الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


علي الفياض: عاشق لتراث الشعبي وخادم لقطر معنويّا

حنضوري حميد
كاتب وباحث في التاريخ

(Hamid Handouri)

2022 / 11 / 8
سيرة ذاتية


اهتم الأستاذ علي الفياض منذ صغاره و في مسرته البحثية بكل ما يتعلق بالتراث اللامادي لدولة قطر والخليج، حيث استطاع بجهوده الخاصة وبوعي بضرورة أهمية التاريخ والارشيف في بناء الدولة، وتثبيت ركائزها من الناحية التاريخية، يقينا منه أن "ما لا تاريخ له لا مستقبل له" . حيث كانت بدايته بالبحث التاريخي فضولا معرفيّا ثم كبرت أحلامه وخاصة بعد أن بدأ بعملية التدوين وانجازه مجموعة من الأبحاث والاصدارات، محاولا من خلالها التحرير التاريخ من الثقل الماضوي وكذلك تنقيته من الشوائب والمغالطات التاريخية؛ التي كانت سواء من الخصوم أو صدرت سهوا من خلال التصحيح عن طريق عملية الكتابة التاريخية .
تصب اهتمامات الأستاذ الفياض بشكل عام على منطقة الخليج العربي وبشكل خاص على تاريخ دولة قطر، حيث استطاع جمع جل الأبحاث والوثائق التاريخية والمخطوطات القديمة والروايات الشفوية، وقيام بعملية الأرشفة حسب الحقب الزمنية التي تعود إليها. إذ بدأ بالحقب الزمنية القديمة وثم الحديثة وصولا إلى مرحلة الزمن الراهن، كما استطاع كذلك تصنيفها حسب المواضيع التي تعالجها وهي في الحقيقة مواضيع عدة ذات قضايا مختلفة. وتعد هذه العملية جد صعبة ولكن غاية في الأهمية، حيث أخدت منه زمنا طويلا استغر فيها عمره كله، منذ أن كان فتاً صغيرا إلى أن وصل إلى عمره الحالي.
استطاع علي الأستاذ فياض بالعزيمة والإرادة والإصرار وبعد جهود طويلة وجبارة، وفترة زمنية ليست بقصيرة، أن ينشأ مكتبة خاصة مكوّنة من طابقين رتبها من المهم إلى الأهم، ومن الأقدم إلى الراهن، وكذلك من ناحية التاريخية والموضوعاتية. كما أن أجنحة المكتبة لم تقتصر على كتب التاريخ والتراث وحدها، بل وسع أفقها ودائرة الاطلاع للزوار، وانفتح على العلوم الأخرى كعلم الاجتماع والفكر والجغرافيا كعلوم مساعدة لمناهج التاريخ، لكي يكون الأفق واسع والرؤية واضحة وشاملة لعدة زوايا، حتى يتمكن الباحث الراغب لخوض مغامرة البحث في الوثائق الأرشيفية التاريخية والتراث الشعبي والوطني القطري والخليجي الذي يحتاج إلى مشرحة دقيقة ومعرفة واسعة والتحلي بأخلاق عالية والبعد عن الذاتية والتزام الحيادة والموضوعية في كتابة التاريخ والعناية بالتراث.
وشهادة أقولها للتاريخ وبكل صراحة وموضوعية، نادرا ما نجد أشخاص أمثال الأستاذ علي الفياض، حيث استطاع بجهوده الخاصة التي تعادل جهود أربع وزرات، إذ خدم البلاد والعباد، سعى إلى بناء الانسان الخليجي ولاسيما القطري معنويا وفكريا، وخدم دولة قطر تاريخيّا وحفظ تراثها. وتمكن أن يصنع من مكتبته وعاء "الذاكرة والتاريخ" التي تلاقي بين الأجيال السابقة والحاضرة واللاحقة، وكذلك حفض لإرث الأجداد حتى لا يتلف وحفظ الذاكرة الماضوية حتى لا يشوبها النسيان، ويضيع فيها ما أنجزه الأجداد الذين أسهموا بشيء الكثير في صناعة تاريخ قطر الراهن.
علي الفياض أستاذ وباحث في التراث الشعبي القطري، رجل وازن؛ محترم ومتواضع وخلاّق، وفيّ للعلم والمعرفة، له مكانة رفيعة وتقدير عال من قبل الكل وبشهادة الجميع، كما له مؤلفات عديدة وإسهامات غزيرة، ساهمت في إغناء المكتبات القطرية، وفي إثراء الحقل البحث التاريخي. فلا يسعني أن أقول أن أمام هؤلاء العظماء ينبهر الإنسان.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مليار شخص ينتخبون.. معجزة تنظيمية في الهند | المسائية


.. عبد اللهيان: إيران سترد على الفور وبأقصى مستوى إذا تصرفت إسر




.. وزير الخارجية المصري: نرفض تهجير الفلسطينيين من أراضيهم | #ع


.. مدير الاستخبارات الأميركية: أوكرانيا قد تضطر للاستسلام أمام




.. وكالة الأنباء الفلسطينية: مقتل 6 فلسطينيين في مخيم نور شمس ب