الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حقيقة صراع الحضارات

صالح مهدي عباس المنديل

2022 / 11 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


احدى المشاكل الكبرى الت حصلت بين الدول الغربية و الشرق الأوسط هي سوء الفهم. حيث طرح بيرنارد لويس و بعده ساميوئيل هنتنگتون مصطلح تصادم الحضارات و المعني به هو الصدام بين الشرق المسلم و الغرب المسيحي. هذه الفكرة هي تضليل واضح، فمن الناحية التاريخية انتهى الصراع بأنتهاء الحروب الصليبية و سقوط القسطنطينية. فمنذ ذاك الحين توقفت الصراعات على مدى القرون الخمس الماضية. اما العالم الأسلامي فقد ادرك التخلف الذي اصابه في زمن الدولة العثمانية و بدا يقلد الغرب في جميع نواحي الحياة و لم ينبذ القيم الغربية لا حكومة و لا شعب عدا بعض رجال الدين. و هكذا قبلت المجتمعات العربية التعايش مع وسائل الحياة الغربية الحديثة. اما من الناحية الأيديولوجية فان المسيحيين اصحاب كتاب تركهم المسلمين في عقيدتهم ولم يروا فيها اي تهديد للمجتمعات الأسلامية و تم التعايش على مدى قرون. ثم قام بعض المنظرين و منهم برنارد لويس بلي الحقائق و جعلها مبنية على اساس عداء الأسلام للفكر الليبرالي الغربي اذ اقنعوا الناس بان المسلمين هم عبارة عن برابرة متعطشين للدم يحتكمون الى السيف و يجبرون الناس على قبول الأسلام تحت تهديد السيف و لو لويس نفسه نفى هذا امام الأعلام و لكن هذا ما حصل في الواقع، اذ دقوا اسفين بين العالمين الشرقي و الغربي و أشاعوا سوء الفهم بواسطة وسائل الأعلام التي تطبخ القضايا على هوى المتنفذين. حيث يقول برنارد لويس ان المسلمين غير قابلين للتفكير المنطقي لأنهم لم يدركوا الثورة العلمية التي توجت بأكتشاف نيوتن لقانون الجاذبية اللذي ادى الى الثورة العلمية التي قادت البشر الى التفكير و الأستنتاج العقلاني الذي بني على اساس تكوين النظرية ثم اجراء التجربة ثم الأستنتاج، و تجاهل لويس ان المسلمين هم اول من ارسى القواعد لهذا النوع من التفكير اذ يعتبر ابن الهيثم اول من اجرى تجربة علمية و ارسى قواعد العلم الحديث.
ان الحدث التاريخي الذى سبب العداء هو ما حصل من عام 1917 الى عام 1948 ، اي من وعد بلفور الى اعلان دولة الكيان الصهيوني. هنا حصل تقسيم الدول العربية و اقتطاع فلسطين لليهود و ما تلاه من التاريخ المعروف. هذا ما سبب العداء و ليس ما يعرف باصطدام الحضارات.
عندما حارب و سعى العرب لأعادة فلسطين اصطف الغرب بأجمعه لمحاربة العرب و هنا اؤكد العرب و ليس المسلمين، تظاهرت الشعوب العربية ضد حكامها دون جدوى و برز التيار القومي الذي طالب بتوحيد الأمة العربية و تحرير فلسطين، و اصبحت فلسطين القضية الأساسية للأمه. فشلت الجهود و لم ينجح التيار القومي الذي خذله الحكام العرب لأنهم اصبحوا ملوك و رؤساء و أمراء ذوي سلطة و مال و نفوذ بين ليلة و ضحاها بعد سيكس-بيكو.
خاض العرب ثلاثة حروب ضد اسرائيل و لم يتحقق شيء. هنا لابد ان نلاحظ ان الدول الأسلامية لم ترمي اطلاقة واحدة و لم تساعد العرب بأي شكل خذ على سبيل المثال ايران و تركيا. اذن القضية بقيت عربية فقط. و لكن الأمريكان ارادوا ان يضربوا التيار القومي بالتيار الديني المتمثل بعلاقتهم بالسعوديه و المذهب الوهابي، تم تقوتهم لضرب التيار القومي مستغلين خيبة امل الأمة العربية، و هكذا استمرت الحالة حتى عام 1979 عندما توغل الأتحاد السوفياتي في افغانستان قامت امريكا بخطوة مشينة و هي استعمال التيار الديني لتجنيد ذوي الأفكار المتطرفة لمحاربة السوفيت. هذه القضية حصلت لها نتائج غير متوقعة. احدها هو استخدام التيار الديني لتجنيد المتطرفين ضد امريكا بسبب دعمها لأسرائيل حيث قامت جماعة اسامة بن لادن ببعض الافعال التخريبة ضد امريكا. نضرا لمكر الساية و المنظرين فقد تم ليّ الحقائق و فسرت هذه الهجمات الأرهابية على انها هجوم الأسلام على المسيحية الغربية و لكن الحقائق هي انه لا يوجد عداء بين الأسلام و امريكا على المبدأ و انما هو انتقام من امريكا بسبب دعمها للصهيونية. ضجت وسائل الأعلام بالأرهاب العربي الأسلامي ضد الدول الغربية الليبرالية و لم تذكر اسرائيل و هذا امر متعمد من اجل ابراز الصراع بشكل ايديولوجي بدلا من ان هؤلاء اناس يحاربون بسبب سلب الأرض الفلسطينية لان ذلك سيجعل الناس يعرفون السبب الحقيقي و هو سبب معقول و ذو اسس و لا علاقة له بالدين، لكن اخطأت هذه الحركات الدينية كثيرا في ادائها لانها اعتمدت في اسلوب التجنيد على العاطفة الدينية و بذلك اخذت صبغة دينية و هكذا فسرها المفكر الغربي لتخفيف الضغط على اسرائيل و جعل هؤلاء العرب يظهرون بمظهر البرابرة المتعطشين للدم. فهل آنت الآون لتصحيح المسيرة و افهام الغرب بانه لا يوجد صراع بين الحضارات ، انه صراع على ارض مغصوبة و حقوق شعب مشرد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نور الغندور ترقص لتفادي سو?ال هشام حداد ????


.. قادة تونس والجزائر وليبيا يتفقون على العمل معا لمكافحة مخاطر




.. بعد قرن.. إعادة إحياء التراث الأولمبي الفرنسي • فرانس 24


.. الجيش الإسرائيلي يكثف ضرباته على أرجاء قطاع غزة ويوقع مزيدا




.. سوناك: المملكة المتحدة أكبر قوة عسكرية في أوروبا وثاني أكبر