الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


28 - مدخل . . إلى العقل المتصنم / إشكالية فهم الذات ومقترنها المقابل . . الموضوع ( 2 ) تأصيل مستحدث – شخصيا – لحل اشكالية مفهوم الذات ومقترنه المقابل , , الموضوع .

أمين أحمد ثابت

2022 / 11 / 6
المجتمع المدني


إن الجدل الفكري الفلسفي – ليس حقيقة كما يعتقد به توهما اكاديميو العلوم الانسانية والمختصون بالفكر المعاصرين ، بكونه ابداعا عبقريا خالصا شديد التعقيد – نعم ولكن حتى مجيء زمن حل العلم محل الفلسفة وتطور نوعيا بمنحى مغاير عن المنحى التاريخي الى ما قبلها في تطور الفلسفة – اصبح – أي الجدل الفلسفي بذاته في زمننا الحديث خلال القرنين الاخيرين وحتى المعاصر اليوم لم يكن له أن يحل معادلة من المتحكم بالآخر – أي من هو المتغير الثابت ويكون الاخر هو المتغير التابع – الفكرة ام المادة ، الذات ام الموضوع ، الوعي ام الواقع – ومن اسبق في الظهور منهما – رغم أن هذا الاخير اثبت علميا . . عبر مختلف علوم الطبيعة وخاصة البيولوجيا والجيولوجيا الاحفورية والكيمياء وحتى الفيزياء . . أن مادة الطبيعة غير الحية في كوكبنا اسبق في الظهور بمليارات العديدة من السنين – ورغم ذلك . . مع خروج الفيزياء النظرية عن خط مبحثها المحصور في كوكب الارض كعالم وحيد يهم الانسان . . يلزمه اكتشافه والتحكم به وموارده لصالح تطور الانسان وحياته والحفاظ على محيطه الطبيعي كمصدر دائم لأن يعيش ويستمر وجوده – من زمن وجود انشتاين ذهب في تحويل مسار الفيزياء الى نطاق كوني . . يتعدى فيزياء كوكب الارض وقوانينها ، والتي عرفت لا حقا ب فيزياء الكون او فيزياء الفضاء – إن كان انشتاين قد احدث ثورة انقلابية في تاريخ علم الفيزياء من مسماها التقليدية الى الحديثة والمعاصرة ، فاتحا مسارا سريعا ومكثفا لتطور العلوم الطبيعية والتقنية التجريبية والتطبيقية بشكل مذهل ، بحيث لا يقاس كل ذلك التاريخ الطويل للفلسفة والقرون السبعة الاخيرة من الثورة العلمية الطبيعية والثورة التكنولوجية – لا يقاس بالفترة المحدودة من زمن وجود انشتاين والى اليوم ولو بجزئية صغيرة ، فنظرية النسبية ونظرية الحقل الواحد التي لم يستكملها انشتاين بموته ، فتحت مسارا تاريخيا جديدا للبشرية ، حيث تتابعت مختلف العلوم التجريبية الطبيعية والتقنية تطورها العاصف في اتجاه علوم الفضاء والكون لأول مرة في تاريخ البشرية وخروج عقله الهادف الى نطاق ليس يخرج عن كوكب الارض ، بل يدفعه الى طريق لا نهائي من تطوير قدراته العلمية والتقنية نحو اكتشاف الكون غير المتناهي – ومن انشتاين جاءت الفيزياء النظرية المتحررة بعده لظهور نظريات جديدة – بقدر ما تعد تطورية من بعده رغم وجود منها في زمن اطروحته النظرية ك نظرية الكوانتا او الكم وغيرها – رغم توهم بعض علماء الفيزياء بأن النظريات اللاحقة تسقط او تعدل النظرية النسبية – إلا أن تلك الفتوحات أعادت مجددا فتح بوابة الجدل الفلسفي القديم – على صعيد الفكر النظري المجرد – حيث الكون الغامض البعيد عن معرفتنا العلمية أثار نشوء نظريات فيزيائية مدللة على اسس رياضية افتراضية مقبولة في المنطق العلمي – كنظرية المجالات المتعددة والنظرية الوترية ونظرية الكل الواحد و . . والتي هي عودة لنظرية انشتاين غير المكتملة والمنسوخة بطروحه علمية جديدة لعالم اخر معاصر – انعكس ذلك على فكر علوم الانسانيات بعودة جديدة للتفلسف المجرد وحتى في اطار مجالاتها الاجتماعية بتخلق تصورات تخيلية لعوالم ووجود آخر في الكون – خارج كوكب الارض – منها تفترض وجود مستنسخات لكل فرد من الانسان في اكثر من واقع كوني اخر على امتداد المجرات و . . يكون مهيئ للحياة ، بينما وضعت طروحات نظرية افتراضية تخيلية ايضا بأن المادة الحية لكل الكائنات ومنها نوع الانسان قد انتقل مكونها الجيني عبر التغيرات الكونية لتصل الى كوكب الارض ، فكانت بيئة الكوكب حاضنة لنشوء الحياة وازدهار انواعها الحية عبر التاريخ الجيولوجي الطبيعي ، كما ونشأت نظرية افتراضية منسوخة عن السابقة بدرجة ما وتتعلق فقط بنوع الانسان ، بكون جينته الوراثية قدمت الى كوكب الارض – عن حضارة نوع كائن كوني ارقى . . يمثل سلف الانسان ، وبقدر ما تكون بيئة الارض قد حققت ازدهاره وظهور سمته العاقلة . . حتى اصبح مسار نوعه يغاير كل الكائنات الحية الاخرى ، بأن يتحرك في تاريخ ينحو ليكون متحكما بالطبيعة وكل عالم ومادة داخل الارض او خارجها ويخضعها لإرادته ، إلا أن كل ذلك التطور المذهل يعد بطيئا – بسبب بيئة ومناخ كوكب الارض – ما يجعل كل حضاراته القديمة والمعاصرة . . متأخرة عن الحضارة الاصلية الاخرى في الكون –أن الكائن الحي المتطور ذاك . . كان عالمه مهددا بالانقراض عبر دمار كوني متوقعا ، فكان له أن يرسل مورثات نوعه الى كوكب الارض – بكونه يمتلك خصائص وجود الحياة – بعد ازدهار انواع الحياة للكائنات المختلفة الحية - وهذه النظرية التخيلية وضعت في اتجاهين افتراضيين بأتباعها من المفكرين العلماء ، واحدة تفترض أن ذلك العالم المتقدم حضاريا قد انتهى وتلاشى بحادث من حوادث الدمار الكوني – من التصادمات او الابتلاع من قبل نجم خامد يعرف بالثقب الاسود أو بانتهائه عبر اقترابه من نجم ملتهب ضخم خلال خروجه عن مساره القديم – أما الافتراضية الاخرى ، بأن مثل تلك الحضارات الكونية المتقدمة سيأتي زمن – وإن كان بعيد من تطور قدرة الانسان في غزو الفضاء – أن يصل الى اكتشافها وانها لم تزل موجودة ومستمرة في وجودها ، بل يمكن لاقترابه يسهل عليه بالتواصل معه من خلال كائن تلك الحضارات الكونية للكائن الحي الاكثر تطورا عن الانسان بكثير – وخرجت افتراضات تخيلية نظرية تفترض أن الحضارات الفرعونية لآلاف السنين قديما ، والتي تعد اثارها ومعالمها الحضارية متقدمة بشكل مفارق وفريد مع كل الحضارات البشرية التي كانت قبلها او معها او بعدها ، وهو ما اخرج نظرية تخيلية مجردة أن الحضارة الفرعونية لم تكن سوى بذرة قدمت من تلك الحضارة عالم اخر في الكون ، كما ويستنسخ عن هذه الاخيرة نظرية افتراضية تخيلية اخرى بوجود اكثر من حضارة او تعددها في عوالم مختلفة من الكون ، وانه عنها وصلت مورثات الحياة لمختلف الكائنات في كوكب الارض ، حتى منها اختلاف المورثات الجينية غير العامة لنوع الانسان ( 23زوج كروموسوم ) و . . لكن الجزئية المتمثلة باختلاف الصفات الظاهرية والعقلية – وهي ما اراده هتلر توظيفه ايديولوجيا بأن يكون الالمان هم الجنس البشري الارقى عن بقية الاجناس العرقية الاخرى من البشر – وعودة كان لتفرخ هذه النظريات التخيلية المجردة أن ترجع جدل الاختلاف النظري – ولكن بمحمولات علمية المجال في الانسانيات وحتى الطبيعة – ولكن هذه المرة بين الحسي المادي ( التقليدي في العلم – كما يشيعونه ) وبين واللاحسي غير المادي – بكونه افتراضا ذهنيا غير مثبتا حسيا بالنسبة لمعرفتنا وقدرتنا العلمية القائمة ، ولكنه اصبح من العلم قبول مثل هذا الافتراض التخيلي ، نعم لا يكون معتمدا كأساس تقعيدي في المعرفة العلمية ولكنه لا يمكن دحضه وتجاوزه – مثلا في الامراض الجرثومية او العضوية الفسيولوجية . . لم يكن متخيلا وجود كائنات دقيقة لا ترى بالعين المجردة . . غالبيتها مسببة للأمراض – التي كانت تفتك بالإنسان والحيوانات والنبات و . . لا يعرفون لماذا انتهت حياتهم وبتضرر مرضي بليغ ( مبهم ) ، وايضا لم يكن متخيلا امراضا فسلجيه وعضوية جزئية او عامة ومنها مناعية ذاتية . . يتم علاج الانسان او الحيوان او النبات من خلالها فقط . . إلا بتطور المجهر وصولا الى الالكتروني واجهزة الفحص والادوات والوسائل المجهرية الدقيقة – كلها كانت تعد في الارث المعرفي حتى العلمي الى وقت مبكر شيئا لا وجود له ، وأن أي تخمين او تخيل تصوري في احتمالية ان يوجد شيئا مثلها هو نوع من الفكر الخرافي الذي لا يتقبله المنطق البسيط للعقل وقتها ، حتى تم اكتشافها واصبحت حقيقة ملموسة ماديا وثابتا من ثوابت العلم الطبيعي البيولوجي والبيو - حيوي – هذه العودة جعلت لما وراء الطبيعة ( الميتافيزيقا ) ، أكان في جانب الافتراض المادي لشيء متخيل لم يثبت بعد – أي مازال غير حسي - او حتى في جانبها المثالي اللاحسي ( كالروح ، وما وراء النفس او فوقها الباراسيكلوجية او الخالق الاوحد للكون . . الخ ) ، جعلها طروحه ستظل مستمرة باستمرار تطور علم الفضاء . . حتى يغطي رحلات الانسان الإكتشافية لمعظم مساحات الكون – في عوالمه القابلة لوجود الحياة – او حتى في فهم ما وراء النظم الحاكمة للكون . . أن تحدد وقتها بوجود أي من الافتراضين او احدهما او من عدم وجودهما اصلا .

إذا ما سبق توضيحه هو ما وصلنا إليه اليوم ومستقبلا فيما هو قائما في العلم والفكر النظري المجرد بين مختلف العلماء المفكرين او بين العلماء ورجال الفكر وإن كانت بينهم من النساء – فهل لدى شخصنا منظورا او مدخلا علميا مغايرا عن ما هو قائم معاصرا ! ، فمن خلال عنواننا الفرعي لموضوعنا هنا . . هناك اشارة صريحة لتصديرنا موقفا رؤيويا اخر مخالف ، والذي يتمثل بحكم تعميمي – من قبلنا – بعقم عودة الجدل القديم و . . حتى إن اتخذ موصفا مستحدثا ك جدل الحسي المادي واللا حسي غير المادي بذاته . . من هو الاساسي المتجكم ومن منهما التابع ، وأي منهما اقدم وجودا – فمثلا في الدين السماوي يطرح أن الانسان كان مخلوقا في عالم الجنة الافتراضي . . كعالم الخلود المطلق – بعد أن خلق الله الكون بكل ما يحتويه وجلس على العرش . . ثم خلق الانسان بعد خلق الملائكة والجن ، ولعصيان الانسان – ابو البشرية ادم - امر خالقه انزل الى عالم الارض ، الذي يعد من وقتها دار فناء وانتقال بعد الحشر الى دار الخلود الدائم إما في الجنة او النار . . جزاء افعاله في الدنيا الفانية – على اعتبار أن كل متخيل نظري مجرد غير ممكن اثباته ماديا او حسيا . . لا عدم قبول الافتراض هذا . . لكونه في حدود معرفتنا العلمية المادية وادواتنا التجريبية تعد قاصرة عن الوصول اليها بعد – الذي يعني هو عيب في حدود معرفتنا العلمية وليس في صحة الافتراض او خطأه . . .

ما هو الجديد فيما سنطرحه ؟ ، إن الامر لا يتعلق بجديد نظري مغاير عن المعرفة العلمية التي بين ايدينا ، بل في المعالجة والفهم المغاير لطبيعة هذه المعرفة .
فموضوعة الفلسفة بشقيها المادي والمثالي والمدارس الفكرية الخارجة عن كل منهما ومن بينهما . . حول المادة والفكر ، الموضوع والذات ، الوعي والواقع . . الخ ، وذلك فيمن هو اسبق ويحكم الاخر . . .

إننا نهتم تركيزا على العلاقة فيما بينهما برؤية غير حدية ( مغايرة ) كما اعتاد عليه خلال التاريخ البشري في صراعه الفكري – وايضا بمعطيات معرفية علميه صحيحة وشبه ثابته لا يختلف حولها ، والتي سيرى القارئ انا سنصل الى حقيقة العقم المعرفي وحتى العلمي في بقاء واستمرار جدل مادية الكون ووجود خالق له غير مادي يتحكم به ، بأن الذات اسبق وتحكم ( أي ما هو ذاتي ) الموضوع او الجانب الموضوعي كل ما هو خارج عن تلك الذات – ولكن قبل هذا ينبغي أن نعيد البناء التكويني لمفهوم الذات على اصل مدمج واحد وبجوهر واحد يحدد ما هو اصل المفهوم – أي بمعنى اولا معالجة فهم ألفاظ ( الذات ، العقل ، النفس ، الروح ) ، وبطريقة علمية شبه ثابتة لا تقبل الدحض . . في ظل حقيقة معرفتنا اليوم – وليس على الموروث الفكري النظري التأويلي أو التخميني .

ف . . الذات : يقصد بها الانسان – بمعرف قول الذاتي بما يقصد به فعل الانسان او ما يسلكه بممارسة مادية محسوسة او ممارسة ذهنية غير محسوسة بذاتها وإن كانت آثارها ملموسة – وبما أن الانسان ( أي ذاته نفسها ) يحتوي على النفس والروح والعقل والدماغ ، وهو ما يعني أن ذات المرء تحتوي المكونات الاربعة سابقة الذكر – بغض النظر عن التأويلات التعريفية التفسيرية المفرقة بين الالفاظ الخمسة المفرقة في الموروث البشري المعرفي – وبما أن الانسان موجودا بجسد مادي عضوي – هيكلي ودماغي – إلا أن ذلك الدماغ خاصة في طبيعته المخيه ونظامية عمله الكلي الدماغي والمخي الخاص . . مطبوعا بخصوصية استثنائية في الانسان دونا عن غيره من الاحياء العضوية الراقية ، بأن ذلك الاخير منتجا لوعي مغاير لدى الانسان عن الوعي البيولوجي الموجود عند بقية الحيوانات مكتملة بنية الدماغ ، بأن ادراكاته تتعدى المدرك الحسي المنعكس فيه عن كل ما هو خارجه ، حيث يتصف ذلك المخ البشري بقدرته الخاصة على إعادة تحليل ما هو مدرك حسيا بصورة مجردة قابلة للتأويل والافتراض والتخيل والتحليل وبمستحضر استدعاء مخزون الذاكرة من الخبرات السابقة ، حيث تكون تلك العمليات عالية التجريد للمعلومات الحسية المترجمة مخيا . . تعتمد التفكيك واعادة التركيب لها في احكام مختلفة – لأمر يستدعي توجيه السلوك الذي سيأتي به الانسان او الموقف – ويكون هذا المخ موسوما بطبيعة استثنائية تتمثل بحرية الاختيار بين الاحتمالات الحكمية المختلفة التي جهزت مخيا ، وعند الاختيار – بصورة تلقائية – لنوع الاستجابة ( التي يعتقدها المخ هي الافضل ) ، يخرجها بصورة موجه تخطيطي دماغي للفعل ، ويكون التفكير الدماغي المخي جاهزا ايضا لتعديل فعل الاستجابة المخططة إن اظهرت خطأ او ضعفا في القياس المجرد سابقا – قبل تحويل التصور او الاعتقاد الى فعل ممارس . من هنا فالدماغ بكونه ماديا في بنيته وآلية عمله ، فإن منتجه التفكير – العاقل – انتج معرف العقل . . الذي هو غير مادي التكوين في ذاته كموضوعة التفكير . . وإن كان في آثاره المنتجة طبيعة مادية ملموسة ومحسوسة بظهوره على شكل سلوكي او فعل – وما يعنينا هنا أن الذات بنفسها مكونة من عنصري المحسوس المادي وغير المحسوس ماديا بذاته – وعلى نفس السياق ، فإن الموضوع او كل ما هو موضوعي هو نفسه يحتوي كل ما هو محسوس ( وضعي ) وما غير محسوس بذاته ولكن تدرك موضوعيته المادية منطقيا وبصورة قياس ذهني . . مثل حضور وسيطرة ارث القديم المعاد انتاجه حياتيا – بصورة تلقائية وفق توهمنا المعتقدي - و . . إن كان ظاهر الحياة يسود عليها معالم وصفات وخصائص العصر الحديث – وبموجب ما سبق اعلاه ، فإن جدل الذاتي والموضوعي الصراعي فكريا يعد فارغ القيمة ونوعا من العبث ، كون المتعارضين يحملان في كل منهما النقيضين – أي الحسي وغير الحسي – ويكون الجدل بين ضدين اساسيين مختلفي النوعية يتم احسابهما – كالذات والموضوع – ليس اكثر من تخليق صراعا وهميا ، حيث ما عرف فلسفيا قديما وتفلسفا معاصر بأنهما نقيض بعضهما في النوعية . . اثبت العلم احتواء كليهما من مكون او تعبير الضدين .

وبعودة للذات – بمدلول الانا – المعنوية المجردة اللامحسوسة بذاتها ، تعد معادلا ترادفيا دلاليا لكل من لفظي الروح والنفس ، اللذين لا وجود ملموس لأي منهما و . . لكن يستدل على وجودهما – الافتراضي – من خلال اثارهما المستقرأة عبر السلوك والفعل المادي – فمثلا الانسان المقهور حياتيا يطلق عليه ( روحا معذبة ) – وإن كان في الدنيا فأمر الاخرة لا يعلم بها غير الله ! – وايضا يقال على نفس المرء ( نفس معذبة ) – وحتى يعرف معتقديا دينيا أنه حين يموت الانسان بإنطفاء كهربية دماغه . . يقال بأن روحه تارة واخرى نفسه فارقت جسده – ودينيا أن النفس والروح تعود الى بارئها حتى قيام الساعة للحساب . . .

ومن خلال ما سبق ذكره ، فإن علامة النفس او الروح ( المجردة غير المادية بذاتها ) . . التي يحتوي عليها أي فرد وبشري و . . عممت بحيث يحتوي عليها أي كائن حي ، تكون خلال الحياة مدلل على أي منهما من خلال السلوك والفعل الملموس ماديا ، وتكون عند الموت بموت الدماغ بمعبر خروج الروح او النفس عن الجسد – وبعودة لعلم الفسيولوجيا العصبية ، معبر فقدان أي جسم صفة الحياة بموت الدماغ ، بحيث يصبح جثة مادة ميته مثل غيرها من مواد الطبيعة غير الحية – وهذا ما يعني استدلالا بأن الروح او النفس في علم فسلجه الدماغ والجملة العصبية ، انهما منتجا عمل الدماغ فيما يعرف بالتفكير العاقل او معبر العقل – حتى أن الدماغ يعمل في نظاميتين عصبيتين اساسيتين ، احداهما غير ارادية الادراك والاستجابة ، وتميز هذه علميا بردود افعال الاستجابة الدماغية الغريزية العفوية اللا إرادية ، بينما تكون النظامية الاخرى موسومة بالإدراك الواعي – المعروف بالإرادي – وهذا ذاته نجد مشابهات له في المورث المعرفي لكل من معبر الروح وايضا معبر النفس في مجالات علوم النفس ، فالروح او النفس المطمئنة تعود الى ربها واثقة بأن جزاءها الجنة ، اما الروح او النفس الخائفة تعود الى ربها وتعرف ما ارتكبته من افعال آثمة او معاص في الدنيا – وفي علم النفس يقابل موصفي كل من الروح والنفس في علم النفس ب . . تعريف النفس بمكونات افتراضية ذهنيا ( الانا والانا العليا والهوا ) ، فالانا هي بعد الذات البشرية الشغوفة بالامتلاك والاستحواذ الجشع – أي الانانية الفردية – ومحاكمتها اخلاقيا بمنظور العدالة من حيث حق التعايش للفرد مع من حوله ، وهنا تكون مرصودة في ضوء معبرها السلوكي ( الاختياري ) بين فعل الخير وحفظ حق الغير او الفعل الآثم بتغليب مسلك الانانية الفردية على الغير – بينما الانا العليا فيقصد بها بنية المثل العليا المعتقدية الضابطة لسلوك وافعال المرء ، وهي تقارب هنا توصيف مفهوم الروح تحديدا ، بينما الهوا . . فيقصد بها البعد الغرائزي اللذائذي . . حيواني البعد – كشهوات التملك والاستحواذ والجنس والاكل . . الخ بما يعطي سمة الاستمتاع الملذاتي للذات – وهذه الاخيرة إذا سيطرت على ذات المرء تنزله الى مصاف الحيوان ، وتكون خير تعبير عن مسمى الروح الضائعة او المتمردة ، وحين تغلب الانا على الانا العليا فتوصف تقريبا بالروح المعذبة الخائفة لإدراكها ما ارتكبته من اخطاء وآثام في دنياها العابرة ، بينما موصف الذات الطائعة الخيرة المدركة قدرة التفريق بين الخير والشر في فعل الخير ف . . يعرف على انها الروح الطاهرة او النفس المطمئنة – الغريب أن كل التوهان السابق ذكره محدد بخصائص بنية الدماغ وعمله الوظيفي ، فكل استجابة دماغية للسلوك او الفعل كحكم موقف على المرء إن لم تكن صادرة عن المخ . . فهي تمثل استجابة عصبية لا إرادية ، ويحكمها عموما النخاع الشوكي ومواضع اخرى من الدماغ ، كالمخيخ او ساق الدماغ او حتى الثالاموس او الهيبوثالاموس ، وهذه تعرف جميعها في تحكمها العصبي الدماغي ب ( الاستجابات الغريزية العفوية التلقائية دون تفكير ) ، أما حين تكون الموجهات العصبية الدماغية للاستجابة السلوكية صادرة عن المخ – المطبوع على التفكير والذاكرة والتعلم والتخيل كوظائف عليا للدماغ – معروفة بالاستجابة الواعية الارادية المفكرة – ومن خلاصة التوضيح الاخير ، فإن بعد الانا العليا في علم النفس ومقابلها بموصف الروح تنحصر في البنية الارادية المعتقدية القيمية المحتوي عليها المخ وتحكم اخلاقيا طبيعة مخرجات العقل وما يتمظهر عنه سلوكيا ، ويضر هنا المخ مرة اخرى في ادراكه الواعي الحر عالي التجريد لمسألة ادراك جشع الذات او تخفيفه باثر القيم المعتقدية الضابطة لأفعاله ، بينما حين يبهت اثر القيم المعتقدية المثلى وليس المورثة على العقل وطبيعة تفكيره ، بينما تكون الانانية الفردية حاكمة لموقف العقل ، فهي تسقط المرء عن سمو نوعه ، وبزيادة الايجو تنحرف ذات المرء إما نحو تسلط الملذات الحيوانية على طابع حياته ومسالكه او تحرفه نحو امراض التوهم العصابي – النفسي .

وخلاصة لما سبق ، فإن الذات والروح هما الدماغ ، وبما أن الدماغ يتمظهر تعبير طبيعته في اثنين من موصف العقل – أي العقل المنطقي والعقل العاطفي - بمقابلة لهما في الانسانيات بالوعي المنطقي والعلمي والاخر بالوعي العاطفي الغريزي ، وبغلبة نوع احدهما توصف الذات بمسمى شخصية الفرد – يقال انسان عقلاني وذاك عاطفي – وكل ما نحى المرء نحو سيطرة عقله العاطفي على تفكيره وافعاله وسلوكياته . . يفقد صفة ارتقائه النوعي عن سائر الكائنات الحية الراقية ويؤثر في ادراكه العقلي للحقائق ، اما حين يعلم عقل المرء بالسيطرة المطلقة لجزئه العاطفي عليه ، فإن يسبب للمرء انحرافا مرضيا بفقده توازنه كإنسان ، فيطبع بضعف الشخصية وهشاشتها المعرضة دوما للصدمات التي تدخله الى الموصفات المرضية العصابية المختلفة من الامراض النفس – عصبية – وهذا ما يثبت لنا في الاخير النفس والروح ليسا سوى تعبيرا مجازيا في منتج عمل الدماغ ما يعرف بمظهر العقل ، وحتى هنا ينكشف لنا جدل الفكر أن الذات يقصد بها تحديدا العقل او الفكر – الذي هو غير مادي بذاته – كمقابل لكل ما هو مادي خارجه – ولذا بعودة للمعالجة القرائية للعلاقة بين الحسي واللاحسي ( كالمادة والروح ، المادة والفكر او المادي والروحي ، الذاتي والموضوعي . . الخ ) ، فالامر لا يقوم على من يسبق الاخر او يكون هو المتحكم الاساس في الاخر ، بقدر ما يقوم على علاقة التفاعل التبادلي بين الاثنين ، والذي يشترط – في اعتقادنا – كتبادل تفاعلي ملموس الاثر ، فالعقل لن يكون له قيمة بتفكيره إن لم يتمظهر كفعل سلوكي – ومن هنا ، فإن ما هو موضوعي ينعكس معلوماتيا في المخ الدماغي ، وكتفكير واعي ارادي عقلي يصدر عن المخ محمولا بموجهات فعل سلوكي للاستجابة الملائمة مع الواقع الموضوعي – هنا يكون الموضوعي موجها حاكما لعملية التفاعل بين الاثنين – وهو ما يجعل الموضوعي بصفته المتقدمة عن الذات العاقلة التي يكون وعيها العقلي متأخرا هنا . . أن يكون هو الاساس او الاسبق ، بينما تكون الذات بوعيها تابعة لإملاءات الواقع الموضوعي – بينما في حين آخر حين يكون العقل متقدما ومتجاوزا حقيقة الواقع الموضوعي المحيط به – ونقصد به العقل الجمعي – فإنه يكون الاساس الحاكم في معادلة التفاعل ، ويحدث تغير الموضوع او الجانب الموضوعي بما يلائم طبيعة العقل القائم – وفي منظوري علاقة تفاعل الموضوعي والذاتي تتحقق شرطية التفاعل من خلال الفعل الملموس الاثر بين الطرفين – وهو المعبر فلسفيا حول من الاسبق او بمعنى دقيق من يحكم تعدل او تغير الاخر . . من خلال من هو متقدما عن الاخر من حيث قوة الفرض على تعدل او تغير الاخر – وبمعنى بسيط ، متى يكون الواقع الموضوعي يمتلك قوة الاملاء على الذات . . بحيث تكون مرهونة للتغير التكيفي الملائم مع الشروط الموضوعية ( إيجابا او سلبا ) ، ومتى يكون الجانب الذاتي هو الممتلك قوة الاملاء على الواقع الموضوعي ، والذي تحقق تعدله او تغيره بما يجعله ملائما للشروط الذاتية ( إيجابا او سلبا ) – ومن خلال حقيقة شرطية التفاعل تتحدد النتائج الخارجة عن ذلك التفاعل ب . . متجلى ومتجسد التغير ( التطوري الايجابي او الارتجاعي المنتكس او المشوه السلبي ) او إعادة انتاج القديم . . الجمود والتخلف .

وبذا نكون قد وصلنا الى استنتاج مغاير لجدل الفكر عبر التاريخ القديم وعودته كمخرجات للعلوم – الانسانية والطبيعية – المعاصرة ببخس قيمته وبكونه يغربنا عن حقيقة وجودنا ويحرق مراحل التاريخ علينا بفعل سذاجتنا و . . يخلق زيفا متجددا للوعي ويخلط المعرفة بين ما هو علمي وما هو تخيلي تأويلي اشبه منه الى الظنية والخرافة – فحقيقة التاريخ البشري دائم التغير يقوم على طبيعة العلاقة التفاعلية الاثر بفعل مادي بين الذاتي والموضوعي ، وبموجب طبيعة ونوعية الشروط الفارضة لجانب على الاخر ( ايجابية ام سلبية ) – بشكل تبادلي وليس بأحادية مطلقة – ينكشف مسار التاريخ بمراحله بين التقدم الطبيعي الايجابي او التغير السلبي في التاريخ بين مصور الاعاقة او اعادة انتاج الجمود القديم ، الذين يطبعان نفسيهما على المسار التاريخي لشعب مجتمع او شعوب مجتمعات بعينها كمسار منحرف عن المسار الطبيعي للإنسان وحياته .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. Amnesty Launches Annual Report on the State of Human Rights


.. وكالة -الأونروا- تنشر مشاهد للدمار في غزة في اليوم الـ 200 ل




.. بطلب من الأرجنتين.. الإنتربول يصدر نشرة حمراء لاعتقال وزير د


.. إسرائيل تستبق الاجتياح البري لرفح بإنشاء مناطق إنسانية لاستي




.. إسرائيل.. تزايد احتمال إصدار محكمة الجنايات الدولية مذكرات ا