توقفت مسيرته الفنية بموته المفاجئ وهو في ريعان عطائه...

5_كوازيمودو:شخصية في رواية(أحدب نوتغ دام دوباغي)فيكتور هيجو








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفنان أحمد عبد العزيز ينعى صلاح السعدنى .. ويعتذر عن انفعال


.. االموت يغيب الفنان المصري الكبير صلاح السعدني عن عمر ناهز 81




.. بحضور عمرو دياب وعدد من النجوم.. حفل أسطوري لنجل الفنان محمد


.. فنانو مصر يودعون صلاح السعدنى .. وانهيار ابنه




.. تعددت الروايات وتضاربت المعلومات وبقيت أصفهان في الواجهة فما