الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل الدُول يمكن أن تموت؟ وأين يذهب السكان!؟

سليم نصر الرقعي
مدون ليبي من اقليم برقة

(Salim Ragi)

2022 / 11 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


نعم!... هذا سؤال مهم للتدبر وهو يحتاج إلى اجابة عقلانية وشجاعة!... هل يمكن للدول ان تموت وتنتهي كما ماتت وانتهت عدة دول وامبراطوريات عبر التاريخ كالدولة الاموية والفاطمية والعثمانية وآخرها دولة الاتحاد السوفيتي ودولة يوغسلافيا وتشيكوسلوفاكيا التي عاصرنا موتها!؟ ولكن اين سيذهب الناس!!؟ اقصد الشعب الذي ماتت دولته؟؟ هل سيعيش في العراء والشوارع؟؟ اين سيذهب؟ وماذا يفعل!!؟؟ ماذا يفعل (الشعب) الذي تموت دولته؟ أو بمعنى أدق الدولة التي أسسته وكانت تحكمه وتنظمه وتقوده؟هل هم ايضًا سيموتون ام يصبحون كالغجر بلا وطن؟؟ أم حتى لو ماتت الدول فالسكان والأوطان والبلدان تبقى؟ ام ستقوم على ارض دولتهم الميتة عدة دول قُطرية أو امبراطورية جديدة؟؟
وهل إذا ماتت هذه الدول، تموت بشكل طبيعي بسبب الشيخوخة؟ أم بسبب مرض عضال (سرطان الفساد مثلًا) الذي يصيب جسمها فيدمره ويقضي عليه؟ أم يمكن أن تُقتل قتلًا بقوة خارجية؟؟ أو ربما حتى تنتحر هي بنفسها في لحظة جنون؟؟؟ أو يمكن أن تموت نتيجة أخذها الدواء الخطأ !!؟؟
هذه أسئلة قد تساعدك في التفكير في هذه المسألة!، ولكي نفهم السؤال بشكل جيد علينا أن نفهم أولًا الفرق بين مفهوم ((الدولة)) وبين مفهوم (البلاد)؟... الدولة كجهاز حاكم ومسيطر يملكه ويقوده حاكم محلي أو أجنبي هو من يسيطر على بلاد أو أكثر .. أي مثل الدولة الأموية والعثمانية فهي دولة واحدة ولكنها ببلدان وأقوام وأديان متعددة، المثال الأول هو الدولة أو الامبراطورية (الأموية) ومركزها بلد واحد هو ما بات يُعرف اليوم بسوريا، المثال الثاني هو الدولة أو الإمبراطورية (العثمانية) ومركزها ما بات يُعرف بتركيا !!... فالدولة الأموية ماتت والعثمانية ماتت ولكن البلدان والسكان الذين كانت تشكل منهم الدولة موجودون قبلها وظلوا موجودين بعدها !!؟ وهكذا في حال الدول التي عاصرنا موتها كدولة الاتحاد السوفيتي ودولة يوغسلافيا ودولة تشيكوسلوفاكيا، فهي ماتت وانتهت ولكن البلدان بسكانها كانت موجودة قبلها وظلت موجودة بعدها؟
وهنا أقدم إليك ملاحظة أخيرة قد تساعد في فهم الفرق بين مفهوم (الدولة) ومفهوم (البلاد)، وهذه الملاحظة تتمثل في دولة ((اسرائيل))!!... فدولة اسرائيل في حقيقتها هي دولة وليست بلاد ، ((دولة مستوطنين مستعمرين)) كما هو حال (ليبيا الايطالية) مثلًا التي أسسها المستعمر الايطالي - بهذه التسمية الاستعمارية - على أرض بلدين عربيين وهما ((برقة)) و((طرابلس الغرب)) عام 1934 !!.. إذ قبل ذلك التاريخ لا يوجد بلد عربي اسمه ((ليبيا))!!.... فإسرائيل كيان استيطاني في الأصل فهي دولة استيطانية أقيمت على بلاد أسمها فلسطين يقطنها شعب أسمه (الشعب الفلسطيني) منه المسلمون ومنه المسيحيون ومنه اليهود ومنه غير ذلك!! .. فحتى الستينيات من القرن الماضي كان الكثير من الأوروبيين يسمون فلسطين بـ((فلسطين)) وليس ((اسرائيل)) كما لاحظت حتى في بعض الكتب والأفلام القديمة!!... حتى ((وعد بلفور)) في الحقيقة تحدث عن إيجاد (وطن) لليهود وليس (دولة) لكن الصهيونية تمكنت بقوة الدهاء والسلاح والارهاب من إقامة دولة على أرض فلسطين!!... وبالمحصلة فاسرائيل دولة مستوطنيين (أجانب) من جنسيات وقوميات وأعراق مختلفة الجامع الوحيد بينهم هو أن ديانتهم هي ((اليهودية))!!... واليهودية ديانة مثلها مثل الاسلام والمسيحية وليست قومية أو عرقًا وهو ما تثبته فحوصات الحمض النووي (DNA) !!.. وهكذا حال المسيحية والاسلام فهما ديانتان تضمان الكثير من الاجناس والاعراق والاوطان والقوميات والجنسيات!!
والآن!.... ما رأيكم ؟؟؟ وما هي اجاباتكم على هذه الأسئلة المطروحة للنقاش!!؟
هل الدول قابلة للموت كجهاز لممارسة السيادة والقيادة والحكم والتحكم ؟؟ وماذا عن البلدان والشعوب والأمم إذا ماتت الدولة التي تحكمهم؟؟ هل يمكن لهذه البلدان وسكانها أن تموت وتنقرض وتندثر مثل الديناصورات؟؟ .. هذا كسؤوال عام أما سؤالي لأبناء جلدتي في دولة ليبيا فهو كالتالي: ماذا عن دولة ((ليبيا)) التي ورثناها عن الاستعمار الايطالي؟؟؟ هل هي دولة تملك مقومات البقاء والارتقاء أم أنها آيلة للسقوط والمسألة مسألة وقت لا غير !!؟؟؟... ما رأيكم؟؟؟؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اضطرابات في الإمارات لليوم الثالث بسبب سوء الأحوال الجوية


.. -الرد على الرد-.. ماذا تجهز إسرائيل لطهران؟| #الظهيرة




.. بوتين..هل يراقب أم يساهم في صياغة مسارات التصعيد بين إسرائيل


.. سرايا القدس: رشقات صاروخية استهدفت المدن المحتلة ومستوطنات غ




.. أصوات من غزة| ظروف مأساوية يعيشها النازحون في العراء بقطاع غ