الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اِتحضَّر للأخضر … نحو عالَمٍ نظيف COP27

فاطمة ناعوت

2022 / 11 / 6
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


نعم، علينا الاعتراف بأننا قد أوغلنا وتمادينا في الإساءة إلى الطبيعةِ، فقررتِ الطبيعةُ أن تردَّ الإساءةَ وتعاقبنا بويلٍ وشيك يهدد بذوبان ثلوج القطب الشمالي وإغراق الأرض. لهذا علينا العودةُ فورًا إلى احترام منظومة الطبيعة والتوقف عن الجور عليها وانتهاك اتزانها، والدخول المبكر في "العالم الأخضر" المنقّى من التلوث السمومي. علينا أن نتحضَّر للأخضر وفق المبادرة المصرية للتوعية البيئية. كوكبُنا المحزونُ بنا، يقتربُ من كارثة هائلة لن ينقذنا منها، بعد رحمة الله إلا تضافر جهود العالم بأسره لتدارك النازلة قبل وقوعها. لهذا تعقدُ "الأممُ المتحدة" كلَّ عام، منذ عام ٢٠٠٥، قمّةٌ للمناخ في دولة مختلفة لدراسة وطرح حلول لظاهرة "التغيّر المناخي" الناجم عن "الاحتباس الحراري" الكارثي الذي يرفع من درجة حرارة الأرض تدريجيًّا بعد احتباس الغازات الدفينة، مثل ثاني أكسيد الكربون" وعدم ارتدادها إلى الغلاف الجوي بسبب تصاعد أبخرة احتراق النفط والغاز والفحم من المصانع والبيوت ووسائل النقل، وكذلك بسبب احتراق الغابات العفوي، او إحراقها العمدي لزيادة الرقعة السكانية، مما يقلِّصُ من مساحة الرقعة الخضراء وانخفاض أعداد الأشجار التي تقوم بدور حيوي للغاية في امتصاص الغازات السامة مثل تاني أكسيد الكربون وإنتاج الأكسجين الصحي. وفي هذا الشأن اتخذت ١٣٧ قرارًا بالالتزام بحماية الغابات والتوقف تمامًا عن فقدان الأخضر بحلول عام ٢٠٣٠. وخُصِّص لهذا الأمر ١٢ مليار دولار من القطاع العام وأكثر من ٧ مليار دولار من تمويلات القطاع الخاص. فضلا عن التزام رؤساء أكثر من ٣٠ مؤسسة مالية بأصول عالمية تربو قيمتها على ٩ تريليون دولار بالقضاء على الاستثمار في أي نشاط يرتبط بسحق الغابات. 
القمة السابعة والعشرين هذا العام COP27، تشرُف باستضافة مصر لها في مدينة "شرم الشيخ" على مدار أسبوعين بين يومي ٦ نوفمبر وحتى ١٨ منه. وحين وقع الاختيار على مصر لاستضافة قمة المناخ لعام ٢٠٢٢، أعلن الرئيس "عبد الفتاح السيسي" أن "مصر ستعمل على جعل المؤتمر "نقطة تحول جذرية في جهود المناخ الدولية بالتنسيق مع جميع الأطراف لصالح أفريقيا والعالم بأسره”. وتحاول قمم المناخ في دوارتها المختلفة رسم الخطط العلمية من أجل استعادة البيئة لطبيعتها الأصلية من أجل بلوغ الهدف المرجو، وهو "الصفر الإجمالي" للانبعاثات بحلول علم ٢٠٥٠ من أجل إبطاء عملية الاحتباس الحراري. ويعني هذا التوقف عن إضافة كميات جديدة من الغازات الدفينة إلى الجو. وتحقيق هذا الهدف يعني خفض الانبعاثات إلى أدنى مستوى ممكن، وموازنة الغازات المتبقية بإزالة كمية مساوية منها. وبموجب اتفاقية قمة باريس لعام ٢٠١٥، وافقت ١٩٧ دولة على محاولة عدم تجاوز سقف 1.5 درجة مئوية في زيادة درجة حرارة الأرض، لكي نتجنب ذوبان القطب الشمالي وعواقب التغيّر المناخي بالغة الخطورة.
في قمة العام الماضي COP26 التي عُقدت في جلاسكو الأسكتلندية في بريطانيا، طرحت الدولُ المشاركة خططَها لخفض انبعاثات غاز الميثان وغاز ثاني أكسيد الكربون المسببين للاحتباس الحراري؛ بهدف تقليل حجم المخاطر البيئية التي يتعرض لها كوكب الأرض. ونصّت الاتفاقية على تقليل استخدام الفحم الذي يتسبب في زيادة الانبعاثات الغازية في الغلاف الجوي. وتوفير دعم مالي للدول النامية للتكيف مع تبعات التغير المناخي الذي يشهده كوكب الأرض، في محاولة لوقف ازدياد درجة حرارة الكوكب، إلى أقل من 1.5 درجة مئوية. وقال الأمين العام للأمم المتحدة في تلك القمة إن علينا تعجيل العمل المناخي، فقد دخلنا منطقة: "حالة الطوارئ"، ويجب إنهاء دعم الوقود الأحفوري، والتخلص التدريجي من الفحم، وتحديد سعر الكربون، وحماية المجتمعات الضعيفة، والوفاء بالتزام تمويل خطة المناخ بقيمة ١٠٠ مليار دولار. وفي تلك القمة العام الماضي قدّم وزير الطاقة البريطاني تعهدات منها: تقديم مِنح بقيمة ٦٢٠ مليون جنيه استرليني للتشجيع على استخدام السيارات الكهربائية، وتشييد محطات الشحن الخاصة بها، وتقديم ٣٥٠ مليون جنيه للمساعدة في عملية التحوّل من استخدام الوقود الأحفوري إلى مصادر الطاقة الأخرى الصديقة للبيئة. وكذلك تقديم منح تصل إلى خمسة آلاف جنيه للأسر، لمساعدتها في نصب مضخات حرارية في منازلها، عوضًا عن وسائل التدفئة المستخدمة حاليًا. وضخم حوالي ١٢٠ مليون جنيه استرليني، اتطوير مفاعلات نووية صغيرة لتغدو صديقة للبيئة، و٦٢٥ مليون جنيه لتمويل عمليات التشجير وإعادة تأهيل العديد من المستنقعات، وتقديم تمويل إضافي لمنشآت استخلاص الكربون وخزنه.
ندعو الله أن تكون قمة المناخ COP27 في مصر هذا العام نقطة مفصلية ناجحة في رحلة إنقاذ الكوكب من الكارثة الوشيكة لا سمح الله بها. حفظ اللهُ العالمَ برحمته تعالى. ونحو عالمٍ أخضرَ نظيف.
               ***








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيهود باراك: إرسال نتنياهو فريق تفاوض لمجرد الاستماع سيفشل ص


.. التهديد بالنووي.. إيران تلوح بمراجعة فتوى خامنئي وإسرائيل تح




.. مباشر من المسجد النبوى.. اللهم حقق امانينا في هذه الساعة


.. عادل نعمان:الأسئلة الدينية بالعصر الحالي محرجة وثاقبة ويجب ا




.. كل يوم - الكاتب عادل نعمان: مش عاوزين إجابة تليفزيونية على س