الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مراجعة فيلم الاثارة الفرنسي إنفجار (2021)

علي المسعود
(Ali Al- Masoud)

2022 / 11 / 8
الادب والفن


الفيلم الفرنسي إنفجار (بلاست ) الصادر عام 2021، من تأليف و أخراج " فانيا بيراني فينيس" ، الذي قرر تحويل شغفه بالسرد إلى مهنة عندما أصبح مساعدا لكلود ليلوش لمدة 10 سنوات ، وهذه اول تجربة أخراجية لفانيا بيراني فينيس في مجال إنتاج الافلام الروائية الطويلة و الذي بدأت مسيرته المهنية في صناعة الافلام منذعام 2005 بفيلم قصير . الفيلم الفرنسي الانقجار( بلاست) أو عنوانه الفرنسي الأصلي( ديفلاكراسيون) ، هو فيلم إثارة وتوتر ويركز على سونيا التي تعمل في شركة صغيرة تنزع أسلحة الألغام الأرضية في جميع أنحاء العالم . وبعد حصولهم على عقد ناجح مؤخرا في أوكرانيا ، تتعرض للتهديد والابتزاز من الاوكرانيين الفاسدين في موطنها فرنسا والأسوأ من ذلك، أن الأطفال يزج بهم في هذا الصراع .
أفتتاحية الفيلم تبدأ من كراج غارق في الظلمة واقع في اسفل البناية ، ينزل فريد (بيير كيويت) وابنته وابن زوجته من شقتهم ، وعندما يقفزون إلى سيارة شريكته سونيا ( نورا أرنيزيدر) ، يحاول تشغيلها لكنه بدا مرتبكا لعدم فهمه طريقة التشغيل ويتعين عليه الاعتراف بالهزيمة وطلب الحصول على مساعدة شريكته سونيا لبدء تشغيل السيارة ، وبالفعل يستدعي سونيا بهدف تشغيل السيارة. وعند قيامها بذلك، فإنها تصطدم بحالة غريبة تظهر على الشاشة وهو العد التنازلي للعبوات الناسفة او القنبلة الموقوتة . لحسن الحظ سونيا لها خبرة في هذا المجال لكونها جزء من فريق التخلص من القنابل ، تتصل على الفور بفريقها لإخراجها من هذا الموقف المميت. ولكن مع وجود طفلين قلقين في الخلف وجهاز مثبت بشكل معقد متصل بأسفل السيارة ، فإن احتمالات خروج الجميع على قيد الحياة ضئيلة . في موقف سيارات باريسي تجد خبيرة ازالة الألغام سونيا نفسها عالقة في سيارتها مع إبنها وابنة صديقها فريد الذي ظل في الخارج وهوعاجزا في مواجهة الموقف بعد أن تم وضع لغم مضاد للدبابات تحت السيارة. سونيا تعمل في منظمة غير حكومية مع فريد ولقد عادت لتوها من بعثة في أوكرانيا،. يحاول الفيلم أن يلمح عن الصراع بين أوكرانيا وروسيا ، لكن بصراحة لا يبدو أنه نجح في ذلك. وعلى الرغم من أن سونيا معتادة على التعامل مع المواقف الخطرة ولكن مع تعرض حياة الأطفال للخطر فأنها تشعر بالقلق وعدم التوازن في إتخاذ القرار الصحيح ، لذالك تترك المهمة الى زملائها إيغور و الشابة كميل التي تستنجد بهم و جاءوا إلى الإنقاذ .
لدى سونيا وفريد 30 دقيقة لنزع فتيل القنبلة وفي نفس الوقت الوصل الى معرفة من يمكن أن يكون وراء كل ذلك. في هذا الفيلم فإن المخرج يحاول أن يزيد من جرعة الاثارة التوتر ولكنه يخفق كثيرا في النصف الثاني من الفيلم . في هذا النوع من الأفلام يكون الأطفال هم الضحايا . إنها تمثل أسوأ الكليشيهات التي يمكن للمرء أن يتوقعها من مثل هذا الفيلم. ا في الحروب والجرائم الجماعية، يكون الأطفال شهودا وضحايا، وأحيانا فاعلين . لديهم خبرة كاملة في أوقات الانفجارات هذه ويحملون ذاكرة فريدة كما هو الحال مع الصبي أبن سونيا والطفلة ( زوي) إبنة فريد ، في حين ألأطفال موجودون هناك فقط لخلق نوع من التوتر والاثارة الذي ليس له مصلحة في جعل الفيلم يتطور. ما يريد الفيلم القيام به (ونجح جزئيا) هو التحدث عن سيكولوجية مزيلي الألغام الذين يواجهون ما يمكنهم العيش فيه . لكننا في هذا الموقف نجد سونيا نفسها مشلولة الحركة في سيارتها، وهي خبيرة متفجرات بارعة تسافر في جميع أنحاء العالم للقضاء على الخطر الخفي للألغام الأرضية. نراها محاصرة مع ابنها توماس وزوي ابنة رفيقها فريد، الذي بقي في الخارج، عاجزا. ووضع لغم مضاد للدبابات تحت سيارتهم .
سونيا هي مزيل للألغام وتعمل في نفس المنظمة غير الحكومية التي يعمل فيها فريد ، واستدعت كلاً من إيغور وكميل وهما من زملائها الخبراء في إزالة الألغام في محاولة نزع فتيل اللغم والخروج بسلام هي والاطفال من هذا المأزق و لديهم أقل من 30 دقيقة. وعليهم أن لايقوموا باية حركة أوفتح الباب والا ستنفجر السيارة بهم .
المخرج في فيلمه لايذهب بعيدا بما فيه الكفاية في استغلال سيكولوجية شخصياتها. يتم التعامل مع كل شيء من الخوف والقلق والترقب و بشكل سطحي وهذا يخلق حتما عيوبا في الفيلم ، خاصة في بساطة السرد الذي كان يمكن أن يكون أكثر عمقاً وأكثر تعقيدا. بصريا المخرج فانيا بيراني فينيس لا يفعل شيئا استثنائيا. الضوء الباهت لموقف السيارات لا يساعد حقا على خلق جو مثير للقلق. ومع ذلك ، كان بإمكان فيلم الانفجار أن يكون أكثر تاثيرأ وحسب الواقع التي تعيشه اوكرانيا بعد الغزو الروسي لها وكان يمكن استغلال كل الاحداث . لذلك ينتهي بنا الأمر بفيلم يشبه إلى حد كبير فيلما تلفزيونيا . لقد استحوذت علي وأعجبت كثيرا بالكيفية التي تمكن بها صانعوا الأفلام من بناء مثل هذا التوتر الذي لا يطاق داخل موقع واحد . ومع ذلك ، بعد نهاية الفصل الأول ، أصبح الفيلم فوضويا بعض الشيء وانتهى به الأمر إلى الشعور وكأنه مزيج بين فيلم مزيف أمريكي داخل فيلم ، وحلقة أخيرة من مسلسل تلفزيوني. ويرجع ذلك في الغالب إلى أن الفيلم افترض أننا كنا نعرف بالفعل هذه الشخصيات قبل هذه الأحداث وأن كل العرض يعتمد على أشياء يعتقد الفيلم أننا يجب أن نعرفها بالفعل. يصبح المعرض أكثر من اللازم وبمجرد تقديمه ، فقد غالبية التشويق الذي بناه ، بل وصل إلى درجة أنه لم يعد يشعر بأن الشخصيات كانت تحت أي نوع من التهديد بعد الآن .
الجوهر الاساسي لقصة الفيلم الخوف على الأشخاص المقربين منك الذين أنت عاجز عن المساعدة معهم ، وخطر الموت المستمر في اية لحظة . ومن الجدير بالذكر أن الممثلين الأطفال قدموا أداءاً جيداً . الممثلة "نورا أرنيزيدر" في دور سونيا كانت بسيطة وتلقائية وقدمت أداء متميز بشكل خاص و يكمل الجوهر العاطفي الذي يعتمد عليه الفيلم للجاذبية. وخصوصا هي شخصية تتولي المسؤولية و كفاءتها الفائقة كفني في التخلص من القنابل ، ولكن الخروج من منطقة الخطر الراحة الخاصة بها في مثل هذه الظروف الجذرية ، وكان لديها الكثير لتتعامل معه كأم لديها أيضا علاقة شخصية مع الأطفال المعرضين للخطر. كل هذا يوفر قوة الشخصية ، لكن للاسف تنتهي الحكاية بموت صديقها ( أيغور ) راديفوي بوكفيتش- الذي انقذ سونيا والاطفال ولم يستطيع النجاة بنفسه وتنفجر السيارة وهو عالق تحتها .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الحلقة السابعة لبرنامج على ضفاف المعرفة - لقاء مع الشاعر حسي


.. الفنان أحمد عبد العزيز ينعى صلاح السعدنى .. ويعتذر عن انفعال




.. االموت يغيب الفنان المصري الكبير صلاح السعدني عن عمر ناهز 81


.. بحضور عمرو دياب وعدد من النجوم.. حفل أسطوري لنجل الفنان محمد




.. فنانو مصر يودعون صلاح السعدنى .. وانهيار ابنه