الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ابتذال -الثورة- .. واعادة اختراع العجلة؟!

سعيد علام
اعلامى مصرى وكاتب مستقل.

(Saeid Allam)

2022 / 11 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


ان المهزلة التي نعيشها في كل مناحي حياتنا المصرية، قد انعكست في دماغ البعض، وولدت انماط فكرية بائسة، ومن اكثرها بؤساً، المهازل الفكرية. ان الاستخدام المفرط والبائس لمصطلح "ثورة" جعلها مهزلة، ليس لدى المقاول المنشق المعارض محمد على فقط، بل الكارثة لدى ما يسمى بالنخبة المدنية، ناهيك عن الدينية بالطبع، للدرجة التي دعت كاتب صحفي ورئيس تحرير سابق لاكبر جريدة معارضة حزبية "سابقاً"، لان يصف التغييرات السياسية المطلوبة في مصر الـ"ثورة" السلمية، انها ليست "حسبة برما"، ويدعو الرئيس السيسي ان يتخذ هذه الاجراءات دون حاجة لمناقشات او حوارات، حيث انها ليست "حسبة برما"، اي مجدداً، لا حاجة لنضال مجتمعي، ولا دفع اثمان لتغيير سياسات تحقق مصالح لفئات نافذة مستعدة للدفاع عنها الى ابعد مدى، يكفي ان نطالب الحاكم بتغيير سياساته، عودة لتأبيد حكم الفرد، بلا نضال بلا "ثورة" بلا كلام فارغ، يكفي ان نطالب الحاكم الفرد، ونذهب الى السرير للنوم ملئ الجفون، فقد ادينا واجبنا على اكمل وجه.

غالباً يمكنك ان تحدد موعد للقاء صديق او صديقة، او تحدد موعد للغداء او للعشاء او للذهاب الى السينما، كما يمكن لجماعة ما ان تحدد موعد مثلاً، لاجتماع جمعية عمومية غير عادية لنقابة او لجمعية، للدفاع عن مصالحها المهنية .. ولكن لا يوجد فرد او جماعة في اي بلد يمكن لها ان تحدد تاريخ يوم للـ"الثورة"، دون نضج عناصرها الاساسية، المادية التاريخية، والذاتية. لقد تم استهلاك محمد على فاصبح بشكل شبه دوري يدعو لـ"ثورة"، وبالطبع مع غياب اي وعي سياسي نظري، او خبرة نضالية سياسية تنظيمية وجماهيرية، وكما يقال، لا ممارسة ثورية بدون نظرية ثورية.

ان تغييب سلطة يوليو للمجتمع المدني على اكثر من سبعة عقود، وفي القلب منه النخبة المدنية، تأتي على رأس الاسباب وراء "ظاهرة" محمد على، ولا تكتمل الصورة بدون تبيان الدعم والدفع المتخفي لجماعة الاخوان، من الخلف، "درس 30 يونيه"، لدعوات محمد على، وان نفى هو نفسه ذلك، مستغلين جماهيرية قد حققها في وقت سابق، وقبول جماهيري واسع. ان الاستهلاك ليس لصاحب الدعوة فقط، بل استهلاك الدعوة للـ"ثورة" ذاتها، وهو امر من شأنه مع تكراره، وتكرار فشله، ان يتسبب بابلغ الضرر للـ"الثورة"، في شكل صورة ذهنية سلبية لدى الناس عن مفهوم الـ"ثورة"، وبالاضافة لما يسببه التكرار الفاشل من احباط ويأس بعد الامل الذي يداعب نفوس الناس نتيجة للاوضاع المزرية التي يعيشونها، فهو يفقد الناس الثقة في المعنى النبيل للـ"الثورة" السلمية، وضرورتها.

ان دعم نضال القادة الاجتماعيين والنقابيين والسياسيين، لانتزاع حق التنظيم المستقل لمؤسسات المجتمع المدني المصادرة منذ 52، ودفع الاثمان الواجبة، الذي هو، بالاضافه لكونه المدرسة ومركز التدريب الذي تكتسب فيه النخبة الخبرة التنظيمية العلنية، وتخوض مع اعداد اوسع، تجربتها السياسية الخاصة، فهو ايضاً، مفرخة للقادة السياسيين الجدد. بدون النضال الاولي هذا، واستعادة عافية المجتمع المدني، ودفع الاثمان الواجبة لتحرير مؤسسات المجتمع المدني المصادرة، نقابات منظمات جمعيات، مستقله حقاٌ، ليس هناك من سبيل لتغيير سلمي نحو مصر ديمقراطية مدنية حديثة.

ان محاولة القفز على المهام النضالية الحتمية الابتدائية، الى "الثورة" مباشرة، دون المرور بمراحل نمو ونضج قوى الثورة، وشروط تحققها، هو كمن لا يريد ان ان يخوض امتحان الثانوية، ويقرر ان يخوض امتحان شهادة الدكتوراه مباشرة!. ولكم في خبرة ما بعد 25 يناير عبرة، يا اولي الالباب، بل والقادم اقسى، بدون ذلك النضال الحتمي، والقفز في الظلام، لا تغيير ايجابي سلمي نحو مصر ديمقراطية مدنية حديثة، بل عشوائية وفوضى وتقسيم.

"إن علامة أية ثورة حقيقية هي أن عدد ممثلي الجماهير الكادحة والمستثمرة والخاملة حتى ذلك الحين، الذين بوسعهم أن يشنوا الكفاح السياسي، يتصاعد بسرعة إلى عشرة أضعاف بل إلى مئة ضعف، فتوهم الحكومة وتجعل إسقاطها السريع أمرًا ممكنا للثوريين".
مرض" اليسارية" الطفولي في الشيوعية، فلاديمير لينين.


هام جداً
الاصدقاء الاعزاء
نود ان نبلغ جميع الاصدقاء، ان التفاعل على الفيسبوك، انتقل من صفحة سعيد علام، واصبح حصراً عبر جروب "حوار بدون رقابة"، الرجاء الانتقال الى الجروب، تفاعلكم يهمنا جداً، برجاء التكرم بالتفاعل عبر جروب "حوار بدون رقابه"، حيث ان الحوار على صفحة سعيد علام قد توقف وانتقل الى الجروب، تحياتى.
لينك جروب "حوار بدون رقابه"
https://www.facebook.com/groups/1253804171445824








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كاميرات مراقبة ترصد فيل سيرك هارب يتجول في الشوارع.. شاهد ما


.. عبر روسيا.. إيران تبلغ إسرائيل أنها لا تريد التصعيد




.. إيران..عمليات في عقر الدار | #غرفة_الأخبار


.. بعد تأكيد التزامِها بدعم التهدئة في المنطقة.. واشنطن تتنصل م




.. الدوحة تضيق بحماس .. هل يغادر قادة الحركة؟ | #غرفة_الأخبار