الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لا مناخ في مؤتمر المناخ

خالد بطراوي

2022 / 11 / 11
مواضيع وابحاث سياسية


على إيقاع ملفات ساخنة تستمر أعمال الدورة الـ27 لمؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية حول تغير المناخ (COP27)... فهل فعلا يوجد مناخ وأجواء مريحة تسمح فعلا ببحث القضايا التي تهم البشرية جمعاء كالمناخ والبيئة ومصير الكرة الأرضية برمتها؟
قمّة المناخ .. تريد الأمم المتحدة أن تقول من خلالها أنها ما زالت على الخارطة العالمية في كل ما يتعلق بقضايا العالم .... رغم أن الأيام وبالبراهين الدامغة قد أثبتت أن هذا المحفل الدولي الذي يجب أن يكون هو الجهة المرجعية الأقوى في إعمال السلم العالمي ما هو إلا "صالونات سياسية وخراريف" ... فحق النقض الفيتو ... يقف بالمرصاد لأي تحرك جدي، ويتم إستخدام الأمم المتحدة فقط وفقط لصالح التوازنات السياسية العالمية ولا تجرؤ الأمم المتحدة على إتخاذ أي قرار أو حتى بيان بحق أي من دول حق النقض (الفيتو) اللهم إلا الإكتفاء بتلميحات خجولة. ومن هنا فقد أرادت الأمم المتحدة في قمة المناخ أن تقول " نحن هنا".
قمة المناخ أيضا .... أراد من خلالها بعض زعماء الدولة المتغطرسة أن يقولوا نحن هنا ... رغم أنوفكم ... لذلك حضروا ... إذ تجاهل الروس تواجدهم على الخارطة العالمية ... فكان لا بد من الحضور ... "لينزلوا عن الشجرة " ... ليس أكثر ... فهم عاجزون كل العجز عن إيجاد مخرج لما سجّله "الدب الروسي" بحقهم من تبعات الحرب الروسية الأوكرانية ... فالشتاء الأوروبي القارس على الأبواب ... وهناك الحاجة للغاز الروسي وغيرها من المقدرات ذات طابع " الأمن القومي" ... حيث ستلوم الشعوب الأوروبية انحياز قادتها ووقوفهم الى جانب الولايات المتحدة الأمريكية إزاء الأزمة الروسية – الأوكرانية.
لاحظوا أيها الأحبة ... أنه ومنذ بدء الحرب الروسية – الأوكرانية لم يتم التداعي – ولو بخجل – الى عقد مباحثات سلام ... لم تبادر أي من الدول الأوروبية وأمريكا ... فهم يتفرجون ( طالما أن الطوشة في الحارة المجاورة) ولم تطلب أوكرانيا فهي أداة ليس أكثر ... والجميع سيضحي بكل مواطن أوكراني وبمقدرات أوكرانيا دون أن يسقط مواطنا أمريكيا واحدا أو أوروبيا ... لكن ذلك لن يطول كثيرا ... فروسيا ماضية في إمساكها بزمام الأمور ليس فقط فيما يتعلق بالحرب الميدانية والقتال حتى لو وجها لوجه، وإنما في فرض معادلات عالمية جديدة ... ولن تنسى روسيا خسائرها البشرية والمادية ... حيث سيدفع ثمن ذلك كله كل من أمريكا وأوروبا ومن آزرهما ... ومع ذلك فإننا من ناحية المبدأ .. نعارض إستخدام القوة العسكرية ... فلا رابح في الحروب ونتألم أيما ألم لضحايا الشعبين الأوكراني والروسي وندعو الى إنفراج سلمي لهذه الحرب الطاحنة.
في قمة المناخ ... قليلون هم من غادروا عند إعتلاء ممثل الكيان الصهيوني المنصة ليلقي كلمته ... وفي ذلك إشارة الى ذلك التهافت اللامتناهي للأنظمة العالمية والعربية نحو كيان الاحتلال الغاصب .. ذلك لا يعني البته قبول شعوب العالم والشعوب العربية أفعال قادتها .. حيث يناهضون التطبيع مع كيان الاحتلال.
في قمة المناخ ... وقف الرئيس المصري مستقبلا الرئيس الاثيوبي ومصافحا له وهو الذي وجه "طعنة في الظهر" لمصر العروبة بإنشاء سد النهضة الإثيوبي دون أن يكون هناك إتفاق على مقدار الحصص المائية للسودان ومصر ودون أن تتم دراسة الأثار البيئية لانشاء السد (سلبا أم إيجابا) وكل ذلك في ميزان " الأمن القومي المصري".
في قمة المناخ تغّيب الرئيس الصيني وتغيب الرئيس الروسي بخلاف التوقعات العالمية لدرجة أن الرئيس الأمريكي جو بايدين لم يحتمل هذا الإزدراء والتجاهل فخرج بتصريح علني منتقدا هذا الأمر قائلا أن " المناخ مشكلة ضخمة".
في قمة المناخ ... أرادت مصر أن تقول ... أنها " أم الدنيا" فاحتضنت هذه " اللمة" في شرم الشيخ وسط اجراءات أمنية مشددة وترتيب لوجستي منقطع النظير ... وفي هذا الصدد ... لا بد لنا إلا أن نثمن أي جهد عربي من أية دولة عربية تسعى لأن تضع نفسها على الخارطة العالمية باتجاه ليس التثبيت الشكلي بل الفعل الفارض نفسه لمصلحة شعبها والشعوب التواقة للتحرر والتخلص من التبعية لأمريكا وللغرب.
ولكن ... بعد أن حضر من حضر من قادة العالم ... وتغيب من تغيب ... وغادر من غادر ... وإنتهت الأجواء الاحتفالية الإفتتاحية .. ما هي أجندة "مؤتمر المناخ"؟
قمة المناخ تعقد في مدينة شرم الشيخ المصرية في الفترة من 6 إلى 18 تشرين الثاني ( نوفمبر) حيث سيجري بحث مسألة دعم وتمويل الانتقال للطاقة النظيفة كمكون محافظ على المناخ، وسبل دعم جهود الشباب في حل المشاكل المناخية وكيفية تقليل انبعاث ثاني اكسيد الكربون في الجو والحد من مخاطر الكوارث الطبيعية ودعم النشاط الزراعي ومحاربة الجفاف والفياضانات والارتقاء بدور المرأة في الحفاظ على المناخ ودور المجتمع المدني ومؤسساته في المحافظة على البيئة وكذلك سيتم مناقشة سبل الانتقال من الطاقة التقليدية الى الطاقة الخضراء والهيدروجين الأخضر كمصدر للطاقة في المستقبل وتأثيرات تغير المناخ على التنوع البيولوجي.، وبحث تلك المسائل المتعلقة بالميزانيات الوطنية، والمدن المستدامة، وإدارة النفايات، وبدائل البلاستيك والمباني الخضراء.
ومن هنا يتضح لنا، أولا أن الامور التي تشكل أجندة "مؤتمر المناخ" تتعلق بالدرجة الأولى بالبيئة تلك التي يشوهها القادة الذين حضروا جلسة إفتتاح "مؤتمر المناخ" والذين هم يمثلون أقطاب العجلة الإقتصادية العالمية من أباطرة السلاح والأدوية والمخدرات وملوثات البيئة، وبالتالي لا مناخ في مؤتمر المناخ ... وكما يقول المثل الشعبي ... كل يغني على ليلاه ... وما هذه الفعالية إلا إجترار للذات وتكرار للمكرر و"إستعراض عضلات" ليس أكثر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجيش الإيراني يحتفل بيومه الوطني ورئيسي يرسل تحذيرات جديدة


.. زيلينسكي يطلب النجدة من حلفائه لدعم دفاعات أوكرانيا الجوية




.. الجيش الإسرائيلي يعلن إصابة 14 جنديا جراء هجوم لحزب الله الل


.. لحظة إعلان قائد كتيبة إسرائيلية عن نية الجيش اقتحام رفح




.. ماذا بعد تأجيل الرد الإسرائيلي على الضربة الإيرانية؟