الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حوار مع المؤرخ المصري إيهاب عمر

بوسي الجمسي
كاتبة مقال أدبي و رواية و قصة قصيرة

(Bosy Elgamasy)

2022 / 11 / 10
مقابلات و حوارات




ما هي أهم أعمالكم؟
بدأت الصحافة في سن العاشرة وساعدني في ذلك ان هيئتي وقتذاك كانت اكبر من عمري الحقيقي بفرق شاسع، وحينما كنت في الصف الأول الثانوي كانت كتاباتي بدأت تحجز موقعاً في مجلة الاهرام الرياضي ومجلة الاهرام العربي، عملت صحفياً لبعض الوقت في المصري اليوم وكنت من الرعيل الأول في اليوم السابع قبل انطلاق النسخة الورقية، وكاتباً لبعض الوقت في جريدة الشروق وجريدة صوت الامة، وحالياً كاتب بمجلة روزاليوسف وبوابة مبتدا والموقع الالكتروني لقناة القاهرة الإخبارية الى جانب عملي صحفياً بمؤسسة الاهرام وباحث سياسي بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية.
قمت بتأسيس قسم الشؤون الدولية بجريدة الاهرام التعاوني عام 2007 وكانت اصغر رئيس قسم في الصحافة القومية الحكومية المصرية وقتذاك وذلك حتى صيف 2009، كتبت مقدمة الترجمة البولندية لمذكرات السيدة هدى شعراوي، شاركت بدعوى رئاسية في ثلاث دورات متتالية من منتدى شباب العالم وست دورات متتالية من المؤتمر القومي للشباب، وثلاث دورات لمؤتمر الاسرة المصرية بدعوة وحضور السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي.
شاركت في في "الاحتفالية الثقافية المصرية -السعودية" بدعوة من د. ايناس عبد الدايم وزيرة الثقافة المصرية، في دار الاوبرا المصرية – مارس 2018، بتشريف
ورعاية وحضور الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وولى العهد السعودي
الأمير محمد بن سلمان آل سعود نائب رئيس الوزراء ووزير الدفاع السعودي وقتذاك، وهو اللقاء الهام والحاسم في ملف قيام الأمير بن سلمان بتأسيس وزارة الثقافة السعودية.
تنشر مقالاتي بشكل دوري في الصحف المصرية واللبنانية والبولندية وتقوم القنوات المصرية واللبنانية والفرنسية باستضافتي بشكل دوري لقراءة المشهد السياسي والشؤون التاريخية، وقمت بعدد من الجولات الثقافية في لبنان والبانيا والامارات.
أصدرت 28 كتاباً في شؤون السياسة والتاريخ والآداب والفلسفة السياسية، ابرزهم موسوعة عن تاريخ روسيا السياسي منذ تأسيسها حتى اليوم بعنوان "الإمبراطورية الروسية"، وكتاب "التتار المسلمين" الذى يتحدث عن تاريخ التتار والمغول قبل وبعد معركة عين جالوت، اذ ان تاريخ معرفة قارئ المكتبة العربية بالتتار يتوقف عند هذه المعركة دون ان نعرف الصدام التالي بينا وبينهم وكيف لاحقاً دخلوا الإسلام واسسوا امبراطورية هائلة ظلت حتى القرن التاسع عشر.
الكتاب تطرق لأصول الاتراك ما اطلق حملة تدوين كبري مصرية وعربية تقوم بإعادة فحص تاريخ تركيا والدولة العثمانية في موجة ثقافية كبري.
في كتاب "أمريكا والربيع العربي" جلبت وثائق أمريكية لفهم كيف تعاملت واشنطن مع الربيع العربي واستعدت له بل وساهمت في انطلاقه ثم تفاجئ ببعض مخرجاته، قراءة من الوثائق دون ان يتحول الكتاب الى مقال رأى.
في كتاب "خريف العولمة الامريكية" رصدت صعود اليمين القومي في بريطانيا وامريكا وكيف صنع دونالد ترامب ما يعرف اليوم بـ "الترامبية"، وفى كتاب "ربيع القومية المصرية" رصدت صعود الروح القومية وتأسيس الحركة الوطنية المصرية شعبياً على وقع ثورة 30 يونيو.
في كتاب "الحرب السرية.. أوهام المقاومة في الشرق الأوسط" كتبت عن مشاريع تركيا وايران وسوريا وقطر والإسلام السياسي الحقيقية خلف ادعاء ان لديهم مشاريع مقاومة للمشروع الأمريكي والصهيوني، كتبت هذا الكتاب ونشرته في مناخ كان يمجد تلك العناصر قبل ان يبدأ البعض في فهم حقيقة تلك الاجندات على وقع فعاليات الربيع العربي.
ما هي التكريمات التي حصلتم عليها؟
لدى رأى لم افضل ان اطرحه طيلة السنوات الماضية وسؤالك يجعلني أرى انها فرصة لطرحه، ولكني ضد ان يحصد المثقف على جوائز او تكريمات من الأساس، خصوصاً حينما يسعى اليها، لا اعرف معني ان يقدم المثقف نفسه الى جوائز الدولة او منح التفرغ وجوائز افضل رواية او افضل مقال او افضل قصة!
ان هذا الرأي المفروض انه حصرياً على القارئ، على المجتمع، فالمثقف او صاحب القلم الذى لا يمتلك قنوات اتصال مع المجتمع خاصة في ظل ثورة الاتصالات ومنصات التواصل الاجتماعي هو "مثقف الشلة" فحسب.
الجوائز الحقيقية هو ان يوقفني قارئ في الشارع لا اعرفه ويتفضل بكلام طيب بحقي، او رسالة بريدية او الكترونية تحمل ذات المعني، تلك هي التكريمات والجوائز الحقيقية التي أصبحت اليوم ترياقي الشخصي امام موبقات الحياة عموماً.
يمكن للمثقف ان يستقبل التكريم، ولكن لا يذهب له، لذا ان عرض عليه التكريم او الجائزة شريطة ان يشعر بانه يستحقها فعلا وان معايير الاختيار قيمة وليس "تجميع" خمسين اسم من اجل اجتماع علاقات عامة او كما يحدث في بعض الجوائز من البحث عمن لم يكرم بعد من اجل تكريمه فحسب، كل هذا مرفوض.
ورفضته اكثر من مرة، حتى جامعتي حينما قررت تكريمي عقب التخرج بخمس سنوات فحسب باعتباري من الأسماء التي نجحوا في تقديمها للوسط الصحفي رفضت، التكريم الوحيد الذى قبلته هو من كلية الاقتصاد والعلوم السياسية جامعة القاهرة، كاتب سياسي يتم تكريمه من كلية العلوم السياسية، أرى بعض المنطق في ذلك.

ماذا عن القراءة في حياتكم؟
اؤمن بمقولة الصحفي الكبير الراحل فكري اباظة حينما كتب "اقرأ كثيراً وأكتب قليلاً"، القراءة هي هوايتي الأولى منذ سن السابعة ويجب ان تكون معدلات قراءات اعلي بكثير من معدلات كتاباتك، كلامي للصحفيين والإعلاميين وكل مبدع بالقلم في فنون القصة والرواية وغيرها.
وبالنسبة لباحث السياسة والتاريخ، قارئ او هاو او محترف، فأنصحه دائماً بقراءة الإصدارات العربية وعدم الاكتفاء بالإصدارات المصرية فحسب، هذا الاثراء المعرفي مهم للغاية.
صاحب القلم سلاحه الحقيقي هو التراكم المعرفي، لا للتباهي بالمعلومات والحقائق او رصها في سطور جامدة، بل هضمها وإنتاج رؤيته الخاصة واسلوبه الخاص.
ثم ان كثرة الاطلاع تعلم الانسان التواضع، وتهدئ من حالات الزهو او حتى الغرور .. المثقف لا يتباهى .. القارئ متواضع امام مكتبته العملاقة.
كيف أثرت بكم تجربة العمل فكريا وإنسانيا؟
تجربة العمل كانت مدمرة لي نفسياً وعصبياً وانسانياً، بيئة العمل في مصر قاتلة للموهبة او من يعتقد ان لديه موهبة ما، او حتى من يحاول، كنت اتمني مزيد من العزلة والرهبنة الثقافية، ضجيج المجتمع والانسان المعاصر عموماً لا يطاق، خاصة حينما تعيش وسط 100 مليون خبير وعالم ومفكر ونبي لديهم وهم الصوابية والانجاز وصكوك الوطنية والدين والثورة والحرية والفكر، مولع بالمحاكاة وقاتل ذاته في سباق طبقي هزلي.
هل تمكين المرأة في "الدول العربية" حقيقة أم مجرد شعارات؟
تمكين حكومي ورسمي وليس تمكين مجتمعي او شعبي، خصوصا في مصر، اري ان الرجل حرر المرأة لصالحه حتى الان، واغلب المكتسبات التي حصلت عليها المرأة تصب في صالح الرجل.
ان المجتمعات العربية عموماً والمجتمع المصري فيما يتعلق بالمرأة، ذو مرجعية دينية سلفية، وللأسف المرأة تتشارك الرجل في المرجعية ذاتها، الرجل المصري حرر المرأة حتى تصبح فريسة سهلة فلا اسهل من اطلاق الفريسة في الغابة تحت مسميات الحرية، في ظل مجتمع يرى المرأة كما يراها الإسلاميين، ماذا نتوقع عن رؤية الرجل للمرأة حينما تخرج من هذه الدائرة ؟ بل انني رأيت مراراً، واجزم انها الأغلبية، ان المرأة نفسها تنظر الى شخصها بنفس النظرة السلبية الإسلامية السلفية، هي مدانة في نظر نفسها وتشعر بالذنب.
واذا كان المجتمع ينظر الى المرأة التي تخرج لتحقيق ذاتها نظرة أخلاقية وجنسية سلبية، بل والمرأة نفسها في بعض الأحيان تؤمن بالرؤية ذاتها، كان طبيعي ان يحدث خلل هائل لمجتمع غير مؤهل لكل المطالب التي يطالب بها سواء ديموقراطية او قيم مدنية او حرية المرأة او غيره.
اغلب القيم والأفكار والايدولوجيات التي ينادي بها مدعي المعارضة والإصلاح في مصر تحولت الى بيزنس، 1 % فقط منهم يؤمن والاهم يفهم ما يقول، والباقي "ملقن" ويردد ما يكسبه واجهة اجتماعية وفكرية.
سهلت حرية المرأة لمجتمع لا يحترم المرأة ان ينال ويصطاد المرة باسم الحرية، ان يبتزها ويبتز حريتها باسم الحرية، ان
انا مع حرية المرأة بحدها الأقصى، ولكن التجربة بحاجة الى تصويب، لا عبر قرارات حكومية، ولكن عبر تأهيل المجتمع في الأساس لهذه الحرية، مثل أي نمط للحرية اذا كان المجتمع غير مستعد فان النتائج سوف تصبح كارثية.
مجتمع غير مستعد للديموقراطية سوف ينتخب الإرهاب
مجتمع غير مستعد للحرية سوف يرى المرأة عاهرة وسهلة ورخيصة بل وسوف ترى المرأة نفسها كذلك تأثراً بالمرجعية التي نشأت عليها.
وبدلا من ان تتحول الديموقراطية الى وسيلة للرخاء، تصبح الديموقراطية وسيلة لتفكيك الدولة وصعود الإرهاب للحكم والقضاء على قيم الدولة الوطنية
وبدلاً من ان تكون الحرية متنفس للإنسان، تصبح وسيلة لهدم المرأة والمجتمع وشكل الاسرة والعيش الكريم المشترك.
وبدلاً من ان يصبح تكريم المرأة هو تحديث للمجتمع، يحولها الى فريسة في سوق الابتزاز المادي والجنسي والمعنوي والديني على طول الخط.
والحل ليس الغاء هذا او ذاك .. بل تصويبه .. معالجته، وذلك عبر مشروع كامل وشامل فكري وثقافي للمجتمع وليس للحكومة او الدولة.
ان أي اصلاح قادم من الأعلى دون ان تكون قواعد الشعب مؤمنة به هو مشروع فاشل مسبقاً.
بماذا تطمح في مشوار نجاحك؟
اتمني ان انتهي من كتابي عن تاريخ الدولة العثمانية وهو سفر مختلف عن كافة ما سبق في هذا المضمار، حينما ابدا في الكتابة اقرا أولا كل ما كتب عن الموضوع حتى اتلافاه واضيف جديدا الى المكتبة المصرية والعربية.
الى جانب كتاب آخر عن تاريخ القومية المصرية، وثالث موسوعة عن الربيع العربي ما بين عامي 2010 و2014، ورابع عن الولاية الأولى والثانية للرئيس عبد الفتاح السيسي، وخامس عن الصوابية السياسية.
اعمل عادة على اكثر من كتاب في نفس الوقت، واغلب تلك المشاريع منتهية ولكن مطلوب ان اتفرغ شهرين فحسب لوضع التفاصيل النهائية، ولكن في ظل دوامة العمل والحياة فاني اختلس ساعة او اثنتين كل بضعة أيام وربما كل بضعة أسابيع، لذا هي مشاريع سوف انتهى منها خلال عامين وبعد ذلك اتفرغ لكتابة شهاداتي او قل مذكراتي حول الوسط الثقافي والصحفي والإعلامي والادبي والاكاديمي المصري ومعاصرتي للأحداث السياسية منذ بداية التسعينات وحتى اليوم.
انتهيت من كتابة روايتين ولكن النصين بحاجة الى تفرغ ومراجعة، الى جانب كتاب تدوين يمكن ان يبصر المطابع في أي لحظة.
أخيرا اسأل نفسك سؤالا وأجب عليه؟
السؤال: بعد كل ما فعلت وما تظنه في نفسك .. ماذا تبقى ؟
الإجابة: انا لم ابدأ بعد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل ينهي الرد المنسوب لإسرائيل في إيران خطر المواجهة الشاملة؟


.. ما الرسائل التي أرادت إسرائيل توجيهها من خلال هجومها على إير




.. بين -الصبر الإستراتيجي- و-الردع المباشر-.. هل ترد إيران على


.. دائرة التصعيد تتسع.. ضربة إسرائيلية داخل إيران -رداً على الر




.. مراسل الجزيرة: الشرطة الفرنسية تفرض طوقا أمنيا في محيط القنص