الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قضايا السلام والديمقراطية وتعقيدات العملية السياسية

سعد محمد عبدالله
- شاعر وكاتب سياسي

2022 / 11 / 8
التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية


الساحة السياسية السودانية لا تخلوا من الخيبات والتخبط والإحباط بما يجعلنا "غاضبون بلا حدود"؛ بينما نحن نتتبع كل تلك المتغيرات الإيجابية المحفزة للإنخراط في عملية الحوار المباشر بين الفرقاء السياسيين لإحداث توافق يعيد البلاد لمسار الديمقراطية التشاركية؛ لكن ثمة أسئلة وإستفهامات تلف المشهد العام دون أن تجد إجابات وتفاسير منطقية، ومن بينها شفافية ومصداقية الأحاديث السياسية المطلقة تجاه قضايا السلام والمواطنة والتنمية وغيرها، وتلك مسائل عصية عن التجاهل أو التجنيب، وإيجاد الإجابة الموضوعية يزيل الغبار المُثار علي المسارح السياسية حول إتفاقية السلام نظراً للحملات المتعددة والمتعمدة "مع أو ضد السلام"، وتنقسم هذه الساحة بين فريقيين متضاديين "منْ مع التنفيذ ومنْ مع الإلغاء"، وفريق تنفيذ الإتفاقية يضع معادلة السلام علي قائمة أولوياتهِ الكبرى؛ بينما فريق إلغاء الإتفاقية ينطلق من أجندات تصفية الحسابات السياسية مستنداً علي مبررات فيها درجات من حياكة المماحكة ضد الآخر، وهؤلاء لا يعيرون تحويل نصوص الإتفاقية من الورق إلي برنامج عمل يضمن إستدامة السلام كحل للمعضلات السياسية والإنسانية وإحداث التنمية عبر إستنهاض الإقتصاديات الزراعية والرعوية والصناعية في الريف السوداني.

نحن مع إستثمار الدوافع والعوامل الداعمة للحوار والتسوية السياسية، وندعم تنفيذ إتفاقية السلام وتوفير مناخ إستدامة الإستقرار في السودان؛ لكن يبدو خطاباً سياسياً سلبياً يتكور ويدور عكس عقارب الساعة من لدن تلك المكونات السياسية بمفاهيم معطوبة ومشحونة بداء الغرور؛ حيث نلاحظ حلفاً تتجاذبه أطراف "السودان القديم" مع من كانوا يتحدثون عن عملية السلام بلغة مختلفة قبل أن يتبدل حالهم، وأظهروا أجندتهم الآن؛ ثم صاروا عكس الإتجاهات التي نتمسك بمواصلة العبور نحوها، وتلك قوى محدودة النظر، ولا تُعِير قضايا السلام إهتمام أو ليس من خطها بلورة رؤية مشتركة لحلحلة الأزمات السياسية أو أن توسع ماعونها لإستيعاب موضوعات خارج مشروعها، ونحن نعمل لتنفيذ إتفاقية جوبا لسلام السودان دون نقص، وموقفنا من التحالفات والأنظمة يتوقف علي مواقفها من إتفاقية السلام، وتعتبر عملية السلام من المسائل الإستراتيجية التي تهم طيف واسع من المكونات السياسية والإجتماعية المتضررة من الحروب، وعملية إفقار شعوب الريف والمُدن المريفة منذ سنوات خلت، وهذه القضايا لها تأثيراتها المباشرة علي التشكلات المستقبلية لدولة السلام والديمقراطية والعدالة الإجتماعية.

يمثّل السلام أهمية قصوى عند الذين عاشوا قسوة الحروب وفقدوا أبنائهم وممتلكاتهم، ويجب قراءة النماذج والتجارب من التحولات التاريخية بروندا وبورندي ونجيريا ويوغندا وجنوب افريقيا واثيوبيا وإرتريا وغيرها من الدول التي كان يطبق فيها منهج الحرب والعنصرة، ولكن من يسمعون روايات الحروب لا يستطيعون تقييم مأسأتها؛ ذلك لأن غبار المعركة لا يصل للمناطق الأكثر إستقرارًا بذات الكثافة في مناطق النزاع، وبمعنى آخر أن من يعيشون تحت قصف الأنتينوف يرون الموت جهراً في أي وقت ويشعرون بمرارة القهر أكثر ممن يسمعون أخبار البنادق والمقذوفات المدمرة عبر التلفاز والراديو والصحف، ونحن نعمل لجعلهم يفهمون أهمية السلام للسودان والسودايين، وإنعاش الحياة عبر خطاب جديد يؤلف الشعور العام في بوتقة واحدة بين من عاشوا معاناة الحرب عن قرب ومن سمعوا أخبارها، وهذه مهمة معقدة للغاية مع إصرار بعض السياسيين والمثقفيين علي رسم صورة غاتمة لمسألة السلام من منظور سياسي لحظي لا يتسق مع واقع الحال في الكثير من المناطق السودانية، وعلي كل حال ينبغي علينا التفكير في قضايا السلام بعقلانية دون أن ننصاع وراء تحالفات مبنية بمخطط ومماحكات سياسية نخبوية تصوب سهامها بمواقف سياسية إنكفائية لا تصلح لإدارة السودان.

7 نوفمبر - 2022م








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة الأميركية تعتقل عدة متظاهرين في جامعة تكساس


.. ماهر الأحدب: عمليات التجميل لم تكن معروفة وكانت حكرا على الم




.. ما هي غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب؟


.. شرطة نيويورك تعتقل متظاهرين يطالبون بوقف إطلاق النار في غزة




.. الشرطة الأرمينية تطرد المتظاهرين وسياراتهم من الطريق بعد حصا